أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - لا تفكر... فقط أعد النشر














المزيد.....

لا تفكر... فقط أعد النشر


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 5836 - 2018 / 4 / 5 - 17:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا تفكر... فقط أعد النشر

حيدر محمد الوائلي
[email protected]

في مقطعٍ لتغطية تلفزيونية للحظة رفع صوت الاذان من مكبرات صوت في مدينة سويسرية قبل عدة سنوات بعد سماح القانون السويسري وقتها بعدم ممانعته لأستخدام مكبرات الصوت الخارجية لأتباع الديانات المختلفة، ثمة رجال شرطة ينتشرون لتنظيم حركة السير وثمة وسائل إعلام تغطي الخبر.
وإلى هنا إنتهى الخبر.
قبل سنة أو اثنتين قام البعض بنشر عنوان (الشرطة البريطانية تغلق مسجد ولا يزال صوت الاذان يُسمع) وتم اعادة نشر نفس الفديو بعناوين مختلفة ومغايرة ومثيرة. وهو بالحقيقة ذات المقطع أعلاه.

تحصل اعتداءات على مسلمين بالخارج كمثل حصول اَي جرائم اخرى عنصرية وغيرها ولكن تسويقها على انها كبيرة وكثيرة وغزيرة فعلى العاقل حينها أن يتفكر بسبب نشر الخوف والتفرقة بين المجتمعات وتأثيراته.
يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
يا لها من حكمة بالغة من حكيم عظيم.
هو خطاب بضرورة أن يتبين (الذين امنوا) من أي خبر (نبأ)؟ سواء كان ديني أو سياسي أو اجتماعي أو مجرد أنباء أخرى. من فاسق (ويصح اعتباره هنا مصدر مريب أو غير موثوق أو فيه مكر).
وما هو الضرر بعدم (التبين) و(التفكر) قبل الكلام به أو النسخ واللصق وإعادة النشر؟
الضرر يا سادة يا كرام هو (أن تصيبوا قوماً بجهالة) أي تنشرون الجهل وتجعلون من هذا الوباء (الجهل) يسود ونحن في زمنٍ الجهل فيه كبير أصلاً فلا تضيفوا له جهالة اخرى تزيد من حجمه.
لأن النتيجة (ندم). ويزداد الأمر سوءاً عند إدارك أن هنالك الكثير من الناس ممن لا يفكرون ولا يتدبرون ولا حتى يندمون على فعل اقترفوه بجهالة. وأما من يفعل ذلك عن عمدٍ وقصد فهذا معاند جاهل يصعب التعامل معه.

مثل ما انتشر من خبر (يوم معاقبة المسلمين في ٣/نيسان/٢٠١٨) في بريطانيا، وتم تهويل الأمر ونشره بصورة كبيرة وتخويف النساء والأطفال من قبل أفراد أسرهم قبل غيرهم الذين نشروا ذلك التهديد وهو مجرد ورقة مطبوعة بشكل بائس وبكتابة ركيكة.
مجرد النظر الى طريقة صياغتها يعرف انها (خدعة) و (prank) ولها غرض وحيد من بثها هو لنشر الخوف ولأحلال انشقاق بين صفوف المجتمع، ولخلق روح انهزامية بائسة.
بعض الناس أعاد نشر مقاطع قديمة حدثت منذ فترة بعيدة فيعاد قصها وتسويقها ونشرها وفق إطار مغاير تماماً دون التأكد لسهولة تغلل اَي شيء لمجتمعاتنا مع الأسف.

كذلك تنتشر بين فترة وأخرى مقاطع بلغات ليست سائدة بمجتمعاتنا كبعض اللغات الأوربية والاسيوية، يوضع شريط ترجمة (subtitle) تحتها ويتم تسويق اَي شيء في ذهن من ينشرها عن طريقة طباعة اَي كلام يريده على أنه ترجمة لما يتم قوله في المقطع وذلك لصعوبة فهم اللغة والتأكد منها. ولكن من الممكن التأكد من الترجمة (على الأقل) بالبحث حول ما ورد فيها وهل هي فعلاً ترجمة أم خدعة أخرى.

ينبغي الإشارة هنا الى ان انتشار ثقافة (لا تفكر... فقط أعد النشر) قد ظهرت من فترة ليست بالقريبة.
هكذا ثقافة إبتدأت قبل عقودٍ من الزمن عن طريق نشر احاديث وآيات بقصاصات ورقية توزع على البيوت مع وعد بالعقاب الالهي لمن لم يعد كتابتها ونشرها لعشرة اخرين.
من يريد قضاء حاجة وأشياء اخرى تكتب فليعد نشرها وحسب فما الضرر؟
بسطاء الناس يخافون من أشياء (غيبية) ويرتجون الثواب وذلك لأثار دينية (غيبية) تم تلقينها للناس أنها حاصلة بفعل تراكم تراث ديني يحتاج الكثير من النظر والتصحيح، فتخشى الناس المستقبل وتتصور الوعد الوعيد حاصل بهم (فقط) لفعلهم أو لعدم فعلهم أشياء معينة (حسب صياغة الموضوع) وهم بالأصل متلاعب بهم وبعقولهم.
الان وبتطور وسائل التواصل صار لنشر الإشاعات والاكاذيب (دينياً وسياسياً واجتماعياً وعلمياً) منصة اكثر سهولة وأوسع انتشاراً. وتعدى الأمر الدين لتشمل الحياة الأجتماعية والنظام السياسي وحتى العلوم.

يجب الإقرار والاعتراف بشيء مهم وهو أن مجتمعاتنا هشه ويَسهُل التلاعب بها مع الأسف بأية صياغة عاطفية أو تحوير منمق لصورة أو مقطع فديوي لأضفاء قداسة على دين وطائفة أو سلب تلك القداسة من دين اخر وطائفة أخرى أو للتلاعب سياسياً بالعقول حول بلدان وسياسات وسياسيين وأشياء أخرى.
إن اهم وسيلة للعلاج هو الإقرار بوجود خلل، ومن ثم سيكون العلاج.

ينبغي التحقق والبحث (إلكترونياً على الأقل) من الأخبار والمعلومات التي تصل للمتلقي عن طريق الفيسبوك والواتساب والوسائل الاخرى. مجرد بحث عن طريق (Google) على الأقل فربما سيأتي بمعلومات عن خبر ما ومعلومة ما بطريقة مغايرة.
ويبقى الاساس بالتفكر والتدبر بالامور كلها هو الحل الأفضل.

على العاقل عدم نشر أو إعادة نشر أي شيء من هذا القبيل قبل التأكد منه وبهذا يساهم (ولو قليلاً) بالقضاء على نشر الإشاعات وبث الخوف من غير داعي أو المبالغة بروحانيات لا أساس لها أو نشر اخبار ليس لها في الواقع وجود.
وإن وصلت لك هكذا رسائل وعرفت بكذبها فتجاهلها ونبه الآخرين ممن تطمئن نفسك لهم وقدر الإمكان ولكن لا تتفاجأ لو تم الطعن بك أو تزداد المعاندة أو حتى الاستهزاء بك أو الزعل عليك فقبلك أجيال من أنبياء وعلماء ومصلحين قد تم الضحك عليهم ومعاندتهم والاستهزاء بهم ومحاربتهم وهم الان قدوة لنا وعنواناً للفكر والدين.

هناك الكثير من الناس من يروق له العيش بجهالة، لأنها حياة سهلة لا تكلفه جهد التفكير والإطلاع والتعلم.
لا تتفاجى أبداً لو عرفت أن من هؤلاء الناس (الجهلة) علماء دين وخطباء وسياسيين وحملة شهادات واصحاب وظائف صغيرة وكبيرة.



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مين فينا الحرامي
- المتدينون وقنينة الغاز
- جرأة في علي
- قصة وفاة الحاج جابر
- بينك وبين الله
- قصة السجين ولويس الرابع عشر
- البرلمان وقصة الطاولة الكبيرة
- الافكار للكبار فقط
- عيب وألاعيب
- حينما يعبث من بالأرض يِلعبون بدماء من عند ربهم يُرزقون
- لا تعود
- راية الله
- عِلم أن لا تعلم
- لعنة أن تعلم
- خواطر في ليلة جمعة
- كان لي أمل
- مجتمع الجهل المركب
- خفايا صفقة جهاز كشف المتفجرات المزيف
- في سجن مديرية الأمن بالبصرة
- وطن من الذكريات


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - لا تفكر... فقط أعد النشر