ذكريات ولد كوردي 35

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 6 - 20:42
المحور: سيرة ذاتية
    

و اخيرا انتقلنا الى بيتنا ملكنا قبل الانتهاء من البناء ولكن المشاكل المالية استمرت و تدهورت بشكل رهيب و اعتقد ان والدي بدأ ببناء البيت دون التأكد من التكاليف لان العقلية السائدة كانت (الله كريم) و لكن (الله كريم) لم يفده عندما افلس. اتذكركيف انجن مساء يوم من ايام الشتاء و هو من يأسه يتشاجر مع والدتي بشراسة و نحن كنا جالسين حول المدفأة التقليدية بالحطب - يهدد و يصرخ بانه سيضرب المدفأة برجليه و يحرق البيت و فجأة و في اليوم التالي رجع من السوق و هو يضحك من فرحه و يقول: الدنيا تمطر – لم نفهم ما كان يقصد لانه لم يكن هناك مطر ثم اخبرنا بان ابن خاله قرضه 100 دينار ليستمر في البناء.

و في هذه الفترة اكتشفت والدتي بان مهرها و قدره اعتقد كان 90 دينارا اختفى و اتهمت لحد فترة قصيرة قبل وفاتها والدي بسرقة المبلغ و هي تقول و قبل خطوبتها لوالدي طلب يدها رجل متزوج بنفس اسمها (فرفضت). طبعا زواجها من والدي كان مسألة تقليدية و لكنها كانت تردد بانه اي والدي كان مظلة مهمة لها و لكن و عندما نقل الى الديوانية طلب سرا من اخيه غير الشقيق بمراقبة بيتنا لربما لوسوسة في داخله رغم ان والدتي كانت متدينة و مخلصة الى ابعد حد. و هنا يجب ان اذكر بان والد والدي (جدي) توفى عندما كان عمره سنتين لتتزوج جدتي بعد فترة من رجل هرب مجروحا الى رواندز بسبب مسألة ثأر.

و هنا و لمشاكسة و عادة متفشية بين الاولاد سابقا كان اخي الاكبر يسميني باللقيط و يقول بانهم وجدوني على مزبلة و طبعا تأثرت و بكيت كثيرا الى ان احلف والدي بالقرآن باني ابنه و لكن مسألة اللقيط لم تتركني و باني لربما من عائلة فقيرة تخلصت مني بتركي على مزبلة و في يوم من الايام و انا اتجول في منطقة فقيرة نادتني امرأة لا اعرفها باسمي و طلبت مني الجلوس معها و لكني رفضت و اخيرا و عندما كنت جالسا مع مجموعة و بعد مغادرتي العراق طُلب منا كلنا ان ننطق بأمنية واحدة في حياتنا تعجب الجميع في غرابة ما قلت باتمنى لو كنت لقيطا. لم تتركني مسألة الهوية او بالاحرى الهويات المتعددة التي اكتسبتها لحد الان.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل