أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - رائد محمد نوري - الجهل وآثاره السّلبيّة في النظرة إلى الكفيف في (العراق)














المزيد.....

الجهل وآثاره السّلبيّة في النظرة إلى الكفيف في (العراق)


رائد محمد نوري

الحوار المتمدن-العدد: 6511 - 2020 / 3 / 11 - 03:14
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


ظروفنا –نحن المعاقين بصريّاً في (العراق- ليست مثاليّةً، فالجنّة لا تزال بعيدةً، لكنّنا تحدّينا الواقع الذي فرضته علينا الإعاقة، وحقّقنا بفضل جهودنا الذّاتيّة وبفضل دعم الأهل والأصدقاء والمجتمع لنا قدراً لا بأس به من استقلاليّتنا، وتمكّنا من الوصول إلى كثيرٍ مما نريد، فكنّا ولا نزال فاعلين في الحياة ومنتجين اجتماعيّاً.
هذه المقالة مخصّصةٌ لعرض مشكلةٍ اجتماعيّةٍ فرضها علينا الجهل بواقع الإعاقة في مجتمعاتنا التي تشكو من التّخلّف الاقتصادي والسّياسي والمعرفي، وغياب الرّؤية العلميّة الإنسانيّة الموجّهة الواضحة المعالم، إذ نعاني -نحن المعاقين بصريّاً في (العراق)- من أحاديّة النّظرة إلينا، فعلى الرّغم من نجاح كثيرٍ منا في تحدّي واقع الإعاقة ، إلا أننا لا نزال ضحايا أحد تصوّرين اجتماعيين، إذ يرى أصحاب التّصوّر الأوّل أنّنا خارقون؛ لأنّنا تحدّينا واقع الإعاقة وعشنا الحياة وظفرنا بما نريد على الرّغم من كوننا معاقين بصريّاً، ويرى أصحاب التّصوّر الثّاني أنّنا مستحقّون الشّفقة؛ لأنّنا عاجزون وغير قادرين على شيءٍ بسبب فقداننا حاسّة البصر.
أصحاب التّصوّر الأوّل يجهلون أو يتجاهلون أنّ الكفيف الظّافر بما يريد مستطيعٌ بغيره، ولولا توفّر الظّروف الملائمة لما نجح في الوصول إلى ما وصل إليه.
وأصحاب التّصوّر الثّاني يجهلون أو يتجاهلون أنّ (بشّار بن برد) و(أبا العلاء المعري) و(لويس برايل) و(هيلين كيلار) و(محمد مهدي البصير) و(طه حسين) و(كامل حسن البصير) و(خليل محمد إبراهيم) و(نوبوكي تسوجي) ومن إلى هؤلاء المبدعين الفاعلين في الحياة هم من المعاقين بصريّاً.
بين هذين التّصوّرين تتعرّض للقمع حقيقة أنّ المعاق بصريّاً إنسانٌ عاديٌّ لا يختلف عن الآخرين بشيء غير أنّه مستطيعٌ بغيره بسبب فقدانه حاسّة البصر، تجاهل هذه الحقيقة يضع أمام المعاق بصريّاً الكثير من العراقيل التي تنغّص عليه حياته، إذ تعوّق وصوله إلى ما يريد، وتحول بينه وبين استقلاليّته التّامّة.
ذُلِّت –اليوم- بفضل التّطوّر التّقني وتوفّر البيئة القانونيّة التي تضمن للمعوّق حقوقه الكثير من المصاعب التي كنّا نواجهها، لكن الجهل بالإعاقة وواقعها آفةٌ تقتل استقلاليّة الكفيف في بلدي، وتحرمه من لذّة التمتّع بالتّواصل مع مجتمعه، والإفادة حقوقيّاً ومعرفيّاً وتقنيّاً من منجزات الحضارة الإنسانيّة العظيمة التي يفيد منها أمثاله من المعاقين بصريّاً في دول العالم المتطوّرة.
الخلاص من أحاديّة نظرة المجتمع إلى الكفيف وآثارها السّلبيّة عليه لا يكون بغير محاربة الجهل الاجتماعي بواقع المعاق ومشكلاته الذّاتيّة والمعرفيّة والاجتماعيّة، والتّصدّي لها ومعالجتها حقوقيّاً وأخلاقيّاً وتربويّاً وثقافيّاً وإعلاميّاً على وفق العلم ومناهجه الحديثة.



#رائد_محمد_نوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة تشرين العراقيّة
- مسيّلات الدّمع القاتلة
- عن (فوزي كريم) الذي غادرنا
- هامِشٌ عَلى قَصيدَةِ:- -تَحْتَ قَميصي طاووسانِ-
- أَوْقاتُنا
- صَلَواتُ العاشِقِ
- ليس من حزبٍ شيوعيٍّ في كردستان
- بِشارة تِشْرين
- هِجائِيّةٌ إيروتِيكِيَّةٌ
- هامِشٌ رومانتِيكِيٌّ
- تَشَظٍّ
- انطباعاتٌ عنْ زيارتي الأولى للبْنانَ (3) الرَّمْلة البيضا
- انْطباعاتٌ عنْ زيارتي الأولى للبْنانَ (2) متحفُ الحياةِ البح ...
- انطباعاتٌ عنْ زيارتي الأولى للبنانَ :- ( 1 ) لبنانُ الحلمُ
- عتاب
- الجنَّةُ ممكنةٌ على أرْضِنا
- هكذا تنتهي ، هكذا أبدأ ..
- البرجوازية الأوربية في ألف ليلة وليلة من 1704 - 1885
- .......هذا المَساءَ
- سدُّ الموْصلِ والطّوفانُ المُتَرَقَّبُ!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق فوري بهجمات إسرائيل ضد المجوعين ب ...
- حماس تنعى أسيرا فلسطينيا استشهد تحت التعذيب بسجون الاحتلال
- سياسة ترامب المعادية للمهاجرين... الجوانب التكنولوجية الخفية ...
- مندوب فلسطين بمجلس الأمن: خريطة نتنياهو في الأمم المتحدة دلي ...
- اجتماع للكابينت وسط انقسام إسرائيلي بشأن صفقة الأسرى مع حماس ...
- يُفترض أن يكون حاميهم.. اعتقال عمدة بلدة بأمريكا لنفس الجرائ ...
- حماس: إسرائيل ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي بغزة وسط صمت دولي ...
- حكم بالإعدام لقتلة المرجع الصدر والعلوية بنت الهدى في العراق ...
- 810 شهداء فلسطينيين في منشآت الأونروا منذ بدء الحرب على غزة ...
- اجتماع للكابينت وسط انقسام إسرائيلي بشأن صفقة الأسرى مع حماس ...


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - رائد محمد نوري - الجهل وآثاره السّلبيّة في النظرة إلى الكفيف في (العراق)