أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان يوسف - ألم الحياة يفوق متعتها بكثير














المزيد.....

ألم الحياة يفوق متعتها بكثير


حنان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 15:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أودى بحياة ثمانين ألفا ، والرقم في ازدياد ، أي قد يصل الى مئة أو مئتي ألف في حلول آخر سنة 2020 المنكوبة أو المنحوسة ..
نعم الرقم مرعب ، لكن هذا الرقم المرعب الذي أثار ضجة اعلامية وشل الحياة حول العالم ضئيل جدا بالمقارنة مع أرقام ضحايا الجوع التي تعلن عنها تقارير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة سنويا .
هذه الأرقام او الاحصائيات تجعلني اتساءل .. وأسأل سواء عن براءة أو خبث ..
ماذا عن وفاء أكثر من 3 مليون طفل تحت الخامسة في كل عام أي 45% من معدل وفيات الأطفال عالميا فقط من الجوع ؟
ماذا عن تأثر 16 مليون طفل سنويا بسوء التغذية الحاد المؤدي الى صعوبة في الحياة وليس في التنفس فقط ؟
لم يضج الاعلام بأخبارهم ولم تنتفض الدول لمحاربة هذا الفيروس المسمى (جوعا) رغم أنه لا يحتاج الى أمصال أو أدوية أو مختبرات أو علماء!
المفارقة أنه يحتاج فقط حملة دولية لجمع ما يهدر من الغذاء ويكفي لإطعام كل جياع العالم !
الواقع صادم جدا ..
الواقع الذي يقول بأن ربع أطفال العالم يعانون من (التقزم) بسبب قلة الغذاء وقد ترتفع الى واحد من كل ثلاثة .. إلا أنهم ليسوا أطفالنا على أية حال !
الواقع يقول أن لفيروس كورونا صوتا مدويا سمعناه في كل بقاع الأرض ، إلا أن للجوع صوتا لا يسمعه حتى الآن إلا الله !

آخر الاحصاءات تؤكد على أن الأرقام كانت مرعبة سنة 2019..
وأنا اسأل فقط لماذا والى متى ؟ وهل يحق لنا الخوف من كورونا فقط لأن لدينا رفاهية الشعور بالخوف والصراخ والعويل في وسائل الإعلام ؟
فيروس كورونا ينهش رئات المرضى وبدأ بالتراجع وسيزول بفضل جهود العالم المبذولة لكن فيروس الجوع ينهش بطون 820 مليون شخص جائع حول العالم !
في حين أن ثلث جميع المواد الغذائية المنتجة على مستوى العالم تفقد أو تهدر سنويا . .
الجوع ليس فقط معدة فارغة وأمراض نقص التغذية وحياة مهددة ،إنما يتسبب هذا الجوع في تراجع النمو ويعوق التطور المعرفي ويؤدي الى هجرات جماعية وربما الى أمراض وأوبئة تطالنا جميعا في النهاية .
الغريب أن إنسان اليوم الحضاري يؤمن بأنه سيقضي على فيروس كورونا لأنه مرشح قوي لهذا المرض ولا يؤمن بأنه قادرا على القضاء على الجوع الذي يقضي على ملايين الجائعين فقط لأنه غير جائع !
يا سادة .. أذكركم
إذا كنا بخير ، هذا لا يعني أن العالم كله بخير .
ولأنني أتفق مع المصور الصحفي (كيفن كارتر) الذي انتحر بعد أن صور طفلة هزيلة تموت جوعا رغم حصوله على جائزة (بوليتزر) ،إلا أنه لم يشعر بأنه بخير وانتحر قائلا في رسالته قبل انتحاره (أنا آسف جدا جدا ،لكن ألم الحياة يفوق متعتها بكثير)..
هو اختار الانتحار .. لكن ربما هناك خيارات أخرى تجعلنا قادرين على جعل متعة الحياة تفوق آلامها بكثير.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية ارادة الحب للكاتب لقمان سليمان
- قراءة في رواية (ارادة الحب ) للكاتب لقمان سليمان
- الانتخابات التركية.. فاز دميرتاش وخسر أردوغان!
- الكرد في الحل السوري وتغير المعطيات
- لا أرثيك ....فقط أتذكرك ... صديقي مشعل التمو ....
- أهمية منظمات حقوق الانسان
- المواطنة وحقوق الانسان
- من أوراق السجن 2
- /من اوراق السجن/نشيد الوداع
- رؤية كردية للتغيير في سوريا
- حوار حول القضية الكردية في سوريا تجاوبا مع هموم غسان المفلح
- هل يستطيع النظام السوري إستيعاب هذا الطوفان
- خيارات النظام السوري الصعبة


المزيد.....




- سائق شاحنة ينعطف بطريقة مخالفة ويتسبب بحادث مميت.. شاهد لحظة ...
- زيلينسكي يحتفل بذكرى استقلال أوكرانيا في كييف بحضور المبعوث ...
- -عدوان على سيادة القانون-.. النيابة المصرية تصدر بيانا يجرم ...
- -زوجة الأب وضعت السم في الخبز-.. الداخلية المصرية تكشف سبب و ...
- -صفقات- مثيرة للجدل في شرق رفح.. ياسر أبو شباب يستقطب مجندين ...
- فاديفول يدعو إلى زيادة الدول المانحة ضمانات أمنية لأوكرانيا ...
- قتيلان و5 جرحى بغارات إسرائيلية على صنعاء
- المبعوث الأميركي توم براك يبحث مع نتنياهو ملفي لبنان وسوريا ...
- أمنستي: سلوفينيا سمحت بنقل أسلحة لإسرائيل رغم حظر رسمي مزعوم ...
- ليبراسيون: قرار مثير لحزب ميلانشون برفض اعتماد صحفي من لومون ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان يوسف - ألم الحياة يفوق متعتها بكثير