أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان يوسف - لا أرثيك ....فقط أتذكرك ... صديقي مشعل التمو ....














المزيد.....

لا أرثيك ....فقط أتذكرك ... صديقي مشعل التمو ....


جوان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الأمر بالنسبة لي سهلاً، لكنه لم يكن مفاجئاً في الوقت نفسه، ذلك أننا تحدثنا مطولاً عبر السكايب في الليلة التي سبقت اغتياله، وذكرت له أنه مستهدف بشكل مباشر، وأن هناك أكثر من مصدر أكد أنه بات على رأس قائمة الاغتيالات, فرد بطريقته المعهودة: وأنت ليش نسيان حالك!!!! وأجبته بقهقهة: توصيفي وطني، لكن أنت يصنفونك غير وطني لمطالبتك الصريحة بالتدخل الخارجي، وهذا يزعج أكثر من جهة. وفي نهاية الحديث أشار أنه رتب أمر خروجه من البلد في أقرب وقت وطلب مني التفكير أيضاً بذلك.
مشعل كان نجا من محاولة اغتيال فاشلة في 8 سيتمبر 2011، وكنا في تجمع سوا من بين الذين أدانوا العملية، وحذرنا من مغبة ترك النشطاء لمصيرهم, لكن من المؤسف أن أياً من الأحزاب الكردية لم تدن ولم تشر إلى محاولة الاغتيال تلك.
نحو الساعة الثانية ظهراً تحدث إلي مشعل عبر الهاتف، وأخبرني أن المعلومات تؤكد أننا مستهدفان، وطلب مني مغادرة سوريا, أحسست بالتوتر في صوته، وأجبته: ما زلت هنا؟ فرد: ربما الليلة سأخرج !!
في الليلة السابقة لاغتياله، كنت معارضاً لخروجه، وطلبت منه أن يغادر المحافظة، لأنه معروف، ومن السهل الوصول إليه، خاصة أنه كان يتحرك دون حذر. وكان من الصعب اتخاذ مثل هذا القرار, فاللوحة عاتمة والتهديدات مجهولة المصدر, وخروجه قد يفقده الشرعية النضالية، وبقاءه قد يفقده حياته, باختصار، كنت خائفاً عليه، بقدر حرصي على بقائه قريباً منا.
في آخر مكالمة طلبت منه مغادرة سوريا فوراً, وأكد أنه أنهى الاجراءات وضحك وكرر tiştek na bě
ما راح يصير شي !!
في الرابعة تقريباً، وبصوت خافت ومرتبك أخبرني ريزان القيادي في التيار وصديقنا المشترك: اغتيل مشعل، وهو الآن في مشفى فرمان... ولم يستطع أن يكمل.
قبل ثلاثة أيام من اغتياله تحدثنا عن المجلس الوطني السوري، وتناقشنا في مضمون الرسالة التي سيرسلها إلى عبد الباسط سيدا والتي نشرت فيما بعد , أبديت بعض الملاحظات رفض البعض منها ووافق على بعضها الآخر.
http://www.birati.org/index.php/2011-07-26-20-46-41/611-2011-10-08-10-29-51
كان حازماً في موقفه من عمل سيدا ومتخوفاً من آلية عمله واتصالاته بالبعض، ومحاولات تسويق نفسه, وذلك من واقع معرفته الشخصية بسيدا.
اختلفنا كثيراً واتفقنا قليلاً في السنوات العشرة التي قضيناها معاً, لكن الود بقي سيد الموقف, وحتى في سنوات سجنه لم ينقطع الاتصال بيننا، فقد كان زائر الفجر يتصل بي يومياً من سجنه لنتحدث عن كل الامور.
لم يكن سهلاً أن انقل الخبر إلى زملائي في لجان التنسيق المحلية وإلى الصديق مازن درويش: اغتيل مشعل التمو... وكان الرد: مستحيل... لكنني أكدت بأسف.
لم أفاجأ بالبيان الباهت الذي صدر عن الأحزاب الكردية ونعت فيه مشعل التمو، ولا بالبيان المرتبك الذي صدر بعد تشييعه ونفى فيما بعد حزبا آذادي ويكيتي مسؤوليتهما عنه, لأن أحزاب الحركة كانت جهزت لمقتله سابقاً في محطتين: الأولى عند محاولة اغتياله الفاشلة في 8/9/2011 ووصف البعض منهم المحاولة بالفيلم الهندي، ورفضوا حتى إصدار بيان يستنكر المحاولة, والثانية عندما خصصوا بياناً لمشعل ومارسيل يتهمونهما فيه باختطاف الشاب شيركوه وتهديده على حد زعمهم
"ابصقوا أيها الأحرار في وجه جلاديكم، فأبواب الحرية فتحت لشبابها" قالها مشعل وقال أيضاً: إنني أنتمي إلى الثورة ولا يشرفني أن أكون بين هؤلاء لأنهم جزء من النظام.
قرار قتله جاء من دمشق، لكن أدوات التنفيذ كانت من قامشلو, من أولئك الذين قض مضجعهم مشعل التمو بصوته وحضوره، ورفض منذ اليوم الأول لخروجه من السجن الانتماء إليهم.
لم أحضر جنازته، ولم أشارك بالكلمات الباهتة التي ألقيت تحت خيمة عزائه, وما زلت انتظر القصاص.



#جوان_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية منظمات حقوق الانسان
- المواطنة وحقوق الانسان
- من أوراق السجن 2
- /من اوراق السجن/نشيد الوداع
- رؤية كردية للتغيير في سوريا
- حوار حول القضية الكردية في سوريا تجاوبا مع هموم غسان المفلح
- هل يستطيع النظام السوري إستيعاب هذا الطوفان
- خيارات النظام السوري الصعبة


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان يوسف - لا أرثيك ....فقط أتذكرك ... صديقي مشعل التمو ....