أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد الخفاجي - يَساريةُ البيتزا واليسارُ البَدَوي















المزيد.....

يَساريةُ البيتزا واليسارُ البَدَوي


أسعد الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يَسـاريةُ البيتزا واليسـارُ البَــدَوي
الصراع العربي الإسرائيلي يدفع الفكر الكلاسيكي والخطاب النكسوي إلي التناقض

"الحقيقة المؤلمة أفضل من الكذب"
توماس مان

تُسوِّقُ دكاكينُ السياسة الأميركية للناس ، وصفات سياسية عجيبة لا طعم لها ولا نكهة وتدعي أنها مفاهيمُ يسارية ، تماماً كما تقدم أكشاك الطعام السريع هنـاك ، "الأقراص" السميكة القبيحة ، ذات المذاق "الفاهي" علي أنهابيزا! نشأ مفهوما "اليسار" و"اليمين" تأريخياً بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1789. ومع تأسيس الجمعية الوطنية ، إعتاد النواب المعارضون للجمهورية ، المخلصون للنظام الملكي المنهار ، أن يجلسوا في الجناح الأيمن من الجمعية ، لذا أُطلق عليهم إسم "جناح اليمين". بينما كان أنصار ثورة العدالة والمساواة ، يجلسون في جهة اليسار ، فسُمّوا بناء علي ذلك "جناح اليسار". ومنذ ذلك الحين طرأت تطورات وتعديلات جذرية ، علي هذا التعريف الكلاسيكي لمفهوم ثنائية اليسار واليمين. وقد توسع إستخدامه ، ليشمل المواقف السياسية من السلطة ، أية سلطة. فالأحزاب السياسية المحافظة ، المؤيدة للحكومات القائمة ، باتت تسمي أحزاباً يمينية ، أما الأحزاب والجهات المعارضة لها ، فتطلق عليها صفة المعارضة اليسارية. وغالباً ما يقسم الحزب السياسي المعاصر إلي ثلاثة أجنحة: الأول يميني ، والثاني يساري ، والثالث وسطي. وصار مألوفاً لدي القراء ، أن يسمعوا عن وجود تسميات ومصطلحات مبتكرة في الحزب الواحد ، ولاسيما في أوربا، مثل كتلة يسار الوسط ، أويمين الوسط ، وأقصي اليمين وأقصي اليسار وهكذا.

يسارية البيتزا
مثلما تتنوع الثقافات السياسية في مناطق العالم ، تتنوع المفاهيم والتعاريف للمصطلحات المستخدمة في العلوم السياسية ، من بلد لآخر ، حسب مستويات التطور فيه. وكما أن للطعام الواحد مثل البيزا أو الكباب أو التِكّة إسماً واحداً ، أينما تناولناه ، يدل علي مظهر الأكلة ، برغم الإختلاف الشديد في الجوهر والتكوين والمذاق ، من مطبخ إلي آخر ، نتوقع أن يكون لمفهوم اليسار السياسي ، في كل زمان ومكان الإسم نفسه. والحقيقة هي عكس ذاك ، فاليسار مفهوم متلون الجوهر والمظهر ، تلون التأريخ والجغرافيا ، بشكل درامي غير معقول. وتقتصر تعاريف اليسار ، في بلدان العالم الثالث ، علي الماركسية والشيوعية. أما في البلدان الصناعية المتطورة ، كالولايات المتحدة وأوربا واليابان وأستراليا ، فيعني مصطلح اليسار التيارات الراديكالية ومجاميع المعارضة السياسية للحكومة. بينما يُعرّف مفهوم اليسار في الولايات المتحدة ، بصورة مختلفة تماماً عن أوربا. فدكاكين السياسة الأميركية تسوّق للناس وصفات سياسية عجيبة ، لا طعم لها ولا نكهة ، وتقول أنها مفاهيم يسارية ، تماماً كما تقدم أكشاك الطعام السريع هناك ، الأقراص السميكة القبيحة ، ذات المذاق "الفاهي" علي أنها بيزا!

عموماً فإن اليسار يعني الجماعة التي تدافع عن البرامج السياسية والاقتصادية الليبرالية ، وتتبني المناهج التغييرية والثورية ، في سعيها لتحسين برامج الحكومة ، في التعليم العام ، والرعاية الاجتماعية ، والصحية للمعوزين. ويضم اليسار طيفاً واسعاً من الجماعات السياسية ، تبدأ بأنصار دولة الرعاية والرفاهية للمحتاجين ، ثم الاشتراكيين الديمقراطيين ، فالاشتراكيين الماركسيين ، والشيوعيين والفوضويين وغيرهم. ولقد أدي اليسار المعتدل دوراً بارزاً ، في مساندة الحكومة في القضاء علي المظالم ومكافحة الامراض الاجتماعية ، في المجتمع الأميركي الرأسمالي..و يطلق المحللون السياسيون المحافظون ، علي أعضاء الحزب الديمقراطي ، وبعض الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية ، صفات اليسارية لمجرد مطالبتهم بإنسحاب القوات الأمريكية من العراق ، بالرغم من إلتزام هؤلاء "اليساريين" بالكنيسة ، وسياسة السوق الممثلة في وولستريت والعولمة! ويوصم صقور البنتاغون وسائل الإعلام ، مثل شبكة سي أن أن ، وصحف نيويورك تايمس ، وواشنطن بوست ، وواشنطن تايمس ، ولوس أنجلس تايمس ، وشيكاغو تربيون وغيرها ، "بعار" اليسارية ، لدي نشرها رأياً سياسياً ينتقد السياسة الحكومية العسكرية. ناهيك عن وجود "جناح يساري" ضمن صفوف الحزب الجمهوري ، المعروف بآيديولوجيته اليمينية المحافظة حتي النخاع!. من جهة أخري ، فاليسارية من وجهة نظر الأوربيين ، صفة "مخففة" كثيراً عن الطرح الأمريكي المتزمت. وتعني لديهم المرونة والتوافق ، مع الدول والجهات الراديكالية ، المناوئة للثقافة الغربية والعولمة الأمريكية. ومع كل من يعارض الرأسمالية ، واللبرالية ، والعولمة ، والتأكيد المفرط علي إحترام حقوق الإنسان. فالزعماء الأوربيون من أمثال شرويدر وغالاوي وشيراك وبليكس وغيرهم ، "المتساهلون" مع الأنظمة التوتالتارية المتشددة في العالم الثالث ، مثل إيران وكوبا وسوريا وكوريا الشمالية وعراق صدام ، واليمن ، ومنظمة حماس الفلسطينية المتطرفة وغيرها ، هؤلاء الزعماء ُيعِدُّهم البيت الأبيض "يساريين" أصلاء.

وقد ذهبت إحدي الصحف الأمريكية أبعد من ذلك ، حينما نشرت تحليلاً للمقارنة بين أسامة بن لادن وصدام حسين ، ووصفت الأخير بأنه علماني ويساري و"نصف شيوعي"!. وهناك من الساسة الأمريكان الذين حازوا علي لقب "يساري" ، لأنهم يذهبون من حين لآخر ، للأغراض الإنتخابية ، في وفود رسمية إلي موسكو أو بكين أو هافانا أو بغداد صدام. وإذا زار مندوب إعلامي مقراتهم ، فإنه سوف يشاهد صور جيفارا أو كارل ماركس أو ياسر عرفات في مكاتبهم ، ويسمع منهم تصريحات مفعمة بالإعجاب المصطنع ، عن بطولات الفيت كونغ ، والساندانيستا ، والثوار البوليفيين ، ومنظمة الجبهة الشعبية ، أو يمجدون "القادة الثوريين" ، مثل هوشي منه ، وكاسترو ، وجيفارا ، وأبي نضال وغيرهم. إن خانة هؤلاء الساسة الأميركان ، في الحقيقة ، ليس اليسار ، وإنما الدرك الأسفل من اليمين المراوغ ، لأنهم يستخدمون اليسارية كورقة توت ، في اللعبة السياسية الإنتخابية ، لكسب أصوات المهاجرين ، ولستر "عوراتهم اليمينية" أمام الناس. وهناك يسار آخر يعمل في بلاد العم سام ، لايختلف برأينا كثيراً في الأهداف عن يسار البيزا ، ونقصد به منظمة "صوت البرية" المحسوبة علي الحزب الشيوعي الأمريكي ، والتي تفوح من نشاطاتها الموالية للإرهاب العربي الأصولي ، رائحة الكوبونات النفطية!. تلك هي نماذج اليسار الأميركي.
يسارية البدو
و يتخذ تعريف اليسار في الشرق الأوسط الأقل تطوراً ، منحي آخر مختلفاً كل الإختلاف عما هو في الغرب المتحضر. وغالباً ما يكون الوصف أشد تطرفاً ، وأمضي بأساً علي الموصوف. ومن أهم قواعد المطبخ السياسي العربي ، أن تُلصق بالمواطن العادي ، أو السياسي أوالمفكر أوالإعلامي ، "تهمة" اليسارية ، إذا إنتمي لحزب شيوعي ، أو روّج لفكر ماركسي أو حداثي ، أو إذا أُعجب بلوحات بيكاسو ، أو شاهد أفلام شارلي شابلن ، أو إستمع إلي أغاني مرسال خليفة ، أو حضر باليه "بحيرة البجع" ، أو قرأ قصص جوجول أو تشيخوف! ويكون من نصيبه نعوت الإلحاد ، والزندقة ، والإنحلال الخلقي ، والعمالة للصهيونية والماسونية وغيرها من النعوت السليطة الشائعة في ثقافات المنطقة. وفي بعض الحالات ، يتهم اليمينيون العرب جميع المفكرين اللبراليين أوالعلمانيين ، أو الناشطين في مجالات حقوق الإنسان أو المجتمع المدني باليسارية ، لمجرد الحديث بلغة مختلفة عن لغتهم ، أو إستخدام مفاهيم غريبة علي مداركهم ، مثل فدرالية أو ديماغوغية أو براغماتية أو ديالكتيك أو شوفينية أو كوسموبولتية إلخ. أما اليمينية ، حسب التصور العربي ، فهي أيديولوجية الأحزاب المتناقضة مع اليسار ، بمئة وثمانين درجة!. وقد تعرفت الشعوب العربية حقيقة للمرة الاولي ، علي الخطاب اليساري ، بعد إنتشار الأفكار والأحزاب الماركسية في المنطقة ، ضمن حملة إنتشار الأممية الشيوعية ، التي بشر بها الحزب البلشفي الروسي بزعامة لنين ، إثر قيام ثورة أكتوبر في روسيا عام 1917.
مما يميز "الوصفة" العربية لليسار ، أنها مفعمة بالجهل والغباء والضحالة في الإدراك والحس والتحليل السياسي. لقد رسمت قوي اليسار العربي ، بما فيها الأحزاب الشيوعية في الأردن وسوريا ومصر والمغرب ولبنان والسودان وغيرها ، صورة مشوهة للبطل العربي والزعيم الوطني. إنها لا تستطيع أن تصدق مثلاً ، وجود آلاف المناضلين المصريين ، في سجون عبد الناصر ، الذي كان في نظرها زعيماً يسارياً! وان آلاف اليساريين العراقيين قد هدرت دماؤهم ، في سجون صدام "اليساري"!! واليوم ، وبعد أن هبت رياح التغيير علي العراق ، وأنهي شعبنا معاناته ، تحت ظل الفاشية الصدامية ، وبدأ ببناء عهد جديد ، نجد اليسار البدوي العربي ، ومن ورائه جميع الأطراف الظلامية والرجعية واليمينية ، الإقليمية والدولية ، يعاود إقتراف إثمه الأزلي ، وإمعانه في الإستسلام لمرضه الطفولي التقليدي. نجده اليوم ، كما كان في الأمس ، واقفاً في الصف الأمامي دون حياء أو تردد ، مترحماً علي عهد صدام ، مانح الكوبونات النفطية ، مصفقاً للزعيم الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي ، ومباركاً فلول التخريب من بقايا النظام المباد ، التي تسفك دم الشعب العراقي بلا رحمة. كل ذلك يحدث لتصفية حسابات حزبية ضيقة ، وغير مسوغة مع الولايات المتحدة. من جهة أخري نشاهد البلدان العربية ، وهي تعج بالقواعد والأساطيل الأمريكية والإسرائيلية ، دونما إعتراض من قبل الأقلام اليسارية القبلية والبدوية.

كلما عدنا بالذاكرة إلي الثمانينات والتسعينات ، عندما غزا صدام وحزبه القائد ، إيران والكويت ، وإعتدي علي شعبيهما ، وقام بحملات الإبادة الجماعية ، ضد الشعب العراقي في كردستان وفي الجنوب ، ورأينا كيف أن أحزاب اليسار العربي ، تسابقت في عقد المؤتمرات واللقاءات ، التي تُعِدُّ الفاشي صدام زعيماً قومياً ، لمهاجمته تل ابيب بالصواريخ ، كلما ترسخت أحكامنا علي ذلك اليسار البدوي ، كونه ساذجاً ، سطحياً ، تافهاً ، نفعياً ، وعميلاً متهادناً للحكام الفرديين. اللافت أن اليسار العربي قد بارك ، ومعه معظم القادة الفقراء نفطياً روبن هود العرب ، بسبب مزايداته القومية وشعاراته المزيفة ، مثل شعار "إعادة تقسيم" الثروات النفطية ، و"نفط العرب للعرب!" ، و"النفط مقابل الغذاء". وهكذا اختلط اليمين باليسار في فوضي المفاهيم والخطابات السياسية ، مما أسفر عن نشوء كوكتيل عربي "يميني ـ يساري" فريد من نوعه في العالم!!.
وبعد إنتكاسة اليمين العربي البدوي في حزيران 1967 ، علي أيدي أسياده في واشنطن وتل أبيب ، وعلي مدي العقود الثلاثة اللاحقة ، شهدت البلاد العربية ، ظواهر سياسية غريبة أصابت الشارع ، كردود أفعال علي النكسة ، مثل تبني القوميين العرب اليمينيين أصلاً ، الفكر الإشتراكي! كما شهدت المنطقة أيضاً تداعيات راديكالية بلون "يساري" وردي ، محرضة علي "العنف الثوري" ، و"العمل الفدائي" ، و"الكفاح المسلح". ونشأت عشرات المنظمات السياسية ، علي يمين الحزب الشيوعي ، وعلي يساره ، إبتداءً بحركة القوميين الأشتراكيين ، والأشتراكيين الديمقراطيين ، والإشتراكيين العرب ، و "الكفاح المسلح" ، وغيرها من الحركات فوق "الثورية" ، و"السوبر- يسارية". وسجل التأريخ السياسي العربي تناقضات "جديدة" ، بين الفكر اليساري الكلاسيكي ، والخطاب اليساري "النكسوي". وبينما كان مئات الألوف من الجنود والمواطنين ، يسفح دمهم في خلال حرب الإبادة الفاشية ، التي شنتها السلطة المركزية علي شعب كردستان ، وشعب الجنوب ، أصبح النظام العراقي بقيادة "اليساري العلماني" صدام ، متبوئاً لقب "الحارس الأمين" للبوابة الشرقية!!
اليسار العراقي
تأسس أول حزب شيوعي عراقي ، يروج لأفكار ماركس وأنجلز ولنين ، في الفلسفة والثقافة والإقتصاد والسياسة ، في ثلاثينات القرن الماضي. ومع تأسيس ذلك الحزب بقيادة زعيمه فهد ، سمع الناس هنا للمرة الاولي بالآيديولوجيا اليسارية ، وهي غطاء إتخذه الشيوعيون العراقيون علي الدوام ستاراً لهويتهم الحقيقية ، خشية بطش السلطة ، وملاحقة الجهات الدينية والقومية لهم ، وتجنباً لنظرات الشك المجتمعي التقليدي في فلسفتهم "الهدمية" ، بالرغم من إمتلاء المكتبات بالمؤلفات الماركسية ، وإقبال الآلاف من الناس علي قراءة الفكر الشيوعي. والملاحظ أنه في كل مرة يقدم ناشط سياي نفسه للناس علي أنه شيوعي ، يحتقن الجو وتصعد الدماء إلي الأوداج! وتوجد بالإضافة إلي الشيوعيين المنظَّمين في أحزاب ، نسبة لايستهان بها ، من مثقفي العراق ، الذين يتبنون الأفكار والفلسفة الماركسية ، دون الإنتماء التنظيمي الحزبي.

في العراق ، حسب الدكتور علي الوردي ، يوجد شعب منقسم علي نفسه ، قبلياً ، وقومياً ، وطائفياً ، وفيه العديد من أشكال الصراع والتناقض العشائري ، والقومي ، والطائفي ، المخفي اكثر مما يتصوره العقل. ويعزو الوردي ذلك التناقض الموضوعي ، إلي إزدواجية العقل الإجتماعي "الجمعي" ، الذي يحمل بذوراً أزلية ، لصراع مستتر بين القيم القبلية (البدوية) ، التي تعكس المشاكسة مع الوالي ، والتعنت الفكري والتعصب الأعمي ، للقبيلة أوالجماعة أوالطائفة ، ولما تحمل من فكر ودين ومذهب ، من جهة ، وبين القيم المدنية (الحضرية) ، التي تهدف إلي الإستقرار والسلوك المهني وإطاعة السلطة المركزية ، وسماع الرأي الآخر ، والخضوع لقرار الأغلبية. عليه ، يمكن الإستنتاج أن نسبة لا يستهان بها ، من المثقفين الحائزين علي قدر واف من الثقافة الماركسية ، إكتسبوها في شبابهم ، حينما كانوا متحمسين ضد الأوضاع السيئة في بيئتهم ، يدّعون اليوم اليسارية ، برغم كونهم فكرياً أقرب إلي فكر البداوة منهم إلي الفكر اليساري. إن يسارية هؤلاء محض صبغ يلون مظهرهم ، وسرعان ما ينقضون المبادئ السياسية والفلسفية التي تعلموها في شبابهم ، ويتنصلون عنها جملة وتفصيلاً ، عند تعرضهم لأدني "هزة" وجدانية ، فيعودون بعدها أدراجهم في الخطاب السياسي ، وينزعون عن ضميرهم القشرة اليسارية الواهية ، التي غطت جلدهم البدوي لمرحلة من الزمن ، ولينتهوا بعدئذ علي أرضيتهم القبلية الأصلية ، بكل ثوابتها وقيمها المعروفة عن سكان البادية ، من عصبية قبلية ، وقومية شوفينية ، ودينية طائفية ، ويمين رجعي بائن. تنطبق علي هؤلاء "اليساريين" حالة الإنتفاع من إرتداء الثوب "الأحمر" ، لمقاصد وتكتيكات فردية ، يسميها الناس في أميركا "شو بزنـــس"!.
http://www.azzaman.com/today/P15.pdf
* د.أسعد الخفاجي -عراقي مقيم في لندن



#أسعد_الخفاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أضحى اللبراليون العرب متأمركين؟
- وحدة اليسار المقسوم على عشرة! حوار مع نادية محمود
- تحفظ الأنظمة العربية من إدانة الإرهاب
- الهوية الوطنية كونترا الإنتماء القومي
- يوميات عائد الى الوطن: الجهل يقتل أهل الفلوجة
- حكايات في عيد الميلاد
- الثوابت والمتغيرات في فكرنا السياسي
- واقعة عاشوراء الدروس والعبر
- نهاية الثقافة الانعزالية
- العولمة الإسلامية والتغيير الأمريكي
- مستقبل الديمقراطية مرهون بدستور عقلاني
- دمعة على الشهيد أبي جناس
- الطاقة النووية سيف ذو حدين بين بشاعة الاستخدام العسكري وحتمي ...
- الضالان- في غابة شيكاغو لمحمود سعيد متن روائي واقعي مفعم بال ...
- وجهة نظر لإغناء جدل قائم - عجز الخطاب الطائفي عن إطفاء الحرا ...
- ثلاث نصائح ذهبية للمقاومة أبعثها مع -شيخنا الجليل -
- السلطة السياسية العراقية اختيار القيادة الجديدة للعراق اشكال ...
- الأحزاب العراقية والديمقراطية أول أختبار حقيقي للحياة الحزبي ...
- قراءة نقدية في قصة ( سلامة ) للكاتبة أميرة بيت شموئيل
- أشكالية العلاقة بين المبادئ ومعتنقيها


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد الخفاجي - يَساريةُ البيتزا واليسارُ البَدَوي