أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جوان يوسف - هل يستطيع النظام السوري إستيعاب هذا الطوفان















المزيد.....

هل يستطيع النظام السوري إستيعاب هذا الطوفان


جوان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد صدر القرار 1636من مجلس الامن الدولي كما كان متوقعا من أغلب المراقبين والمهتمين بالشأن العام ، ربما لم يكن التوقع بحيثيات القرار، لكن بصدوره 0 وإجماع مجلس الامن عليه يشكل خطورة حقيقية من حيث شكل تطبيقه وسرعة تنفيذه والاخطر من ذلك أنه وضع تحت البند السابع من ميثاق مجلس الامن الذي يبيح له خيارات متعددة من العقوبات ، قد تصل إلى الخيار العسكري فيما إذا لم تلتزم سوريا بالقرار السابق والمتضمن الزام سوريا الزاما تاما بالتعاون مع لجنة التحقتق الدولية ،المشكلة بموجب قرار الامم المتحدة 1559المتعلق بالتحقيق في حادثة أغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري . هذا في الشكل أما في المضمون فماذا تريد الولايات المتحدة الامريكية من النظام السوري 0
أن القفز على حقائق النظام العالمي الجديد والمعطيات التي أفرزها هذا النظام وبالاخص بعد أحداث 11إيلول ومحاولة تحويرها أو تبسيطها إلى عنجهية أمريكية أوثأر أو أنتقام من شعوب المنطقة له تعامي عن مدلاولاته( مدلاولات النظام العالمي الجديد ) ويشكل تشويها فظا لقضاياالفكر السياسي المعاصربل ويدفع بالشأن العام إلى لجة التشظي والقائه خارج حركة التاريخ والتطور الموضوعي له 0 ففحين أن الفعل السياسي هو إعادة صياغة الواقع وفق متطلبات الكل الداخلي منسجما مع حركة التطور الخارجية ومدلولاتها .فإنه تأسيس لمفاهيم وقيم إجتماعية وإقتصادية منسجمة مع متطلبات الواقع الجديد وتطوره 0إنطلاقا من هذا الفهم يمكن أن نفهم الضغوطات الامريكية وتهديداتها ضد النظام السوري (وقبله في أفغانستان والعراق ) لكسر ممانعته و الدخول السلس في النظام العالمي الجديد من خلال إجباره على التخلي عن دوره الاقليمي الذي يشكل الحجر الاساس في ممانعة النظام ومصدر قوته لاكثر من ثلاثة عقود، والذي بات يقع ضمن الأستراتيجية الامريكية لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير والذي يتعين عليه
- إنهاء الصراع العربي - الاسرائيلي - والفلسطيني -الاسرائيلي- وتحول المنطقة من بؤرة توتر إلى سوق- بكرللاستثمارات الاجنبية والشركات المتعددة الجنسيات -آمنة سياسيا وعسكريا وبديلا مستقبليا عن السوق الاوربية التي بدأت بالهرم والضيق أمام التحول والانتقال من عالمية التبادل والتوزيع إلى عالمية الانتاج (على حد قول صادق جلال العظم ) 0 إذا القضية أكبر من التهويل الاديولوجي الذي يمارسه النظام السوري وبعض المنظمات ذات الفكر الشمولي التي عايشت وتعايشت مع النظام الشمولي في سوريا خلال العقود الاربعة الماضية بل وأنها أكبر من قضية أغتيال الحريري ( هناك حوادث إغتيالات في لبنان طويت رغم أهمية الضحايا - كمال جنبلاط -رشيد كرامي -بيير الجميل-رينه معوض....... منهم من أتهمت سوريا باغتيالهم في حينها ومنهم قبل اتفاقية الطائف ومنهم بعد الاتفاقية وكل تلك الاغتيالات لم تتعدى حدود القضاء اللبناني في أحسن حالاته ) إذا القضية ليست أغتيال الحريري ولا الكشف عن الجانين إنما توقيت الاغتيال التي وجدت الولايات المتحدة الامريكية ضالتها في تبريروتمرير القرار 1559 و1595وأخيرا وليس أخرا 1636 الذي يعطي أمريكا ومن وراءه المجتمع الدولي في تمكين أمريكا من إرساء قواعد مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يحتاج إلى إزلة مجموعة من الممانعات التي تعترض المشروع في المنطقة والمتمثلة في
1 - الدور الاقليمي لسوريا الذي أكتسبتها خلال سنوات الحرب الباردة والصراع العربي- الاسرائيلي الذي أعطى للنظام السوري مشروعية ثورية لا مشروعية دستورية عمم القمع والاستبداد بموجبه وأنتج وعي مجتمعي مشوه مناهض للغرب بكل أشكاله السياسية والاقتصاديةوالاجتماعية والسيكولوجية
2- ممانعة النظام الامني والسياسي الناتجة عن هيكلية الدولة ووظائفها ومفاهيمها المؤسس على أقتصاد الدولة ذو الطابع الاستهلاكي والذي تعشعش فيه الفساد والمحسوبية وهيمنت عليه البروقراطية في الانتاج واالتوزيع والاستهلاك والغير قادر على إستيعاب التطورات الاقتصادية الهائلة 0
3-ممانعة جزء من قوى الحراك السياسي التي تبدو في الشكل خارج النظام السياسي لكنها واقعة تحت هيمنة النظام و القوى الرافضة للانفتاح والاندماج السلس مع النظام العالمي الجديد من واقع فهمها الايديولوجي أن أمريكا تستهدف وجودها القومي و الوطني
4-الممانعة الرابعة وهي إختلاف قيم شعوب المنطقة الاخلاقية والدينية وأنماط حياتهم الاستهلاكية والتي غزتها الانظمة الحاكمة بقوة وانعشتها من خلال جعله المرتكز الاساس في الفهم الايدولوجي للقضية الوطنية والقومية شكلت أرضية خصبة لصعود التيارات الاسلامية المعتدلة أولا ومن ثم المتطرفة والجهادية والتكفيرية الآن
إذا حتى تتمكن أمريكا من تنفيذ مشروعهاالاستراتيجي تحتاج إلى تليين وتعديل المنظومة السياسية للانظمة القائمة في المنطقة وتجعل هذه المنظومة الجديدة موائمة لمعايير البرنامج الامريكي المتعلقة بهيكلية ووظائف وسياسة ومفاهيم الدولة وثقافة وقيم الشعوب وأنماط حياتهم وتفكيرهم وحتى تجد سوريا لنفسها موقع ضمن منظومة المستجدات العالمية الجديدة وجب عليها إنهاء الممانعة أولا وتبني المشروع الامريكي وإستيعاب قواعد الادارة السياسية الجديدة ثانيا 0فهل يستطيع النظام السوري إستيعاب هذا الطوفان ..؟ أن المتابع للشأن السوري يلاحظ أن النظام لم يستوعب بعد جوهر السياسة الدولية الجديدة ولم يقتنع بشكل نهائي أن هذه السياسة تهدف فعلا إلى إعادة بناء الشرق الاوسط من حيث قواعداللعبة السياسية المنسجمة مع متطلبات التحولات الاقتصادية العالمية 0بل أكاد أن اجزم أن الدبلوماسية السورية مازالت تمارس سياسة المراهنات والتنازلات والصفقات والوصاطات العائدة إلى الستينات من هذا القرن0 وما جولة المعلم في العواصم العربية إلا مراهنة خاسرة لفك عزلة سورياوحديث الشرع في مجلس الامن يذكرنا بسياسة حافة الهاوية بل هذه المرة الى الهاوية ، لان المواجهة مع أمريكا من خارج مشروعها تضع سوريا في دائرة الخطرالحقيقي شعبا ووطنا0أما ماهو المطلوب فهو" مواجهة " امريكا من داخل بنية المشروع الامريكي 0وذلك بالمساهمة في إزالة الممانعات السابقة والتصالح مع المجتمع من خلال تفكيك نظم القمع والاستبداد و بالتغيير الجذري في بنية النظام الامني والسياسي من خلال دستور مدني تشاركي لكافة فعاليات المجتمع السوري الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يستبعد أي إقصاء أو انفراد بمصير سوريا الشعب والوطن 0
2005/10/30



#جوان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيارات النظام السوري الصعبة


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جوان يوسف - هل يستطيع النظام السوري إستيعاب هذا الطوفان