أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد علم الدين - - يا سامعين الصوت-















المزيد.....

- يا سامعين الصوت-


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 10:30
المحور: كتابات ساخرة
    


" يا سامعين الصوت " عبارة تاريخية فيها عبق التراث ورحيق القرون. محتواها مهم لما يحمله الصوت الجهوري، والذي يجب أن يكون ذكوري، من أخبار يجب أن تصل إلى الناس. ولها وقعها القوي على السَّامع. الذي يتلقاها بآذانٍ صاغية مسؤولا عن نقل محتواها إلى الغائب. كيف لا وهي تتابع:"والحاضر يعلم الغائب". أما اليوم في عصر انتصار نور العلم على ظلام الجهل، وتعدد وسائل الإعلام الحديثة وسرعة شبكاتها الإخبارية الدقيقة الشّاملة في تغطية الأحداث للأرض والأقمار والكواكب. فالكل أصبح حاضرا ولا يوجد غائب إلا الجاهل. ونحن لا نحتاج بعد إلى طريقة "يا سامعين الصوت" التراثية البدائية في سماع الخبر. هنا نقول للتراث الذي أكل عليه الدهر وشبع: شكراً يا تراث لقد كفَّيت ووفَّيت واترك لنا ذكراك الجميلة لنحتفل بك بسرور في المتاحف.
إلا أن هذه العبارة ذكرتني بصوتنا العربي. هذا الصوتُ:
- المكبوتُ والمسلوبُ والغيرُ مسموح له أن يطلع بحريةٍ في دولِنا،وإذا طَلَعَ، يطلُعُ بضعفٍ وخجل، أو خوفٍ ووجل، أو ربما، بصراخٍ وهبل.
- والضائعُ المشتتُ المنزوي على نفسهِ وغيرُ فاعلٍ في بلاد الغربة، بلادُ الصوتِ المجلْجلِ من خلالِ الديمقراطياتِ التي تسعى حيةً لتطوير مجتمعاتها. حية: أي ليست ميتةً جوفاء فارغةً من المعنى، كبعض دولنا العربية التي تدعي الديمقراطية زوراً وتتحدى قيمها الإنسانية الحية غروراً.
حية لأن القرار فيها هو قرار الشعب. والإرادةُ فيها هي إرادةُ الشعب. والسلطةُ فيها هي سلطةُ الشعب. المعبَّرُ عنها فقط من خلال صوت الناخب وليس من خلال صراخ وزعاق المطبلين المزمرين، والمناصرين المنتصرين بالوهم الزائف، حيث لا يتغير شيء ويُنتخبُ الرئيس مجددا بنسبة 99،99% ومعهُ بطانته ويمدد لنظامه عبر وريثه بالنسبة نفسها. نتائج الانتخابات هذه على الطريقة الشيوعية البائدة هي إدانة واضحة لتزوير الإرادة الشعبية وكبت صوتها. وهي أكبر دليل على الديمقراطيات الميتة وفساد جيفها النتنة باستبداد الحزب الواحد والفكر السائد والرئيس القائد. هذه الطريقة مزدهرةُ حالياً على شكل مفضوح في البلاد العربية. حيث بدأت الأنظمة تتذاكى على الرأي العام بالتلاعب بالنسِّبة والتي تبقى فوق 90%.
ولكي يكون الصوت العربي فاعلاً في بلاد الغربة فليس المهمُ مثلاً كثرةَ الصحفِ والمحطات العربية الصادرة في لندن، وليس المهم كثرةُ الأَحزابِ والمنظماتِ العربيةِ المتواجدة فيها، بل الأَهمُ هو كثرةُ الناشطين العربِ المنخرطين في الأَحزاب البريطانية والمؤثرين بصوتِهم ونشاطِهم في القرار السياسي لمصلحة قضايانا العادلَةِ.
فنحن أَرضنا مغتصبَةٌ وصوتنا مغتصبٌ أَيضاً، أَحياناً بجهل حكامنا وأحيانا بِجهلنا نحن بقيمة هذا الصوت وقدرته الجبارة في فرض نفسه على المجتمعات الحرة. وما يقالُ عن لندن يقالُ أيضاً عن باريس، وسيدني وواشنطن، وستكهولم ومونتريال وبرلين وكل مدن التواجد العربي. فباب العمل السياسي في هذه العواصم والتي هي مركز صنع القرار العالمي، مفتوحٌ لنا على مصراعيه خاصّةً وأَن معظمَ عرب الغربة يَحملُ جنسياتِ هذه الدول وليس لنا سوى أن ننخرطَ معهم، نشاركَهم ونفرضَ أَنَفسَنا عليهم، ولا نكون فقط أعداداً حسابيةً وتكاثرَ أصفارٍ على شمالِ هذه المجتمعات: تارةً من المتفرجين النادبين، وتارةً من المتظاهرين الساخِطين. تارةً من الغاضبين المشاغبين، وتارة من السلبيين التائهين، أو تارة من الإرهابيين النائمين الحاقدين ولكن حسب الأوامر متيقظين.
وقبل متابعة الحديث عن هذا الصوت، لا بد من تعريفه خاصة وأن هناك أنواعاً مختلفةً من الأَصوات:
- منها أصواتُ المطرباتِ والمطربين، وهذه تطرب السَّامعين ويترنم لها المشاهدون للصوتِ العذبِ الجميل، ترافقه حركات الجسد الراقص على إيقاع النغم المنعش للروح والقلب والدماغ.
- ومنها أصواتُ المتظاهراتِ والمتظاهرين، وهذه فيها نِعمةُ الحرية وحقُ التعبير، عما يجولُ في العقلِ والضمير.
- ومنها أَصواتُ التَّناجي والحب والأَنين، وهذه مَحجوزَةٌ فقط للعشَّاقِ المتيمين.
- ومنها أَصوات التَّطبيلِ والتزمير، التي أَشرنا إليها سابقاً، وهذه ليس لَها أيُّ وزنٍ سياسيٍّ وتأثير.
- بالإضافَةِ إلى أصواتِ السياسيين المتْعِبين. بكسر العين. وهنا لا بد من وقفة لأن السياسة لم تعد في شرقنا حرفة "فن تحقيق الممكن" بل أصبحت مغامرة "فن الفوضى الخلاقة أو المدمرة". وهم كثر وأصواتهم وتصاريحهم وأشكالهم وعنترياتهم على أنواع:
- كالكلام النشاز "بحق مصر وأبو مصر وإلي جاب مصر" الذي تفوه به مرشد الإخوان المسلمين السيد مهدي عاكف. ولا نريد هنا ترديد كلامه احتراما لمصر الكبيرة وشعب مصر الحبيب وحضارة مصر الضاربة في أعماق التاريخ الإنساني.
- كالكلام المضر سياسيا والذي نسمعه بين فترة وأخرى من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ويقدم من خلاله أجلَّ الخدمات لإسرائيل، حيث يزيد من قوة شراستها ضد الفلسطينيين دون أن يقف أحد في وجهها لحمايتهم، ويدر عطف العالم عليها. ولا يفيد الشعب المحاصر بشي بل يضره. ومبلغ إل 50 مليون د. التي أعلنت إيران منحها لصمود حكومة حماس في وجه العالم هي قطرة ماء في صحراء العطش الفلسطينية التي تحتاج إلى مليار د. في السنة. أيضا هذا المبلغ زهيد جدا بالنسبة لإيران، خاصة بعد أن دخلت النادي النووي وحجزت مقعدها مع الثماني الكبار.
- كالكلام الهجومي الحاد، ولكن عكس الهدف، الذي نسمعه تكراراً من النائب المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، الذي نقول عن صوته العسكري الذي يقصف به يوميا حلفاء الأمس من أحرار لبنان" إذا لم تستح فصرح بما شئت". خاصة بعد أن اعتبر أن 14 آذار/مارس قد انتهت ومعها شعاراتها أيضا. دون أن يعلم بأن 14 آذار لا يمكن أن تنتهي لأنها نبض الشارع اللبناني ووقفة عز وكرامة وانتفاضة استقلال. هي رد جماهيري على 30سنة ارهاب مخابراتي واحتلال. هي دماء خيرة الشهداء من كمال جنبلاط إلى رفيق الحريري إلى جبران تويني. هي شعب لبنان الذي انهمر مطرا غزيرا وخيرا وفيراً، هادرا ثائرا بالعَلَمِ في ذلك اليوم الأشم. هي شعبية مليونية حضارية مشرقة قدمت صورة ناصعة عن شعب عربي تواق للوحدة والحرية والديمقراطية والاستقلال. هي رمز وطني كتبته دماء الشهداء ودموع الشعب المنكوب بالعماد عون وأمثاله الذي باعوا كل المبادئ والقيم من أجل الكرسي والمناصب. ماذا بقي للعماد من مبادئه التي كان ينادى بها يوميا في المنفى ؟ لا شيء. عاد إلى لبنان بصفقة سورية لحودية ومن أجل الوصول إلى الكرسي يرخص الغالي. ولن يصل إليها أبدا بعد قصفه العشوائي على الوطن. ويطالب يا سامعين الصوت بالاعتذار من لحود! هذا الذي تسبب للبنان بحبه الكرسي والتمديد له نصف ولاية: بمآس وإجرام واغتيال ودمار وإرهاب.حتى أننا نستطيع القول أن مؤتمر القمة الأخير في الخرطوم كان عليه أن يستقبل لحود كرئيس لجمهورية المقاومة، وليس كرئيس للجمهورية اللبنانية. عودة إلى الصوت
حقيقةً أن الصوتَ الذي نحن بصدده هنا يختلف عن كل هذه الأصوات النشاز المضرة المتشنجة، إنه صوت هادئٌ ساكنٌ صامتٌ بالكاد أن تسمعَهُ بأذنيك ، لكنهُ قادر، جبارٌ يزلزلُ الأَرضَ من تحت أقدام الأَحزاب والحكام، يقلعهم عن كراسيهم ويُعيدهم إلى أحجامهم، وبالأَخص الحكام الذين يفشلون في حل مشاكل مجتمعاتهم، فيدفعون ثمن ذلك خذلهم ساعة الانتخاب: ساعةَ العقاب والحساب في حالة التقصير، والمكافأَةِ والثواب في حالة النجاح. حيث يحاسبهم شعبهم أو يكافِئُهم بإرادتهِ الحرَّةِ من خلال صوته الساكن الذي يدلي به في صندوق الاقتراع: فيَقلبُ الموازينَ ويخلطُ المعادلات ويدير دفة البلاد وهو جالسٌ في بيته "ولا على بالو".وصوت الناخب الحر هو أعظم إنجازات الديمقراطية به ترتفع وتتجلَّى .. وبدونه عن قيمها تتخَلَّى



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولا شيءٌ على الجبينِ مكتوب!
- هل سنتعرف قريبا على كوبونات بشار ؟


المزيد.....




- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد علم الدين - - يا سامعين الصوت-