أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - اسماعيل شاكر الرفاعي - فيروس كورونا














المزيد.....

فيروس كورونا


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 6 - 23:58
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


اختلفت استعدادات الدول في مواجهة فيروس كورونا باختلاف ردود فعلها حيال هذا الفيروس الذي فسر البعض اسباب انطلاق ثورته الجامحة من الصين : بنظرية المؤامرة ، احد اسلحة امريكا التي تستخدمها في اوقات بعينها لتغتال ارادة الشعوب وتعجل من انهيارها ، لتضع امريكا حداً لنمو الاقتصاد الصيني وبلوغه عتبة تجاوز الاقتصاد الامريكي ، كما يرى المؤمنون بهذه النظرية في تفسير العلاقات بين الدول . واختلفت استعدادات الدول في مواجهة فيروس كورونا باختلاف حدود سيادتها وقوتها الناعمة على مواطنيها ، ومدى ثقة المواطنين باجراءاتها ، فالصين مثلاً حصرت بين يديها كل الاجراءات التي تراها ضرورية لتحصين مواطنيها من تأثير هذا الفيروس القاتل ، فيما تركت الحكومات الضعيفة لسكنتها ان يوظفوا موروثهم الديني بما يكتظ به من ادعية وسحر وطب شعبي ، وان يكتبوا الوصفات الجاهزة لهذا المرض كما برز ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي في العراق ، وفي بعض الدول العربية . كما اختلفت استعدادات الدول في مواجهة هذه الكارثة باختلاف الخوف والهلع منها ، ففي العراق مثلاً وتحديداً في جغرافيا الانتشار الشيعي من بغداد نزولاً باتجاه الجنوب يقل الخوف منها مفسرين ذلك لا بالتخلف العميق : الفكري والسياسي الذي يتحكم برؤيتهم وسلوكهم بل بالحماية الآلهية لهم نتيجة وجود مزارات أئمتهم كالامام علي والحسين والعباس والكاظم والامامين العسكريين في سامراء …

فكرة ان قبور الائمة ، هي الدرع الواقي للشيعة من جميع الكوارث البيئية والاجتماعية ومن الظواهر الطبيعية العنيفة ، وانهم الشفعاء لهم يوم القيامة فبوساطتهم يتم اسقاط الذنوب عنهم فيدخلون الجنة : فكرة قديمة تنطلق من الحب الذي يكنه الشيعة لآل بيت النبي محمد . ولكن السلطة السياسية التي قامت في العراق بعد ٢٠٠٣ تبنت هذه الفكرة وروجت لها ، ونظمت المسيرات الجماعية الراجلة من مسافات بعيدة للقيام بزيارة الائمة وخاصة في العاشر من عاشوراء ، يوم قتل الامام الحسين ، وفي اربعينيته . ولقد اكتفت كل الحكومات بهذا ( الانجاز ) واسقطت من برنامجها الحكومي كل انجاز حقيقي في ميادين بناء مؤسسات الدولة والاقتصاد والخدمات …

بمعنى ان العراقيين غير مستعدين للتخلي عن قناعاتهم القديمة ، وعن ايمانهم القديم والتوجه الى ما يمكن ان يقوموا به من الاستعدادات العلمية التي تحد من نشاط هذا الفيروس داخل العراق اذا ما قيض له ان يدخل هذه البلاد ( وقد دخلها ) …

هل يمكن تفسير هذه الممانعة العراقية : في عدم الاخذ بالاجراءات العلمية الى حس ديني عميق ، لا يرى في ما يجري في الحياة من حروب عسكرية وصراعات اقتصادية وكوارث بيئية وصحية الا نتيجة لغضب الهي لا قدرة للانسان على صده او اصلاحه ، وان هذه القناعة تطابق قناعة الحكومات الاسلامية التي ترادفت على حكم البلاد من غير برنامج او خطة ، لايمان مجلس الوزراء العراقي بان التخطيط للمستقبل يتناقض والخطة الالهية ، الموضوعة منذ بدء الخليقة ، والتي قدر الله فيها كل شيء وحفظها في اللوح المحفوظ …

٢ ـ

يدور الدين حول عبادة آلهة أو عبادة اله واحد ، شرط ان يكون الاله المعبود صاحب سطوة وجبروت وقوة ، وقادر على قتل البشر بطرق غير مرئية ولا قدرة لهم على تجنبها ، وان تكون عقوبته جماعية تتمثل بقلب القرى والمدن على ساكنيها او توجيه الظواهر الطبيعية العنيفة اليهم في حالة تنكرهم لقوته وعدم استعدادهم للخضوع اليه وطاعته . وتزدحم في العبارات والالفاظ التي نقلوها عنه شهوة جارفة للحكم ( اي لاعلان البشر طاعته ) ، وقلقه الشديد على مصيرهم في الآخرة اذا لم يحكم ، فبحكمه يستتب النظام وتنتهي الفوضى …

انا هنا اتحدث عن : God in History وليس عن : History of God ، ولا ادري ان كان الكتاب الاخير قد ترجم الى العربية . تتحدث كاترين آرمسترونج مؤلفة هذا الكتاب عن ديانات منسوبة الى آلهة ، لم تتكامل صفاتهم بشكل ناجز الا عن طريق لاهوت او علم كلام البشر الذين عبدوهم . المقولة الاساسية في كتاب : تاريخ الله ، تشبه المقولة الاساسية في كتاب “ دين الانسان “ لفراس السواح ، فكلاهما : الاول بطريقة غير مباشرة والثاني بطريقة مباشرة يتحدثان عن حاجة فطرية ، عن غريزة او ما يشبه الغريزة تجبر الانسان على البحث عن يقين ، عن ديانة ، عن قوة عظيمة تسند الانسان اذا ما استجار بها . اي ان تكامل حياة الانسان على الارض يتحقق بالطاعة والاستسلام والعبودية لقوة علوية قد يكون اسمها يهوة او الله او المخلص كما في الديانتين البوذية والمسيحية . تجمع الديانات الثلاث : على ان هذه القوة العلوية : كلية القدرة وهي الموجدة للاشياء ومبدعتها ليس على مثال سابق ، وانها ذات يوم معلوم ستنهي هذا الوجود : تطفئه وتميته وتنهيه…

يختلف معنى عبارة : الله في التاريخ في دلالتها العامة عن عبارة : تاريخ الله ، اذ تتبد ي المؤلفة في عنوان كتابها : راصدة لقوة موجودة ومنفصلة عن البشر ، الذين اجتهدوا هم انفسهم في تعريفها ووضع صفاتها التي لا تخرج عن اطار القوة القادرة على الخلق وعلى انهاء هذا الخلق في يوم لا يعلمه سواها . وهذه هي المفارقة الكبرى لهذه القوة التي لم يستطع البشر الذين منحوها قوة القدرة على احداث : الموت والحياة ، ان تكون قادرة على دفع ما يتعرض له الانسان : مخلوقها وخالقها ، من اذى في الحياة …

هل تشبه الاستعدادات التي تقوم بها الدول لدرء خطر فيروس كورونا : طقوس الديانات ؟



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة انطلاق الثورة الكردية
- بين الثورة والاصلاح
- ليس باستراتيجية عنف التيار الصدري يمكن العبور بالعراق الى بر ...
- هل ينقذ الثورة تشكيل كيان سياسي
- دعوة الصدر الى مظاهرة مليونية : انتحار حضاري
- مقتدى الصدر مرة اخرى
- مقتدى الصدر إنموذجاً
- خطاب الرئيس الامريكي : اعلان عن ولادة حرب باردة مع ايران
- عن جلسة البرلمان العراقي لهذا اليوم
- كيف سيكون شكل الرد الايراني
- انا من يخاطب نفسه
- الثبات المبدأي لثوار العراق
- الملثمون او قتلة الثوار
- لا حوار ولا تفاوض مع العالم القديم
- هل استقال عبد المهدي ؟
- مذبحة الناصرية
- عن اليسار العربي
- ما اليسار ؟
- وجه المناورة القبيح
- تمردوا


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - اسماعيل شاكر الرفاعي - فيروس كورونا