أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- بين الواقع والتّنظير














المزيد.....

بدون مؤاخذة- بين الواقع والتّنظير


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6509 - 2020 / 3 / 9 - 22:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نشر الأديب الكبير محمود شقير يوم الاثنين 9-3-2020 على صفحته في "الفيس بوك" موضوعا جاء فيه:" سأقوم خلال الأيام القادمة، بعد التشاور مع أبناء عائلتي بنشر وثيقة موقعة منهم، تحصر المخالفات الشخصية سواء أكانت مخالفات تهدد النسيج الاجتماعي لشعبنا، أو ما له علاقة بالمطالبات المالية، أو بحوادث السيارات أو الاعتداء على الآخرين، في شخص مرتكبها، ويكون هو المسؤول مباشرة عن أفعاله.
وفِي حالة المطالبات المالية يكون والده أو شقيقه هو المسؤول عنه، ولا علاقة لأبناء العمومة أو الأقارب بذلك."
وهذه المبادرة الرّائعة ليست جديدة على أديبنا المتميّز، فقد عرفناه منذ نعومة أظفاره إنسانا عاقلا يدعو إلى المحبّة والوحدة والإخاء والتّآلف. ومبادرته هذه ليست تنظيرا ولا تسجيل مواقف، بل هي انعكاس صادق لثقافته ومسلكيّاته ومفاهيمه.
وهنا أجد نفسي مضطرا لتبيان موقف الأعراف العشائريّة من دعوة أديبنا شقير، فالعرف العشائري يقول:"الفاينة-الأمر المعيب- في رقبة صاحبها"، والمقصود هنا هو من يعتدي على أعراض أو ممتلكات الناس كالسّرقة والبلطجة والتّقشيط والنّصب والاحتيال"، فإن تبعاتها في رقبة مرتكبها، وعائلته بمن فيهم إخوته غير ملزمين بها، لكنّهم مطالبون بإعادة الحقوق إلى أصحابها، كأن يقوموا ببيع ممتلكات ابنهم الجاني ودفع ما يترتب عليه من مستحقّات، وإذا رأوا أنّ ابنهم منحرف فإنّهم مطالبون بالبراءة عنه حسب العرف والعادة قبل أن يرتكب أيّ جنحة، وبالتّالي فإنّ لا أحد يطالبهم بأيّة حقوق على أيّ جريمة يرتكبها ذلك المنحرف. وكذلك الأمر بالنّسبة لحوادث الطّرق. أمّا أن يتخلّوا عنه في جريمة كبرى ويحتضنونه في أمور أخرى فهم بهذا يضحكون على أنفسهم قبل أن يضحكوا على غيرهم.
وعودة إلى العشائريّة، فمجتمعاتنا ومؤسّساتنا وحتى الأحزاب والتّنظيمات، وحتّى بعض الحكومات في عالمنا العربيّ فإنّ العشائريّة هي السّائدة فيها، وهذه ثقافة مجتمعاتنا-مع الأسف-، والعادة والأعراف أقوى من القانون، والعشائريّة سدّ منيع أمام تطوّر شعوبنا، ومع ذلك فقد يكون لها دور رياديّ في حلّ الخصومات في بلادنا التي تئنّ من ويلات الاحتلال، وهي أولى من اللجوء إلى شرطة ومحاكم الاحتلال، وليت المتعلمين الذين لا يؤمنون بالعشائريّة يعتذرون لضحايا مجرمين وجناة من أبناء عائلاتهم، أو على الأقل ليتهم أوصلوا للضحايا استنكارهم للجريمة؛ ليخرجوا أنفسهم من تبعات الأعراف العشائريّة، بدلا من أن ينصّبوا أنفسهم ناطقين باسمهم ومدافعين عنهم.
9-3-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-العمى الثقافي في فلسطين
- نتائج الإنتخابات الإسرائيلية ليس مفاجئا
- ندوة اليوم السابع تدخل عامها الثلاثين
- بدون مؤاخذة- عندما نرى الجهل علما
- رواية -وجه آخر-لبدرية الرجبي والخيال الجامح
- بدون مؤاخذة- جاهليتنا المستمرّة
- بدون مؤاخذة- العرب لن يتعاطوا مع صفعة القرن
- بدون مؤاخذة- عندما يعيد التاريخ نفسه
- بدون مؤاخذة-ماكو عرب
- بدون مؤاخذة-صفقة نتنياهو
- رواية قلب الذئب والسيرة الذاتية
- بدون مؤاخذة- العلقمية والطوسيّة المعاصرة
- بدون مؤاخذة- جلد الذات فلسطينيا
- بدون مؤاخذة- صفقة القرن تفضح أمريكا والعرب
- رحلة القمر وحماس الشباب
- خيانة بالإكراه وتجارب الحياة
- رواية الخاصرة الرخوة والفكر التكفيري
- بدون مؤاخذة- مهندسو العنصرية
- حسين مهنا شاعر الإنتماء والحب والجمال
- بدون مؤاخذة- ترامب يقرع طبول الحرب


المزيد.....




- اقتربت من طائرة ترامب الرئاسية.. اسمع كيف وبّخ برج المراقبة ...
- الأناقة الملكيّة تلتقي باللمسة الأمريكية: إطلالات كيت ميدلتو ...
- -إسرائيل قتلت كيرك-.. نتنياهو ينتقد -الكذبة الكبرى- ويتهم مر ...
- التجارة وأوكرانيا وغزة: ملفات شائكة في محادثات ترامب وستارمر ...
- ميرتس يزور مدريد في ظل أزمة متفاقمة بين إسرائيل وإسبانيا
- إشادة كبيرة بأداء الألماني فلوريان فيرتز!
- بينهم ألماني..أنشيلوتي يعلن أسماء أفضل من لعبوا تحت قيادته! ...
- التصعيد الإسرائيلي متواصل في جنوب سوريا وسط مساعي دمشق لتفاه ...
- الشيباني إلى واشنطن في أول زيارة من نوعها لوزير خارجية سوري ...
- دمشق تفاوض.. وإسرائيل تواصل التوغل


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- بين الواقع والتّنظير