أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - اليوم يا غريفة فيك الضي..















المزيد.....

اليوم يا غريفة فيك الضي..


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6537 - 2020 / 4 / 14 - 20:09
المحور: الادب والفن
    


في معاجم الله العربية : غريفة [ مفرد ] : ج غريفات : 1 - تصغير غرفة

سميت الجنة «بالغرفة» لارتفاعها، والغرفة هي الدرجة الرفيعة، وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها، كما أن الغرفة أعلى مساكن الدنيا، جزاء بما صبروا على القيام بذلك، وبصبرهم على أمر ربهم، وطاعة نبيهم عليه الصلاة والسلام، بما صبروا على الفقر والفاقة في الدنيا وعلى الشهوات. وهي منزل عال ودرجة رفيعة في الجنة { أولئك يجزون الغرفة بما صبروا } - { وهم في الغرفات ءامنون } - { لنبوئنهم من الجنة غرفا }

الغريفة هي تصغير لكلمة الغرفة، وعادة ما تكون في الطابق الثاني للمنزل ولها نافذة تطل على الشارع..وعلى وسط الحوش" البيت"..

الغريفة هي مدينة في وادي الحياة في جنوب ليبيا.. ( اوباري) وأشهر مناطقها هي منطقة جرمه الأثرية والتي صنفتها منظمة اليونسكو مدينة تاريخية وهي من أشهر مدن فزان وكانت حلقة وصل بين الساحل والصحراء قبل ألاف السنيين عبر حضارة الجرمنت المعروفة وتشتهر هده المدينة بمتحفها العريق الذي به الكثير من المقتنيات والتحف الأثرية التي استقطبت اهتمام الكثير من الباحثين والمهتمين بالآثار.

يرجع سبب التسمية، إنه لما جاء المرحوم الشيخ عبد الله بن عمر بن حامد الحطماني ووجد المنطقة أرض فضاء واسع أقام بها هو وأولاده أتباعه ،وأقام بها بناء عال و فوقه دار. وكان يطلق على هذه الدار في الأزمنة الماضية تسمية الغرفة فكان كل قاصد إلى هذا المكان يقول أنا ذاهب إلي الغريفة وهو تصغير لكلمة الغرفة وروى لنا أنهم كانوا يقولون في البداية غريفة الشيخ عبد الله وكل من يتجه إلى هناك يستعمل تعبير ذاهب إلى غرفة الشيخ عبد الله ومع الوقت وبمرور الزمن وبعد أن أصبح المكان معروفا اقتصرت التسمية على الغريفة وهكذا أستقرت التسمية.

وفي مملكة البحرين هناك قرية تسمى كذلك "الغريفة" وهي تقع تحديداً في شمال ميناء سلمان، بمحاذاة شارع الفاتح من جهة الشرق..ويحدها شارع الجفير من جهة الشمال، يبلغ عدد سكانها تقريباً الـ 900 شخص، وقد عُرف عن أهلها الطيب والكرم وبساطة المعيشة وحب الترابط فيما بينهم حتى شهد بذلك كل من عرفهم وعاش بينهم.

وسبب تسميتها بهذا الاسم، ان هناك رواية مفادها أن عشيرة علوية منحدرة من نسل علي وفاطمة عليهما السلام أصلها من البصرة، استوطنت القرية وكان عميدهم قد بنى له غرفة صغيرة تقع على مجرى ما لتكون باردة في أيام القيظ، وهذا شيء جديد على الأهالي الذين ما أن عرفوا بالغرفة حتى أطلقوا على المنطقة التي فيها كلمة"الغريفة"وهي كلمة تصغير لغرفة..

ووصف أسم " الغريفة" نجده في التراث الشعبي الليبي، في أغنية أشتهر بغنائها يهود ليبيا ، تقول كلماتها:

اليوم يا غريفة فيك الضي وفيك زويل يعز علي ..

فيك النور وفيك مولى السالف مظفور

ايجي يدفر كيف البيبور سفينة والرايس رومي


فيك النعناع وفيك لريل بو عيون وساع

تمنيته في السوق انباع ومنه خلولي حقي ..

اليوم يا غريفة فيك الضي وفيك زويل يعز علي ..

فيك الخوخ وفيك مولى الصدر المنفوخ

لا رضع لا جاب فروخ وفي حجره ما رقد شي ..

اليوم يا غريفة فيك الضي وفيك زويل يعز علي ..
 

فيك فنار وفيك روشن يفتح عالدار

انا نطلب سيدى الهدار

يصخرلي مشكاى تجى

فيك عنب وفيك بنية تتشقلب

مصبوبة في القالب صب

ومخصوصة في العقل شوي

اليوم ياغريفة فيك الضي

فيك شقوق وفيك روشن يفتح عل السوق

طلبتك يا سيدي الزروق تقرب زول الغالي


مناجاة من حبيب لمحبوبته الذي تسكن في العلالي و لا يستطيع الوصول إليها.. يخاطبها ويناجيها من بعيد، يصف جمالها ويصورها بأشكال مختلفة...

عرف أن أصل الاغنية يهودى و كانت من بين أشهر تلك الاغاني القديمة التي كانت تغنيها المطربات اليهوديات، من أبناء الاقلية اليهودية التي عاشت في مدينة بنغازي، وأتخذت من شوارع وسط المدينة سكنا لها وعاشت بين الناس البسطاء في شوارع ( سي علي الوحيشي، والشويخات، وعثمان ابحيح، وبن عيسى، وقصر حمد)، بحسن السيرة وطيب السلوك، والشعور بالامن والامان، وكان لهم مدارسهم،( مدرسة بشارع المهدوي، وأخرى بمنطقة سيدي اخريبيش)، ومعابدهم ( معبد في شارع مختار الصابري، وأخر في شارع سي سعيد).

كان للاقلية اليهودية، دورها الفني الريادي، بحكم تحرر أفرادها بعض الشئ من العادات والتقاليد (كما أعتقد ) . وكان الناس فى بنغازى على سبيل المثال ، ـ ومنذ استيطان هذه الاقلية في مدينة بنغازي، بعد خروجها من الاندلس ثم تونس ومنها الى ليبيا،ــ يستعينون ببعض النساء والرجال من يهود بنغازى لاحياء الافراح، والحفلات الغنائية. لانه كان من العيب ان تعمل المرأة الليبية كمغنية الا داخل"اسوار" بيت العريس أو أهل العروسه..

برز من الفنانين اليهود على سبيل الذكر لا الحصر..، دوخه، كاكى، بن نحاسى،السحنتى،الزقيني، ابن الزقيني، زكي حبيب، حاييم الصغير)، سالمة( في الأفراح والمآتم)، وتركية، والمطربة والدرباكة المشهورة( بطة)، التي كانت تسكن في حي سوق الحشيش، وتحيى الافراح في البيوت الليبية، وكانت هناك عربة بحصان( عربية )، تنقلها من بيتها الى بيت العرس، بعد ان يتم الاتفاق على الاجر مع زوجها( خاموس)،الذي يقبض الثمن ومعه زجاجة بوخة. بدون أن ننسى المساهمة الفنية الكبيرة، لاشهر شعراء اليهود، الذين عاشوا بين مدينتي بنغازي والمرج، وهو الشاعر أربيب كليمنتي الشهير، بـ "أبـوحليقه"، وقد تغنى بشعره الذي يعتبر من فحول الشعر الشعبي الليبي، العديد من المطربين الشعبيين، ومنهم المطرب الشعبي علي الجهاني: قصيدة "لابس جديد الرنة" كما أنه صاحب قصص ومطالع عظيمة للمثال وليس للحصر ..المطلع الرائع للأغنية الرائعة ( ترتج من راسها حتى قدمها .. حزام ما حكمها .. مشي العوج قبل حوته قسمها )...

ولم يقتصر الامر على مدينة ليبية مخصصة مثل بنغازي بل تغلل اليهود في كل عاداتنا الاجتماعيه ومناسباتنا مهما صغُرت، ونشطت الفنانات اليهوديات خاصة في طرابلس وبنغازي وفي منطقة الجبل الغربي وغريان حيث يتركز سكن اليهود، الي اكتساب لقمة عيشهم بين الليبين باحترافهم مهنة الغناء وإحيائها في الاعراس الليبيه.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست أشهر..
- الليبيون والسخرية من فيروس الكورونا...
- الحياة في زمن كورونا...
- من وحي كورونا ...
- حارس المدينة المتعبة وميلاد صوت شعري جديد
- رواية تمر وقمعول ... ابداع السرد
- نحن والافيال...
- حصاد معرض القاهرة للكتاب
- أحتفالات رأس السنة.. من بابل الى اليونان
- بصمات عربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/2)
- الاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2 ...
- لاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/ ...
- في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة
- طرابلس السبعينيات التي عرفتها
- الاستنجاد والتوسل بأولياء الله الصالحين
- من تاريخ المسرح الليبي
- حي أكسارخيا وأطول ليلة عاشتها أثينا 
- الفول المدمس...الأكلة الشعبية الأولى في مصر
- جولة في مكتبات وسط البلد.. القاهرة
- مقاهي القاهرة كما رأيتها


المزيد.....




- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - اليوم يا غريفة فيك الضي..