أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - هشام حمدي - فيروس كورونا بين متدينين ولا دينيين














المزيد.....

فيروس كورونا بين متدينين ولا دينيين


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 20:57
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


في عام 1865 قررت الأكاديمية العلمية الفرنسية بصواب نظرية الجيل التلقائي لصاحبها العالم لويس باستور ضد زميله فيليكس بوشي، نظرية تقول بأنه يستحيل أن تنمو ميكرو-عضوية في وسط دون أن يتم إدخاله. وفيروس كورونا واحد من الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة -والذي انتقل من الحيوان إلى الإنسان- لكن قدرة الفعل لديه رهيبة بإدخاله أكثر من نصف ساكنة الكرة الأرضية الحجر الصحي لأكثر من شهرين، وهو بذلك أصبح فاعلا اجتماعيا لا يرى لكنه خلق ردود أفعال وأسئلة ارتقت في طرحها إلى حرب بين متدينين ولا دينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، فهل كورونا نعمة أم نقمة على الإنسانية؟
متدينون دافعوا بضراعة على فكرة أن الفيروس هو نقمة موجهة وعذاب مسلط على الكفرة والمشركين، وأتوا بأحاديث منسوبة للنبي مثل: {{لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم من الطواعين، والاوجاع التي لم تكن فيمن مضى من أسلافهم الذين مضوا.}}، {{ ما ظهر البغي -أي الظلم والجور والعدوان- في قوم قط إلا ظهر فيهم الموتان}}، كما في القرآن ويزيدون بأن القرآن سبق كل العصور وحذر من أكل الحشرات، وأتوا بآيات مثل: {{ "حَتَّى إِذَا أَتَواْ عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِن قوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصَّالِحِين"}}؛ {{ "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ءَايَات مُفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ * وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِى إِسْرَآءيلَ" }}؛ {{ لا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) }}؛ بل حتى أن منهم من قال بأنه جند من جنود الله مرتكزا على الآية {{ وما يعلم جنود ربك إلا هو}}، ومجيئه بأنه نوع من العقاب الإلهي لحكومة الصين لأنها تقمع إخوانهم الإيغوريين المسلمين وكأن هذا الفيروس سيبقى منحصر في الصين. فظهر في أوربا وخصوصا إيطاليا وإسبانيا فقالوا بأنه عقاب لهما بسبب الحروب الصليبية. ثم وصل لأمريكا فقالوا بأنه عقاب إلهي لها على حربها في العراق والخليج وجرائمها الاستعمارية في آسيا. والمضحك هو عندما تم إلغاء حفلات الغناء والموسيقى في السعودية فخرجوا جماعات وفرادى للقول بأن الكوفيد 19 جاء ليمنع الفسق والمجون وِليُلبِس الرجال "ويستثنون أنفسهم" النقاب في العالم بأسره، وسؤال هنا يطرح نفسه: فما عساكم تقولون حين تم إلغاء الصلاة بالمساجد وصلوات الجمعة بمكة المنورة؟
لا دينيون انتقدوا بنباهة وسخروا بمنطق على أقوال وأفعال المتدينين، بالقول إن المتدين يرى أن أكل الصينيين للخفافيش والضباع والضباء والتماسيح والسلاحف شيء مقزز، في حين ينسى بأن تلكم الحيوانات هي حلال أكلها في الإسلام {{كلوا من طيبات ما رزقناكم}}، ثم هل شرب بول البعير شيء يفتح شهية الإنسان للأكل. والمتدين يعتقد يقينا بأن كورونا لا يصيب إلا الذين هادوا والنصارى والصابئة والمجوس والذين أشركوا ويفصل عنهم المتدينين، المتدينون استطاع أن ينفذ لهم مثل معشر البشر من الكفار والمشركين، فهل بإصابة المتدينين انتقلوا من أصحاب اليمين والنعيم ليخلدوا في النار والجحيم مع أصحاب الشمال والضلال والخارجين عن الملة والدين؟ . وهناك من المتدينين من يربط وجود إلهه ويشبهه بكورونا التي لا ترى حتى يفحم اللاديني ناسيا أو متناسيا بأن كورونا يمكن رؤيته في المختبر عبر المجهر ومضفيا صفة البشاعة على أفعال آلهتم كما تفعل كورونا، والملاحظ أن المتدينين لديهم هوس بثقافة الموت ويحملون صورة بئيسة ويائسة عن آلهتم فهم لا يتخيلونها إلا آلهة تقتل وتميت، ويقول بعض أئمة ووعاظ وفقهاء المتدينين بأن تلاوة دعاء منسوب للنبي يدفع بلاء وباء كورونا، فيرد اللادينيون بأن على المتدينين الذهاب للحرم المكي ليصلوا، مع تسوية الصفوف وعدم ترك الفراغات بين الأرجل حتى لا يدخل كورونا وليس الشيطان بينهم، لأن مصل القرآن ولقاح السنة والمضاد الحيوي الإيماني المتمثل في القول بعدم الإصابة إلا ما كتب الإله عليكم فعالة ضد كورونا. واللادينيون يتساءلون ويسألون المتدينين لماذا غلق بيت أذن الإله أن يذكر ويرفع اسمه فيه؟ وهل سيعاقب كورونا الذي منع اسم الإله من أن يذكر في بيته الحرام؟ وهل أصبح المتدينون نجس لأنهم ممنوعون من الصلاة في الحرم المكي؟
أخيرا، الآلهة أرضية أو سماوية هي كأشجار باسقة. عند جذوعها، ذئاب تفترس نعاجا، ولا تتحرك ورقة واحدة من تلك الأشجار كما قال النحات كوسطانتين برانكوزي؛ فالتضامن الإنساني أصبح ملحا، ولكن، إذا لم نفهم أننا بحاجة إلى وعي مشترك بمصير الإنسان وإذا لم نتقدم في التضامن، إذا لم نغير التفكير الديني والسياسي، فإن الأزمة الإنسانية ستزداد سوءا. فرسالة كورونا واضحة، ويل للإنسانية إذا كانت لا تريد سماعها!
الإنسانية هي الحل



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروس -كورونا-
- التنمية ومشروع توعية الإنسان
- الجيل الخامس من الحروب
- مسلمون؛ ملحدون وباحثون .. يتساءلون
- عيد الشغل، بأي وجه عدت يا عيد؟
- الناس تَتْبَعُ الشعر ولَا تتْبَعُ وَلَا تتَّبِعُ الشعراء
- حين تصبح رذيلة الكذب السياسي فضيلة
- في فلسفة الفن
- ... فيما بين كرة القدم وحكومة الكَدَم من اتصال
- ديموقراطية الفلسفة وفلسفة الديموقراطية
- المسجد الأقصى ومؤامرة الصمت القاتل
- أحزاب الفيسبوك السياسية
- الحرب الداعشية الناعمة، المسلسلات التركية أنموذجا
- العالم العربي بين مطرقة المؤامرة وسندان التآمر
- عيد الأضحى والبعد الروحاني والاجتماعي
- التاريخانية في قراءة التراث الفكري الإسلامي
- تعليب الوعي
- الاستشراق بين الاختلاف والائتلاف
- ذكرى نكبة فلسطين ... صوت 67 عاما، بلا صدى
- تديين المظهر وتسييس الجوهر


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - هشام حمدي - فيروس كورونا بين متدينين ولا دينيين