أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميثاق بيات الضيفي - مشرحة الخوف !!!














المزيد.....

مشرحة الخوف !!!


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6521 - 2020 / 3 / 23 - 16:38
المحور: المجتمع المدني
    


بقلم/ الدكتور ميثاق بيات ألضيفي
" بالخوف من الموت... تحارب الكورونا !!! "

الخوف هو شعور يمر به كل شخص مرارًا وتكرارا في حياته، ومن جميع الأعمار والقوميات والاديان، والخوف يمكن أن يقتل ويمكن أن ينقذ، والخوف يمكن أن يساعد ويمكن أن يؤدي إلى اليأس، فما هو الخوف؟ بشكل عام إن الخوف المعتدل هو رد فعل طبيعي للشخص تجاه أي موقف حقيقي أو وهمي يهدد قيمه وحياته وهذه القيمة يمكن أن تكون الصحة والسلامة الجسدية والراحة أو غيرها، غير إن التساؤل الأهم يتعلق بماهية أساسيات الخوف؟؟ ومن أين يأتي؟؟؟ إن الشعور بالخوف هو أحد اشتقاقات المجهول وعندما لا نعرف شيئًا أو لا نستطيع التنبؤ به جزئيًا فإن الجهل وعدم اليقين يخيفاننا بشكل كبير، لأن المجهول يمكن أن يخفي خطرًا يهدد القيم لذلك فأن الخوف المعتدل رغم كل الأحاسيس غير السارة التي يقدمها فهو شعور ضروري ورد فعل طبيعي تمامًا تجاه الخطر بتهديد خيالي أو حقيقي تدعمه فينا غريزة قوية للغاية وهي غريزة الحفاظ على الذات.
هل كلا من الخوف والألم على حد سواء؟ لكل من الخوف والألم هدف مشترك وهو الحفاظ على الحياة، والخوف والألم يظهران معًا في كثير من الأحيان فيعطي الألم إشارة إلى وجود خطأ ما في الجسم فيركز جسمنا على استمرار الحياة، ويؤدي الألم وظائف التحذير مما يشير إلى أن هناك شيئًا ما خاطئًا في الجسم وهذا يؤدي في النهاية إلى إنقاذنا في معظم الحالات، وان الخوف لديه وظيفة وقائية مماثلة تجعلنا نتفاعل مع الإجراءات، وهو مثل الألم مصمم لحمايتنا ولجعلنا حذرين ليجب أن نفكر ونعيد البناء ونتخذ بعض القرارات، فيمكننا أن نقول أن كل من الألم والخوف هو مؤشر على الخطر الذي يجب علينا إدراكه واتخاذ التدابير المناسبة للتغلب به على المواقف الخطيرة. وان تحدثنا عن المجهول الذي يكمن وراء الخوف فالمجهول يخيفنا وهذا امرا معروفًا وهو محنة وهمية كما هو الشعور المرتعش للقلب بالقلق والندم، كما انه تهدئة للروح في فكر الشر المستقبلي الذي من المرجح أن يقع علينا، ولكي نعيش حياة طبيعية وكاملة نحتاج إلى حد ما أن نتخيل ما ينتظرنا في المستقبل فيجب أن نكون مستعدين لجميع أنواع المشاكل لمعرفة كيفية التغلب عليها، غير اننا لا نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك وإذا كنا لا نعرف بكيفية الرد على التحفيز سينشأ الخوف بسهولة في حالة نقص المعلومات لذلك يمكن القول إن الفكرة والعلم والقدرة على التنبؤ والتنبؤ الدقيق وتحليل الحالة والتفكير المرن تحررنا من المخاوف وكلما كنا نسترشد في المواقف كلما قلت المخاوف.
غير إننا كثيرا خائفين ومن كل شيء نخاف! فلماذا نحن خائفين جدا من بعض الناس؟ ونحن خائفين من أولئك الذين لا نعرف منهم ما يمكن توقعه! ونخاف من الصعود! ومن طلب شيء من شخص مجهول لأننا لا نعرف ما سيخبرنا! ولماذا أيضا نخاف كثيرا من اتخاذ الخيارات واتخاذ القرارات؟ نحن خائفين من اتخاذ القرارات لأننا لسنا متأكدين من أنها صحيحة، ونحن خائفين من الحياة لأننا لا نعرف كيف نعيش بها، والمستقبل يخيفنا لأنه غير معروف، ونحن نخاف حتى حين يقفز أحد غير معروف وبشكل غير متوقع من الزاوية! فهل يمكن القول أنه كلما زاد عدم اليقين زاد الخوف؟ نعم تكون المخاوف أقوى كلما كان الشخص يواجه موقف مجهولاً، والحقيقة هي أن هناك مخاوف وهمية وحقيقية، ويجب أن أقول أنه في بعض الأحيان لا يوجد سبب للخوف من المجهول لكنه ببساطة صورة نمطية ثابتة للسلوك ورود الأفعال.
غالبًا ما تؤدي مخاوفنا التي لا أساس لها والتي تشكلت بخيال غني إلى عواقب وخيمة في الحياة الواقعية لكن هل يمكننا أن نعمل آلية للمخاوف؟ وبذلك سوف يمر الخوف عبر تدرجاته ومستوياته من التشويق إلى القدرة على التنبؤ، وإذا انخفض عدد العوامل غير المعروفة يظهر شعور بالاستقرار والنظام وسوف يقوم الخوف بتوسيع حدوده بمرور الوقت غير إن معرفة طبيعته ستبدد، ومع ذلك فأن هناك حالات يواجهها الشخص في الحياة والتي تسبب له خوفًا كبيرًا مما يتسبب بالارتباك التام وسوء التكيف وانهيار نظام حياته بأكمله، وكثير من الناس ينتابهم شعور الخوف عن عمد حينما يشاهدون ويطالعون اخبار الفايروس كورونا فلماذا يحدث لهم ذلك؟ فهل هو إخراج لخوف داخلي لأجل التغلب على نوع آخر من الخوف عبر توظيف شعور أقوى لقمع شعور أضعف! فإذا كان لدى الشخص مخاوف أساسية فإن التغلب على المفارقة يتم في خوف آخر يساعده على خلق وهم أنه يتعامل مع المخاوف الأساسية، وتلك الرغبة في إثبات لأنفسنا أو للآخرين بانعدام خوفنا عبر عدم ارتداء الكمامات والقفازات هي محاولة فاشلة بعدم حل المخاوف داخل الذات وإنما اظهار ذاتنا للآخرين في أننا لا نخاف من أي شيء، ومن المفارقات أن هؤلاء الأشخاص تكتشف حقيقتهم في المقام الأول كجبناء إذا حدث شيء خطير حقًا، وهنا تكمن المفارقة في الأشخاص الذين يريدون قتل أنفسهم كثيراً ما يقولون إنهم ينظرون بجرأة في وجه الموت، وفي لحظات الصراحة يعترفون بأنهم خائفين ومتمسكين بالعيش، ومن المضحك للغاية أن نسمع من أولئك الذين قرروا الانتحار بأن يقولوا إنهم شجعان للغاية وقادرين على مثل هذا العمل الذي يمكن أن يودي بحياتهم، واقول إنه أمر مضحك لأنهم مثلهم مثل معظم الناس ليس لديهم فقط رهبة الخوف من الموت ولكنهم أيضًا خائفين من الحياة وهو ما لا يمتلكه معظم الناس، ولديهم مخاوف أكثر من الآخرين، وبالخوف من الحياة يحارب الخوف من الموت!



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعصر الكورونا... ابداعا خلف القضبان !!!
- طلابنا... والكورونا والامن والتعلم !!!
- دومينو الخوف !!!
- شعوب محبطة !!!
- الولوج لمستقبل التاريخ !!!
- تعقيد كل شيء !!!
- الايديولوجيا... كقمر اصطناعي !!!
- انه... العصب المستدام !!!
- المعرفة... كحقيقية !!!
- العرب... اين؟ والى اين؟؟
- احلام متهرئة !!!
- نحر الماضي !!!
- الشعوب الباخعة !!!
- الهروب الى الوهم !!!
- الحرية... دون مقايضة !!!
- كرامة العروبة... ماذا لو كانت اكذوية !!!
- الوطن... ماذا لو كان حقيقة !!!
- السير على حافة... الاستبداد !!!
- محتج انا... ومعترض !!!
- فايروس الخوف !!!


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميثاق بيات الضيفي - مشرحة الخوف !!!