أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - مرحلة السيادة المطلقة انتهت بفعل النقل السريع والانترنيت وفتح الحدود امام البضائع والاستثمارات















المزيد.....

مرحلة السيادة المطلقة انتهت بفعل النقل السريع والانترنيت وفتح الحدود امام البضائع والاستثمارات


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 6517 - 2020 / 3 / 18 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرحلة السيادة المطلقة انتهت بفضل النقل السريع والانترنيت وفتح الحدود امام البضائع والاستثمارات
الدولة الحديثة ظاهرة اجتماعية سياسية قانونية،وهي التجسيد القانوني والسياسي والثقافي لمجموعة بشرية ذات علاقة وثيقة بالهوية الجماعية لهذه المجموعة البشرية التي تجسدها و قد أثرت الدولة الحديثة لكونها نتاج ومنتج الحداثة والعصرنة، كثيراً في المجتمعات التقليدية وغيرت من تركيبتها وتكوينها وشكلها، من هنا فالهوية جوهر التفاعلات التي ينتجها عقد بين مكونات الدولة ولكافة مكوناتها الداخلية. الدولة إطار كلي، ينتج عن تمازج مجموعة من العناصر، الأمة المكونة للجماعة السياسية، والقيم والقوانين المكونة للنظام، والإقليم المكون للوطن ، والمؤسسات الإدارية (المدنية والعسكرية) المكونة للسلطة، وروح وجوهر هذا الرابط والنظام الكلي المسمى بالدولة ، وكلما تمازجت وتناغمت واتحدت هذه العناصر ببعضها البعض في الوعي والثقافة والتشريع والتطبيق، كلما تكاملت وتنظمت وترسخت أسسها؛ كلما قويت الدولة وتجذرت، ومن هنا فبقاء الدولة مرتبط بفاعلية الهوية وقدرتها على البقاء والتجديد والتطور. بناء الدولة عملية تتعلق بتأسيس، وإنشاء، وتقوية بنية المؤسسات، وقدرات الدولة، أي أن بناء الدولة يتم بصورة أساسية على المستوى المؤسساتي، ولكن هذا لا يكفي لأنَّه يحتاج إلى الاعتماد على الفاعل السياسي الذي يتوقف عليه تكوين ووجود هذه الدولة، ومن هنا نرى: بأن هذه العملية ترافقها عملية أخرى على المستوى الاجتماعي والثقافي وهي بناء الأمة، وهي عملية تهدف إلى خلق وإنشاء هوية جماعية لكي يستطيع جميع أفراد هذا المجتمع التماهي والتماثل مع بعضهم في الدولة. نشأة الدولة الحديثة أدت إلى إبراز مسألة وإشكالية الهوية الوطنية والهوية القومية مقابل الهويات التقليدية السابقة للجماعات البشرية، لأن مسألة الهوية الوطنية والقومية لم تكن ذات تأثير بالنسبة للمجتمعات داخل الإمبراطوريات الكبيرة والواسعة والأنساق السياسية السابقة على نشأة الدولة الحديثة.
حينما يكتشف الإنسان هويته الفردية والجماعية، ويزداد المجتمع تعقيداً وتنوعاً، وتأخذ الدولة الحديثة مكان الاقطاعيات والامبراطوريات، وتظهر مفاهيم مثل القومية، الأمة، المواطنة، العقد الاجتماعي، والسيادة الشعبية، وحقوق الإنسان، والمشاركة السياسية، والديمقراطية... الخ. وتحل الهوية القومية محل الأنماط الأخرى السابقة للهوية مثل الهويات الصغيرة ماقبل القومية (القبلي، المناطقية والطائفية والمذهبية)، والهويات الواسعة . وفي عصرنا الراهن عصر الانترنيت وتوافر المواصلات السريعة والاتصال مرحلة انتهاء الحدود بين المجتمعات، وأصبحت الحدود القومية واهنة، وأصبح العالم مرة أخرى قرية كما كان في المرحلة الأولى، ولكن قرية عالمية واسعة وشاملة تتضمن كل البشرية معاً. إن المستوى التكنولوجي يؤثر في طبيعة العلاقات بين البشر ويحددها، وبالتالي يؤثر في هويتهم، وفي المرحلة الأولى حيث المستوى التقني متدني يصاحبها مستوى ضعيف من العلاقات والاتصال والسيطرة ضعيفة على الطبيعة، ونمط معين من الهوية (على المستوى الفردي والجماعي)، وفي مرحلة تطور التكنولوجيا وتزايد السيطرة على الطبيعة وتجاوز الإنسان الأطر الضيقة للهوية والعلاقات (الفردي والجماعي) وتنشأ الدولة الحديثة والأمة. لكل مرحلة زمنية من حياة المجتمعات،نمط وأسلوب محدد لطريقة وطبيعة حياة الإنسان والمجتمع حسب الظروف الاقتصادية ومستوى التطور العلمي والتكنولوجي في تعامل الإنسان مع بيئته، وهذه الأمور بدورها تحدد وتؤطر هوية الإنسان، وأن أي تغيير في هذه العناصر يؤدي به إلى أن يراجع نفسه وعلاقته ببيئته الاجتماعية وعلاقاته الاقتصادية والسياسية. وتتوسع آفاق رؤية الإنسان مع تطور إمكانياته التقنية للاتصال والإنتاج والسيطرة على الطبيعة، وبالتالي تتوسع رقعة تعامله مع الطبيعة والمجتمع، لأنه مع اكتشاف الالة بدأت رحلات الإنسان للأماكن البعيدة وإزداد معها احتكاكه واختلاطه بالآخرين وإنفتاحه أكثر على العالم الخارجي،و تزداد مع ذلك قدرة الإنتاج وطبيعته وتنشأ المدن الكبيرة.
و ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻤﺼﻴﺮ ﻓﻲ إﻃﺎر دوﻟﺔ ذات ﺳﻴﺎدة ﻣﻌﻴﺎرا ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻹﺛﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ( واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ) . اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ أﻹﺛﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ,هي ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻜﻮن ﻷﻓﺮادها ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺲ اﻟﻤﺸﺘﺮكة ﻣﺜﻞ اﻷﺻﻞ، اﻟﻠﻐﺔ، اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، اﻟﺘﺎرﻳﺦ وأﺣﻴﺎﻧﺎ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ. وهﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ذات هوﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮكة، ﺗﻄﻤﺢ إﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮها . اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺗﻮﺣّﺪ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ وﺗﻤﻴّﺰها ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى .ﻣﻦ هذﻩ اﻷﺳﺲ اﻟﻠﻐﺔ، اﻷﺻﻞ، اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ وأﺣﻴﺎﻧﺎ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ وهذﻩ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻻ إرادﻳﺔ .أي أن اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ هذﻩ اﻷﺳﺲ ليس ﺑﺈرادة اﻟﻔﺮد، ﻟﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻮلد ﻓﺮدًا ﻣﻦ أﻣﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .وﻣﻊ ذك ﻓﺈن هذﻩ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﺑﻠﻮرة اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻹﺛﻨﻴﺔ، ﻟﻴﺴﺖ اﻷﺳﺲ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺒﻠﻮرة أﻳﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ. ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﺗﺒﻴّﻦ أن ﺑﻠﻮرة اﻟﻘﻮﻣﻴﺎت اﻟﺸﻌﻮب (ﻧﺠﻤﺖ إﻟﻰ ﺣﺪ كبير ﻋﻦ ﺗﻜﻮن أﺳﺲ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﻴﺎرﻳﺔ) . هذﻩ اﻷﺳﺲ - اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﻤﺸﺘﺮكة ﺗﻮﺣّﺪ ﺑﺪورها اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ وﺗﺒﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺻﺎدرة ﻋﻦ إرادة ﻣﺸﺘﺮكة وﻋﻦ ﺧﻴﺎر اﻷﻓﺮاد ﻟﺘﺠﻤﻊ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻓﻤﺜﻼ، اﻷﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﺮاع اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي دار أﺛﻨﺎء اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ .هﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﺗﺒﻠﻮرت ﻋﻠﻰ أﺳﺲ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺜﻮار اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺑﻘﻴﻢ اﻟﺤﺮﻳﺔ، اﻟﻤﺴﺎواة واﻷﺧﻮة، وﻧﺎﺿﻠﻮا ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﻓﻲ إﻃﺎر دوﻟﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ .أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ هذه اﻟﻘﻴﻢ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺤﻮرا ﻟﻠﺒﻠﻮرة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮكة ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ . كذلك ﺗﺒﻠﻮرت اﻷﻣﺔ ألاﻣﺮكية ﺑﻌﺪ اﻧﻔﺼﺎﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻹﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ وﺑﻨﺎء إﻃﺎر وﻣﺆﺳﺴﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﻣﺴﺘﻘﻠﺔ .هذه اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﺘﺮاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﺗﻄﻮر الى ماهو عليه الان.
لقد قادت التطورات الاقتصادية المعاصرة ونمو المدن والعولمة، وتزايد الهجرة والتقارب المتزايد بين المجتمعات في العالم المعاصر، الناس إعادة التفكير بهوياتهم وتعريفها بلغة مشتركة أكثر حميمية ودقة، فبدأت الهويات الثقافية والقومية الثانوية والمحلية تتقدم على الهويات الوطنية الأكثر اتساعاً، والناس ينتمون إلى أولئك الذين يشاركونهم الوعي الإثني المشترك والديني والتقاليد والأصل المشترك والتاريخ المشترك. وفي علاقة توسع القاعدة الجماهيرية لممارسة السلطات أي المشاركة السياسية والهوية، يقول (هنتنغتون) بأن الديمقراطية تعني في الحد الأدنى أن يختار الشعب حكامه، وبأوسع من ذلك، أن يشارك في الحكومة، وهكذا تصبح مسألة الهوية مركزية , إذ لا يستطيع الشعب أن يقرر إلى أن يقرر أحد من هو الشعب، وقرار من هو الشعب قد يكون نتيجة تقليد طويل الأمد. ويتقدم الجدل حول كيفية تعريف الهوية،ومن هو المواطن إلى الواجهة في مرحلة الانتقال من الحكومات الفردية إلى الديمقراطية وعندما تواجه الديمقراطيات كثيراً من المطالبين الجدد بالمواطنة، أي (المشاركة السياسية) والحقوق بصورة عامة، وبذلك ترتبط مسألة السيادة الشعبية، أي كون الشعب مصدر السلطات والشرعية في الحكم والدولة الحديثة بإشكالية الهوية الجماعية.
ويرى (فوكوياما) حول الدولة القومية، "لقد كان لنمو الدول القومية بعد الثورة الفرنسية عدة نتائج مهمة أثرت بصورة أساسية على الطبيعة السياسية الدولية، إذ أصبحت حروب الملكيات الحاكمة مستحيلة، تلك التي كان فيها الأمير يدفع، وبكل بساطة، بمجموعات من المزارعين من جنسيات مختلفة إلى المعارك لغزو المدن أو المقاطعات"(1 ).ويضيف بأنه كنتيجة للضغوط القومية سقطت الإمبراطوريات المتعددة الجنسيات كالهابسبورج، والعثمانية، وأن القوى العسكرية الحديثة، كالسياسة، قد أصبحت أكثر ديمقراطية بكثير لارتكازها أساساً على (الهوية الجماعية) للسكان، فتغدو أهداف الحروب، بفعل مشاركة هؤلاء السكان، متوافقة مع الصالح العام للأمة جمعاء وليس فقط مع طموحات أو بالأحرى نزوات فرد واحد ولو كان السلطان, ويعني هذا بأن القومية أصبحت كهوية جماعية، أساساً للهوية الوطنية أي هوية الدولة الحديثة. لقد برز نموذج -الدولةالأمة -ووصل إلى ذروته في القرن التاسع عشر، وأخذ هذا التألق شكل أسطورة للأمة وتعبيراً عنها كشخص فوق بشري، لذلك لم يعد ممكناً لأية جماعة أن تعتبر نفسها أمة أن تتصور وجودها دون -دولة أمة- على الطراز الأوربي، إذ أصبحت -الدولة الأمة- و بحكم تبلور النظام الدولي حولها كوحدة أساسية. وتقوم الدولة القومية بإنتاج نظام مؤسسي مركب جديد للهوية، وهذه وظيفة خلق أو بناء الأمة، الدولة والأمة تربطهما بشكل رئيس رابطة الأرض، فكل من الدولة والأمة تشتركان في التصاق كل منهما بعنصر المساحة التي تشغلها. علاقة الدولة الحديثة بالهوية يتجلى عن طريق إشكالية الهوية الوطنية، والهوية القومية كأنماط وأشكال حديثة للهوية الجماعية في المجتمعات الحديثة، إذ مرت هذه العلاقة الإشكالية بصعوبات كثيرة ومختلفة كانت على مرحلتين رئيستين هما: مرحلة نشأة الدولة الحديثة، وبلورة هويتها الوطنية، وكل ماصاحبها من صعوبات وتحديات، والمرحلة المعاصرة، ومايواجهها من تحديات تهدد هويتها الوطنية، وصراعها من أجل البقاء بتشكيلاتها السابقة، وبالرغم من أن الكثير من دول العالم لم تستطع أساساً تجاوز تحدياتها القديمة التي تعود إلى مرحلة النشأة، فقد أضافت الظروف الدولية والعالمية المعاصرة الراهنة إليها تحديات جديدة أثقلت كاهلها أكثر، وهددت وجودها كدولة.
مصدر الشرعية في جذر إرادة الدول القومية الدستورية و أساسها هو مبادئ ليبرالية أعلى من قوانين أو قرارات الدولة القومية( من وجهة نظر الامريكان). ويرى الأوربيون أن كون القرار اتخذ بحسب الإجراءات الديمقراطية لا يعنى كونه موافقا لتلك القيم الليبرالية. لكن الاعتقاد في مثل هذه القيم المجردة قد يكون هو نفسه سببا في سوء استعمال النخب لها لأنه سيعطيها الحق في أن تفسر إرادة المجتمع الدولي بحسب ما يروق لها. المشكلة الثانية بالنسبة للمفهوم الأوربي هي من الذي يملك قوة التنفيذ. إن المجتمع الدولي وهو لا حقيقة له في الواقع فيما يتعلق بقوة التنفيذ لأن هذه إنما تملكها الدولة القومية. قليلون الآن هم الذين يدافعون عن مبدأ السيادة بعد ان اصبحت السيادة غير مطلقة وتداخلت مصالح الدول وكذلك الدفاع عن حقوق الانسان . لكن القضية هي من الذي له أن يقرر انتهاك السيادة وعلى أي أساس. الأوربيون لا يقرون انفراد الولايات المتحدة بمثل هذا القرار ويرون أنه لا بد من إيجاد نظام عالمي قائم على قاعدة ومناسب مع ظروف عالم ما بعد الحرب الباردة. إنه يزعجهم إعلان الرئيس بوش عن مبدأ فضفاض للمبادرة بالهجوم ضد الإرهابيين أو الدول التي تدعم الإرهاب تكون الولايات المتحدة فيه هي وحدها التي تقرر أين ومتى تلجأ إلى استعمال القوة. هذا معناه أن الولايات المتحدة تطلب من المجتمع الدولي أن يفوضها هي وحدها في اتخاذ مثل هذا القرار لأنها لا تقبل أن تمارسه دولة كروسيا مثلا. يرى بعض المفكرين الأمريكان أن من أسباب هذا الخلاف أن الأوربيين بما أنهم أضعف من الولايات المتحدة فإنهم يرون أن من مصلحتهم التقيد بمعايير و بقواعد عالمية تكون ملزمة لأمريكا. أما أمريكا فترى أن من مصلحتها الانفراد بالقرار لأنها أقوى من غيرها سلاحا واقتصادا وتقنية.
-----------------------------------------------------------------------------
1) فرانسيس فوكوياما، نهاية التاريخ والإنسان الأخير، م س ذ ،ص25



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدأ القوة الامريكية ساهم في تراجع دور الدولة اوطني والاجتما ...
- النظام السعودي لا يملك رؤية مستقبلية ولا يعتمد على العقلانية ...
- التحول من الاستبداد إلى الديمقراطية خلال الحوار الجدي بين ال ...
- دور اللوبيات وجماعات المصالح في تسيير السياسات العامة للدول
- ما وراء الاتفاق الامريكي مع طالبان
- تقاسم السلطة وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية من أجل الإصل ...
- السلطات المحلية
- ضحايا الجرائم الدولية
- بث الفوضى ومحاربة الفكر التنويري لاجل السيطرة الاستعمارية
- التنمية السياسية التي نحتاجها
- الإستيراتيجية الامريكية لخلق الازمات في الشرق الاوسط
- الاحتلال الانكلوامريكي للعراق وما ترتب عليه من فوضى داخلية و ...
- الاقتصاد الريعي يفرض قيودا على قرارات الدولة
- اسباب المطالبة بالتغيير العنيفة التي تشهدها دول الشرق الاوسط ...
- بين زمنين
- الحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية
- الفساد قضية اقتصادية واجتماعية وسياسية ، ويترتب على الفساد خ ...
- التمثيل الحقيقي لجميع شرائح المجتمع في الانتخابات والتداول ا ...
- الولاية للسلطة التنفيذية على اقليم الدولة ورقابة القضاء الاد ...
- دولة المؤسسات في ظل مصالحة فكرية سياسية ثقافية وضمان الحريات ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - مرحلة السيادة المطلقة انتهت بفعل النقل السريع والانترنيت وفتح الحدود امام البضائع والاستثمارات