أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - (1) تشرين: الثورة و-قرآنها-/1















المزيد.....

(1) تشرين: الثورة و-قرآنها-/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6501 - 2020 / 2 / 28 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)تشرين:الثورة و"قرآنها"؟/1
عبدالاميرالركابي
مع اول تشرين 2019 لاح في افق ارض مابين النهرين والعالم نجم الثورة المؤجله منذ سبعة الاف عام، ثورة مجتمع التحولية الذي لايتجسد ارضويا، وحيثما يبدا اليوم بصيص الانقلاب التاريخي الأعظم عند اخر الزمان، فانه،لابد ان يأتي وحيدا معزولا، ومبعدا، وهو لانه وكلما اثار المزيد من الالحاقات او التعيينات والاوصاف المسقطة عليه من خارجه، كلما ازداد، غيابا، والتبس على اهله والمضطلعين به.هل يمكن ياترى لحدث او لما يسمى "ثورة" ان يكون استباأا حضورا واستهلالا لزمن مازال لم يوجد بعد، ولا بدأ بالشكل وعيا، بحيث مايزال يكره واقعا، ولم يجد امامه سوى ان يلبس عباءة زمن هو ليس منه، ناف ومضاد له.
ـ الثورة التحولية الرافدينية حدثت في تاريخ مابين النهرين لمرتين، المرة الأولى ابان الدورة التاريخيه الأولى التاسيسية السومرية البابلية الابراهيمية، والثانية ابان الدورة العباسية القرمطية الانتظارية، وفي الحالتين كانتا ثورتين دالتين على عدم توفر اشتراطات التحقق وانتهيتا الى إحالة للقادم، في المرة الأولى بالنبوه واستراتيجيا "الوعد خارج ارضه" الابراهيمية، والثانية بالانتظاريه المهدوية، التي تعلن استحالة التحقق في حينه، فتحيله الى القادم،. اما الثالثة التي نعيشها منذ القرنين السادس والسابع عشر، فهي تتمخض اليوم، وقد صار التحقق ممكنا، واللحظة الانقلابيه التحولية ضرورة راهنة.
ـ ليس للثورة التشرينية الرافدينية ان تصعد الى مصاف ذاتها المودعة بين تضاعيفها، اذا هي لم تعرف عالمها الذي تنتمي له، وتريد ان تحله مكان العالم البائد الاخذ اليوم بالانحسار بعد الاف السنين من الغلبة والتسيد، فرضته اشتراطات بعينها، وكان لازما مؤقتا وان طال قبل ان تتهيأ أسباب الانقلاب الأكبر، ويصير الكائن البشري مهيئا لماوجد لكي يبلغه: بالانتقال من المنتجية التي ترضي الحاجات الحيوانية، وتؤمن الديمومة الجسدية بالدرجة الأولى، الى انتاج الانسان الذي تلغى من تكوينه الحاجات، وتتضاءل متراجعة، حيث يصير الهدف الشاخص من هنا فصاعدا، الانتقال من "الانسايوان" الكائن الحي بحالته المزدوجة ( جسد/ عقل)، الى " الانسان" الذاهب الى الطور مابعد الثنائي الازدواجي، طور افتراق العقل عن الجسد وتحرره من اخر متبقيات الحيوانية العالقة به، والمتخلفة من طور النشوئية الأول الحيواني.
سيكون المعروض اعلاه من قبيل الاستحالة، وسيجد أولئك المغرقون بالاعتياد، والواقعون تحت سطوة المنظور الأحادي التابيدي للوجود، مالا يحصى من الوسائل المتهافته والتي تحولت وتتحول اليوم الى اسمال باليه، كي يستدروا الاستنكار، ان لم يكن الهزء اللائق بضيق انسايوانيتهم التي تخضع العقل للحيوانية الجسدية، وتدور ضمن فلكها، وسيذهب هؤلاء للاصرار على التأكيد ان البشرية والمجتمعات التي يعيشون وعاشوا داخلها هي غاية الوجود والطبيعة، مفترضين أهدافا اختلقوها من تدني قدرتهم على الإحاطة، من قبيل مايعرف ب "الحضارة" وصنوها "التاريخ"، وكل المبهمات التي يسبغونها على الصيرورة الصاعده بالكينونة الحية على كوكب الأرض.
ـ يحتاج ابناء الثورة التحولية لما يكرس رؤيتهم التي تتكامل منظورات ومفاصل، أولها ان الكائن الحي الذي مر بالتحولية الحيوانية الأولى، من الخليةالأولى الى الاشكال المائية ومن ثم العضايا واللبونات والقردرة قبل الانتصاب واستعمال اليدين، كان متجها بحسب اشتراطات وتصميم من "الغائية الكونية العليا"، من التحولية الأولى الحيوانيه الى التحولية الثنائية، بعد انبثاق العقل وحضور عنصر أساسي مستجد داخل الجسد الحيواني الأول، لتبدا من يومها عملية تحولية جديدة، هدفها انفصال العنصرين، وتحرر العقل من وطاة الجسد الذي يكون عهدة وزمنه قد انتهى، وغرضه المودع فيه قد استوفي، فالارض وقد وجدت الحياة عليها، لم تكن سوى وسيله واداة لازمه وضرورة وجود بكل ماهي متميزه به وماتملكه وتحملة من الأسباب الحيوية والحمائية للكائن الحي.
و،الارض نفسها الى مغادرة والى زوال وقد انهت اليوم مابزيد على نصف عمرها، بينما الانسان العقل في طريقة للولادة والانبثاق، قبل الانتقال لسكنى العوالم الكونية والكونيات اللامرئية، وبالتوافق والضرورة فان المسار التحولي منذ انبثاق العقل في الجسد الحيواني قد سار بالكائن الحي الى التحولية المجتمعية، عبر مراحل وفترات مرت قبل ان تنضج الأسباب الضرورية وتكتمل لوحة "التحولية المجتمعية" على مستوى المعموره، ان مايقوله من يعتبرون اليوم من دارسي تاريخ الحياة والانسان والمجتمعات متابعين الحقب والعصور، يغيب عنهم لسبب أساسي عقلي متأخر لاحاديته الموضوعيه، ان يروا الخيط الناظم لحركة وجود الكائن الحي، مابين انبثاق العقل والانتصاب واستعمال اليدين، ومابين "المجتمعية التحولية"، وهم يعددون عادة وعشوائيا اصنافا كثيرة من المجتمعات "ماقبل الحضارية"، او ماقبل الكتابية، لكنهم يظلون يجهلون جهلا كليا ماهو اهم، أي التميز مابين "المجتمعية ماقبل التحولية" و"المجتمعية التحولية" التي ظهرت بالاخص في المجتمع الذي اكتشف الكتابه دون وقبل سواه من المجتمعات.
ـ سيحتاج ذلك الشاب الواقف هناك في ساحة الحبوبي في ارض سومر، وفي ساحة التحرير في عاصمة الدورة الثانية الباقية حية في الدورة الثالثة الرافدينية الحاليّة، لان يعلم بان المكان الذي يقف فيه هو الموضع الذي اكتملت فيه وعنده لحظة "المجتمعية التحولية" كينونة وبنية، بعد مسار من المتغيرات اخرها زمن اللقاط والصيد، والاهم ان يدرك ابن التحوليه هذا بان موقعه هو موقع الإفصاح عن الحقيقة الكامنه فيه وفي ارضه، وفي بنيته المجتمعية، لابل واكثر من ذلك موقع الدلاله أولا، والذهاب الى حيث بداية "التحول" ثانيا، أي ان يصبح منذ اليوم كائنا تحوليا مقدرا له وعليه، ان ينقل البشريه الحالية من الانسايوانية، الى الإنسانية، ومن المنتجية، الى مابعد المنتجيه، و من مفهوم البقاء الازلي الابدي فوق كوكب الأرض، الى التحوليه الكونية الاشتراطية على مستوى الوجود.
ـ يحتاج الثائر التشريني للانفصال كليا عقلا ورؤية ومفهوما عن الزمن الأحادي الذي يشرع اليوم بازاحة وطاته عن العقل البشري، وقد قرر تحمل وطاة وجرائم حيوانيته القتالة. يحتاج لا ن يكون واثقا من حقيقة أساس، هي تلك التي توجد "المجتمعية التحولية" الأصل والمنطلق والمجتمعات عموما محكومة لها لغاية نابعة من اشتراطات الصيرورة الصاعده، تتمثل في تفارق العقل والظاهرة المجتمعية، فالعقل يوجد ابان تبلور المجتمعية التحولية مادون مجتمعي، وعاجز عن الاحاطة بمكنون وحقيقة الظاهرة المجتمعية، وهو يعيش طور المجتمعية، باعتباره طور التحول من عقل لامجتمعي، سابق على المجتمعية التحولية، الى "عقل مجتمعي تحولي"، الامر الذي يستغرق قرونا من التصيّر التاريخي، يظل الانسايوان ابانه عاجزا عن الإحاطة بمجال وجوده وعيشه، فلا تبدا اول محطات الخروج من وطاة ماقبل المجتمعية، الا في أوقات متأخرة مع صعود اوربا الحديث، وبعد حلول "التفارقية الرباعية" مع النصف الثاني من الالفية الثانيه، حين يبدا مابعرف ب "علم الاجتماع"، اخر العلوم وان بصيغة الابتدائية الأحادية، مكررا من حيث الصفات والبنية، نفس ماقد حق على العقل ماقبل المجتمعي، فعلم الاجتماع الحديث الغربي، هو بالأحرى علم اجتماع المجتمعية الأحادية الباقية مهيمنه بين زمن وبداية انبثاق المجتمعية التحولية، وصولا الى بدايات تراجع وطاة هيمنتها على العقل.
لايجب ان ينسى بالمناسبه المنجز الأحادي الانتقالي الاخر كما تمثل بمجهود دارون والنشوئيه الارتقائية، بغض النظر عن النقص الفادح الذي يعتورها لنفس السبب الذي حد من قدرات الاحادية المجتمعية، وقلص من نطاق تشوفها، وان كانت باعلى صورها وأكثرها دينامية كما تتمثل في مجتمع الانشطارية الطبقية الأوربي، والاحادية بما هي حالة انتقال مؤقت وضروري بغض النظر عن طول حلوله وطغيانه على العقل، هو نمط المجتمعية المطابقة لحالة العقل ماقبل المجتمعي، وهي لم توجد بالصدفة، او خارج اليات التحولية كما مصممة بحسب "الغائية الكونية العليا" واستهدافاتها البعيده، فلم يكن من قيبل الصدفة ان وجدت بدايات نضج المجتمعية التحولية في الشرق المتوسطي، وفي مجتمعين نهريين، الأول ازدواجي تحولي في مابين النهرين، والثاني محايث له مقارب في التشكل زمنيا مع قليل من التاخير، احادي دولة تستوعب مجتمعها، تلخصه وتختص بالتعبير الرئيسي عنه وحكمه.
هذه الواقعه فات الاحاديين ان يروا فيها حالة "التحولية غير القابلة للتحقق انيا" تقابلها " أحادية تظل شاخصة وطاغية" ابان زمن " اللاتحقق التحولي" الذي يستمر لثلاث دورات بعبرها مجتمع التحولية الازدواجي لمابين النهرين، قبل ان يبدا النطق بمكنونه وغايته المضمرة فيه والمؤجلة التحقق، كما هو حاصل اليوم، ومنذ الأول من شهر تشرين 2019.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافتا الديمقراطية والدولة المدنية؟
- التحرير الثاني: و-التفارقية الرباعيه-ب/9
- تحريران: بالمحمدية واليوم بالابراهيمية الثانية أ / 8
- عالم برؤيتين: ونٌذر- آخر الزمان-
- ابراهيمية ثانية بلا بيان اول؟ج/6
- بلاد الابراهيميتين والنهضة الزائفة؟ب/5
- العبقرية والاتباعية وثورة تشرين العراقية؟أ/4
- النهضة الزائفة وتجليها العراقي الاسوأ/3
- النهضة الزائفة : وتجليها العراقي الاخطر/2
- نهاية النهضة العربية الزائفة/ 1
- البراغماخبثويىة الامريكية الايرانيه والتحاذق الاسرائلي المحب ...
- مفهوم الامتين في كيان واحد العراقي
- مؤتمر تأسيسي تحولي و-قرآن العراق- ـ ب ـ/4
- مؤتمر تاسيسي تحولي و -قرآن العراق-أ/3
- اي مؤتمر تاسيسي واي حل؟/2
- - المؤتمر الوطني التاسيسي- هو الحل/1
- إنحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/3
- انحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/2
- انحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/1
- ثورة العشرين اذا تجددت اليوم؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - (1) تشرين: الثورة و-قرآنها-/1