تبرعاتكم وتبرعاتكن المالية تحفظ استقلال الحوار المتمدن، فشاركونا في دعم استمرارية هذا الفضاء اليساري الحر

أحلام كورونية

روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 11 - 17:44
المحور: الادب والفن

١
أزورها كل يوم
قبل أن تمطر السماء بأضوائها
وجوه العابسين
على أرائك الخذلان
أفتح صرة أنوثتها بمزلاج الأحلام
وتظن أنها تحلم ببركان
يقذف بحممه من معركة
لم تزل تطحن الوطن بين شرايينها
أرمي إلى السرير حبال صوتي المخنوق
فالعشق ..
أن تبتلع رائحة الجسد
قبل أن يسكن الضوء خيوط الأجفان

٢
أزورها كل يوم
قبل أن يهبط النهار في سلة العذرية
أطرز على أزار قميصها الوردي
بلعاب شبقي ..
صورة هاربة من عنوسة القبلات
وأبدد رجفان نهديها من عيون الغربان ..
لا خوف في الفضاء
الطيور كلها منشغلة بتخطيط أعشاشها
فلا وقت لاستضحار أرواح قبل المغيب
فالعشق ..
أن تودع النهار بمذاق قهوة
ارتجلت قصيدتها على موقد شفتين
كانتا .. حين كنت تغازل بخارها على أطراف مدينة
تخاف منها كلما نطقت بدبيب أقدام
ظننتها حراس معابد الأشقياء

٣
أزورها كل يوم
حين تغفو المصابيح من قلق شجار
يزرع في الحي لقطاء الحب
لتسوق زوابع أسرة الخنوع موجات الهياج
إلى حظائر التدجين
امشط صدرها المتورم بي .. خلسة
بفرشاة أسناني المغروزة في لساني
أنسج من أهدابها المستلقية فوق عيني
خيمة الانتماء في رحلة النزوح
وأهرب إلى مناجل الحصاد
لترتيب سنابل اسمها
فالخشية ..
أن يسوقني الجلاد ملتبسا إلى صراط الحكم
ولم تزل نبضاتي تهتف بحروفه في جوقة الاستعراض
فالعشق ..
أن تحاور نبضاتها وأنت في مربض الأحلام

٤
أزورها كل يوم
واليوم كنت زائر فطورها الصباحي
راقبتها ..
تخلع عني أرق الفراق
بأنوثة أناملها
تغسل وجنتي بعطر فمها
الصائم عن القهقهات ..
مذ دخلت رسائلنا دورة السبات
تنشف دموعها بحرارة اللقاء
وترتجف في كفي
كظبية طاردتها سهام الغزاة
تمد من تفريعتها المكتوية بهجران الخصر ..
سفرة الهيام
وكانت الدعوة بأهازيج الموت
إلى رائحة خبز ندي
تفوح من جيدها المرسوم في عنقي
فالعشق ..
أن تحن إلى مزمار القلب .. أكثر
من "خبز أمك"

١٠/٤/٢٠٢٠

#روني_علي (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل