أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة غانم - مابين فوبيا الاكتشاف والتجاوز














المزيد.....

مابين فوبيا الاكتشاف والتجاوز


أسامة غانم
ناقد

(Osama Ghanim)


الحوار المتمدن-العدد: 6522 - 2020 / 3 / 24 - 18:28
المحور: الادب والفن
    


زيد الشهيد ما بين فوبيا الاكتشاف والتجاوز

رغم ان القصة القصيرة لا تتحمل الا العنوان الرئيس بسبب عدم الابتعاد عن التكثيف والتركيز ، اللذين هما من شروط تقنية القصة القصيرة ، لكن زيد الشهيد قام باختراق هذه القاعدة عندما وضع ثلاثة عناوين فرعية في الداخل مع العنوان الرئيس : بين فكوك الحذر – المهارة على ايقاع التأني – الهديرُ بعينٍ ثانية " ، وبدلاً من ان تتشظى القصة وتضيع الفكرة ، منحها ذلك التحاماً عميقاً في رسم جمالية تشكيل النصْ ، وتدفقاً في انسيابية السرد ، وهذا جعل المتلقي باستطاعته ان يقوم بقراءة القصة من حيث العناوين الفرعية كلا على حدى دون ان تختل الفكرة ، لان كل عنوان يمثل القصة الرئيسة ويمثل قراءة مضافة للنصْ برؤية منبثقة من النص الكلي المتوزع على ثلاث قراءات متداخلة ومستقلة في ذات اللحظة ،مما اعطى السرد جمالية ثقافية في تشكيل الصور السردية ، وهذا ما انسحب على العنوان الرئيس " الجسرة الخشبي ... شيفرةُ الَتجاوز " ايضاً ، من حيث التفاعل في التداخل والاستقلال مع العنوان الرئيس :
الحذر = الاكتشاف
التأني = التجربة
الهدير = المواجهة .
وبهذا ، جعل زيد الشهيد مضمون القصة ينبثق من العناوين جميعها ، متحدة : الاكتشاف في مواجهة التجربة .
وهذا السرد استخدم هنا ، لكي يجعل المعنى يتيه عن المتلقي ، ولا يستطيع الامساك به ، الا من خلال قراءة ذكية دقيقة متعمقة للنص ، رغم مخاتلة المعنى وراء ابواب مواربة ، ولكن من خلال الجمل المبثوثة في السرد ، تمكنا من استخراج ذلك :
ففي " بين فكوك الحذر " ، نقرأ " كلما طالع المياه تندفعُ دفَاقةَ ومٌسرعة من تحت الجسر تراجع مصعوقاً ، ومَكبوحاً من مفردة : إيَاك ..إيَاك ! تسكبُها الأمُ الهلعة من جموحِه بينما يطالع الضفة البعيدة ناظراً لها عالماً غير مُكتشفٍ " .
اما في " المهارة على ايقاع التأني " ، فنقرأ " لا .. لا تخلع ملابسك وتنزل الى الماء .. لا بدَ أنْ تتعلَم ، لا اكتساب مهارةٍ دون تَعلَمٍ ، ولا يتحقق التحدي إنْ لم تكتمل أدواتُ الاستعداد " .
وفي " الهدير بعين ثانية " نقرأ " إنَه الآن رجلُ يقطعُ دونَ خشيةٍ دربَ الجِسرِ مرات ومرات ، ويعبرُ النَهرَ غير آبهٍ لسرعة مائه ولا للهدير الذي كان يبصره مهولاً .. ينظرُ الى النهر بلا خوف لأنَه بلغَ من العمر ما يمكنه من مواجهة المواقف وايجاد القرارات الحاسمة ".
وبهذا يتحقق المعنى الكلي للنصْ ، الذي هو : الاكتشاف في مواجهة التجربة لكي نتجاوزها .
وتمتلك سردية نصْ " الجِسرُ الخَشَبي .. شيفرةُ التَجاوز " لغة جمالية شعرية ، معجونة بـ تاريخ سيرة طفولة ، على شكل شهادة / ذكرى للشخصية الرئيسة والوحيدة في عملية السرد، التي تأخذه " خُطاه مَسحوراً " لعبور الجسر الخشبي ، ولكنه " ينكفىء مُتخاذلاً " ، خائفاً ، لان " كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤية " ، الرؤية لما بعد الجسر ، رؤية الضفة الاخرى ، معناه أن عبور الجسر يصبح حجاب يمنع الرؤية ، ولكن عند العبور يهتك الحجاب ، وتتحقق الرؤية للضفة الاخرى غير المكتشفة ، لأن الرؤية لا تخبر ، بل تشهد . " ثم اخيراً وضع القدمُ على بلاطة مدخل الجسر من الجانب الثاني " ، لتتلاشى رهبة الخوف التي كانت في دواخله من : الجسر الخشبي ودعائمه الخشبية ، ومياه النهر .
هنا يكون من حق المتلقي ان يتسأل : لماذا هذا الاصرار على عبور الجسر الخشبي ؟ وما الذي يرمز له ؟ ورغم ان الرمز متعدد الاشكال : مجازية ، بلاغية ، ايحائية ، كلها تعمل على تعميق المعنى ، ولقد وظف رمز الجسر بجمالية منسجمة مع شخصية الطفل في ترقبه وتطلعاته وفضوله ومن ثم خوفه المكسور لاحقا ، هذا كله اصبح مصدر تأثير وادهاش للمتلقي .



#أسامة_غانم (هاشتاغ)       Osama_Ghanim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمثلات الحفر السردي في المتخيل التاريخي
- الصور السردية المتشظية في النص المتجمع
- المأساة بين الواقع والخيال قراءة نصية سوسيولوجية لرواية ظلال ...
- النص المختلف في حفريات الموروث الديني والذاكرة المستفزة - لو ...
- اللعبة السردية في متخيلة المتلقي والنص
- شعرية الحياة في شفرات استعارة اللحظة
- قرائية الواقع بين الوهم والمتخيل
- عراب المتاهات وخْيَال الهاوية
- حوارية عين العنقاء : قراءة في المجموعة الشعرية - اغنية الغبا ...
- الدلالة اليومية في الصورة الشعرية
- تأريخية السيرة الذاتية في سردية المتخييل المؤول
- المثقف بين حلم التغيير والواقع المحبط
- قراءة التحولات في الرواية العراقية مابعد التغيير ؟
- هذيانات المخيلة في اكتشاف الجسد
- هوية الجسد خارج حكاية زهرة / الانثى
- جدلية الرمز المحتجب والواقع المكشوف
- جدلية الذاكرة والوعي في مجموعة - اقاليم قصية - ل غازي العباد ...
- المثقف بين الانتماء والاغتراب
- القصةوالرواية : ايديولوجيا وجمالية
- جدلية الذاكرة في سرد السيرة


المزيد.....




- الرئيس يستقبل رئيس مكتب الممثلية الكندية لدى فلسطين
- كتاب -عربية القرآن-: منهج جديد لتعليم اللغة العربية عبر النص ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين
- إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة نيستاد العالمية للأدب
- وفاة الممثل المغربي عبد القادر مطاع عن سن ناهزت 85 سنة
- الرئيس الإسرائيلي لنائب ترامب: يجب أن نقدم الأمل للمنطقة ولإ ...
- إسبانيا تصدر طابعًا بريديًا تكريمًا لأول مصارع ثيران عربي في ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين
- إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة نيستاد العالمية للأدب
- لن يخطر على بالك.. شرط غريب لحضور أول عرض لفيلم -بوجونيا-


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة غانم - مابين فوبيا الاكتشاف والتجاوز