أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - بلاد الابراهيميتين والنهضة الزائفة؟ب/5















المزيد.....

بلاد الابراهيميتين والنهضة الزائفة؟ب/5


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6487 - 2020 / 2 / 9 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلاد الابراهيميتين والنهضة الزائفه؟ب/5
عبدالاميرالركابي

قد لا تتوافق تواترا عناوين هذا التناول مع المتبع في مثل الحالة التي نحن بصددها من تكرار، وجدنا ىان تغييره بحسب المتضمن في كل حلقة اقرب تعبيرا عما تنطوي عليه كل وقفة من موضوعات مباينه، بقدر ماهي متصلة بالغرض الأساس الإجمالي، او بوحدة الموضوع الشاملة وتجزؤها الثنائي كما هو معروض في الحلقتين السالفة والحالية، وبالذات مايتعلق بخاصيات النمطية والكينونة الكيانية الرافدينية، واختلافها لابل تميزها الفريد عن سواها من كيانات عرفت ب" الوطنية"، وبالذات منها تلك الأحادية ونموذجها الاعرق النيلي التكراري الاجتراري، موضع الدورة الواحدة، مقابل موضع الانقطاعات والدورات، او مايمكن تقريبه من متوالية الموت والانبعاث، الازدواجي الامبراطوري، وهو مايستوجب التنويه بالتوزيع على عده مفاصل وموضوعات:
أولها: كون الازدواج المجتمعي ، يبدا بالابراهيمية غير القابلة للتحقق، وهو ماتفرزه الدورة الأولى الرافدينية، الى ان ينتهي بالابراهيمية المتحققه، وهو ذلك الذي يظل ينتظر نهاية الدورة الثالثة الحالية المعاشة، الامر الذي تبدا ملامحة اليوم ومع بدء المواجهة الرافدينية الامريكية عند العقد الأخير من القرن العشرين، وصولا الى الانتفاضة التشرينية الدائرة، حيث يصير العالم محكوما لاليات الانتقال من عصر الأحادية المجتمعية، الى فك الازدواج المجتمعي، ومن "الانسايوان" الى "الانسان"، أي من إرضاء وتلبيه حاجات الكائن البشري ماقبل انسان، الى انتاج الانسان المتحول.
بمعنى ان الحاصل والمتوقع اليوم بالمقارنة يذكر بزمن الانتقال من طور اللقاط والصيد الى المجتمعات التحولية منتجة الغذاء، فيؤشرالى انتهاء زمن المجتمعية والمجتمعات التي أساسها ومرتكزها كظاهرة ( التجمع / انتاج الغذاء) بعد ان استنفدت هذه اغراضها والموكل لها مما مضمر في بنيتها وكينونتها من موجبات تتعلق بصيرورة ومراحل تصيّر الكائن البشري، ومساره التحولي الحياتي والانسايواني، وصولا الى "الانسان" بصفته حالة انفصال وتحرر للعقل من اخر متبقيات الحيوانية الجسدية العالقة فيه من الطور الارتقائي التحولي الحيواني.
وكخلاصة فان ارض الرافدين هي ارض الابراهيميتين، والمجتمعية والمجتمعات، هي ظاهرة آيلة للزوال، يسري عليها قانون انتهاء الصلاحية، مع انها تظل تعتبر ابدية ونهائية، وخارج قانون البدء والانتهاء، لابقوة الحقيقة، بل لان المجتمعية تنشا وتستمر محكومه لقانون التفارق بينها وبين قدرة العقل على الاحاطة بها، الامر الذي يجعل من المجتمعية كظاهرة، وكانها موجوده لاجل تصيّرالعقل الذي يعيش في كنفها، من البدايات النكوصية القصورية حتى لحظة الإحاطة والادراك، بصفته عقلا يبدأ لامجتمعيا، ينتمي الى الطور الأسبق من تاريخه، وانه لن يصير عقلا مجتمعيا الا عند مشارف نهايات ظاهرة الاجتماع، الامر الذي لم يبدا بالتبلور الا منذ منتصف القرن التاسع عشر، مع صعود اوربا الحديث، حين سجلت بدايات مايعرف ب "علم الاجتماع" اخر العلوم، باعتباره العتبه الأولى من عتبات انتقال العقل الى المجتمعية، و ارتقائه بعد عشرات القرون من ماقبل اجتماعي، الى عقل اجتماعي، يعي حدود الظاهرة المجتمعية، والياتها، ومنتهاها، وسبل الانتقال منها نحو مابعدها، أي الى مابعد مجتمعيه، وضد مجتمعيه.
والتانية: ان ارض الرافدين، او الموضع المعروف اليوم بالعراق، هو كيانية، تبلغ غاية ومنتهى ومقصد تحققها مع الابراهيميه الثانيه، اخر التجليات، ومنتهى المطاف بعد انقضاء زمن وتاريخ من الابراهيمية الأولى النبوية الالهامية الانتقالية، تلك التي هي التعبير المطابق لما يكون غير قابل للتحقق ابتداء، ويظل كذلك على مدى دورتين، أولى، و ثانية، بانتظار والى حين اكتمال أسباب التحقق التي لن تصبح متاحة الا مع الدورة الأخيرة الثالثة المعاشة اليوم. وقد لايكون مضيرا التنوية بان مانذهب اليه قد يصبح اكثر قربا من التصوربالمقارنه، ومع استذكار ماقد قال به ماركس كمثال عند منتصف القرن التاسع عشر في اوربا بما يتعلق بالتتابعية المراحليه، مع تصوره الحتمي للدورات التاريخيه، من المشاعية البدائية، الى المشاعية العليا، فالابراهيمة الأولى الدنيا، والابراهيمية العليا الثانية، هما التجليان المناظران المقابلان والمخالفان الاعلى والاشمل قياسا لاليات حركة وتاريخ مجال الانشطارية المجتمعية الطبقي الأوربي الأدنى والمحدود بحدود اوربا وخاصياتها،بالمقارنة بالانشطار المجتمعي التحولي الرافديني الأعلى، المتطابق مع الغاية والمقصد المتضمن والمضمر في الظاهرة المجتمعية، ومآلاتها المقدرة على المستوى الكوكبي، لا الطبقي الأوربي الأدنى المشمول هو ذاته باليات التحول الكوكبية المتعدية بالطبيعة للظاهرة المجتمعية وليس الطبقية.
والثالته: ان قوانين التحولية هي قوانين التصير المجتمعي العقلي ضمن مسار البدء والانقضاء المجتمعي، وهي تظل غير مدركة عقليا كما اسلفنا، بينما يتبنى العقل والشعور المباشر خلال القرون ماهوا دونه مجتمعيا ومايقرب من البداهة، فيتوقف منظورا وقدرة على الاستيعاب عند بنية المجتمعية الأحادية، وعمد لتييسيدها لحد جعلها قاعدة، تحول حتما دون الاقتراب من القانون التحولي الناظم الفعلي لحركة التاريخ والمجتمعات، وهو مايمكن ويجب ان نطلق عليه زمن " الغفلة العقلية الكبرى" يظل الكائن الانسايوان خلاله مفعما بالتصورات مادون مجتمعية، وبالذات منها الأحادية، بما في ذلك وبمقدمته جهله بحقيقة الأنماط المجتمعية، وتوزعاتها على المعمورة، وقوانين تفاعليتها، الامر الذي يظل حاكما للعقل حتى خلال الفترة الأولى الابتدائية من اقترابه من ادراك الظاهرة المجتمعية كما حال مايعرف ب"علم الاجتماع الأوربي"، الاحادي الموحد والمؤبد للظاهرة الاجتماعية متعددة الأنماط، والتي تتوزع على ثلاثة انماط رئيسية، ونمط مختلط،مع اشكال من التركزات الملائمه لضمان الفعالية الدينامية الاشمل، بالاخص في منطقة الشرق المتوسطي، ومايقابلها على الضفة الأخرى الاوربية.
ومما يتبقى من ظلال ووطاة "الغفلة العقلية الكبرى"، مرافقا لبدايات الانتباهة الاوربية الحديثة مجتمعيا، نكوص ظاهر عن ادراك تعددية النمطية المجتمعية الموافقة والمصممه بمايلائم حركة التحولية التاريخية، ويكرس اهداف ديناميتها الاشمل، وبينما تصر الأحادية التصورية الغفلوية على أحادية ووحدانية نمط المجتمعات، فانها تعجز عن ان تدرك حقيقة كون المجتمعات انما تتوزع الى:
1ـ نمط مزدوج هو النمط الرافديني التحولي، البؤرة، وهو فريد في نوعه موافق كينونة وبنية لقانون الصيرورة التاريخية،مابعد الأرضية، وموجود بصفته تلك فقط في ارض الرافدين من دون بقية المعمورة، وهو متشكل من مجتمعين: "لادولة" أساس تجسدها سماوي لاارضي، و "دولة قاهرة" من نوع دولة الاحادية، يوجدان كوحدة صراعية انشطارية مجتمعية، اعلى من الانشطارية الافقية الطبقية، القائمة على الطرف المتوسطي الأوربي الغربي، تحكمهما معا/ الدولتان الرافديتان/، وتتحكم بتجلياتهما، نهايات تتعداهما، لكنها كامنه بنيويا في الانشطارية المجتمعية الأعلى من بينهما لنمط "الامة من امتين". واهم مايميز مجتمع اللادولة في هذا الموضع وبحكم الازدواج، والاشتراطات البيئية، والموقع الجغرافي، ان آليات المنتجية فيه تتعدى المجتمعية عموما، وبالذات نمط الاحادية المجتمعية، والدولة الارضوية منها، وتذهب الى ماورائها ممتنعه عن التجسد وفقها، وعلى صورتها، او بناء للعادي والبديهي الشائع من احكامها، مايعني نفي بداهة المجتمعية الواحدة او الأحادية، ومخالفة ماهو شائع عن ان الانتقال من طور الصيد واللقاط قد افضى الى أحادية الظاهرة المجتمعية وإنتاج الغذاء، فالانتقال المذكور انتهى فعليا الى نوع مجتمعية تتعدى وتتجاوز الظاهرة المجتمعية، او الى نوعين من المجتمعيات، أولى متعدية للمجتمعية، وأخرى أحادية تظل غالبة كمفهوم ونموذج خلال فترة غير قصيرة،لانها الأقرب للادراك الأدنى كما هو متاح في حينه.
2 ـ نمط احادي دولة اعرق نماذجه نمط وادي النيل، حضارة النهر الواحد الموافق، ذي التحقق الواحد، التاسيسي الاجتراري السكوني، واعلى اشكاله وارفعها دينامية هو مجتمع الانشطار الافقي الطبقي، المقابل، والموازي لمجتمع الانشطار العمودي المجتمعي الرافديني، وهو نمط اوربا غرب المتوسط.
3 ـ نمط "لادولة احادي" كما في أمريكا قبل الغزو الابادي الاستيطاني الغربي، وامريكا اللاتينية، ومثال المايا والانكا والازتيك، وأستراليا قبل الغزو، وبعض افريقيا، وملامح في اسيا، وارفع اشكال هذا النمط، نمط اللادولة الأحادي الجزيري الشرق متوسطي، الملحق بالمجتمع الازدواجي الرافديني، وهو محكوم لاقتصاد الغزو، ومايقرب من مبدا "الاحتراب كوسيلة للعيش"، مع مايترتب عليه وينتج عنه من طاقات قتالية استثنائية واعجازية متفوقه ضمن اشتراطات الحرب الأولى اليدوية، والمجتمع المذكور وحدته وخليته، القبيلة، المفتوحة لمرة واحدة ضمن اشتراطات خاصة استثنائية،على التجسد بهيئة "مجتمع لادولة عقيدي محارب" حيث غدت القبيله لأول مرة في تاريخ الجزيرة العربية في خدمة العقيده، استهدافاته بسبب محركات تحوله العقيدية والواقعية، ذات طابع كوني كاسح، لايرد.موافق لقوانين ومدى الاقتصاد الريعي التجاري العالمي كما حدث في القرن السابع على يد النبي محمد( يتوقف تجلي دولة اللادولة العقيدية مع نهاية العهد الراشدي، ليعود القانون فينقلب مجددا لصالح القبيلة التي تخضع العقيدة وتستعملها ضمن وسائل الغلبة العصبية كايديلوجيا، وهو ماقد دشن على يد معاوية بن ابي سفيان، مع قيام الدولة الاموية الوراثية على انقاض دولة اللادولة العقيدية الراشدية).اي ان الإسلام هو القبيلة بخدمة العقيدة، وهو ينتهي عند عودة القبيلة للتسيد على العقيدة ليتجول الى ايديلوجيا بخدمة التغلب القبلي.، قبل ان ينتقل فيخضع لاليات الازدواج الامبراطوري التحولي المجتمعي الرافديني.
ـ أنماط مختلطه.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبقرية والاتباعية وثورة تشرين العراقية؟أ/4
- النهضة الزائفة وتجليها العراقي الاسوأ/3
- النهضة الزائفة : وتجليها العراقي الاخطر/2
- نهاية النهضة العربية الزائفة/ 1
- البراغماخبثويىة الامريكية الايرانيه والتحاذق الاسرائلي المحب ...
- مفهوم الامتين في كيان واحد العراقي
- مؤتمر تأسيسي تحولي و-قرآن العراق- ـ ب ـ/4
- مؤتمر تاسيسي تحولي و -قرآن العراق-أ/3
- اي مؤتمر تاسيسي واي حل؟/2
- - المؤتمر الوطني التاسيسي- هو الحل/1
- إنحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/3
- انحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/2
- انحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/1
- ثورة العشرين اذا تجددت اليوم؟
- -قرآن العراق- والقراءة الرابعة!!2أ
- احتجاجات زمن مابعد الدولة(*)
- شيوعيتان: ووطنيتان متضادتان/4
- شيوعيتان: بنيوية وطبقية ماركسية/3
- شيوعيتان: بنيوية وطبقية ماركسية/2
- شيوعيتان: بنيوية وطبقية ماركسية/1


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - بلاد الابراهيميتين والنهضة الزائفة؟ب/5