أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الخروج من النهضة الزائفه: نداء؟/2















المزيد.....

الخروج من النهضة الزائفه: نداء؟/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخروج من النهضة الزائفة: نداء؟/2
عبدالاميرالركابي
يضع صعود الغرب البشرية ومنها الغرب نفسه، بمواجهة مع خاصية القصور التاريخي العقلي الأكبر بإزاء ظاهرة المجتمعية، الامر الذي تقع مسؤولية عبوره، والخروج من وطاته على عاتق الشرق المتوسطي، وارض الرافدين بالدرجة الأولى الأساس، هذا اذا وضعنا بالاعتبار كون هذه المنطقة هي الاقدم والاعرق من حيث التبلور الاجتماعي وبكورته الأولى، أولا، ونظرنا الى البنية او الكينونه المجتمعية، بالاخص منها الازدواجية التحولية الرافدينية، باعتبارها وعاء ينطوي على اشتراطات التحولية التي هي سر الكينونه المجتمعية الغائب والمتعذر على العقل البشري اكتشافه واماطة اللثام عنه الى اليوم.
واهم مايميز ظاهرة الغرب وصعوده، انطواؤه لأول مرة على إشارة أولية الى الديناميات الناظمة للظاهرة المجتمعية، وكونها محكومة لقوانين وسيرورة تصاعدية مرتهنة لغاية ولنتيجه، بغض النظر عما اذا كان ماقد تم التوصل اليه، او "اكتشافه" على هذا الصعيد صائبا او من قبيل المغالاة والافتراضات المتعجلة، من نوع الحديث عن المآلات الطبقية، وخضوع المجتمعات للصراع الطبقي، ولما يعرف بالمادية التاريخية، والقول بحتميتها المراجلية التعاقبية، الامر الذي سيظهر متصادما مع المنظور الأول الحدسي الالهامي للوجود ومساراته، أي للمستوى الأول النبوي من منظور التحولية، حين يكون خاضعا لاشتراطات وزمن تعذر التحول، وتأخر القدرات العقلية عن الإحاطة بالظاهرة المجتمعية، ماكان من شانه افساح المجال امام غلبة المنظور الحداثي الغربي للتاريخ، وللظاهرة المجتمعية، وللوجود من ضمن حالة سيادة الغرب وظاهرته التاريخية المتاخرة.
هل الغرب محرك واساس وقاعدة متغيرات المجتمعية على مستوى المعمورة، ام انه، فرع فعال وجزء من العملية التكاملية الكبرى الناظمة للمجتمعات ومآلات حركتها وسيرورتها، وهل ثمة من تصور لمخطط وحيوية دينامية مجتمعية شاملة بالفعل، غير تلك التي يكرسها الغرب الحديث، وماهي عناصرها واشكال تحققها، وادوار المواضع المختلفة فيها، بمعنى النظر الى المجتمعات باعتبارها ظاهرة محكومة لقانون آخر غير ذلك الذي يتحدث عن "الحضاروية"، او "المادية الطبقية"، او "التاريخانية"، قانون يتوافق مع فرضية أخرى عن الحقيقة الناظمة للمجتمعية، ووجودها كظاهرة لها عمر وزمن صلاحية، ماخوذة لقانون كوني اشمل هو "قانون التحوليّة" الذي رافق الكائن الحي، من الخلية الأولى، الى الحيوان باشكالة المتحولة، وتدرجاته العضوية، ...عضية، لبون،قرد، وصولا الى الكائن المنتصب الذي يستعمل يديه، أولا، وانبثاق العقل وحلول "الانسايوان" مكان الحيوان على الارض، حيث تصير المهمة الأعظم من يومها، مركزة في تحرر العقل من بقايا الحيوانية الجسدية، وانفصاله عن الجسد، أي حلول طور نشوئية تحولية جديد، لاحق على طور التحولية النشوئية الارتقائية الحيوانيه، نهايته وغايته واخر محطاته التي يتشكل بحصيلتها العقل، تحصيل وبلوغ مايؤهله للاستقلال عن الجسد الحيواني، وهو مانطلق عليه اسم او طور التحولية المجتمعيه.
ابان زمن القصور العقلي والمفارقة العقلية المجتمعية، يمكن للغرب الحداثي الالي المصنعي ان يرى في نفسه بؤرة الالية المجتمعية الكوكبية، لحين تتوفر أسباب ومقومات الخروج من حالة وزمن الغفلة العقلية الطويل، مع انبثاق رؤيا"التحوليّة" في ارضها، وبدء زمن "النطق العقلي"، بعد "النطق اللساني"، وهي المحطة الأخيرة المقصودة منذ انبثاق العقل في الجسد، ووقتها قد يحتل الغرب مكانه ضمن الحيوية والتكاملية الجسدية المجتمعية كعضو فعال مختص بمهمة أساسية ضمن حركة الصعود التحولي، محورها توفير الأسباب التقنية المادية اللازمة والضرورية التي لاتحوّل من دونها، وهي التي، نشأ المجتمع التحولي الأول الرافديني متوفرا على أسبابها البنيوية، من دون الوسيلة المادية اللازمة للتحول، مايضطره للمرور خلال دورتين تاريخيتين، قبل ان يتوفر عليها، لامن داخلة وكافراز وعمل بنيته غير القابله، ولا القادره على افرازها لاسباب تناقض طبيعته التكوينية التحولية، بل عبر مجتمع الانشطارية الطبقية، اعلى المجتمعات الأحادية دينامية، بعد استثناء مجتمع الانشطار العمودي المجتمعي الأعلى تكوينا وبنية، بمقاييس البنيوية التحولية.
تتطلب التحولية المجتمعية منهجية من نوعها وطبيعتها في النظر الى المجتمعات ومايكمن وراء توزعها القاري والمناخي والتضاريسي، ومجمل الخارطة الأرضية ومفاعيلها، في اللون واشكال "النطق اللساني"، باعتبارها وحده منتظمه وموحدة الفعل، مصممة لاداء أدوارها التي تصب في مجرى واحد، بحسب مواقعها، واشكال مامتاح لها من فعل كاعضاء ضمن الجسدية المجتمعية الكوكبية، يمكن تشبيهها بالكائن البشري الحي باعضاء وتوزعات أدوار، بحسب ما تيسير لكل عضو وما هو مؤهل لادائه، ويتوافق مع بنيته وموضعه، كائن (أي المجتمعي الكوكبي) يبدا طفلا عقليا، وينمو صاعدا، له بؤرة كانها بموقع العقل من الجسد، هي موضع الازدواج المجتمعي التحولي، وبؤرة فعالية مركزية أوسع، مقسمه على طرفي المتوسط بين منطقة احتشاد الأنماط المجتمعية ( المجتمعات البشرية موزعه على ثلاثة أنماط : ازدواجي مجتمعي هو الرافديني، واحادي دولة مثالة الاعرق مجتمع النيل واعلاه دينامية الانشطاري الطبقي الاوربي، واحادي لادولة كما في أمريكا قبل الغزو الأوربي الابادي، وامريكااللاتينية، وأستراليا، وبعض افريقيا، والجزيرة العربية، والاخير ارفعها دينامية بسبب طبيعته الاحترابية الاستثنائية المرافقه لكينونة اقتصاد الغزو، خاصيته الأساسية الموافقة لدوره ضمن مسارات التحولية وحمايتها، مع نمط اخر رابع هو نمط مختلط، علما بان منطقة شرق المتوسط على ضيقها كمساحة، تتوفر على الأنماط الثلاثة مجتمعة، مايمنحها طاقة فعل وقدرة على حفظ الخاصيات وديمومتها، اسثنائية) ومقابلها على الضفة الأخرى منطقة الانشطار الطبقي.
وقد لايكون من قبيل الدقة مطابقة حالة الكيانية الجسدية المجتمعية على التكوين الجسدي الفردي للكائن البشري تماما، كمثل القول بوجود راس وقلب وأعضاء وجذع، واقدام، وحواس خمسه، فلكل كيانية جسدية حية نمطها العضوي واعضائها على حسب كينونتها وماهي صائرة اليه تصميما، وهنا في هذا المجال يدخل العقل مغامرته الكبرى، مع بدء، وعلى مشارف انتقاله خارج سجن الجسدية، الامر الذي يمكننا ان ننتظر تحققه وانبثاقه في الموضع الذي ظهرت فيه اسس التحولية البنيوية المجتمعية، الاقدم والاعرق تشكلا من ناحية، ولكون العقل فيها يظل يعيش على مدى ثلاث دورات داخل شروط الازدواج والتحول، من دون ادراكها بصفتها ذاتيته، انما التي تتجاوز طاقته على الإحاطة والادراك، فاذا كانت ارض الرافدين قد ظلت خلال دورتين سالفتين غير قادرة لاسباب موضوعيه تخص علاقة العقل بالمجتمعية ومضمرها، على وعي وتجسيد ذاتيتها، فان هذا القصور الذي هو في الوقت ذاته قصور يشري شامل وعام، مرشح اليوم لان يتوقف عن الاستمرار، بالاخص مع تحقق اللازم المنتظر ماديا، مع الوصول الى الوسيلة المادية اللازمه للتحول، اثر انتقال الغرب المصنعي الى التكنولوجي، وسيلة الإنتاج اللامجتمعية، المتجاوزه للانتاجوية الأحادية، واللاغية لها ولمحورها المتمثل بإرضاء الحاجات، لصالح إنتاجية "صناعة الانسان" المتخلص من وطاة الحاجة المادية.
هنا وعند هذه اللحظة نصبح، كما تغدو البشرية امام ساعة مابعد غرب حداثي، وفي حين تدخل اوربا مرحلة اشكال ومعضل تكويني مصدره التفارق بينها بنية، وبين وسيلة الإنتاج التي افرزتهاعفوا، وبالضد من معتاد بنيتها، وهو ماتعيشه البشرية راهنا، في حين يبدا بالانحسار، النقص الذي ظلت منطقة الشرق المتوسطي تعانيه مع صعود الغرب المصنعي، يوم كانت تجتر الرؤية التحولية بصيغتها الأولية النبوية، ومتبقياتها الخارجة عن زمنها، والمستمرة من الدورة الثانية، فيحل عليها زمن مواجهة متطلبات الانتقال الى مابعدها، وتدخل زمن العليّة الادراكية المتفوقة على الذاتية الموقته النبوية المنتهية اللزوم، مع مايتضمنه ذلك بذات الوقت من عبور كبيريتجاوز متعديا وطاة المنظور والنموذج الغربي الحديث، وهيمنته المؤقتة موضوعيا.
انتهى زمن العقل الشرق متوسطي العربي الخاضع لعقدة "اللحاق بالغرب والتماهي معه"، أي الزمن الانتقالي الفاصل بين تاريخ الغرق في الانقطاع التاريخي / التردي/، وعودة الاليات الذاتيه للحياة ولانتاج الذات النهائي بما يتطابق مع مكنونها، وما يعبر خارج قصورها التاريخي،مع العودة لاخذ زمام المبادرة التاريخية على مستوى المعموره، بمافيها ومن ضمنها الغرب نفسه، الامر الذي يعيد الق الاشراق وتوازن مسار الضيرورة الأول والثاني المتصل والمتداغم مع السر المجتمعي والوجودي البشري، ما يتطلب الذهاب لطور النداء الأكبر، املا في ان يبدا عقل هذه الامة بالتحرر من وطاة الماضي المنهار، ومعه الحاضرالمؤقت الانتقالي، باسم صوت التاريخ والوجود والحقيقة الكبرى، وفعل الغائية الكونية ، وقرارها التحولي المودع بين تضاعيف الكون.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من النهضة الزائفة؟/1
- نداءات الديمقراطيين: -حلاوه بقدر مثقوب-
- -فهد- نزيل ثقافة الموت/ خاتمه
- اشباه القرامطه يرطنون بالروسيه/ملحق ج
- حزب -فهد- والازدواج/ملحق ب
- اعدام-فهد- والمخابرات الغربية والازدواج/ ملحق أ
- ال-محمدان- الزائفان ونخبة الحداثة/2
- ال-محمدان- الزائفان ونخبة الحداثة
- ثورة ضد الايهام الديمقراطي؟
- (1) تشرين: الثورة و- قرانها-/4
- (1) تشرين: الثورة و- قرآنها-/3
- (1) تشرين : الثورة وقرآنها/2
- (1) تشرين: الثورة و-قرآنها-/1
- خرافتا الديمقراطية والدولة المدنية؟
- التحرير الثاني: و-التفارقية الرباعيه-ب/9
- تحريران: بالمحمدية واليوم بالابراهيمية الثانية أ / 8
- عالم برؤيتين: ونٌذر- آخر الزمان-
- ابراهيمية ثانية بلا بيان اول؟ج/6
- بلاد الابراهيميتين والنهضة الزائفة؟ب/5
- العبقرية والاتباعية وثورة تشرين العراقية؟أ/4


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الخروج من النهضة الزائفه: نداء؟/2