أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - (1) تشرين: الثورة و- قرانها-/4















المزيد.....

(1) تشرين: الثورة و- قرانها-/4


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لماذا يستطيع الخليفة الثاني لدولة اللادولة الأحادية العقيدية الجزيرية، ان يرى نوع وطبيعة ملكية الأرض في ارض السواد، في حين يذهب أبناء البلاد في الزمن الأخير الحداثي الى الضياع بمواجهة قضية هي جوهر اللحظة التي يعيشونها، فينتقلون حين ينتقلون من القول بنظام "الديرة" الديمقراطي وكانه حالة شكلية عارضة، الى تكريس الملكية الخاصة بالإصلاح الزراعي، أي لاعادة تكريس نمط اخر من الملكية البرجوازية المفترضة المخالفة والمجافية لطبيعة المكان.
كان العراق منذ القرن السادس قبل الميلاد مع سقوط بابل قد عاش والى القرن السابع، طورا انقطاعيا هو الأطول والاقسى الأكثر فعلا امحائيا، كرست الإمبراطورية الفارسية خلاله نظاما مجافيا كليا لطبيعة العراق وشكل علاقات الملكية فيه،وهو الشرط الذي لامعدى عنه لاجل تغييب العراق، ولم يكن ذلك الصنف من الاقطاعية العبودية الفارسية، سوى طبيعة تكوينية، وليس تخطيطا واعيا متقصدا من الإمبراطورية الأحادية الفارسية المسيطرة في حينه، بعد الاف السنين من اسبقية وبكورة تبلور شكل المجتمعية التحولية الازدواجية الرافدينية، قبل انكفائها وتوقف فعالية طورها الأول بشطريه العالميين، الاكدي السرجوني، والبابلي الحامورابي ( يتطلب البحث في العوامل والمسببات التي ميزت حالتي الانقطاع الازدواجيتين الرافدينتيين الأولى والثانية، أي التي أعقبت سقوط بابل والتي أعقبت سقوط بغداد، واشتراطات واختلافات كل منهما عن الثانية، يتطلب لاجل الإفصاح، بحثا مستقلا لغزارة وتميز منطوياته المتشابكة وتباينات لحظتيه نوعيا).
وكل تلك القرون كانت حرية بان تقتل الفكرة التي تقول بمشاعة الأرض وملكيتها في العراق فضلا عن الجزيرة العربية، وبالأخص مايترتب عليها وينشا عنها من شكل حياة ونظام "دولة" غير قابلة للتجسد ارضويا، ومع ذلك وجد مثل هذا الموقف الاستثنائي بالمقاييس المباشرة والوصفية الأحادية، والمتميزه تاريخيا بالنزوع الى طرد مالا يتوافق مع حدودها الادراكية نحو خانات مختلقة، مستمدة حتما من طبيعتها هي، مثل مفهوم "الدين"، او مايسمى الماوراء، تكربسا لمايعتبر حقيقة وواقعا معاشا وملموسا، مع ان تلك بالاحرى فكرة تبتسر الواقع والمعاش الى مايمكن ادراكه والتعرف عليه، وان بحدود متدنية، قياسا لماهو الواقع بنية واستهدافا، كمثل الفرق بين البنية التصورية والمعاشة لمنطقة شرق المتوسط، وشكل تجلي الأفكار والمفاهيم والرؤى فيها، قياسا الى تلك التي ميزت الغرب الطبقي الانشطار على الضفة المتوسطية الأخرى، وحكمت أنماط تجليه ورؤيته لذاته وللاشياء والعالم، ابتداء وعلى مستوى التعبير الأبرز، كما تتجلى باختلافات التعبير بين "الفلسفة" و"النبوة"، مع مايواكب ذلك من ممارسة مستمرة لفعل النفي، مثل توحيد التعبير الانسايواني على حد مافعله هيجل، حين قرر ان تاريخ الأفكار يتدرج صعدا من الأسطورة، الى الدين، الى الفلسفة، نافيا احتمالية ان يكون ثمة تعبيرين متباينين ناطقين عن حالتين ومجالين بنيويين، احدهما تحولي ازدواجي مجتمعي، واخر احادي طبقي الانشطار، يرى في وجوده وكينونته عقلانية عليا، ومادية واقعية.
وهيغل والغرب يفوتهما او يتعمد هو وهم، عدم الالتفات الى اختصاص موضع واحد من الكرة الأرضية بصياغة طورين من اطوار الصعود العقلي، أي الأسطوري والديني، كما يقررانها، كما انهما لايشيران الى القيمة التاسيسية للحقبتين الرافدينتين الأولى والثانية، كذلك تنفى نقطة أساسية تتعلق بغلبة المنظور الابراهيمي على الفلسفة انتشارا ورسوخا في الوجدان البشري، وهو مايحدث بصيغ تنفي ادعاء المراحلية والتعاقبية الثلاثية الهيجلية، فالفلسفة وجدت عند الاغريق ابان تشكل الرؤية السماوية التوراتية، ولم تفلح في التسيد على مستوى المعمورة، في حين استمرت الابراهيمية وقراءاتها الثلاث تسير صعدا وصولا الى القرن السابع، وعمليا حتى سقوط بغداد 1258.
لقد تسبب صعود الغرب الحديث في إشاعة مفاهيم أحادية لاعلاقة لها بالحقيقة الوجودية الانسايوانية/ الإنسانية، فالبشرية بحسب المقاسات التحولية، سائرة تعبيريا من الابراهيمة النبوية منظور زمن تعذر التحقق/ النبوي الالهامي، الى الابراهيمة العليا، الثانية مابعد الأحادية الغربية ومنظورها المادي والعقلاني غير المتطابق مع الغايات المضمرة الكامنه في الكينونة المجتمعية البشرية، وخاصياتها الأكبر " التحولية".
كان عمر بن الخطاب وقتها بنطق باسم، ومن خلال المعرفة التحولية التي اليها والى احدى قمم تجليها ينتسب وعيا ومنظورا، كما تمثلت في اللحظة النبوية التي كان يعيش في كنفها، وفي بؤرتها، بما هو ابن مجتمع لادولة احادي قبلي، نهض في السياقات الاحتلالية الفارسية، ومخاطر خنقه للجزيرة بقطع شريانها التجاري القاري الصاعد الى الهلال الخصيب من اسفل الجزيرة والبحر، وحرمانها من المتنقس الذي يؤمن أسباب التوازن القبلي، ويخفف من وطاة اقتصاد الغزو الناظم للحياة، مااوقع الجزيرة في الاضطراب، ووضعها تحت وطاة التازم الأقصى قبليا، وأوصل القبيله درجة تقارب اللاضرورة، فمهد السبيل للعقيدة كي تتغلب عليها وتضعها في خدمتها، بالاخص بعد تعرض الجزيرة لاحتمالات الاجتياح، لولا وعورتها والصعوبة الاستثنائية الحائلة دون اختراقها، بعكس ارض الرافدين حيث الاحتلال الفارسي قد تميز وقتها بقدرته على الحضور من الجهة الشرقية، والتوطن في اطراف ارض السواد لكي يديم نمطا من العلاقات الاجتماعية الاقطاعية البرانية، لكن القابلة للاستمرار بحكم حضور واستمرارية الظهير الامبراطوري.
من هنا جاءت ثورة الجزيرة العربية، لا بماهي كجزيرية صحراوية او ايمانية بحته بلا مسبب مادي واقعي، معاش ومتراكم وداهم في لحظته، فالايمانية، والله ( خلال الطور التحولي الابراهيمي عند زمن اللاتحقق، تتركز خلاله عبقريتها التحولية في تصويرالغائية الكونية العليا بصيغة متلائمه مع، ونافية لما تمثله الأحادية الفرعونية، عن طريق سحب السلطة من الأرض، وايكالها للسماء، مع اقصى مايمكن من التجسيد العياني للسلطة السماوية المقابلة للارضوية والمفارقة لها، وهي صيغة دنيا تتناسب مع لحظتها قياسا الى الأفق الكوني الابعد، ولشكل الغائية الكونية العليا الموافقة لمرحلة وزمن التحقق)، والقراءة النبوية المعجزه، هي علم تحولي/ مادي، ونظام صياغة نابع من محركات وبنة وكينونة مجتمعية، متعذرة على التحقق الارضوي الاحادي، لها ماقبلها وماقد اوجبها عند لحظتها، عدا ماقد عين شكل تجليها ابان الزمن التي هي منه، باعتبارها ضرورة ولحظة من لحظات العبور الكبرى باتجاه التحقق التحولي المنتظر من العمليتين الانقلابيتين الهائلتين، حيث العبقرية البنيوية الواقعية السابقة على التصورية الالهامية: "الفتح"، اختصاص الجزيرة المتطابق مع بنيتها الاحترابية الاستثنائية، و "الامراطورية الازدواجيه" الاستثنائية هي الأخرى، اختصاص ارض الرافدين.
لايصبح وعي الانسان بذاته ووجوده وبالكون ازدواجيا ومتفارقا، الا في موضع الازدواج المجتمعي بنية، ولايكون بذلك محدودا بذاته، بل يالمعمورة بصفته بؤرة الازدواج الذي هو خاصية المجتمعية الأساسية الموزعة على المجتمعات بنسب واشكال تجل ومحركات مترابطة شامله، بما في ذلك المجتمعات الأحادية الأعلى والارقى دينامية، أي تلك المنشطرة طبقيا، والتي تظل احاديتها هي حدود ماينتج عنها من رؤى، اعلاها الفلسفة الواحدية الارضوية، بتاسيساتها الأولى، وتلك النهائية المازومة والمحكومة الى الايديلوجيا، وغلبة نزوع التحقق الواعي المخطط.
في عالم الازدواج المجتمعي تسير حركة العقل من الازدواج بصيغته اللاتحققية النبوية، الى الابراهيمة الثانية، مابعد النبوية ومابعد المحمدية التي أعلنت هي ذاتها انتهاء زمنها ودورها، من دون ان يعي المؤمنون بها، وعجزوا عن ادراك ماقصدته بختاميتها، التي سبق ان أعلن مايماثلها قبلها بأربعة قرون*، والطور اللاحق على النبوية، يشهد زمنا من الانغلاق، مظهراه السقوط في اسر النبوية المنتهية واعتبارها "ختاما" تكريسيا لها، يلغي احتمالات مابعدها، وبين صعود الأحادية باعلى تجلياتها ومشروعها الايديلوجي الحديث الأوربي، وهي حال العقل، او ماقد تمكن نسبته الى الفكر، وان من بعيد، أي محاولات التعبير المتاحة عراقيا في ظل سيادة النموذج الغربي، وتعطل وانغلاق افق الرؤية الابراهيمية كسيرورة بفعل وطاة "الختام" النبوي الايهامي المزيف.
اذن ماكان العراق موجودا او فاعلا حيا يوم جاء الغرب الى ارض الرافيدين، وماكان العقل هنا قابلا للاحتساب بذاته، وهو مايزال الى اليوم نتاج فبركة الوطأتين، النبوية الختامية المزورة، والغربوية الأحادية. حيث لاهذه تمت بصلة للنيوة وتجليها الالهامي المنتقضي، ولاتلك الحداثية يمكن، او هي قابلة لان تنتسب فعليا للاحادية بصيغتها الأعلى الراهنة.
ـ يتبع ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قال النبي العراقي البابلي الميساني "ماني" في القرن الثالث، بالختام النبوي في إشارة مبكرة الى حلول مناخات وشروط قرب انتهاء هذا الشكل من التعبير.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (1) تشرين: الثورة و- قرآنها-/3
- (1) تشرين : الثورة وقرآنها/2
- (1) تشرين: الثورة و-قرآنها-/1
- خرافتا الديمقراطية والدولة المدنية؟
- التحرير الثاني: و-التفارقية الرباعيه-ب/9
- تحريران: بالمحمدية واليوم بالابراهيمية الثانية أ / 8
- عالم برؤيتين: ونٌذر- آخر الزمان-
- ابراهيمية ثانية بلا بيان اول؟ج/6
- بلاد الابراهيميتين والنهضة الزائفة؟ب/5
- العبقرية والاتباعية وثورة تشرين العراقية؟أ/4
- النهضة الزائفة وتجليها العراقي الاسوأ/3
- النهضة الزائفة : وتجليها العراقي الاخطر/2
- نهاية النهضة العربية الزائفة/ 1
- البراغماخبثويىة الامريكية الايرانيه والتحاذق الاسرائلي المحب ...
- مفهوم الامتين في كيان واحد العراقي
- مؤتمر تأسيسي تحولي و-قرآن العراق- ـ ب ـ/4
- مؤتمر تاسيسي تحولي و -قرآن العراق-أ/3
- اي مؤتمر تاسيسي واي حل؟/2
- - المؤتمر الوطني التاسيسي- هو الحل/1
- إنحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/3


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - (1) تشرين: الثورة و- قرانها-/4