أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد علم الدين - الأمير الكبير وكسرى الصغير















المزيد.....

الأمير الكبير وكسرى الصغير


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 10:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أنا لست من المهووسين بلعبة الأسماء فكيف بفرضها على الآخرين كما يفعل بشراسة نظام الملالي في إيران وقبله بعدوانية نظام الشاه مع جيرانه العرب فيما يتعلق بتسمية الخليج العربي. ولو أن والدَيَّ أخذوا رأيي قبل تسميتي "سعيد" لاخترت لنفسي اسم حزين وذلك لأعبر عن حزني وألمي والهم الذي يأكل معي في صحني لما حل ويحل وسيحل في العالم العربي قبل أن نصحوا الصحوة الفكرية العقلانية المستنيرة، من ويلات ومآس وخراب من العراق إلى فلسطين والسودان واليمن والصومال المنسية والجزائر واغتيالات بشعة في لبنان بيد الأشقاء الجيران.
أهم من التسميات والتاريخ والجغرافيا وتقديس الأسماء ورفعها على الأعلام والبيارق والرايات وكتابتها على الخرائط والتي هي قشور وكلمات وشعارات شكلية، هو المحتوى والمضمون لما يحمله هذا الاسم من خير، وليس شر يعم الجميع وهنا بيت القصيد.
فتحويل منطقة الخليج وبفترة زمنية قصيرة من عمر الأمم من منطقة محميات انكليزية فقيرة تقليدية متخلفة تجتر الماضي لا دور لها على الصعيد العربي والعالمي إلى لؤلؤة الشرق الأوسط: تقدما وعلما وعولمةً وإعلاما وصحافة واقتصادا وازدهارا وبناءً ورخاء وتضامناً وديمقراطية وحرية وشفافيةً وأمنا وسلاما، واستيعابا ليس فقط للحداثة وروح العصر، بل أيضاً لمئات الآلاف من اليد العاملة العربية والأجنبية كما هو حاصل في الجانب العربي من الخليج، هي قفزة حضارية موفقة مبشرة بالخير للعالم العربي والعالم وبالأخص للجارة إيران قبل غيرها.
على العكس تماما ما هو حاصل في الجانب الإيراني من الخليج حيث: الاستبداد والعنف والتخلف والرجعية واجترار الماضي والدوران في حلقاته العقيمة العنصرية، ورفع الشعارات والعنتريات وإظهار الأطماع ومتابعة احتلال الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، وتصدير المشاكل والثورات وجلب الحروب الخطيرة جدا، والفقر والجوع والهجرة وقهر حرية الشعوب ومنها الشعب العربي الأهوازي وتغيير هويته وأسماء مدنه العربية وهضم حقوقه، وأيضا اضطهاد الشعب الكردي والأقليات الأخرى، لا يبشر إلا بآفات الشر والخراب. وماذا تنفع التسميات بعد ذلك إذا كان ماء الوجه أسود؟
إيران من الدول الغنية جدا في العالم بمواردها النفطية والبشرية الهائلة فقط لو استعملتها في الطريق الصحيح. وللمقارنة دخل الفرد في إيران يبلغ 1730 دولاراً بينما في دول الخليج العربي أضعافا مضاعفة أي معدل 11745 دولاراً.
أنا لست من المتعصبين بتسمية الخليج بخليج البصرة والذي يمتد مستطيلاً من البصرة إلى مضيق هرمز ويحاذيه ويقع فيه من جانبه الشمالي الغربي العديد من الدول العربية ومن جانبه الشرقي إيران. وتسميته بخليج البصرة هي التسمية التاريخية العثمانية والتي ما زالت تركيا تعمل بها، وليس بالخليج العربي أو الفارسي أو الإسلامي. مع أننا إذا سميناه بالإسلامي فلن نتفق على هذا الاسم بل سنختلف كالعادة على:
هل هو الخليج الإسلامي السني أم الخليج الإسلامي الشيعي؟
وهنا لا بد وان تختلف جهابذتنا ومرجعياتنا أيضا على جنس الأسماك في البحر، كما اختلفت سابقا وما زالت على جنس الملائكة في السماء. وإذا اتفقنا على تسميته بالخليج الإسلامي السني فسنختلف بالتأكيد كل حسب مذهبه وربما سنسميه : بالخليج الوهابي، أو الأشعري، أو الحنبلي، أو الشافعي، أوالإخونجي إلخ ... . أما إذا اتفقنا على تسميته بالخليج الإسلامي الشيعي فسنختلف بالتأكيد كل حسب مذهبه وربما سنسميه: بالخليج الجعفري، أو الإثنا عشري، أو العلوي، أو الإسماعيلي، أو الباطني، أو خليج الخميني نسبة إلى مفجر الثورة الإسلامية في القرن العشرين.
أريد أن أثبت بالبراهين ودون تعصب عربي في تسميته بخليج البصرة فأنا طرابلسي لبناني ولست بصراوي عراقي ولا ناقة لي ولا بعير بالحماس للبصرة ، ولكن نسبة :
- لحاضرة البصرة التاريخية العظيمة قبل أن يدمرها نظام البعث الصدامي ويحولها بغبائه المنقطع النظير إلى مقاطعة فارسية مخترقة من مخابرات الملالي الخامانائية النجادية، إلى درجة تحويلها إلى محافظة فارسية قريبا.
- ونسبة أيضا إلى ابن العراق النشيط السندباد البحري الذي انطلق منها بحاراً مغامرا ليكتشف لنا أمريكا قبل كريستوفر كولومبس بكثير. وحقا هو مكتشف أمريكا الأول، إلا أنه لم يخبرنا بذلك لكي لا نصاب نحن عرب هذه الأيام بالغرور أكثر، والغبطة والسرور، وجنون العظمة والجبروت ونحاول إذلال الشيطان الأكبر وكسر قرنيه أو برجيه في نيويورك على طريقة المجاهد الطافش اسامة ابن لادن، أو هزمه بالدعاية المضللة ومعالجة علجاته والعلوج على طريقة الوزير المبالغ بالأكاذيب محمد سعيد الصحاف أو الانتصار عليه نهائيا على طريقة الأصولي المنفوش زكريا موسوي، الذي هتف، رافعا يديه في قاعة المحكمة صارخا : "أنا انتصرت وأميركا خسرت". وذلك بعد ان أكلها مدى الحياة أي حكمت عليه المحكمة الأمريكية بالمؤبد النهائي دون عفو. وهكذا فسينتظر الانتحاري موسوي طويلا حتى يلتقي السبعين حورية المنتظرات. هذا اذا لم يقتله الضجر قبل الممات.
عودة إلى اسم الخليج هذه التسمية التي أصبحت بالنسبة للإيرانيين الشغل الشاغل، يثيرونها ويثيرون غبار المعارك الكلامية حولها بكل جدية في كل مناسبة حتى أصبحت عندهم أهم من قضية تحرير القدس وتراب فلسطين. وما صدر عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من حماقة بعيدة جدا عن اللياقة والدبلوماسية والأدب في حضرة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تفوق بطريقتها كل التصورات. وكل ما في الأمر ان أمير قطر قد عبر بكل لياقة ولباقة عن أمله في أن يحقق المنتخب الإيراني لكرة القدم الفخر لسكان منطقة «الخليج الفارسي العربي» خلال مشاركته في بطولة كأس العالم في المانيا، ولم يترك احمدي نجاد الفرصة تذهب سدى وانتفض من مكانه قائلا للأمير الكبير «أعتقد انك كنت تقرأ اسمه الخليج الفارسي عندما كنت في المدرسة». لقد أثبت هذا الرد مقارنة مع عظيم الفرس كسرى أنو شروان بأن الأمير العربي الكبير كان أمام كسرى الصغير . ودون أن ننتقص من مقامات الرؤساء والأمراء فقد كان حقا الأمير حمد كبيرا برجاحة عقله وابتسامته ورباطة جأشه. كاتب لبناني . برلين 06.5.07.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولقد شبع اللبنانيون من لحود حتى التخمة القاتلة
- الواقعُ العربي الواقفُ كعامود الخيمةِ فوق الرؤوس
- - يا سامعين الصوت-
- ولا شيءٌ على الجبينِ مكتوب!
- هل سنتعرف قريبا على كوبونات بشار ؟


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد علم الدين - الأمير الكبير وكسرى الصغير