أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حمدي - الإساءة للرسول وأنموذج شارلي إبدو














المزيد.....

الإساءة للرسول وأنموذج شارلي إبدو


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 20:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أكثر من ثمانية قرون كتب جيسموند هنري في كتابه من أخبار بطاركة كرسي المشرق من المجدل للاستبصار والجدل يقول فيه أن أحد آباء مجمع أمانة نيقية كان كلما ذكر اسم النبي محمد (ص) إلا وأرفقها بعبارة الصلاة والسلام عليه وكأنه مسلم، ويضيف قائلا عن الرسول (ص): دعا العرب إلى عبادة الله وراودهم عن كفرهم وضلالهم وأمرهم بفعل وعمل الخير وعلم الحق وأبطل الأصنام وعبادتها من تلك الديار التي خلت من دعوة المسيح.
ما أوذي نبي كما أوذيت هكذا عبر الرسول (ص) عما ألم به من إساءة وأذية طالته في حياته مستشرفا أيضا ما سيحل به من أذية وإساءة بعد وفاته، فالإساءة لرسول الرحمة ليست وليدة الساعة أو الصدفة بل لها تاريخ طويل، فقد تعرض الرسول (ص) قبل بداية الدعوة للإساءة ولم يترك مشركو مكة أسلوبا من أساليب الإساءة والطعن في شخصيته العظيمة والنيل من دعوته المباركة إلا وقاموا بها، فاستخدموا السخرية والتحريض والتحقير والاستهزاء والتأليب واستثارة الشبهات وتكثيف الدعايات لدرجة وصفه بالجنون، وتوالت جذور الإساءة للرسول والإسلام على مدى العصور الأخرى حتى بعد انتشار الإسلام واشتداد بأسه وتعاظم قوته، ويعتبر يوحنا الدمشقي أول من كتب كتابا مسيئا للرسول ورسالته وتوالت الإساءات بعد ذلك وانتشرت هذه الأفكار والصور وتكرست في ذهن الأوربيين خاصة زمن الحملات والحروب الصليبية، ومن أبرز من أساء للرسول مارتن لوثر وغريغ وأين الذي وصفه بنبي الخراب هذا إضافة للرسوم الكاريكاتورية المسيئة التي انتشرت ووزعت في الصحف والجرائد وفي باقي وسائل الاتصال المرئية والمسموعة بحجة حرية التعبير وأخرى رفعت في مظاهرات ضد الإسلام كما حصل في برلين، من ألمانيا إلى الدانمارك ثم الولايات المتحدة الأمريكية فبريطانيا وفرنسا سبحة لا تتوقف عن أذية رسول ما أوذي نبي كما أوذي.
" je suis Charlie " أم / و " je ne suis pas Charlie "
عبارتان تاه العالم بأسره فيها بسبب مشاهد إرعابية إرهابية، فرقة تدين وأخرى تجتهد جادة وجاهدة في إيجاد مبررات لهذا الفعل، الناس حيارى ضائعون تائهون، بعضهم تساءل هل أنا شارلي أم أنا لست شارلي مستحضرا عمليات إرهابية حدثت في نفس التوقيت في لبنان واليمن ونيجيريا قتل أشخاص لا يقلون عن رسامي الكاريكاتير الفرنسيين، أخدت حياتهم بدون وجه حق، لم تستفزهم جماعة أو طائفة أو مذهب أو دين
لقد أصبح القتل سلعة رائجة من طرف تجار يبيعونها علنا في الفضائيات وعن طريق عملاء متطرفين يستخدمون الفتاوى التكفيرية والتفجيرية كسلاح مشرع ومتعدد الاستعمالات. ضعنا وتهنا أمام رعب المشاهد والاغتيالات التي لن تنسى ولن تقف عند هذا الحد لأن معامل تفريخ إرهابيي المستقبل تعمل بكل طاقاتها القصوى.
لك الحق في السؤال لِمَ لَمْ يتضامنوا معنا ولم ينظموا وقفات أمام السفارات على مجازر تحدث في فلسطين وسوريا والعراق ووو...؟ وهل ملزمون أن يكونوا شارلي أم لا؟
Je suis Charlie
معناه أنك رافض للتطرف والإرهاب والتكفير والتفجير وتقبل تطرفا آخر من نوعية وصنف آخر يربي الحقد والبغض والكراهية، ولأن الله سبحانه خلق الكون بتوازن، فهذا يعني أن التطرف بالانغلاق يقابله في الجهة الأخرى التطرف بالحرية. المتطرفون يؤدون خدمة لبعضهم البعض وإن لم يكن هدفهم أو مقصدهم ذلك.
Je suis Charlie
تعني شيئا واحدا هو رفضك للإجرام وتقبل التطرف بحرية غير مسؤولة، أي أنك تزرع بذور قنابل موقوتة، أيضا تعني عدم الإيمان بحريتي التي تنتهي عند بداية حريتك.
المعادلة في العالم العربي ليست هكذا كونك
" Je suis Charlie " أم / و " je ne suis pas Charlie "
المعادلة تصبح حين فجروهم وقتلوهم
" Je suis palestinien, syrien, yamani, nigérian.... " أم " je ne suis pas palestinien, syrien, yamani, nigérian.... "
وعندما أنشأوا حسابات واهية ووهمية أصبح البعض يختبئ وراءها ليكونوا كل أولئك الذين فارقوا الحياة إبان رحيلهم والحقيقة أنكم لم تكونوا ولا إنسان واحد منهم، صراحة لا أعرف عدد الأشخاص الذين كانوا على خطأ أم صواب، لكن الحياة فوق هذه الأرض أصبحت جدا عسيرة وصعبة وشاقة بكثير من الكتابات والمثاليات من المحاضرات بالحكم بالصواب أو الخطأ.
فما العمل؟
لأن مداد قلم المبدع مقدس مثل دم الشهيد كما يقول شكسبير، فأذكرك قارئي العزيز وأذكر نفسي بأن :
تكون قلما حرا مضحيا بالغالي والنفيس لقول كلمة حرة، وتدرك أن الفكر يحارب بالفكر، والكتاب بالكتاب والرسم بالرسم والكلمة بالكلمة، إن ما حدث بباريس لم ولن يقدر على توقيف ولا إيقاف الرسومات، فهو سينتج رسومات أفزع وأبشع وأشنع بل وأفظع، تذكروا دوما ليس هناك قلم ينكسر إلا والتأم بقلمين مثله وأشد شراسة.
أخيرا، إننا نشهد اليوم أن الغرب السياسي يحاول أن يوجد صراعا بين الديانات خصوصا الإسلامية والمسيحية وهو المهمش أصلا للمسيحية وتعاليمها في بنيته الاجتماعية، فكانت الرسوم المسيئة والحاقدة، حين يفهم الغرب أن الإنسان في الإسلام دين أولا وليس جنسا أو عرقا أو لونا، قد ينفى المسلم من وطنه ويجرد من حقوقه وماله وأملاكه وهو يتقبل كل ذلك راضيا محتسبا خاشعا أمام قوله تعالى: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين.
سواء كنت لا دينيا، ملحدا، بوذيا، سيخيا، هندوسيا، يسوعيا، موسويا أو مسلما تذكر فقط أنك إنسان
الإنسانية هي الحل



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنسانية الإنسان بين مطرقة التدمير وسندان التعمير
- متلازمة فلسطين..... (غزة) و الهوان
- التراث الفكري الإسلامي القديم بين تنقيح وتصحيح أم تجديد! ؟
- أنا أعتذر، إذن أنا موجود
- القوة الناعمة....الجيل الرابع من الحروب
- أنفاق حماس...معابر غزة... حدود فلسطين


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حمدي - الإساءة للرسول وأنموذج شارلي إبدو