أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجيه متهافته/1















المزيد.....

فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجيه متهافته/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجية متهافته/1
عبدالاميرالركابي
منذاكثر من نصف قرن، عاد العراق الى الغياب، كانت ثورة مجتمع اللادولة التاريخي الثانية في 14 تموز 1958 فاصلة في الاجهاز على، وسحق، لابل اكل الفبركة الاستعمارية ممثلة بدولة 1921في الشوارع، ومعها في تظهير اغتراب قوى الفبركة من أسفل الايديلوجية، لتصبح من يومها اشكالا متهافته، ومنتهية الصلاحية من بقايا أفكار واشكال تعبير تنظيمي صارت هياكل فارغة، موجودة لذاتها بالدرجة الأولى، تجتر نفسها خارج اية تفاعلية ديناميات او اشتراطات واقعية إيجابية، حتى وان كانت عابرة ومؤقته مثل تلك التي اوجبتها بالاصل، وجعلت من حضورها ممكنا بعد العشرينات من القرن ىالماضي، وتحديدا عند بدايات الثلاثينات من القرن المنصرم.
ونحن نتحدث هنا عن وضع او موضع يمكن ان نعين ابرز سماته حداثيا وكينونة في:
ـ كونه متعذر ومستعص على النطق عن الذات بحكم تعدي وتجاوز بنيته وكينونته طاقة العقل على الإحاطة، الامر الذي هو من اهم خاصيات علاقة العقل عموما بالظاهرة المجتمعية، حيث تنشا المجتمعات وتكتمل مكرسة حالة مفارقة بين كينونتها والمضمر فيها من استهدافات وممكنات مستقبليه، وبين المتوفر في حينه من طاقة استيعابية سابقة على المجتمعية وتنتمي لعالم ماقبلها، بانتظار ان تتصير داخلها وفي غمرتها عبر الفترات والحقب، لحين ان تبلغ مستوى يؤهلها لاستيغاب ماقد وجدت ضمنه قاصرة بداية عنه، ومتضائلة القدرات دونه ودون الارتقاء لمستوى اماطة اللثام عن مكنونه.
وليست حالة مابين النهرين/ العراق عادية على هذا الصعيد، او مما يمكن ادراجه ضمن المشترك العام بين المجتمعات، مع انه منها ويقع عليه مايقع عليها لجهة المفارقة العقلية المجتمعية، مضافا لذلك كون هذه النقطة من المعمورة تختص بلازمتين الأولى كونها موضع الابتداء المجتمعي وكماله، ففي ارض الرافدين تنضج المجتمعية كظاهرة بنيويا بصفتها مجتمعية تحولية، هي الصيغة المجتمعية التي يصير عندها بالإمكان التاريخ للظاهرة المنوه عنها، والثانية المتلازمة مع الأولى انها حالة ونموذج استنائي وفريد ميزته الازدواج المجتمعي المتوافق مع الاستهداف المضمر في الظاهرة المجتمعية، وصورة وصيغة تحققها المستقبلي باعتباره ماقد وجدت المجتمعات لاجله ولكي تؤدية.
ـ ماتقدم جعل من الإحاطة العقلية بالكيانية الازدواجية الرافدينية اكثر صعوبة واشتعصاء على العقل على مستوى التاريخ والتجربة، ومع ان العقل هنا مكتنف بقوة و نوع ديناميات من نوع نابع منها ومتفق مع طبيعتها المركبة، الا انه مع ذلك لم يكن ليفلح خلال دورتين تاريخيتين الأولى السومرية البابلية الابراهيمة، والثانية العباسية القرمطية الانتظارية، في بلوغ المقتضى الذاتي، والكشف عنه، برغم المنجز الاستثنائي على مستوى الأفكار والتصورات الشاملة ذات الطابع الكوني، ان كون كيانية مابين النهرين قد انطوت بداية وتكويناعلى مقومات التحولية بنيويا، بمعنى انطوائها على مفردات التحولية المجتمعية الشاملة، جعل من اماطة اللثام عن كينونتها، ونوع بنيتها مهمة عقلية كوكبية كونية هي الارفع، وبمثابة وموقع التحدي الأكبر والاعلى المطروح على العقل الرافديني والبشري على مستوى المعمورة.
ـ مع بدء النصف الثاني من الالفية الثانية، تحل على العالم للمرة الأولى، حالة من "وحدة التفاعليه المجتمعية" بالاخص على ضفتي المتوسط حيث بؤرة الفاعلية الكوكبية، ولا تعود التعاقبية والمراحلية المتبادلة سارية كما كانت منذ ظهور بدايات المجتمعية في الشرق المتوسطي، وانعكاساتها على الغرب، وتحول هذا لاحقا الى الإمبراطورية، وعبوره البحر نحو موضع الدورة التاريخية المجتمعية الأولى، وصولا لحصول الرد الابراهيمي الأول العيسوي، والثاني التحريري الختامي ابتداء من القرن السابع، وحلول الدورة الثانية الامبراطورية الرافدينية، التي سيكون من اثرها الاقتصادي المجتمعي وعلى الصعد المختلفة، توفر القاعدة الضرورية لانتقال الغرب المنشطر طبقيا الى الإنتاجية المصنعية الالية. مع اجمالي الانقلاب الملازم لها على الصعد المختلفة، عقليا تفكريا وعلميا، وبالأخص في مجال الاقتراب من استيعاب الظاهرة المجتمعية.
ـ وقتها تكون الرؤى وطاقة العقل التصورية الاستيعابية ماتزال خاضعة لاثر الأحادية، التي تظل واستمرت غالبه ابان الزمن السابق على اقتراب العقل من الإحاطة بمكنون الظاهرة المجتميعة، فيكون لذلك اثر بالغ في تسييد رؤية الغرب للظاهرة الغربية الحديثة، باعتبارها ممكنا وحيدا وقمة اعلى، والاهم في ذلك بصفتها لحظة بذاتها، ومن حقبة واحدة وحيدة، من دون تصور لمايبقى ممتنعا وقتها على العقل، ومايستدعي النظر للحاصل ضمن ديناميات وحدة العملية العالمية المستجدة، وتفارقاتها الرباعية، أولا بنهوض الغرب الحديث، وثانيا ببدء اختفاء اخر متبقيات الدورة الثانية الشرقية المنتهية بسقوط بغداد 1258 والممثلة اليوم بالسلطنه العثمانية، وثالثا بعودة التشكل الرافديني العراقي منذ القرن السادس عشر في دورة ثالثة، ثم وأخيرا، اكتشاف القارة الامريكية، وقيام الامبراطورية المفقسة خارج رحم التاريخ لاحقا.
ـ لاسباب نابعه من اثر ووطاة الموروث المتبقي مهيمنا على العقلن تتسنى للرؤية الأحادية الغربيه الحديثة فرصة وإمكانية تكريس نمطها ونموذجها بحسب مامتاح لها من إمكانية وعي للذات وللعالمن الامر الذي يصادف حالة من القصور العالمي على هذا الصعيد، تتيح للرؤية الغربية الغلبة حتى في حالات مقاومتها والسعي للخروج من وطاتها المباشرة، وحتى النموذجية، بينما يستحيل وقتها النظر لماهو حاصل في الغرب على انه مرحلة من فصلين وعتبيتين الاولى مصنعية آلية، والثانية تكنولوجية، الأولى برجوازية ليبرالية وطبقية، والثانية مابعد مجتمعية، تتوافق مع الطور التكنولوجي، وتغير المنظور العالمي للحياة والوجود والصيرورة البشرية، ومستهدفات وغايات وجودها، مع انبثاق الرؤية الذاتيه الازدواجية الرافدينية، وتمكن العقل البشري من اماطة اللثام المتعذرة منذ بدء المجتمعات، عن مضمر المجتمعات واليات تحققها، لحين زوالها عند لحظة "فك الازدواج".
ـ هكذا تتوحد العملية العملية العالمية بخلاف مايسود ويكون شائعا من مفاهيم ومتبقيات الأحادية كما يسعى لتكريسها الغرب المنشطر طبقيا، والاعلى ديناميات ضمن نمطه الأحادي، يعزز ذلك نوع اكتشافه على الصعيد المجتمعي طبقيا على يد ماركس، او ليبراليا برجوازيا كنموذج ونظام يعد الارقى والارفع والابدي (1)، مع توقف الاكتشاف المنوه عنه دون تمييز المجتمعات وانماطها: كمزدوجة رافدينية متفردة كوكبيا، واحادية منقسمه الى: أحادية دولة نموذجها الاعرق النيلي، واحادية لادولة موزعه على المعمورة، مع نمط لانمط رابع، مختلط، بجانب تميز مجتمع احادي بالذات ديناميا عن صنفه هو المنشطر طبقيا الأوربي، وتميز مجتمع الجزيرة العربية أحادي اللادولة عن نموذجهن واختصاصة الاستثنائي بالاحترابية العليا ضمن زمنه الاحترابي، بفعل خضوعه لاقتصاد وقانون الغزو، بجانب نافذه تجارية قارية، لازمة لاستمرار، ومنح اقتصاد الغزو متنفسا لابد منه لاستمرارلعب القبيله دورها كخليه مجتمعية، الامر الذي يصير مستحيلا، ويتحول الى ازمة مجتمعية لاحل لها، مع الاختناق الذي قد يصيب المكان اذا حدث وقطعت رئته التجارية.
ـ يلازم نقص وخضوع المنظور الغربي لاحكام الذاتية للظاهرة المجتمعية والسعي لتعميمها، مجمل مايتصل بذلك من ديناميات متفقة مع الاستهدافات وماينطوي عليه وجود المجتمعات والكائن البشري، من غايات واهداف متفقة مع الخاصية الأساس التحولية الشاملة للكون والكوكب والكائن الحي، تقف دون رؤية الديناميات الفعلية وطرائق عملها عبر التفاعل المجتمعي الكوكبي، فتغيب اشكال تجلي الصراعية المفهومية والمجتمعية خلال فترة من صعود الغرب، حيث يصير شائعا استبدال الواقع ودينامياته بصيغة ونموذج الغرب التي تصير استعارتها ممارسة تعويضية، داله على القصور المستمر، بالاخص في حالة استثناء، هي الرافدينية العراقية، حيث التصادم بين نموذج الغرب الحديث والبنية الازدواجية التحولية صدام انقلابي، منطو على مضمرات كونية. يفشل الغرب امامها ويفقد ارجحيته النسبية الانية، فلايجد امامه من وسيله لاستخدامها بامل تسييد نموذجه، غير الفبركة من خارج البنية، وبما يعاكس ويخالف النصاب الاجتماعي، ومقومات اكتمال التشكل الوطني، وطبيعة الموضع البنيوية، ونمط ملكية الأرض فيه.
ـ بتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابرز من سعى لتكريس الكمال والنهائية النموذجية الليبرالية الغربية، صاحب نظرية " نهاية التاريخ" فرانسيس فوكوياما/ يراجع كتابه/ نهاية التاريخ وخاتم البشر/ مركز الاهرام للترجمه والنشر/ ترجمه حسين احمد امين. ط ا/ 1993 .



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفجار الكبير والكون اللامرئي
- نهاية المجتمعات لا التاريخ ولا الطبقات/2
- نهاية المجتمعات لا التاريخ ولا الطبقات/1
- كورونا: انقضاء الزمان ونهاية المجتمعات؟/2
- كورونا: انقضاء الزمان ونهاية المجتمعات؟/1
- الخروج من النهضة الزائفه: نداء؟/2
- الخروج من النهضة الزائفة؟/1
- نداءات الديمقراطيين: -حلاوه بقدر مثقوب-
- -فهد- نزيل ثقافة الموت/ خاتمه
- اشباه القرامطه يرطنون بالروسيه/ملحق ج
- حزب -فهد- والازدواج/ملحق ب
- اعدام-فهد- والمخابرات الغربية والازدواج/ ملحق أ
- ال-محمدان- الزائفان ونخبة الحداثة/2
- ال-محمدان- الزائفان ونخبة الحداثة
- ثورة ضد الايهام الديمقراطي؟
- (1) تشرين: الثورة و- قرانها-/4
- (1) تشرين: الثورة و- قرآنها-/3
- (1) تشرين : الثورة وقرآنها/2
- (1) تشرين: الثورة و-قرآنها-/1
- خرافتا الديمقراطية والدولة المدنية؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجيه متهافته/1