أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - كونتيجين














المزيد.....

كونتيجين


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 19:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الخوف هو نقطة ضعف الإنسان. الخوف من الموت، الخوف مما بعد الموت، الخوف من الحقيقة، الخوف من المعرفة، الخوف من المستقبل، الخوف من المرض، الخوف من أن تكون على خطأ وتصر على الخطأ فتتظاهر بأنك لست مخطأ لتسكت همس الضمير فتواصل على الخطأ.
كل خوف مقلق فكيف لو كان الخوف من مجهول.
الخوف يدخل النفس يغير مزاجها ومرحها وفرحها ولعبها ويحولها لنفس مضطربة مفزوعة قلقة حذرة وكثيرة الشك.

الإنسان القديم كان يخاف من كل ما يلاقيه كون ما كان يلاقيه شيئاً جديداً فيأخذ الكثير من الوقت ربما سنيناً طوال حتى يعتاد على الشيء الجديد لتتفجر امامه مخاوف اخرى جديدة لأشياء أخرى جديدة.
لازال الخوف كل الخوف من الأشياء الجديدة لليوم وسيبقى مادام الإنسان إنساناً.
ربما يخاف ان يغير عقيدة او فكرة انزرعت فيه ولا يحاول تبني فكرة جديدة، يستسصعبها فالفكر الجديد عليه شديد. كما كان رد كل قومٍ بعث الله لهم نبي أن قالوا: (بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا أولو كان أباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون) البقرة/170.

فايروس (كورونا) المستجد هو سلسلة من فيروسات خطيرة تطورت وأتخذت مجراها في حياة الإنسان مثل أوبئة قديمة وحديثة أهلكت البشر. من أمثلتها الحديثة الأنفلونزا الأسبانية والكوليرا والتيفوئيد والبلهارزيا والملاريا والايدز وجنون البقر وانفلوانزا الطيور وانفلونزا الخنازير وحمى ايبولا وهاهو اليوم فايروس كورونا بطل العشرين من الألفية الجديدة.
جاء هذا الفايروس في عصر تقدم رقمي مهول في وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وواتساب التي استعملها للتواصل مع من يسأل ويتفقد الأحوال ووسائل أخرى سمعت بها ولم استخدمها كتويتر وانستغرام وفايبر وتليكرام ووي جات وتك توك وسناب جات يعرفها من يستخدمها.
هذه الثورة التكنولوجية في التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل مهول في نشر عدوى الخوف وجانب الخوف الاخر المتمثل بالجهل.
في الوقت الذي يحاول فيه مختص أو عارف ان ينشر شيئاً حقيقياً ومفيداً فسيكون قد تم إعادة نشر إشاعة وخبر مفبرك او معلومة مزيفة أو تصريح كاذب مليون مرة ومرة ومرة.

ربما عدوى فايروس كورونا لا تقارن بشيء من عدوى مرض الخوف والجهل والأضطراب النفسي الذي يسببه.
مرض الخوف عشعش في ادمغة وقلوب اكثر الناس في الوقت الذي اصاب فايروس (كورونا) ما نسبته عشرات الاف من شعب يعد بالمليار ونصف وما نسبته عشرات من شعب تعداده بالملايين علماً ان الوفيات من الأنفلونزا العادية والسرطانات وحوادث الطرق اكثر بكثير.
في عصر تطور طبي مهول فهنالك كثرة في نسبة الشفاء من هذا المرض المعدي بنسبة شفاء كبيرة جداً مقارنة بنسبة الوفيات التي كان اكثرها وفيات لأناس يعانون اصلا من امراض ومناعتهم ضعيفة وربما سيتم اكتشاف لقاح وينتهي الامر. لكن لا يوجد لقاح لمرض الخوف والجهل.

من سوق صغير في مدينة (ووهان) الصينية كان هنالك حيوان خطأ يحمل فايروس خطأ تطور في جسمه الخطأ، فبيع الحيوان الخطأ في المكان المزدحم الخطأ وكان لقلة وسائل تعقيم اليدين والنظافة العامة في هذا السوق سبباً في نشره وانتشاره.

ثبت أن الخوف هو أسهل طريق لتعرية الإنسان هو وعقيدته وفكره واخلاقه وشخصيته يتنازل عنها جميعا من اول تحدي.
ثبت أن وسائل الأعلام ونشرات الأخبار والصحف والقنوات تتحكم بطريقة تفكير اكثر الناس وتوجه تفكيرهم وتحوِّره لأمر بعينه بعد أن ركزوا عليه لينسوهم امر اخر كانوا مركزين عليه جداً قبل فترة وهكذا تتوالى رسم مسارات لجعل القطيع يسير ضمن حدوده.
ثبت أن هذا الأنسان هو كائن ضعيف امام اصغر وأضعف المخلوقات. درجة ضعف فايروس كورونا انه لا يعيش على اسطح واجسام اكثر من 24 ساعة وينتقل بالعطاس والسعال من شخص قريب لاخر يستنشق الرذاذ المتطاير وربما لا يصيبه ضرر حيث يتولى جهاز المناعة للأنسان أمره ويقضي عليه مباشرة.
ثبت أن الأشاعة والأكاذيب والجهل هي التي تسود واما الحقائق فيتكلم بها القلة.

كان عنوان المقالة (كونتيجين) (contagion) بمعنى (عدوى) من فيلم شهير سنة 2011 تابعته في وقته ومن ثم تابعته مرة ثانية لاحقا لدى عرضه احد المرات قبل عدة سنوات في أحدى القنوات ومن ثم تابعته اليوم عن قصد بالبحث عنه في الانترنت.
الفيلم هو عن فايروس ينتشر من صالة قمار في (هونك كونك) (Hong Kong) عندما تناولت سائحة أمريكية وجبة طعام أعجبتها كثيراً في مطعم وصله للتو خنزير قام الطباخ بتقطيعه ليعده للطبخ فيصادف أن يكون هذا الخنزير قد اكل شيئا مشبع بلعاب خفاش كان قد وقع من فمه لدى تعلقه بالمقلوب في سقف الأسطبل كعادة الخفافيش ويصادف ان يكون عند هذا الخفاش (تحديداً) فايروس تطور في جسمه كما تطورت الكثير من المخلوقات والإجسام من حولنا وقد طار الخفاش من مكانه في الغابة بعد أن قامت شركة بناء بقطع أشجار لفتح مناطق لتوسيع البناء فيرتعب الخفاش فيغادر بيئته الطبيعية فيلجأ لمزرعة فيها حيوانات مزرعة فيحط في مكان تجمع الخنازير.
يصادف أن تكون هذا المزرعة متعاقدة مع المطعم في الكازينو فيأتون بالخنزير المصاب بالعدوى فيقوم الطباخ بتقطيعه بعد أن طبخ وجبة اخرى للسائحة الأمريكية التي أعجبتها كثيراً فأرادت ان تشكر الطباخ بنفسها على روعة اعداده للطعام، فتخبر النادل بذلك الذي بدوره يذهب للطباخ الذي كان قد بدأ للتو بتقطيع الخنزير الملتهب بالفايروس ودمه على يديه فقام بمسح يديه بملابسه دون غسلها ومن ثم ذهب لمصافحتها ناقلا الفايروس من يده ليدها ناقلة العدوى لداخل جسمها بعد أن تناولت شيئا بيديها قبل غسلهما فتنقل العدوى لمقربين منها ومن ثم تسافر به لبلدها الأم أمريكا ناقلة معها العدوى.



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الناصرية
- ميزان حسنات وسيئات السياسة في العراق
- فيلم الجوكر وصناعة الشخصية البديلة
- الام العراق الطويلة
- قصة المدير في السوق الكبير
- طعنة
- الفرج
- جمعٌ كبيرٌ
- عالم آخر
- الانتخابات فرصة للخير والشر
- دعايات إنتخابية
- لا يجعل الفوز بالانتخابات الباطل حق
- تنتخب أو لا تنتخب
- لا تفكر... فقط أعد النشر
- مين فينا الحرامي
- المتدينون وقنينة الغاز
- جرأة في علي
- قصة وفاة الحاج جابر
- بينك وبين الله
- قصة السجين ولويس الرابع عشر


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - كونتيجين