أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - الوباء ، الطائفية والاخلاق














المزيد.....

الوباء ، الطائفية والاخلاق


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 16:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي من شماتة أحد الإسلاميين المغاربة في المناضل الحقوقي والمحامي السيد الحبيب حاجي والسيدة زوجته بسبب إصابتهما بفيروس كورونا، وتمنيه أن يصيب الفيروس السيد محمد الهيني المحامي كذلك، يذكرنا بما فعله أربعة من أتباع حزب العدالة والتنمية الإخواني عندما شمتوا في مقتل السفير الروسي بتركيا من طرف أحد المتطرفين الإسلاميين الذي كان حارسا شخصيا له، حيث نوهوا بالمجرم القاتل وتمنى أحدهم أن يقوم الحارس الشخصي للسيسي بنفس الشيء، أي باغتيال رئيسه كذلك، معبرا عن فرحه وسعادته.
وعلاوة على ما في مثل هذه المواقف المتهورة واللاإنسانية من انحطاط أخلاقي لا غبار عليه، لا يمكن أن تصدر إلا عن روح إجرامية، فإن ما فعله هذا الشخص في سياق يعرف تضامنا وطنيا وتآزرا ضد الوباء الذي يمثل تهديدا للجميع، يكشف عن الوجه الحقيقي للإسلام السياسي، الذي لا يؤمن بالرابطة الوطنية ولا الإنسانية، بل فقط بالرابطة العقدية الدينية، أي الطائفية، يفسر هذا لماذا يدعو الإسلاميون لأنفسهم وللمسلمين فقط، متمنين الهلاك لغيرهم، كما فعل عدد من الدعاة ليس في مساجد الشرق فقط بل وفي كندا والعديد من البلدان الغربية، دون أن ننسى العصيان السلفي في بعض المدن المغربية، والذي عبر بالملموس عن مقدار الاستهتار بالدولة وبالرابطة الوطنية. وفي الوقت الذي يقول فيه المواطن البسيط إن ذلك لا علاقة له بالدين الإسلامي، نجد المتطرفين يصرون على استعمال نصوص دينية لشرعنة مواقفهم الطائفية، كمثل الحديث الذي يعتبر الوباء رحمة للمسليمن ورجزا وعذابا لغيرهم.
إن الإسلاميين معلمون ممتازون للكراهية، فهم الوحيدون الذين يستطيعون أن يجعلوا الإبن يكره أباه وأمه، والأب أبناءه وإخوته وأقاربه وأصدقاءه، وهذا شيء عشناه ونعيشه في أوساطنا منذ عقود، وهو أمر مفهوم تماما، إذ أن لعبة السلطة والكراسي تحتاج إلى أكثر الأسلحة قذارة، ولكنهم سيكونون أكثر انسجاما مع أنفسهم عندما يتوقفون عن الحديث عن "القيم" و"الأخلاق"، لأنهم آخر من يمكن أن يفهم دلالات هذه الكلمات النبيلة.
لقد قدمت الصين العظيمة درسا رائعا للإسلاميين لا أعتقد أنهم قد استوعبوه، عندما أهدت للمغرب طائرات محملة بكل أنواع المساعدات لمواجهة الفيروس، بعد أن تخلصت منه في بلدها، لم تفكر الصين في عقيدة المغاربة، ولا في أعراقهم ولا مذاهبهم، بل قدمت لهم الدعم بوصفهم بشرا يستحقون الحياة.
إنها مرة أخرى مشكلة تربية، وعلينا أن ندرك بأن من أهم دروس الوباء أنه ينبهنا إلى تقصيرنا في التأطير المواطن للمغاربة حتى يفلتوا من براثن التطرف بكل أنواعه، ومن فخاخ الولاءات المُخرّبة، ويدركوا قيمة الانتماء إلى وطن، وإلى دولة وحضارة.
نتمنى الشفاء العاجل للسيد حاجي وزوجته، والصحة والسلامة للسيد الهيني، وكذا للإسلاميين ولجميع المغاربة، ولكل شعوب الأرض، بغض النظر عن ألوانهم وألسنهم وأديانهم وأصولهم وأنسابهم.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا نأخذ العبر من تاريخ الأوبئة ؟
- أغاليط تشوش على حملة التحسيس ضدّ الوباء
- في الحاجة إلى ضمير جَمْعي منتج وفعال
- الوباء والدعاء
- حزب في رعاية الله
- نزعات اختزالية ضدّ الديمقراطية
- مصادرة كتاب من معرض الكتاب فضيحة دولة
- أعطاب العقل الإسلامي من خلال تعقيب شيخ الأزهر
- الهوة بين قانون العقوبات والمجتمع يعرقل العدالة الجنائية
- خمور البشير و-آدابه العامة-
- في رثاء محمد شحرور
- حدود الحريات الفردية مناقشة لبعض آراء وزير حقوق الإنسان
- كل التضامن مع الدكتور خالد منتصر في معركته ضدّ -الأصنام-
- ماذا تعلمت بلدان جنوب المتوسط من سقوط جدار برلين ؟
- دراسة ثانية تؤكد ريادة المغرب في انعدام الأمانة
- هل فهم المغاربة معنى الحريات الفردية ؟
- لماذا لا نعيش -إسلام النرويج- ؟
- رسائل قصيرة إلى دعاة عزل الذكور عن الإناث في المدارس
- المغاربة والوعي بالانتماء إلى إفريقيا
- الإسلاميون والعسكر، تحالف ضدّ الديمقراطية


المزيد.....




- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - الوباء ، الطائفية والاخلاق