أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - التوازن بين الحقوق الفردية والحقوق الجماعية والاعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي والديني داخل الدولة














المزيد.....

التوازن بين الحقوق الفردية والحقوق الجماعية والاعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي والديني داخل الدولة


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التوازن بين الحقوق الفردية والحقوق الجماعية والاعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي والديني داخل الدولة
النظام الديمقراطي الحقيقي كما اثبتت التجربة التاريخية والممارسات الديمقراطية يقوم في جوهره على فكرة الفصل بين السلطات وفكرة عدم الفصل بين المجتمع المدني والسلطة ، لذلك فان اي نظام ديمقراطي هو النظام الذي يفعّل المشاركة الفعلية للمجتمع المدني من خلال التنظيمات والمؤسسات التي يضعها لاتخاذ القرار السياسي. الأنظمة الدستورية الديمقراطية هي أنظمة تمتاز بالاستقرار وان الممارسة السياسية تتم عبر مؤسسات هي الأخرى تمتاز بالاستقرار والثبات والديمومة وان هذه المؤسسات الدستورية قادرة على تطوير النظام السياسي للدولة دون حاجة إلى تعديلات دستورية متكررة . إن الاعتقاد بأنه يوجد نظام دستوري يكون صالحا لكل الدول والشعوب مهما كان تاريخها وثقافتها هو بالتأكيد اعتقاد خاطئ لان الدساتير مهما كانت درجة ذكاء واضعيها ووعي الشعوب التي تطبقها ,فانها تمتاز دائما وفي جميع الحالات بخصوصية ذاتية ، مصدرها تجربة الشعوب التاريخية والحضارية. فالدستور الفرنسي جاء كما هو معروف نتيجة الأزمات التي مرت بها فرنسا في خمسينات القرن الماضي في فترة الجمهورية الرابعة والتي تطلبت العدول عن نظامها الدستوري البرلماني واستبداله بنظام جديد يستجيب لضروريات ولمتطلبات معالجة الأزمة السياسية التي كانت فرنسا تعيشها .
أن تركزالدولة جهدها لتقوية وتعميق الروابط الوطنية من خلال نشر الثقافة الوطنية الديمقراطية وإقامة مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب إحياء جميع ثقافات الأقليات الموجودة فيها، التي تُعد جزءاً أساسياً من الثقافة الوطنية العامة. وبذلك يسمو الشعور الوطني على جميع الانتماءات الأخرى، من دينية وإثنية. فالهوية الوطنية ينبغي أن يكون لها الأولوية على جميع الهويات الأخرى، لتزولَ أي مشاعر قد تثار لدى الأغلبية أو الأقلية حول خصوصية هوية كل منهما، وكي لا تتقدم على ما هو أهم,المواطنة التي تجمعهما معا .
في حالة الدولة التي تمر بتحولاتٍ سياسية مهمة، كخروجها من حروب أهلية أو تخلّصت من نظام ديكتاتوري شمولي و نهجها سياسة التحول نحو الديمقراطية تمثل العلاقة بين الدولة والأقليات تحدياً كبيراً , يعني ضرورةَ التركيز على مسألة التوازن بين الحقوق الفردية والحقوق الجماعية، واعتراف الدولة بالتنوع الثقافي والعرقي والديني من جهة، واحترام مبدأ المواطنة من جهة أخرى. فالمقصود بمفهوم المواطنة هو شعور الفرد بالانتماء إلى مجتمع تربطه روابط اجتماعية وسياسية وثقافية موحدة. ويترتب على هذا المفهوم - وفقاً لنظرية جان جاك روسو في العقد الاجتماعي - أن يكون للفرد "المواطن الفعّال" في الدولة التي ينتمي إليها حقوقٌ يجب أن تقدم إليه، ويحمل على عاتقه، في الوقت ذاته مجموعةً من المسؤوليات التي يلزم عليه تأديتها. ويترتب على مفهوم المواطنة أيضاً أن يكون الفرد فعالاً في المشاركة في رفع مستوى مجتمعه الذي يعيش فيه، سواء عن طريق العمل المأجور أو بالتطوع. ونظراً لأهمية مفهوم المواطنة تتجه الدول على التعريف به وإبراز الحقوق التي يجب أن يتمتع المواطنون بها، وكذلك المسؤوليات التي يجب على المواطنين تأديتها تجاه المجتمع. ولذلك فتفعيل هذا المفهوم، بتحديد حقوق وواجبات كل مواطن وعلى قدم المساواة، ضروري للحد من الصراعات الطائفية والعرقية وإزالة الخلافات وتجاوز الاختلافات بين مكونات الدولة من أغلبية وأقليات. ولا يتحقق مفهوم المواطنة إلا بالابتعاد عن تهميش أو إقصاء أو تمييز أي شخص على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو المعتقد، ضمن إطار دولة مدنية تضمن المساواةَ والعدل والإنصاف بين المواطنين أمام القانون، بالحفاظ على حقوق كلٍّ من الأغلبية والأقليات، واحترام التنوع والتعدد مع توفير وسائلَ تكفل مشاركةَ الجميع في إدارة شؤون الدولة.
ما يجمع مكونات المجتمع العراقي هي المواطنة المنصوص عليها في الدستور والتي تجعل للجميع حقوقاً متساوية بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين. ولا بد من أجل تفعيل ذلك من إعلاء شأن المواطنة في الخطاب السياسي والديني والفكري، وأن نجعل الأقلية في دائرة الاهتمام بدلاً من أن نتنصل عنها, لنكفل تعايشَ الجميع داخل وطن واحد وتحت راية واحدة، في وطن يحكمه دستورٌ يجعل المواطنين متساوين فيه في جميع الحقوق والواجبات. إن تجربة التعددية السياسية في العراق تعد تجربة حديثة لم تترسخ بعد في الثقافة السياسية على مستوى القوى الاجتماعية المتواجدة في الساحة من خلال أحزاب سياسية حقيقية تفرض آليات التداول على السلطة عن طريق انتخابات تؤدي إلى وضع مؤسسات منتخبة على مستوى البرلمان وتفرز أغلبية برلمانية تفرض إرادة المنتخبين على القرار السياسي والى معارضة سياسية قوية في إمكانها التأثير على القرارات السياسية المصيرية للبلاد. إن دور النخب السياسية، يبقى محدودا جدا كونها نخب غير منتجة للأفكار، وغير قادرة في الوقت نفسه، على مناقشة الأفكار، وهي نخب معطلة، وإلى أن يتم التحول الحقيقي الذي يتجاوز الأشياء والأشخاص، عندها يمكن الحديث عن ثقافة سياسية أو نخب سياسية منتجة للمعاني والأفكار، وسائرة في إطار اتجاهات، وقادرة على التحكم في خيارات ومسارات تاريخية محددة." كما أنه من المستقر عليه في نظريات الفقه الدستوري التقليدية إن السلطة إنتاج التشريع بوصفها تعبير عن السيادة .



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء الدولي الجنائي يسمو على القضاء الجنائي الداخلي
- تأثير الاسلحة والحروب على البيئة
- طائلة الفصل السابع لحفظ السلم والامن الدوليين ام لقمع الدول ...
- مسؤلية الدولة عن انتهاكات حقوق الانسان زمن العولمة
- فيروس كورونا وهشاشة النظام الرأسمالي المعولم
- المشاركة السياسية الشعبية
- التضييق على الحقوق والحريات الاساسية للانسان من اسباب تنامي ...
- القابلية على استخدام ادوات التدمير ضد شعوب الارض
- تضارب المصالح بين الدول يحول دون تعريف الارهاب
- سلامة الاراضي العراقية والاستقرار السياسي والتلاحم الوطني يس ...
- الاسلحة البيولوجية
- مرحلة السيادة المطلقة انتهت بفعل النقل السريع والانترنيت وفت ...
- مبدأ القوة الامريكية ساهم في تراجع دور الدولة اوطني والاجتما ...
- النظام السعودي لا يملك رؤية مستقبلية ولا يعتمد على العقلانية ...
- التحول من الاستبداد إلى الديمقراطية خلال الحوار الجدي بين ال ...
- دور اللوبيات وجماعات المصالح في تسيير السياسات العامة للدول
- ما وراء الاتفاق الامريكي مع طالبان
- تقاسم السلطة وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية من أجل الإصل ...
- السلطات المحلية
- ضحايا الجرائم الدولية


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - التوازن بين الحقوق الفردية والحقوق الجماعية والاعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي والديني داخل الدولة