أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - يا قضاة اسرائيل: لقد أكلتم يوم أطعمتمونا للذئب















المزيد.....

يا قضاة اسرائيل: لقد أكلتم يوم أطعمتمونا للذئب


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا قضاة اسرائيل: لقد اكلتم يوم أطعمتمونا للذئب


تشكك قطاعات إسرائيلية واسعة في مصداقية البيانات التي خاطب فيها بنيامين نتنياهو ويخاطب مواطني الدولة، حيث دأب ويدأب من خلالها على استعراض تفاصيل أزمة الكورونا وتداعياتها محليًا وعالميًا، واعلانه عن رزمة من التعليمات والنصائح والمحاذير يسديها للناس ويأمرهم بضرورة الالتزام باتّباعها وبتنفيذها.

ورغم التشكيك في مصداقية ما يقوله نتنياهو، والقناعة من ان دوافعه في تخويف الناس مصطنعة ومغرضة، مردّها الى محاولته انقاذ نفسه من مواجهة القضاء بعد تقديم ثلاثة لوائح اتهام خطيرة بحقه؛ الا انه بالرغم من ذلك، يبقى مؤشر أعداد المصابين بالفيروس البغيض عاملًا حقيقيًا ومفهومًا في إذكاء مشاعر الهلع بين المواطنين وانصياعهم الذاعن لمعظم تعليمات انظمة الطواريء التي تعلن عنها حكومته، خاصة بعد إقرانها بأعداد المصابين الجدد بيننا وبزيادة أعداد الضحايا في دول مثل ايطاليا واسبانيا وغيرها.

على جميع الاحوال، لا يمكن، بسبب حسن حظ نتنياهو السماوي او المصنّع، وبسبب حنكته في استغلال الكوارث والمحن، ان نغامر في مواجهتنا لمخاطر الفايروس، أو أن نستخفّ بضرورة التصرف ازاءها بكامل المسؤولية الاجتماعية وبمنتهى الانضباط الاخلاقي، مهما طالت أيام عزلتنا الثقيلة.

لا نعرف متى وكيف ستقضي الدول على هذه الجائحة؛ ولا كم من الأرواح ستحصد أو من الدمار المادي ستخلّف وراءها، لكنها ستبقى، من دون ريب، نُدبة على جبين البشرية جمعاء؛ وستتحول آثارها في اسرائيل، علاوة على ذلك، الى محطة لا نعرف ما سيأتي بعدها والى أين ستأخذنا؟

فحسبما نشهده في هذه الايام، تمر على الدولة أزمة حكم خطيرة ومصيرية، قد تفضي الى قيام نظام حكم ديكتاتوري مستبد، والى اسرائيل أخرى، كتلك التي جاء وصفها في الاسفار ، تعشق دخان المذابح والنفخ في الابواق، ويشكر شعبها، في صلاة كل فجر، رب اسرائيل، ملك المعمورة، لأنه خلقهم يهودًا، لا عبيدًا ولا أغيارا.

سنواجه قريبًا، نحن المواطنين العرب، بعد سقوط ستائر الكورونا، مجتمعًا يهوديًا خائفًا متوحشًا مأزومًا، وسنكون بالنسبة لأكثريته مجرد أحمال زائدة يجب التخلص منها بكل وسيلة وبأي ثمن.

اننا نشاهد فصل الرواية الاخير، فالمعركة الجارية على عتبات المحكمة العليا الاسرائيلية هي آخر ما تبقى من مواقع، يحاول أصحاب نظام الدولة القديمة الدفاع عنها والاحتفاظ بها.

لكنهم سوف يهزمون في نهاية المطاف رغم صمودهم يوم الاثنين الماضي ووقوف خمسة منهم في وجه التنين واصدارهم قرارا يلزم المتمرّدين، على بقايا ديمقراطية عرجاء، بضرورة دعوة الكنيست الى الاجتماع وانتخاب رئيس جديد لها.

لقد صحوا على انفسهم متأخرين؛ فلقد كانوا، مثل من سبقوهم، شركاء في تصنيع الكارثة وباستجلابها الى مهاجعهم، بعد ان خانوا، لعقود طويلة، تعاليم العدالة الحقة، وجنحوا، مثل سائر العنصريين، فكانوا جنودًا للظلمة وسياطًا بيد القامعين والمضطهِدين .

انهم قضاة المحكمة العليا الذين أغفلوا صراخي، وصراخ زملائي، حين كنا نتوجع ونشكوا أمامهم ونحاول تعليمهم حكمة الضحية الحالية وهي تذكر من كانوا ضحية في الماضي وتحذرهم، ان لم يصحوا ويقفوا الى جانب "الثور الابيض" فإنهم حتمًا سيؤكلون !



رسالة مفتوحة، ثالثة، الى قضاة المحكمة العليا السابقين والحاليين

لقد وجهت اليكم رسالتي المفتوحة الاولى قبل عشرة أعوام، وذلك عبر رئيسة المحكمة العليا القاضية دوريت بينش؛ وأتبعتها، بعد ستة اعوام، برسالة مفتوحة ثانية، وجهتها لرئيسة المحكمة في حينه القاضية مريام ناؤور.

اعمل، كما تعلمون، امام محكمتكم منذ اربعة عقود؛ كنت فيها شاهدًا على انحداركم نحو الهاوية. تربعتم على عروشكم الوهمية ونظرتم الينا بتشاوف السيد على عبيده، وحسبتمونا ثلة من مشاغبين. لم تسمعوني وأنا أنبهكم اننا " الأولون وانتم اللاحقون" ولم تصدقوني حين كتبت لكم مؤكدًا : أنني أخاف عليكم؛ فأنا كإنسان أريدكم، أنتم القضاة، أقوياء وسدنة لصفاء القانون الذي يحمي الضعيف من سلطان الحاكم المستبد والعاسف. وأكدت أنني كمواطن في الدولة أريدكم أقوياء، لأحتمي بقوتكم عندما يسلب حقي جورًا.. وأنني، كابن لأقلية قومية في هذه الدولة، أريدكم ترسًا يصدّ عني مخالب تدميني وأنيابًا تجيد القبض على كل مقتل في جسدي.

لم أتخلّ طيلة تلك العقود عن محاولاتي لإقناعكم بأنكم تسيرون على منزلق خطير؛ وتوقعت أمامكم بأن المنقلب سينقلب عليكم وعلى كل يهودي سيتجرأ على رفع صوته يومًا بما لا ينسجم وهتافات "القطيع" وضجيج تلك الجوقات اليمينية العنصرية الناعقة وفرقها الضاربة، وكنت أردد على مسامعكم، رغم امتعاضكم من وضوحي، على أنهم كالعلقات الطفيلية التي لا تكتفي ولا تشبع.

كم مرة عُنّفت، يا سادتي، بسبب "وقاحتي" لأنني طالبت بمساواة حكم المواطن العربي مع حكم اليهودي، فوُصفت من قبلكم بالوقح وبالمتمادي. وكم مرة رددتم تظلمات شيخ أو امرأة أو فلاح فلسطيني أتوكم شاكين ارهاب جيشكم أو بطش ميليشيات المستوطنين السائبة، فلم يلقوا الا إعراضكم، ولم نسمعكم الا مردّدين فرية الجبناء المداهنين وتعليلهم بأن أولئك ليسوا سوى كمشة من "الأعشاب الضارة" التي تنمو على هوامش الحياة !

قصتنا، نحن العرب في هذه الديار، مع جهازكم القضائي طويلة وجديرة بأن تستقصى من بداياتها التي ولدت قبل ولادتي بسنين قليلة، فلقد سقطتم عندما تبنّيتم مفاهيم نظرية "الأمن"، تمامًا كما هندستها ووضعتها أمامكم جنرالات المؤسسة العسكرية والأمنية، وتجنّدتم من أجل تطبيقها العملي، فطوّعتم كل القيم الانسانية في خدمتها، ورتقتم بمسلات صدئه تضاريس علاقة دولتكم مع مواطنيها العرب الذين كانوا في اعينكم، كما في أعين الجنرالات، لا اكثر من اجسام مشبوهة أو ألغام مزروعة على طريق الدولة وبين سكانها اليهود.

كنا نصرخ أمامكم ، كما صرخ السابقون منا، ونؤكد لكم ان ليس هكذا يقام العدل ولا هكذا يبنى المستقبل؛ لكنكم مضيتم في هدي وطنيتكم العمياء وقدّمتم، كما قدم معلموكم، الذرائع الواهية، وجمّلتم الواقع بمساحيق من بارود، فظلمتم سكان البلاد الاصليين المنكوبين، وساهمتم، بعدها، في ترسيخ موبقات احتلالكم ضد الفلسطينيين المنتكسين.

لم تسعفنا، يا سادتي، النداءات ونبوءات الغضب.. فلا نجاة مضمونة لأحد ما دام صوت المسدسات والبساطير يجلجل في ساحاتكم منذرًا: إما خنوعكم واستسلامكم وإما "أعواد المشانق"، أو كما قلت لكم قبل عشرة اعوام: إن قضاة يحتمون بحراس يرافقونهم حتى أبواب غرف نومهم، لن يقووا على مواجهة قتلة عصاة؛ وجهاز قضائي لا يميّز بين الضحية الحقيقية وبين قاتلها، لن يحمي حتى جلده مهما تراجع اعضاؤه وانحنوا وطأطأوا رؤوسهم...

"لقد أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"، التي قصصتها عليكم في مرافعاتي، ولم تذوتوا مغازيها - ستبقى حكمة الضحية الناجزة المقدَّمة لضحية تنتظر على خط التماس.

لقد أخافني شعور زميلتكم رئيسة المحكمة السابقة مريام ناؤور حين احتجّت قبل اربعة اعوام في بيت رئيس الدولة، على موقف وزيرة القضاء السابقة، شاكيد؛ ووصفت تصرف الوزيرة تجاهكم كمثل واحد يضع مسدسه على طاولة تفاوض بين طرفين غير أعداء؛ لقد كنتم أنتم القضاة هذا الطرف الآخر في ذلك المجاز المخيف.

وأخيرا جاء تمرد رئيس الكنيست ادلشتاين، وهو مدعوم من معسكره، على قرار المحكمة العليا، ورفضه دعوة الكنيست وانتخاب بديل له - فاصدرت المحكمة، يوم الاربعاء الماضي، قرارًا جديدًا يخوّل النائب عمير بيرتس باكمال مهمة رئيس الكنيست، ووصفت تصرفات ادلشتاين بأنها "مساس غير مسبوق بسلطة القانون" .

لقد كان لجوء القاضية مريم ناؤور، في حينه، الى استعارة المسدس من باب تطويع البيان في خطاب حذّر من غضب الايام القادمة. لكنني اشعر اليوم، ككثيرين في الدولة، ان هذه المسدسات باتت حقيقية ومحشوة وجاهزة لتقضي على بقايا نظام ينازع امامنا؛ فهل لدينا، نحن المواطنين العرب ، فكرة كيف ننجو من ذلك الرصاص؟



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركاء في القلق حلفاء في العمل
- أيها البرق، أوضح ليلنا قليلا
- أفراحنا المشتركة كبيرة
- نداء آذار: صوتوا ولا تتركوا قائمتكم وحيدة
- اسراطينيات
- عندما بكت-عدالة- في المحكمة العليا الاسرائيلية
- بين ترامب وفيلم: -الباباوان-
- مشاهد من ضياعنا في مثلث ترامب
- ماذا بعد سقطة حزب ميرتس؟
- الحرية للاحمدين، قطامش وزهران
- العرب في اسرائيل والمقاطعة المستحيلة
- العرب في اسرائيل ولعنة التطبيع
- خدوش على صفحة هوية ملتبسة
- جامعة بير زيت، تبدد الحلم
- التعليم العربي: بين برج بابل وبرج بيزا
- سامي ابو دياك، وموت أمنية فلسطينية
- القدس مدينة الحجارة الباكية
- مواطنون بين صاروخين
- خيمة الاصرار والامل
- انتهت معركة -المطّلع- وبقيت القدس عليلة


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - يا قضاة اسرائيل: لقد أكلتم يوم أطعمتمونا للذئب