أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سعيد علم الدين - الصوت أمانة شراؤه وبيعه خيانة














المزيد.....

الصوت أمانة شراؤه وبيعه خيانة


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


عرس في بلاد الكويت الحبيبة. العريس الشعب والعروس ليست غريبة. لقد أصبحت بنت البلد محلية أهلية، حميمة أليفة، رشيقة وقريبة.
تحتفل الكويت هذه الأيام بعرس ديمقراطي يتحلى في مدنها وقراها وبلداتها وواحات الأمل المزدهر فيها. في شوارعها وساحاتها وأحيائها وأحلام شاباتها وشبابها. عرس وما أحلى، ومع الأيام سيبهر المنطقة العربية برمتها بعد أن اكتملت الديمقراطية بمشاركة المرأة وصار لها أجنحة تطير بها بحرية في الفضاء الواسع وتتجلى.
كم كانت الديمقراطية الكويتية عروسا حزينة دون مشاركة المرأة في القرار السياسي!
وإذا كانت المرأة نصف المجتمع فمن دونها أيضا الديمقراطية تعبر عن نصف البلد. وإذا كانت الأمة مصدر السلطات فكيف ستكتمل هذه السلطات وتتبلور دون مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي؟
لقد انتظرن سيدات الكويت طويلا للوصول إلى هذا الهدف المشروع وناضلن نضالا مريرا وجاهدن جهادا حضاريا رائعا لتحقيق هذا الحلم العربي العظيم في تقدم مجتمعاتنا إلى الأمام. وسيصبحن الكويتيات مثالا يحتذى للكثير من الشقيقات في العالم العربي. لا يمكن أن ننسى الدور الرائد لأمراء الكويت ومساعدتهم الدؤوبة لتحقيق هذا الحلم. ومن هنا ففي الكويت عرس والعريس امير الشعب سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي كان لخطوته الحاسمة المباركة بحل مجلس الأمة، وبالدعوة لانتخابات مبكرة أبعد الأثر في تسريع مشاركة المرأة كناخبة ومرشحة بكامل الحقوق والواجبات الوطنية. سيؤدي ذلك بالطبع إلى نقلة اجتماعية واعدة ونفضة سياسية اقتصادية مساعدة ستساهم بقيام توازنات وتحالفات أكثر استقرارا ومجلسا أكثر حرارة وتعبيرا عن روح المجتمع. نستطيع القول أن الفرحة الديمقراطية اكتملت في الكويت.
ولكن مهلا الصوت هو ضمير الناخب وأهم ركن من أركان الديمقراطية وتشويهه يؤدي إلى تشويهها. لأنه من خلاله سيقرر المجتمع بحرية من يريد وماذا يريد لفترة زمنية مهمة من عمر الوطن. ومن هنا فحماية الصوت والحفاظ على حرمته مهم جدا ليقوم بتأدية دوره الصحيح على أكمل وجه. السرية يجب أن تحترم حيث يدلي المنتخِبُ بصوته في صندوق الاقتراع بسريه تامة لا يعلمها إلا الله وضميره. فلا المرأة يجب أن تتبع زوجها وتخبره من انتخبت ولا الابنة يجب أن تتبع أبوها وتخبره من انتخبت. فالصوت هو مسؤولية صاحبته/ صاحبه فقط. وكل ناخبة/ ناخب يجب أن يتمتع بالحرية المطلقة في انتخاب المرشحة/ المرشح الذي يقتنعُ به عقله ويرتاح له ضميره دون ضغط أو تهديد أو بيع أو شراء.
فالصوت هو أمانة في عنق صاحبته/ صاحبه وبيعه أو شراؤه خيانة لضميره ووطنه. و هو أغلى بكثير من أن يشترى ويباع كسلعة من السلع. لأنه من يبيع صوته يبيع ضميره ويخون نفسه ومجتمعه ومن يشتريه بأمواله غشاش غير نزيه، سارق لإرادة الشعب مخالف لنزاهة الإسلام وأخلاقياته وخائن للقيم والمثل الديمقراطية في الشفافية. أريد أن أذكر بالقول النبوي الكريم "من غشنا ليس منا". فالشاري والبائع هنا مشوهان لوجه الديمقراطية المشرق.
وماذا إذا وصل سعر الصوت كما يقال إلى مبلغ 1500 دينار. مبلغ يسيل له اللعاب. ويعيد للكهل الشباب. لنكن صرحاء! أليس رفض هذا العرض السخي مؤلم لمحفظة النقود؟ ومؤلم أيضا للإنسان إذا كان بحاجة ماسة إليه؟ التنظير هنا بالأخلاقيات والمثل شيء والواقع المر عند البعض والبطن الجائع شيء آخر.
سأحل المشكلة على طريقتي الخاصة التي سأقنع نفسي بها هذا إذا كنت فقط بحاجة ماسة إلى هذا المبلغ. هناك مثل ألماني مشهور يقول " الفلوس لا تطلع ريحتها" المقصود الرائحة الكريهة فقط. إذا عرض أحد المرشحين علي هذا المبلغ الحرزان وكنت بحاجة إليه فسأضعه بجيبي واعدةً بانتخابه. وفي صندوق الاقتراع السري حيث لا رقيب إلا الله والضمير، فلن يكون لهذا المبلغ والوعد أي تأثير، بل سأنتخب المرشح الذي أقتنع به ويمثلني أفضل تمثيل، وضميري سيكون مرتاحاً!
لماذا؟ لأن من يشتري صوتي هو أصلاً إنسان فاسد ولا يصلح ليكون عضوا في مجلس الأمة. عقاباً له على غشه ولكي لا يستعمل هذا الأسلوب اللاديمقراطي ثانية فسأنتخب غيره. فقيمة الصوت كما ذكرنا لا يمكن أن تقدر بمال. ومن يعمد لشراء الأصوات فلن يعمل لخدمة الناس والمجتمع، وإنما لاستعادة الأموال التي صرفها على حملته الانتخابية وبالطرق الغير مشروعة. وسيؤدي ذلك إلى ترويج الفساد. كاتب لبناني. برلين 06.06.10



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها اللبنانيون البسوا ما يفصل لكم حزب الله وأنتم الناجون!
- إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟
- فتح الانتفاضة، انتفاضة على من ؟
- ثورةُ الأَشجارُ
- الإرهاب أصبح ماركة عربية إسلامية مسجلة
- عندما حاولَ الدَّجاجُ الْطيران
- الأمير الكبير وكسرى الصغير
- ولقد شبع اللبنانيون من لحود حتى التخمة القاتلة
- الواقعُ العربي الواقفُ كعامود الخيمةِ فوق الرؤوس
- - يا سامعين الصوت-
- ولا شيءٌ على الجبينِ مكتوب!
- هل سنتعرف قريبا على كوبونات بشار ؟


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سعيد علم الدين - الصوت أمانة شراؤه وبيعه خيانة