أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر رفاعية - هل ستنتقل إيطاليا لمعسكر الشرق














المزيد.....

هل ستنتقل إيطاليا لمعسكر الشرق


زاهر رفاعية
كاتب وناقد

(Zaher Refai)


الحوار المتمدن-العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزمة كورونا كشفت عمق الخلافات بين دول الاتّحاد الأوروبي ولاسيّما بين إيطاليا أكبر المتضررين صحيّاً من الأزمة وبين بقيّة دول الاتّحاد, وهنا جاءت روسيا التي لم تدّخر جهدها يوماً للمساهمة في خلق وتعميق الصراعات بين دول الاتّحاد الأوروبي للعمل على تفكيكه ومن ثمّ تقديم نفسها كبديل وحاضنة للدول التي تفكّر بترك المعسكر الغربي.
جاءت روسيا ومن خلفها الصين هذه المرّة وقدّمتا نفسيها كملاك الرّحمة والإنقاذ لإيطاليا, وذلك عن طريق ارسال شحنة أدوية منتهية الصلاحيّة وكمامات غير مطابقة للمواصفات وبضع أجهزة للتنفّس معطّلة من مخلّفات الحرب العالمية الثانيّة, بالإضافة لعرض الصين إرسال مجموعة من الأطباء لمساعدة إيطاليا في محنتها, ولا أدرِ إن كانت الصين (كحكومة) ستجلب هؤلاء الأطباء الذين ســ"ترسلهم" لإيطاليا من مستودع الأطباء الحكومي في بكين أم أنها ستقوم بتصنيعهم على عجل في المصانع!!!
ولأنّ الغريق يتعلّق بقشة فقد ابتلع الطليان الطعم وتناسوا عن عمد تلك السنوات الطوال الّتي استندوا فيها على أوروبا للنهوض من آثار الحرب العالمية الثانية وتطوير البنية التحتية والاقتصادية لبلدهم عن طريق معاهدات التجارة الحرّة وقروض إعادة الإعمار وغيرها , وأيضاً لتطوير قطاع السياحة وتقويته عن طريق الدخول في اتفاقيّة منطقة "شنغن", وباختصار فإيطاليا كانت على الدّوام واحدة من أكبر الدّول المستفيدة من الانضمام للاتّحاد الأوروبي.
هذه الاستمالة الروسيّة وهذا الميل الإيطالي نحو المعسكر الشرقي لم يبدآ مع كورونا, بل بدآ مع وصول اليميني الشعبوي "ماتيو سالفيني" لرئاسة الحكومة, وكعادة اليمينيين فهم يميلون للمعسكرات والتحالفات الدوليّة التي تسحق المواطن والديمقراطيّة لصالح النّخب السياسيّة والاقتصاديّة في البلاد, في الوقت ذاته الذي تقدّم به هذه الدّول نفسها في الإعلام على أنّها نصير المستضعفين من الأمم والمعقل الأخير للاشتراكيّة والحصن الحصين لحماية العالم من التوحّش الرأسمالي, بينما نجد "ويا للمفارقة" أنّ زعماء دول هذا التحالف هم من أغنى أغنياء زعماء العالم, ودولهم تلك تضمّ كبرى الشركات العابرة للقارات وثروات أثرى أثرياء العالم, وأنّ الفوارق الطبقيّة في مجتمعاتهم لا تجدها في أي دولة غربية. وأقصد من ذلك "المعسكر الشرقي" الذي يضم أمّة المليار جائع (الصين) بالإضافة لكوريا الشمالية مهد حقوق الإنسان, وأيضاً القيصريّة البوتينيّة في روسيا والتي تحمل رسالة السلام لكل العالم وخاصّة الشرق الأوسط.
هذا الميل للمعسكر الشرقي نجده عند جميع أحزاب اليمين ودعاة الانغلاق والنزعات القوميّة في أوروبا وليس فقط إيطاليا, فتجده مثلاً عند اليمين الألماني المتمثل بحزب البديل, الذي دفعت روسيا من جيبها لقادته تكاليف الطائرة الخاصة التي أقلّتهم من ألمانيا لزيارة دمشق22.05.2018 DW.com. وايضاً نجد هذا الميل عند اليمين النمساوي الذي دوت فضيحة زعيمه "هاينز كريستيان شتراخه" عندما حاول عقد صفقة لبيع أجزاء من وطنه النمسا لمليارديرة روسيّة, وذلك مقابل حصول الحزب على دعم سياسي من عند روسيا. راجع: dw.com 18.05.2019
وغير ذلك من فضائح اليمين الأوروبي في معظم دول الاتّحاد, والتي ترى في روسيا والمعسكر الشرقي مخلّصاً وبديلاً لهم من سطوة "بروكسل" وخلاصاً من الديمقراطيّة الأوروبيّة, والتي هي بنظر اليمين الأوروبي ديمقراطيّة تهدد ثقافة أوروبا وحضارتها بسبب سياسات الانفتاح والعولمة والهجرة, أي السياسات التي تنتهجها أحزاب الوسط التي تشكّل غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي حاليّاً.
بالعودة لإيطاليا وجدنا كيف أنّ الطليان بين ليلة وضحاها قاموا بنزع أعلام الاتّحاد الأوروبي من العديد من المباني ورفعوا بدلاً منها أعلام روسيا والصين, وقد ساهم الإعلام العربي بالتطبيل لصورة ملاك الرّحمة الرّوسي الذي هبط على إيطاليا, هذا الإعلام نفسه الذي يطبّل لكل زعيم معادٍ لحقوق الإنسان ولكل جنرال انقلابي مدعوم من روسيا وبوتينها راعي الديكتاتوريّات في العالم.
وقد جاءت ردّة فعل الأوروبيين على الأصوات الإيطاليّة التي تنادي بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي وإنزال العلم, على الشكل الذي جاءت به ردّة فعل صاحبنا حين سمع بخبر خطوبة حبيبته على شابّ آخر في اليوم المحدد:
جاء صاحبنا في اليوم الموعود تحت شرفة بيت الفتاة, في الوقت ذاته الذي كان فيه أهل العروس يستقبلون العريس وأهله في منزلهم, ويقومون بقراءة الفاتحة ووضع المحابس في الأصابع, وقرر صاحبنا أن يشاركهم الفرحة ويحتفل معهم على طريقته الخاصة.
جلب صاحبنا جهاز مضخّم صوت كبير (امبلي فاير) وقام بإيصاله ببوق كالذي تجده على المآذن وفي السّاحات الكبيرة أثناء إلقاء الزعماء لخطاباتهم الجماهيريّة, وأخيراً أوصل الكل بمشغّل أقراص, وأدرج في المشغّل قرصاً كان قد أعدّه خصيصاً لهذه المناسبة, عليه جميع أصوات الضرطات (جمع ضرطة) التي كان صاحبنا قد قام بتسجيلها بنفسه على القرص طوال الأسبوع الفائت .



#زاهر_رفاعية (هاشتاغ)       Zaher_Refai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهمة حيازة وترويج الكاريكاتيرات
- رسالة من كتّاب الدرجة العاشرة
- لماذا ينتقد الملحد العربي دين الإسلام أكثر من بقيّة الأديان؟
- مشكلة حامد عبد الصمد مع اليسار الأوروبي
- دعاة أم قوّادون
- فلسفة لا ديالكتيك فيها, ميتافيزيق لا معرفة موضوعيّة فيه.
- لماذا لا ينكح الملحدون أمّهاتهم؟ السؤال الذي أرّق المسلمين
- حول دور الهاشميين في اغتيال الشهيد ناهض حتر
- فضيلة البذاءة في الإعلام العربي
- نهج طروادة عند دعاة الأسلمة في الغرب.
- الكادح العالق بين عجلة الهامستر وترامادول سيزيف.
- خدعة الوحدانيّة لله عند دعاة الإسلام؟
- دلالات الزومبي في المنتوج السينمائي والترفيهي لعصر ما بعد ال ...
- هل سنشهد بسبب كورونا قطيعة أبستمولوجيّة عند أهل الخطاب؟
- الإسلام السياسي يهدف لخلق مجتمع المنافقين
- كرامة المواطن الضائعة بين الاستبداد السلطوي وتجريم الكيف .
- الإسلام السياسي والصيد في دماء المسلمين.
- وهم القوامة الإسلاموي والعوكة النّسوية


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر رفاعية - هل ستنتقل إيطاليا لمعسكر الشرق