أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أشرف عبد القادر - دخلت مركز بوليس صدام














المزيد.....

دخلت مركز بوليس صدام


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 11:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


زرنا قبل نهاية أسبوع "المدى"الثقافي الرابع، مهرجان الربيع، الذي انعقد في 22-30 نيسان 2006،المتحف الوطني في السليمانية، حيث أقام فنانون معرضاً مشتركاً لفنون الكاريكاتير والتشكيل والفوتوغراف،وزرنا في نفس المبني مقراً سابقاً لأمن النظام البائد، كان هذا المبني في الأصل مقراً لدائرة الأمن وإحدى سجون صدام الشهيرة تم تحويله إلى متحف ليكون شاهد عيان على جرائم النظام البائد، فماذا رأيت؟. كان المقر عبارة عن عدة مبان متجاورة،كل مبني مكون من أربعة طوابق، وهي مقسمة من الداخل إلى زنازين، منها زنازين حديدية كالتي نراها في السيرك توضع فيها الأسود، كانت هناك زنازين للحبس الانفرادي، وأخري للحبس الجماعي،كانت زنازين الحبس الانفرادي لا تزيد عن المتر المربع وبدون أي نافذة ولا ضوء، كان المسجون لا يعرف النهار من الليل فيختلط عليه الزمن فلا يعرف عدد السنين والحساب،مرشد المتحف اصطحبنا وشرح لنا ونحن نزور الطوابق والزنازين غرف التعذيب وطرق التعذيب عن طريق تماثيل موضوعة في كل غرفة تعذيب،رأيت غرفاً كان يغتصب فيها الرجال والنساء،رأيت غرف التعذيب بالشحنات الكهربائية للأماكن الحساسة من الجسم،رأيت غرف التعذيب الجسدي والمعنوي بمكبرات الصوت لتفزع صرخات المعذب باقي المساجين فيعترفون بجرائم لم يرتكبوها، رأيت صور للقتل الجماعي لأطفال لم يبلغوا الثالثة عشرة،رأيت صور المقابر الجماعية التي تم اكتشافها بعد سقوط الطاغية، وذكر لنا المرشد أنهم وجدوا داخل المقابر الجماعية جثث لأطفال ممسكة بلعبها، مما يعني أن الطاغية ونظامه كانوا يدفنون الأسر أحياء برجالها ونسائها وأطفالها دون شفقة أو رحمة، فدمعت عيناي، وقلت لمرشد المتحف، أنا الذي ضد عقوبة الإعدام، يجب ألا يقتل صدام حسن مرة واحدة،لأن في ذلك راحة له،بل يجب أن تقطع قطعة صغيرة من جسده كل يوم حتى يذوق ما أذاقه لشعبه المسكين. أما ما سمعته من حكايات أثناء الزيارة فتقشعر منه الأبدان، وسأحكي للقراء بعض هذه القصص الحقيقية،فقد أعدم صدام في يوم واحد 5000 كردي،أما هذه الواقعة فهي لسيدة اعتقل وحيدها ولا تعرف أين هو لتزوره،وبعد أن بحثت عنه في كل السجون بدون جدوى،أخبرها أحد السجانين بأن ابنها مسجون في مقر دائرة الأمن في السليمانية ،فذهبت لمدير السجن طالبة زيارة ابنها،فأنكر وجود ابنها في هذا السجن، وأمام إصرار الأم على وجود ابنها في هذا السجن،شعر مدير السجن أن عندها معلومات مؤكدة عن وجود ابنها هنا، فأراد معرفة من أخبرها بذلك، فنصب لها فخاً وسألها: إذا قلت لي من الذي أخبرك بوجود ابنك هنا فسترين ابنك؟،وأمام لهفة الأم لرؤية وحيدها قالت له:إنه الحارس فلان.فما كان من مدير السجن إلا أن أحضر هذا الحارس في فناء السجن، وجمع جميع الحراس وصب عليه بنزين وأشعل النار فيه أمام الجميع قائلاً: هذا جزاء من يفشي سراً من أسرار السجن. والتفت إلى الأم الباحثة عن وحيدها مهدداً قائلاً:رأيت ما حدث لهذا الرجل،سيكون هذا هو مصيرك إذا ما عدت إلى هنا مرة أخرى. وحدث في انتفاضة 1991 أن استخدم المنتفضون سيارة رجلاً عجوزاً جاوز السبعين من عمره دون علمه، فما كان من البعثيين إلا أن أمسكوا بهذا الرجل المسن ووضعوه داخل أطر السيارات وأشعلوا النار فيها وهو وسطها. وذكر لي البعض أن صدام عندما يكون عصبي المزاج، يذهب إلى مديرية الأمن في أقرب محافظة ويطلب إخراج عدداً من المساجين ليقتلهم ليعدل بقتلهم مزاجه السادي الدموي، لكن كيف كان يقتلهم هذا السيكوباتي؟ كان يتلذذ بعذابهم أولاً بأن يطلق رصاصه على أيديهم وأرجلهم وأعضاء جسمهم، وبعد أن يتلذذ بسماع صراخهم وآلامهم ينعدل مزاجه فيطلق على رؤوسهم رصاصة الرحمة. وكان من أغرب ما سمعت أن البعثيين عندما يقتلون شاباً كانوا يطلبون ثمن الرصاص الذي قتل به من أهله، وعندما سألت عن سبب ذلك الطلب الغريب قالوا لي: تحقيراً للميت،أي أنه لا يساوي ثمن الطلقات التي مات بها، كما كانوا يشترطون على أهله عدم البكاء عليه، أو أخذ العزاء فيه.
هذه بعض الوقائع والأفعال،التي هي غيض من فيض،التي كان يمارسها الدموي السادي صدام حسين وزبانيته في الشعب العراقي،فهل مازال هناك بعض المرتزقة، الذين روجوا له في الماضي ووصفوه بـ"القائد الضرورة" يدافعون عنه وعن نظامه البائد؟ إنني أدعو يتامي صدام بأن يزوروا سجون صدام ليروا بأنفسهم وسائل التعذيب والاغتصاب التي مارسها هذا الطاغية ضد شعبه خلال خمسة وثلاثين عاماً، ليكفوا عن البكاء عليه والحلم بعودته حقاً إنها لمأساة أن نرى مثقفين معروفين مثل الفيلسوف محمد عابد الجابري والمفكر اللبناني مطاع الصفدي وغيرهما كثير يمدحون صدام بالأمس ويتباكون عليه اليوم. ألا يدل ذلك على موت ضمير بعض مثقفينا الذين يستهينون بحياة البشر؟ فكل ما يهمهم هو بقاء الطغاة ولو على جبل من الجماجم. حقاً إنها لمأساة!.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا متفائل بمستقبل العراق
- وجها التخلف والتقدم في الموقف من المرأة
- جمال مبارك رئيساً لمصر ؟!
- اختلال عقلي أم اختلال ديني؟!عاش الهلال مع الصليب
- أنا خائف على أهرامات بلادي
- تعليقاً على: بيان رقم (1) بقتل 31 مفكراً
- إمام المسجد النبوي يحرض على المرأة المسلمة
- القرضاوي عدو لحوار الأديان
- ضرورة القضاء على الهوس الديني
- إيران المتناقضة
- بغبائنا نصنع منهم أبطالاً
- أكذوبة الامبريالية الثقافية
- الإدعاء الثاني - هل رحب الأقباط بالفتح العربي لما سمعوه من ع ...
- حلف إرهابي بين: الزرقاوي ونصر الله
- هل رحب الأقباط بالعرب لتخليصهم من ظلم الرومان؟ الإدعاء الأول
- رداً على :العفيف الأخضر والمسألة الكردية
- هل رحب الأقباط بعمرو بن العاص
- العبّارة ... أبو تريكه ... انفلونزا الطيور
- لماذا جاء رامسفيلد إلى المغرب؟
- تنبيه للبيانوني : احذر ثعلب تونس


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أشرف عبد القادر - دخلت مركز بوليس صدام