أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام حمدي - عن السياقة في الدار البيضاء ... أتحدث















المزيد.....

عن السياقة في الدار البيضاء ... أتحدث


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 21:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين تستيقظ من النوم، أول ما تفعله بعد فتح عينيك هو غسل وجهك فيما بعضهم قد ينسى هذا الفعل أو يتناساه ثم يذهب للبحث في هاتفه الذكي عن جديد الأحداث أو في الجريدة عما استجد من أخبار تتعلق بما يجري ويقع في العالم، والكثير منا قد يعفي نفسه من قراءة هذه الوقائع، فيما بعضهم وهو مستعد لركوب دابته الميكانيكية على رأي بعض المتسلفين، لا ينسى وهو مستعد لركوب سيارته أو حافلته كبيرة كانت متوسطة أو صغيرة، أن يستحضر جميع أفراد عائلته الأحياء منهم والأموات لا لسبب عدا مساعدته على سياقة سيارته.
سأضرب مثلا يعكس ما سبق ذكره آنفا، إن مخترعي وصانعي السيارات جهزوها بجميع أنواع الإشارات كما هو معلوم، أي إن أردت أن تدور يمينا تضغط على زر أو ذراع الإشارة الضوئية الموجود غالبا بالقرب من مقود سيارتك ونفس الفعل بالنسبة للدوران على الشمال، أما إن كنت تريد الوقوف أو التوقف فعليك أن تراقب، في المرآة العاكسة الموجودة أمامك في أعلى جهة اليمين أو تلك التي توجد ملتصقة خارجا بالباب الأمامي لسيارتك، كي لا تصطدم بكَ سيارة وتقع حادثة سير.
في المغرب عموما وفي الدار البيضاء بالأخص قد تلاحظ معي عزيزي القارئ بأن اختراع ذراع الإشارات الضوئية لتغيير الاتجاه يمينا أو شمالا تكاد تكون شبه منعدمة عند بعضهم فيما آخرون يعتبرونها اختراع زائد لقلة استخدامها، يخيل إليهم بأنها رفاهية فقط أو مضيعة لجهد عضلي ووقتي لا غير. وكأنهم في تحريك أو الضغط على ذراع الإشارة الضوئية شيء غير معتاد وغير عادي.
تخيل وأنت تسوق سيارتك في مدينة كالدار البيضاء وتلتزم قوانين السير بأخذك الجهة اليمنى من الطريق تحت حماية الله تعالى وتحترم علامات التشوير وإشارات المرور التي تصادفها في طريقك، إذ وفجأة يقصدك أحدهم بسيارته في اتجاهك دونما سابق إشعار ولا إنذار ولا تنبيه، أو قد يحدث العكس حين تكون متخذا للطريق في الجهة اليسرى تاركا تقدير الموقف والحالة للسائق الذي يوجد خلفه يعني إن حالفه الحظ نجا من حادثة أو كان متسببا فيها، بالرغم من علمه وهو على مسافة بعيدة جدا أنه سيدور يمينا أو شمالا الطريق المقبل، يعني من سنة ماضية على سبيل السخرية؛ الخطير أنه يتذكر استخدام ذراع الإشارة الضوئية عند القيام بعملية الدوران للجهة المقصودة يمينا أو شمالا من الطريق المنشود وكأنه قام بالواجب المروري المطلوب منه.
أضف إلى هذا أن بعضهم يستعمل يديه للإشارة والتلويح كبديل عن ذراع الإشارات الضوئية التي توجد بسيارته أصلا، ولغة الإشارة والتلويح بالأيادي من داخل السيارة هي لغة جديدة أدعو علماء الاجتماع والنفس لدراستها لأنها تزداد من يوم لآخر في الدار البيضاء، مثلا بعض السائقين وسائقي سيارات الأجرة الحمراء الصغيرة والبيضاء الكبيرة حين يريد بعضهم تغيير الاتجاه يمينا أو شمالا ونظرا للحالة الميكانيكية والهيكلية المهترئة للسيارة تجده يخرج يده كاملة من نافذة سيارته طالبا إياك بتخفيض السرعة بوضع يده أفقيا ثم تحريكها أوتوماتيكيا من الأعلى نحو الأسفل؛ وأما إن كنت تسوق سيارتك ليلا وأضواء السيارة مشتعلة فيما توجد أنت خلفه، يخرج السائق لك يديه وأصابع يده اتخذت شكل فم بطة فاتحا أصابعه مرة وجامعا إياها مرة أخرى في إشارة منه إلى انزعاجه من أضواء سيارتك وكأنك خبير بلغة الإشارة تلك؛ أما إذا وجدت نفسك تسير خلف حافلة لنقل المسافرين أو لنقل السلع والبضائع وأردت تجاوزها، فستجد بعض سائقيها حتما مخرج لك يده إما بإشارة تخفيض السرعة كما وصفت سابقا أو إشارة أخرى لإكمال تجاوزك بوضع اليد عموديا وتحريكها من الخلف نحو الامام بحسب ضميره المهني أو حالته النفسية طبعا. كل هذه الإشارات أيقظت في فكرة جهنمية بوضع حقوق ملكية فكرية وإبداعية لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية وأظنها منجم لصناعة الذهب إن فعلتها ( ههههه).
ثم أضف إلى كل هذا، أن بعض السائقين تجدهم يكلمون أنفسهم أثناء سياقة سياراتهم أو في حالات أخرى حافلاتهم، لا أدري السبب فعلا ربما من الملل الكثير من علامات التشوير وإشارات المرور، أو ربما الازدحام أو غالبا هو انعكاس للمشاكل النفسية وصعوبات الحياة اليومية التي يعيشها هؤلاء السائقون.
بعض السائقين كذلك تجده يؤمن ويحمل شعارات أخلاقية عن السياقة لكنه ليس فقط لا يحترمها بل ولا يطبقها مثل " في التأني السلامة وفي العجلة الندامة " أو " السلامة من الرحمان والعجلة من الشيطان " أو من قبيل " لا تتسرع يا أبي نحن في انتظارك " لأنهم مقتنعون بأنها كذبة في حياتهم ويقولون بعدم وجود ضمانة بسلامة الوصول والأهم من الذي لا يكرهك وأنت سائق.
وهناك نوعان من السياقة تختلف حسب جنس السائق، أما النوع الأول فهي سياقة الجنس اللطيف يعطيك إحساسا بالأمان وبالاطمئنان، لكن عليك أن تكون نبيها ومتنبها ورأسك بين كتفيك كما يقال، لكن لماذا؟
بعضهن حين يقدن سياراتهن يكدن يكن هن أنفسهن و هن جالسات في صالون للحلاقة والتجميل أو حتى في بيوتهن حتى لا أغضب البعض الآخر منهن، عاديات جدا تركيزهن على هواتفهن الجوالة أو تراهُن يبحثن في حقائب اليد اللاتي بحوزتهن على مشط للشعر أو تراهُن إن سقطت لهن سماعة الأذن الخاصة بهواتفهن ينزلن ليأخذنها من جانب مكبح الفرامل أو مداس الزيادة في السرعة، والأغرب من كل هذا حين يقدن يكن موقنات على أن الأمومة حنان يجب توزيعه على الجميع بما في ذلك مقود السيارة، تجدهن حاضنات لمقود السيارة وكأنه ابنها الذي سيتيه عنها أو سيهرب منها؛ أما حين تكون حركة السير متوقفة وواقفة يعطينك إحساسا بأنهن مخْتطَفات أو لنقل متفاجئات وحائرات الأفكار وكأن ازدحام حركة المرور يحدث لأول مرة منذ سنوات؛ والغريب جدا أن بعضهن حين يقدن يخلن أنفسهن كاميرون دياز في فيلم تشاركس أنجل أو يَتُقْن ويحلمن لو صرن مايكل شوماخر، أيضا بعضهن يعطينك الشعور بكونهن رشيقات في السياقة لكن الظروف لا تساعدهن على ذلك فتجدهن يقدن سيارتهن وكأنها تسوق بطة في حقل مليء بالأوحال تسير ببطء.
وأما النوع الثاني فهو الجنس الخشن وهذا نوع صراحة خطير، لأن صفاته معروفة ومتداولة ومتعارف عليها في الدار البيضاء كتعاملهم مع جميع مستعملي الطريق وكأنهم مرضى نفسيين " مجانين وحمقى بمفهومهم " ووحدهم هم العقلاء من السائقين سواء أكانوا قطاعا خاصا أو عموميا، وأنهم بحاجة لمارستان أو مستشفى نفسي ويستثنون أنفسهم هم وكأنهم سليمو النفسية والعقل؛ كذلك ترى بعضهم يتعارك مع ذُبابة وهو يقود سيارته وترى من سحنات وجهه أنه لا يقود سيارته بقدر بحثه خصوصا عن الخصومة والعراك، أما إذا أردت تجاوزه يُخيل إليه أنك احتقرته فيدخل معك في حرب داحس والغبراء تارة بالزيادة في السرعة وأخرى بمزاحمتك وعدم إفساح الطريق وكأن لسان حاله يقول: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم، وغالبا هو من يكون الضحية طبعا.
لكن إذا أردت أن تضحك أكثر وكان حظك أكبر فستلتقي بالنوعين الاثنين في السياقة أي الجنس اللطيف والجنس الخشن يقودان سيارتيهما وأنت في طريقك لعملك، لترى مدى العداء التاريخي القديم الذي ورثناه منذ الأزل أي من عداء آدم لحواء مذ ركوبها العجلات الأربع، حتى تصل تلك اللحظة التي تريد الاختباء فيها من المرور لغاية فوز أحدهم بالضربة القاضية.
وجب الذكر والتذكير بأن مدينة الدار البيضاء تحتوي على طرق وقناطر، وتوجد بها دراجات وسيارات وحافلات وبها كذلك منظومة من علامات التشوير وإشارات المرور، أيضا توجد بها قوانين للسير ورجال شرطة لتنظيم السير لكن للأسف لا يوجد فيها سائقين
أخيرا، قيل إن طريقة قيادتك لسيارتك هي واحدة من العوامل التي تحدد ملامح شخصك وشخصيتك في بيتك، أما في بلاد العرب فيقولون إن نوع سيارتك هو الكفيل بتحديد شخصك ومكانتك.

الإنسانية هي الحل



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال التقدم والتنمية، من يجيب؟
- حرية الرأي في التعبير
- فساد أم إفساد الدولة
- الإعلام الافتراضي ومواطنو التواصل الاجتماعي
- الاستهلاك حرب إيديولوجية جديدة
- الإساءة للرسول وأنموذج شارلي إبدو
- إنسانية الإنسان بين مطرقة التدمير وسندان التعمير
- متلازمة فلسطين..... (غزة) و الهوان
- التراث الفكري الإسلامي القديم بين تنقيح وتصحيح أم تجديد! ؟
- أنا أعتذر، إذن أنا موجود
- القوة الناعمة....الجيل الرابع من الحروب
- أنفاق حماس...معابر غزة... حدود فلسطين


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام حمدي - عن السياقة في الدار البيضاء ... أتحدث