احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 18:15
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يقال ان السياسة عبارة عن اقتصاد مكثف ولا يشك ان اي بنية فوقية كالأغاني التي تحمل مضمونا وتعبيرا سياسيا او اجتماعيا لها اساس اقتصادي فلنحاول ان نقدم محاولة تمهيدية لدراسة الابعاد الابداعية في كل اغنية او سياق طربي ..انتجت اغنية اي دمعة حزن لا لا عام 1974 اي بعد حرب استنزاف مصرية ضد الكيان الصهيوني جهز لها عبد الناصر وحقبته كانت الاكثر فاعلية وحفاظا على مستقبل مصر وتاريخها وكانت بعد قليل من حرب تشرين التي سجلت مقاومة الشعب المصري تحولا استراتيجيا لو كانت البنية السياسية قادرة على استيعابها..
اغنية اي دمعة حزن لا لا كانت تعبيرا علن امتلاك مصر بقدر كبير اشكال صياغة حاضرها بمكانتها التي تركها عبد الناصر التي تنافس انتاجيا وابداعيا كوريا الجنوبية وتتفوق عليها بمجالات مختلفة وكانت تشهد قفزات تنموية ايجابية تمثلها بالسد العالي وبناء الف مصنع وبالعلاقات الانتاجية الايجابية التي تخلفها هذه البنية الاقتصادية المتماسكة على الابداع الفردي والجماعي وحتى على سياق كلمات الاغنية التي ترفض الا ان تتعامل بحوارية وبعلاقة مشرقة بين المرأة والرجل مثالا على سيطرة سلطة عبد الناصر على التراكم الاجتماعي..كلمات الاغنية للشاعر والصحافي المصري محمد حمزة
أى دمعة حزن لا لا لا لا .. أى جرح فى قلب لا لا لا لا
أى لحظة حيرة لا لا لا لا .. حتى نار الغيرة لا لا لا لا
عايشين سنين أحلام .. دايبين فى أحلى كلام
لا عرفنا لحظة ندم .. و لا خوف من الايام
و قلبى دق دق دق .. قلت مين على البيبان دق
قاللى افتح ده الزمان .. قلت له يا قلبى لا
جى ليه يا زمان .. بعد ايه يا زمان
الاحصاءات المصرية الرسمية تتحدث عن انه حتى سنة 1969 تم توزيع 989.184 ألف فدان على الفلاحين منها 775.018 ألف فدان تم الاستيلاء عليها وفقا لقوانين الإصلاح الزراعي، و184,411 ألف فدان كانت تتبع بعض المؤسسات المختلف، أما الباقي وقدره 29,755 ألف فدان كان حصيلة أراضي لطرح لنيل.
"ووفقا لنفس هذه الإحصائيات الرسمية فقد وزعت تلك الأراضي على 325,670 ألف أسرة كما تم إنشاء الجمعيات الزراعية فى كل قرى مصر، قامت الدولة عبر هذه الجمعيات بعمل نظام تخطيط شامل للزراعة على امتداد الجمهورية فتولت الدولة تحديد أنواع المحاصيل المزروعة وقدمت للفلاحين البذور والمبيدات و الأسمدة ، كما قامت بشراء المحاصيل من الفلاحين":
من كام سنة قلبى و أنا .. عايشين هنا من كام سنة
من كام سنة دنيا الهنا .. بتضمنا من كام سنة
و قال ايه جاى الزمان يداوينا .. من ايه جى يا زمان تداوينا
دا الأمل فى عينينا .. و الفرح حوالينا
سأل الزمان و قال .. ايه غير الأحوال
قلنا له حبينا حبينا .. و ارتحنا و نسينا الجرح بتاع زمان
احنا احنا احنا اللى امنا للزمان احنا
احنا احنا اللى وخد منا الامان و جرحنا
و احنا اللى طاوعنا احنا و عمره فى يوم ما ريحنا
ولا ملامة علينا لا ملامة دا احنا تعبنا و دوبنا ياما
و اما نادينا عليه يداوينا عمره ما فكر فى يوم يجينا
كان تفتيت الملكية الزراعية يلغي العلاقة مع ماضي اقطاعي مدمر للانتاج ويضع اساسا لأغنية قدرية مشحونة بالعذاب ..وتفتيت الملكية الزراعية" فى ظل التخطيط الشامل للزراعة عبر الدورة الزراعية يقضى على مشكلة البطالة فى الريف ويرفع المستوى الاقتصادى للفلاح المصرى فى إطار موازى لخطة الدولة الاقتصادية بتحقيق اكتفاء ذاتى من المحاصيل الزراعية." وهذا بحد ذاته دافعا ايجابيا لتنضم فئات واسعة الى دورة الانتاج الايجابية والتي تسيطر على علاقاتها الانسانية وتستمتع بعشقها واحترامها للمراة
"كان الأهم والأعظم من كل ذلك هو التغير الذى طرأ على أوضاع الفلاح المصرى وأسرته حيث دخلت المدارس والوحدات الصحية إلى القرى وارتفعت نسبة الوعى و معدلات التعليم وتحسنت الأوضاع الصحية والاقتصادية فى الريف بفضل الثورة"
و أدينا عايشين و بقينا عاشقين .. لا جراح فى قلوب و لادمع حزين
و لما دق الحب بابنا .. الربيع نور شبابنا
وقال ايه جى الزمان الزمان يداوينا .. من ايه جى يا زمان تداوينا
دا الأمل فى عينينا و الفرح حوالينا
سأل الزمان و قال ايه غير الأحوال
قلنا له حبينا حبينا حبينا .. و ارتحنا و نسينا ارتحنا و نسينا
الجرح بتاع زمان
وفى ليلة مش ناسيها .. سهران الفرح فيها
جانى الزمان و معاه هدية .. فرحت بيها حبيبي الأولانى
سافرت كتير معاه .. بأحلامى فى هواه
سقيته من حنانى .. و بنيت معاه أمانى
و قلت يا ريت يا دنيا .. تدينى عمر تانى
و صحيت على العذاب .. لقيت الفرح غاب
و الحب يا عينى داب .. أتارى الزمان كداب
وقدرت يا زمان .. فى رحلة النسيان
أنسى اللى كان و أرتاح .. و أبعد عن الأحزان
شوف يا قلبى .. شوف يا قلبى .. شوف يا قلبى
"استطاع الاقتصاد المصري على الرغم من هزيمة الجيش المصري في 67 أن يتحمل تكاليف إتمام بناء مشروع السد العالي الذي اختارته الأمم المتحدة عام 2000 كأعظم مشروع هندسى وتنموى فى القرن العشرين والذى يعادل فى بناؤه 17 هرم من طراز هرم خوفو .
تم بناء مجمع مصانع الألمونيوم فى نجع حمادي وهو مشروع عملاق بلغت تكلفته ما يقرب من 3 مليار جنيه .
استطاعت مصر فى ظل نكسة 67 أن تحافظ على نسبة النمو الإقتصادى كما كان قبل النكسة بل أن هذه النسبة زادت فى عامى 1969 و 1970 وبلغت 8 % سنويا.
استطاع الاقتصاد المصري عام 1969 أن يحقق زيادة في فائض الميزان التجاري لأول وأخر مرة فى تاريخ مصر بفائض قدرها 46.9 مليون جنية بأسعار ذلك الزمان.
كانت المحلات المصرية تعرض وتبيع منتجات مصرية من مأكولات وملابس وأثاث وأجهزة كهربية، وكان الرئيس عبد الناصر يفخر أنه يرتدي بدل وقمصان غزل المحلة ويستخدم الأجهزة الكهربائية المصرية إيديال.
زيادة مساحة الرقعة الزراعية بنسبة 15% ولأول مرة تسبق الزيادة فى رقعة الأرض الزراعية الزيادة فى عدد السكان.
زاد عدد الشباب فى المدارس والجامعات والمعاهد العليا بأكثر من 300% ."
شوف الدنيا يا قلبى حلوة ازاى بالحب بالحب يا قلبى
عمرك شفت قمر سهران .. غير للعشاق
و لا نجمة جايبة كلام .. غير للمشتاق
كل العاشقين زينا عايشين .. لا جراح فى قلوب و لادمع حزين
"تم إدخال الكهرباء والمياه النظيفة والمدارس والوحدات الصحية والجمعيات الزراعية إلى كل قرى مصر، وتم ضمان التأمين الصحي والإجتماعي والمعاشات لكل مواطن مصري كل ذلك تم بدون ديون على مصر.
لم تكن عملة مصر مرتبطة بالدولار الأمريكى بل كان الجنيه المصرى يساوى ثلاثة دولارات ونصف، ويساوى أربعة عشر ريال سعودى بأسعار البنك المركزى المصري.
لم تكن هناك بطالة، ولم تكن هناك أزمة تعيينات أو وسائط أو رشاوي."
وقال ايه جى الزمان يداوينا .. من ايه جى يا زمان تداوينا
دا الأمل فى عينينا و الفرح حوالينا .. سأل الزمان و قال ايه غير الأحوال
قلنا له حبينا حبينا حبينا .. و ارتحنا و نسينا ارتحنا و نسينا
الجرح بتاع زمان
كورس : قال ايه جى الزمان يداوينا .. من ايه جى يا زمان تداوينا
دا احنا حبينا حبينا و ارتحنا و نسينا
و نسينا الجرح بتاع زمان
وليس صدفة ان اختار المبدع الموسيقار الكبير بليغ حمدي مقام سيكاه وهو من المقامات الموسيقية المعروفة بالتعبير عن مقام العشق فعلاقات الانتاج التي باتت الياتها الخاصة تبشر بمستقبل مصري مشرق لا يختلف عن مسار التنمية في كوريا الجنوبية لو لم يكن العطب في البنية البيرقراطية التي شكلت مناخا غادرا للسادات للانقلاب على كل هذا الاساس الذي كان يحتاج بنية ديمقراطية اكثر علمانية واكثر شيوعية ليتطور ولكن البعد الاسلامي في التجربة الناصرية ومحاولة منافسة عصابة الاخوان المسلمين في التمسك بخزعبلات الاسلام كان طعنة جاهزة ليوجهها السادات للتجربة الايجابية الناصرية التنموية المصرية تحت مسميات الخلافة الاسلامية والتي تبرر الخيانة تحت مسمى صلح الحديبية مع العدو الوجودي الصهيوني الامريكي الامبريالي لأي مصر صاعدة وكان حصات طروادة الذي سنجد تجلياتها بالحب المكلوم لأغنية هاني شاكر يا ريتك معايا وفقدان السيطرة وانتشار العشوائيات حول المدن وفي العقول من خلال البترودولار الوهابي الاخوانجي السعودي القطري الخليجي باستقدام حصان طروادة من قبل السادات اي عصابة الاخوان المسلمين الخيانية وسائر العصابات الوهابية ..سنعود لشرح الاقتصاد السياسي لاغنية هاني شاكر التي انتجها عام 1988 والتي تعبر عن الخوف من المجتمع الذي اغرق العلاقات الانسانية بكل اشكال الدعارة الاسلامية كزواج السترة والمسيار والسياحة وجعل اي علاقة انسانية يعتريها الخوف من رقابة المجتمع المريض التي تعبر عنها كلمات الأغنية
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟