إيمان سبخاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6511 - 2020 / 3 / 11 - 03:12
المحور:
الادب والفن
عـــــاثـــــر حـــــــظ
نشأنا في البيت ذاته، نتقاسم غـرفتنا الصغيـرة و نعلّق على جـدرانها فــراشاتنا الملـوّنة لنقتفي أثـرها في الصباح، علمتنا أمنا نفس الأشياء و الأسماء، أسدت إلينا كل النصائح الممكنة... لعبنا في الشوارع الـفقـيــرة نفسها، تتـبعنا قــرص الشمس معا و أرسلناه مغلفا نحو الغرب خلف التلال البعيدة، نصبنا فخاخنا لكل ما مر بيومنا من عصافير، لا حق كلانا ابنة الجيران الشقراء، علقنا على ضفيـــرتيها رغباتنا الدفينة في اقتطاف الكرز الذي على وجنتيها.
سلك الكهرباء الذي أعطاني إياه أخي عندما كنا صغارا و أودى بسبابتي جعلني أقلد أبي في تلمس الكتب بأربع أصابع، ثم التهام كل الجحيم الذي تهذي به أقلام الفلاسفة و العشاق، الحمقى، المــؤرخين، المجانين و الشعراء و كل من يدعي الكتابة و الحكمة.
رأس أخي المفلطحة و أصابعه العشــر علّمته حمل مسدس والدي سرّا و تقليد وجهه الآخر بحكم عمله في الجيش و قنص كل عـقبـة و تكسيرها بالـرصاص... إلى الآن هو رجل يصوب على كل فكــرة تعتــرض طــريقه حتى و لو كانت في رأسه و أنا عاثر الحظ أخاف من كل فكــرة تخـرج من بيـن دفتي كتاب لأني لا أملك جرأة امتلاك مسدس و لا شجاعة التصويب.
#إيمان_سبخاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟