أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-امتحان كورونا














المزيد.....

بدون مؤاخذة-امتحان كورونا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 15:07
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


يسجل التاريخ أنّ هناك فيروسا قاتلا يغزو الكرة الأرضية كلّ مئة عام، تماما مثلما أنّ بعض المناطق ومنها الشرق الأوسط تتعرض لزلزال مدمّر كل مئة عام أيضا.
ففي العام 1918. ففي العام 1918 تعرض العالم لفيروس قاتل وحصد أرواح حوالي 50 مليون شخص. وفي العام 1927 تعرض الشّرق الأوسط ومن ضمنه وطننا فلسطين لزلزال مدمّر، وانتشرت وباء الكوليرا وحصد أرواح الملايين خصوصا في مصر وإيران وبلاد الشام. واعتبر الجهلاء البعيدون عن العلم ذلك سخطا من اللهّ! وفي بلدتي عرب السواحرة-القدس روى الآباء ممّن عاصروا تلك المرحلة، أنّ السّخط الرّبّانيّ قد أصاب إحدى الحمايل الذين يسكنون متجاورين واحتفلوا بختان أبناء الحامولة، وتراجموا بالرزّ الذي لم يكونوا يعتبرونه "نِعمة" فمات أطفالهم، وكانت النّساء يغنّين:
هاي يا الرّز ما هو عيش ولا طعام لجيش.
وبعد وفاة الأطفال بالكوليرا غير المعروفة وغير المعلومة للأهالي اعترفوا بأنّ الرّزّ نعمة من خيرات الله عليهم، فصاروا يحيطونه ببعض القداسة مثل خبز القمح.
وفي أيّامنا هذه وبانتشار فيروس كورونا القاتل منذ أربعة أشهر، نلاحظ أنّ الصّين التي ابتدأ بها الفيروس كيف استطاعت بوعي قيادتها، وبتقدّمها العلميّ من السّيطرة عليه، ومحاصرته لتخرج منه بأقلّ الخسائر، في حين لم يحصل ذلك في بعض الدّول الأوروبيّة كإيطاليا، إسبانيا، ألمانيا وغيرها بسبب عدم انتباه قياداتها لخطورة الوضع منذ البداية، وهذا ما حصل مع أمريكا بسبب عناد رئيسها ترامب وإدارته الذي يتعامل مع شعبه ومع الشّعوب الأخرى كشركة تجارية تدرّ عليهم مداخيل ماليّة.
ويسجّل هنا الوعي الذي تحلّت به قيادة السّلطة الفلسطيّنية مع هذا الوباء منذ بداياته، واتّخذت اجراءات واعية وحكيمة لمحاصرته والحدّ من انتشاره، رغم الإمكانيّات المحدودة والمشاكل الكبيرة والمتعدّدة التي تواجهها السلطة بسبب االاحتلال وموبقاته التي لا تعدّ ولا تحصى.
ويبقى الرّهان على وعي الشّعوب في قهر هذا الوباء والخروج منه بأقلّ الخسائر، ويكمن ذلك بالتّقيّد بتعليمات الجهات المختصّة والمسؤولة، فهل شعبنا على قدر كاف من الوعي يؤهّلنا للخروج من هذا الوباء؟ وهل نعي وندرك خطورة هذا الوباء ونبتعد عن أسباب انتقاله من شخص لآخر؟ وهل ندرك جميعنا أنّ هذا الفيروس القاتل قد ينتقل إلى أشخاص من أقرب النّاس إليهم؟ لقد أحسنت السّلطة صنعا بإغلاق المساجد والكنائس وقاعات وصالات الأفراح والمطاعم والأسواق، ومنعت وسائط النّقل العام من العمل، وأغلقت المناطق وطالبت النّاس بالتزام بيوتهم. لكن هل تقيّد النّاس بهذه التعليمات التزاما حديديّا؟ وفي الواقع فإنّ هذه الإستجابة لم تكن شموليّة، وذلك لجهل البعض بخطورة الوضع، وعدم إدراكهم بأنّ عدم التزامهم هو الخطر الأوّل الذي يهدّد حياتهم وحياة أسرهم قبل غيرهم. ومن المحزن أن تلجأ قوى الأمن في بلادنا أو في أيّ بلاد أخرى لاستعمال القوّة كي تحمي بعض الأشخاص من إلحاق الأذى القاتل بأنفسهم وبغيرهم.
من هنا فإنّ التزام البيوت وعدم التّزاور وعدم فتح بيوت العزاء، والإبتعاد عن المصافحة والتّقبيل فرض عين على كلّ إنسان حماية لنفسه ولغيره، وهذا هو السّلاح الفعّال للقضاء على هذا الوباء القاتل.
29-3-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-المسنّون محكومون بالموت
- بدون مؤاخذة- بيت لحم عظيمة بشعبها وبتاريخها
- بدون مؤاخذة- بين الوقاية والهلع
- بدون مؤاخذة- بين الواقع والتّنظير
- بدون مؤاخذة-العمى الثقافي في فلسطين
- نتائج الإنتخابات الإسرائيلية ليس مفاجئا
- ندوة اليوم السابع تدخل عامها الثلاثين
- بدون مؤاخذة- عندما نرى الجهل علما
- رواية -وجه آخر-لبدرية الرجبي والخيال الجامح
- بدون مؤاخذة- جاهليتنا المستمرّة
- بدون مؤاخذة- العرب لن يتعاطوا مع صفعة القرن
- بدون مؤاخذة- عندما يعيد التاريخ نفسه
- بدون مؤاخذة-ماكو عرب
- بدون مؤاخذة-صفقة نتنياهو
- رواية قلب الذئب والسيرة الذاتية
- بدون مؤاخذة- العلقمية والطوسيّة المعاصرة
- بدون مؤاخذة- جلد الذات فلسطينيا
- بدون مؤاخذة- صفقة القرن تفضح أمريكا والعرب
- رحلة القمر وحماس الشباب
- خيانة بالإكراه وتجارب الحياة


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-امتحان كورونا