فتاة من ورق ما جدوى الكتب اذا لم ترجعنا الى الحياة ، اذا لم تجعلنا نعب من مائها بلهفة أشد

رشا الخفاجي
(Rasha Alkhfaji)

الحوار المتمدن-العدد: 6517 - 2020 / 3 / 18 - 23:02
المحور: الادب والفن
    

الفن هو كل ما تصنعه يد الانسان , وقد ابدع الانسان منذ خلقه في صنع الكثيرمن الاشياء منها ما نمتع به اعيننا ومنه ما تستفيد منه عقولنا , ومنه ما يرضي شهية بطوننا لكن الفن الحقيقي الذي ابدع الانسان بصنعه ذلك الذي يمس الروح , وبين الغناء والموسيقى خلق الحرف ...
ولان الفنون متصلة ببعضها , كنت قد صنفت الكتب كقوائم الاطعمة (فالاطعمة والكتب تشتركان بصفة الاشباع ) .. هنالك كتب كالاطباق الرئيسية التي تشعر بعد تناولها ان عقلك مشبع بالكامل ولا مجال فيه ليسع نصف كوب من الماء , وهناك انواع اخرى من الكتب شبهتها بالاطباق الثانوية تلك التي تطلبها عندما تشعر بنصف جوع ممتعة وثرية , وهناك نوع اخر يشبه الوجبات السريعة تسد بها جوعك , التي تبحث عنها ايام الاجازات القصيرة وتتناولها في الزحام , اما النوع الاخر هو الذي يشبه طبق التحلية .. تتناوله لحلاوته هذا ما اصف به روايات غيوم ميسو .
عندما تكون في حالة مريحة ولديك وقت فراغ ومزاج جيد لا تسعى لتعكيره , اقرأ لغيوم ميسو فانه يزيد البهجة اضعاف ويملأ النفس بالحب والمغامرة .. يرتكز اسلوب الكاتب غيوم ميسو على الحوار وكذلك السرد في وصف الاماكن والشخصيات يضفي الالوان لرواياته بالمغامرة والتشويق بالدراما والحب .. يفضل النهايات السعيدة كما يحب المتاهات التي تشد القارئ الى اكمال المشهد حتى النهاية .
عندما تكمل احدى روياته تشعر براحة تسري بجسدك وشغف للبحث عن البقية , تشعر باحساس ملح لخوض مغامرتك الخاصة , تتحدث روايته (فتاة من ورق ) عن قطعة من خيال تسقط سهوا امام عتبة دار كاتب مشهور اسمه (طوم) , ( بيلي) احدى شخصيات روايته (ثلاثية الملائكة ) سقطت بسبب خطأ مطبعي من احدى دور النشر التي طبعت الف نسخة من الجزأ الثاني لرواية ثلاثية الملائكة لتقف عند المنتصف , تاركة بقية الرواية صفحات بيضاء .
"الاصدقاء ملائكة ترفعنا حينما تعجز اجنحتنا عن تذكر كيفية التحليق" فكيف لنا العيش بدونهم .
ترتكز الرواية في الاساس على ثلاث شخصيات بالاحرى ( اصدقاء طفولة ) انتشلوا بعضهم من حي فقير في أمريكيا في ولاية نيوريورك في مانهاتن, (طوم ) الكاتب الذي ابدع في كتابة ثلاثية الملائكة غير انه عجز عن اكمال الجزأ الثالث بسبب حبيبته عازفة موسيقية مشهورة التي هجرته بين ليلة وضحاها تاركة خلفها بقايا رجل وحب .
وصديقه ومدير اعماله (ميلو) , شخصية تائهة في حب لا يستطيع الافصاح عنه .. فيتوه في ملذات الدنيا مستثمرا اموال صديقه الكاتب سعيا لزيادة ثرائه , فيقع في شرك الافلاس .
اما الشخصية الثالثة (كارول) صديقتهم والعمود الاساسي بهذه العلاقة (شرطية ) عاشت ماضي أليم , و طفولة مشوهة تسعى دائما الى اخفائها .

" ماكنت أريده انا هو مشاطرتك الحياة في العمق. أظن ان الامر لم يكن شيئا اخر غير ذلك. الحب : الرغبة في عيش الأشياء معا والاغتناء باختلافات الاخر. ماكنت أريده انا هو بناء شيء ما معك. كنت مستعدا لذلك الالتزام، كنت مستعدا لاجتياز المحن برفقتك. ماكان ذلك ليمر بسهولة , ولَم يكن كذلك قط , لكن ذلك ماكنت ارغب فيه: تلك الحياة اليومية التي تنتصر على العقبات التي تعترض حياتنا.”

فتاة من ورق
لا حيلة مع ذلك : في وقت من الأوقات ينتهي المطاف بالحياة الواقعية إلى أن تسترد حقوقها من الخيال .
تدور احداث الرواية بقالب الخيال والمغامرة فمنذ سقوط (بيلي) في حياة طوم تتبدل احواله , ويعيش مغامرة عابرة للحدود, ظنا ان كل ما يدور حوله هو حقيقة وواقع ولا يعلم ان ما يعيشه هو مجرد تمثيلية خلقت لكسر عسر الكتابة الذي اصابه , تسعى بيلي لمساعدته على استعادة علاقته العاطفية بحبيته ، مقابل مساعدتها بالعودة إلى العالم الخيالي الذي جاءت منه ، ويشارك كل من طوم وبيلي برفقة ميلو وكارول برحلة ومغامرة بين العديد من الدول؛ من أجل مساعدة طوم وبيلي للعودة لحياتهما العادية .
ولان الحياة ليست لعبة فيديو فيها عدد من الاختيارات المتعددة ، الزمن يمضي ونمضي معه،ونفعل فيه غالبا مانقدر عليه بدلا مما نريده ... فهل سيعودان ؟ وبعد هذه المغامرة هل ستعود حياتهما عادية !!!؟

غيوم ميسو
ولد الكاتب في السادس من يونيو عام 1974 في فرنسا, ويعد اليوم واحدا من أشهر مؤلفيها, و تحتل كتبه قوائم أفضل المبيعات هذه الأيام. دأب ميسو منذ طفولته على قراءة الكتب و المسرحيات, حتى أصبحت لديه قناعة حقيقية بأنه سوف يكون روائيا يوما ما.غادر ميسو بلده إلى الولايات المتحدة .

#رشا_الخفاجي (هاشتاغ)       Rasha__Alkhfaji#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل