أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هشام حمدي - الجيل الخامس من الحروب















المزيد.....

الجيل الخامس من الحروب


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 09:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في زمن يعيش فيه العالم العديد من التحديات المعقدة تتصارع الدول فيما بينها تحت عناوين سياسية قد تكون منطلقاتها اقتصادية. يتم فيها ملاحظة استخدام القوة العسكرية دون معاينة ولحظ الأدوات الأخرى التي يمكن ان تكون أشد خطورة، فالحرب الصلبة أو العسكرية أو التي تعتمد على أدوات القوة الخشنة كانت ولا تزال المعنى الوحيد الذي تعرفه الشعوب حول الحروب دون ان تلتفت الى حقيقة منظومة الحرب الناعمة أو القوة الناعمة التي تغلغلت بأدواتها الصامتة، أصبحت اليوم واقعا نعيشه وبات يحتاج إلى فطنة ويقظة ليس فقط على الصعيد النظري بل على الصعيد العملي. ولأننا نعيش اليوم أيضا في ظل الشركاء الكثر في الحرب الناعمة والقوة الناعمة لابد وأن للثقافة دورا مهما ومحوريا سواء أكان هذا الدور سلبيا أو حتى دورا إيجابيا إلا أنه حاضر في وعلى الساحة الوطنية فما هي وسائلها وأدواتها ومجالاتها؟
إن الاستراتيجية التي تنهجها الدول وتنتهجها الحكومات ذات القوة الاقتصادية أو العسكرية ما هي إلا نوع من السعي لفرض السيطرة الثقافية على الآخرين من خلال اللغة التي تنتج النظريات والبحوث العلمية أو من خلال الترويج لأنماط السلوك أو الترويج للقيادة والقوة خصوصا الأمريكية وأمريكا في سبيل حماية مصالحها ومطامحها وبهدف تحقيق أهدافها تستخدم ذلك الهرم الثلاثي الأبعاد، وبشكل منسجم ومتناسق وتضع الخطط لتوزيع من خلالها وسائل وأدوات القوة، على رأس الهرم يوجد اللجوء إلى القوة الصلبة أو القوة العسكرية بحريا وبريا وجويا وفضائيا، وفي قاعدة الهرم توجد القوة الناعمة وفي وسط الهرم توجد القوة القاهرة أو القدرة على الإرغام للخضوع للقرارات، وفي إطار ما يمكن تسميته بالقوة الذكية تجيد توزيع الأدوار والمهمات بين تلكم القوى الثلاث. فالقوة العسكرية تقوم عمليا بتدمير الجيوش المضادة ومراكز ثقل الخصم جيش العراق وسوريا الخ وأما القوة الناعمة فهي القدرة للحصول على ما تريد عن طريق الاستمالة والجذب والجاذبية بدلا عن الجبر والقهر والإرغام، وهي القدرة على التأثير في سلوك الآخر للحصول على الغايات المنشودة والأهداف المخططة لها والنتائج المتوقعة والمتوخاة حصولها بدون الاضطرار إلى الاستخدام والاستعمال المفرط للقوة أو للوسائل الحربية العسكرية الصلبة. ويعرف كتاب (القوة الناعمة، وسيلة النجاح في السياسة الدولية) الصادر في 2004 لصاحبه جوزيف س. ناي أستاذ بجامعة هارفرد بأن القوة الناعمة: هي القدرة على الحصول على النتائج من خلال الجذب وليس عن طريق القوة أو دفع الأموال، كما يؤكد فيه أن ثقافة المجتمع، البعد الجاذب من هذه الثقافة تعد مصدرا من مصادر القوة الناعمة، إلى جانب القيم السياسية والسياسة الخارجية والموارد الاقتصادية والعسكرية. وقد تم اقتباس مصطلح الناعم والصلب من التقسيم المعروف والمتعارف عليه لتكوين أجهزة الحاسوب وقطعه الذي يتألف من أدوات ناعمة {{Software}} وأخرى صلبة {{Hardware}} فهذا التقسيم راجع لتسعينيات القرن الماضي على أثر انتشار الكمبيوتر والأنترنيت. هذه القوة الناعمة دورها تفتيت وتشتيت البيئة الحاضنة للجهات السياسية المعارضة للتوجهات والسياسات الأمريكية وأما القدرة على القهر والإرغام، أو كما يطلق عليها جوزيف. سي. ناي. بتفجير العدو من الداخل، فهي مجموعة الوسائل المستعملة تكنولوجيا أو ماليا "تجميد أرصدة البنوك" أو اقتصاديا "حظر التجارة" أو سياسيا "العزل دوليا" أو اجتماعيا "تشجيع مجموعات اللاعنف والمعارضة".
إن تطور أجيال الحروب التقليدية يرجع إلى عوامل عدة منها تغير طبيعة الخصوم والأهداف التي تسعى الحروب لتحقيقها والتقدم التكنولوجي لتقنيات التسلح وانعكاساتها على التكتيكات العسكرية دون نسيان تغير مراكز الثقل العسكري، ليطرح سؤال مهم وهو مجال الجيل الخامس من الحروب. فبعد الحروب البرية والبحرية والجوية والاستخباراتية-الجاسوسية ثم بعد ذلك الجيل الرابع المرتكز على حرب العصابات وكسر الإرادة السياسية، لكن الجيل الخامس من الحروب اتسعت رقعته ومجالاته لميادين مازالت نخبة المفكرين والمثقفين والسياسيين تتوهم بأنها مجال خارج عن العمل الحربي أو غائب عن معارك القتال بحيث أنها أصبحت تلمس المجال المادي والملموس أي المجال الكلاسيكي للحرب حيث يتم استخدام القوة في حدود الزمان والمكان، وحيث تقع جل الحروب التقليدية، والمجال المعلوماتي والذي يتم فيه تكوين المعلومات ومعالجتها ومشاركتها. ويضم كذلك المجال الإلكتروني والأمثلة لا حصر لها في هذا الباب خصوصا في شقها السياسي كالفيديوهات المنيرة والصور المثالية لرؤساء دول وحكومات غربية بردود أفعالهم أو بالقيام بأعمال مدنية كالكنس مثلا والتي لا يحرص مستشار بلدي أو قروي القيام بها في بيته وأمام منزله فما بالك ببرلماني ووزير ورئيس حكومة ...الخ، والتي يتعامل معها أغلبنا بمنهجية المقارنة وعقلية ال "نحن" وال "هم" دون أن يتساءل عن هدف وسبب وسياق هذا الفيديو أو ذاك أو عن قصد أو بغير عمد معاينة أنهم يحرصون على أن يتم تصويرهم و هم يقومون بتلكم الأفعال والأعمال كنوع من الدعاية لهم.
أما المجال المعرفي فيدخل في كل ما من شأنه إعادة تكوين وتفكيك المنظومة التربوية والتعليمية والثقافية والعقدية والتكنولوجية والتقنية عبر الترويج للمفاهيم المغلوطة خصوصا في بعدها الديني من خلال الترويج لدين جديد جسدته القاعدة وداعش وغيرهما وأقنعت ليس فقط الغرب بل جزء كبير من العرب بحيث أنه لم يعد باستطاعتهم التفريق بين قيم الإسلام وبين الإرهاب، كما أن بعض الدراسات والبحوث الاستشرافية قد كرسته بترسيخ وتكوين تلك الصورة المتمثلة عن العربي عامة والمغربي بخاصة؛ وفي المجال الاجتماعي الذي يضم العناصر الأساسية لأي مشروع إنساني، حيث يتفاعل الأفراد ويتبادلون المعلومات، ويتشكل الوعي المبني على التفاهم والعيش المشترك، والمساعدة في اتخاذ القرارات التنموية، إنه أيضا مجال الثقافة والفن والدين والقيم والمواقف والمعتقدات، وحيث تكون الديمقراطية التشاركية هي الوسيلة الأهم في اتخاذ القرارات السياسية المتعلقة بمشروع المستقبل المجتمعي الذي نصبو إليه.
أخيرا، يقول سبينوزا بأن الحرية هي حرية الحكيم الذي يحسن استخدام العقل، فالإنسان الحر هو الذي يعيش تحت قيادة العقل بعد أن يتخلص من الأحكام السابقة والانفعالات العمياء وكل ما هو غير إنساني في الإنسان، وهي دعوة لنقد ونقض وكسر صنم الموروث من التراث ربما قد يكون درسا لتتعلم الأوثان القديمة ماذا يعني أن تكون أقدامها من صلصال كما قال نيتشه.
الإنسانية هي الحل



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلمون؛ ملحدون وباحثون .. يتساءلون
- عيد الشغل، بأي وجه عدت يا عيد؟
- الناس تَتْبَعُ الشعر ولَا تتْبَعُ وَلَا تتَّبِعُ الشعراء
- حين تصبح رذيلة الكذب السياسي فضيلة
- في فلسفة الفن
- ... فيما بين كرة القدم وحكومة الكَدَم من اتصال
- ديموقراطية الفلسفة وفلسفة الديموقراطية
- المسجد الأقصى ومؤامرة الصمت القاتل
- أحزاب الفيسبوك السياسية
- الحرب الداعشية الناعمة، المسلسلات التركية أنموذجا
- العالم العربي بين مطرقة المؤامرة وسندان التآمر
- عيد الأضحى والبعد الروحاني والاجتماعي
- التاريخانية في قراءة التراث الفكري الإسلامي
- تعليب الوعي
- الاستشراق بين الاختلاف والائتلاف
- ذكرى نكبة فلسطين ... صوت 67 عاما، بلا صدى
- تديين المظهر وتسييس الجوهر
- الغرب فوبيا بدل الإسلاموفوبيا
- العالم العربي الاسلامي بين عار الصهيونية و نار الداعشية
- عن السياقة في الدار البيضاء ... أتحدث


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هشام حمدي - الجيل الخامس من الحروب