أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [18]















المزيد.....



الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [18]


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6498 - 2020 / 2 / 24 - 23:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


[إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ، فما عرفتم منه فاعملوا به ، وما تشابه منه فآمنوا به]- حديث نبوي
[نزل القرآن على سبعة أحرف، والمراء في القرآن كفر، ما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردّوه إلى عالمه]- حديث نبوي
(32)
النسخ: إشكالية المتشابه والمتحوَّل..
النصّ الشفاهي هو ابن الصياغات اللغوية الثابتة الرتيبة، والقوالب الايقاعية المتكررة بتناسق نفسي.
الدين: هو طقسية/ طقسانية مادية متكررة، بشكل يومي أو دوري جامد، دون زيادة أو نقصان،، وبحيث ترتب عليها، عادة/ ألفة/ تعويد واعتياد باطني، تترتب عليه أزمة وارتباك، عند الاخلال بالطقس.
وكما ان الذي يتناول طعامه في مواعيد يومية أو طقسية، تشكل لديه جرس داخلي، تتيقظ له خلايا الدماغ من جهة، وقرقرة الامعاء من جهة؛ كذلك يتحسس المتخلف عن ممارسة الطقس الديني، تقريعا داخليا، قد يسمى (الضميير) الداخلي، أو (صوت الإله)/ الوازع الأخلاقي المضمّر.
والمعروف، أنّ محمّدا أوصى بغناء القرآن وتنغيمه واللزّ على السجع/(قافية نثرية)؛ بله كان يختار أجمل الأصوات وأكثر موسيقية للترتيل وإداء الأذان.
وما يزال البعض يأنس لصوت الأذان، أو القراءات المصرية القديمة، ويتحسس حالة طمأنينة واستسلام داخلي، بفعل جمالية الصوت والنسق المقامي، وليس بفعل معاني الكلام، التي غالبا تستفز السامع، عند متابعة ما تعنيه.
الآن.. بعدما عمل محمّد جهده في بناء أجواء النصّ القرآني، وبحسب قواعد توراتية مستعارة، عاد لتغيير بعض أجزاء السيناريو. وبعدما انطلق بعض الحفظة والقراء خارج يثرب، للارتزاق وعرض بضاعتهم من نصوص القرآن؛ ها هو محمّد، يعدل هنا ويبدل هناك، يلغي شيئا ويضيف أشياء، تاركا القراء والرواة في حيص بيص، يجادل بعضهم بعضا، ويتبادلون الاتهامات في الأفتراء على الله. فإذا انتهى النزاع بين يدي محمّد، أفتى بصحة الطرفين، وتركهما في دوّامة/(دلهيمة).
النسخ ظاهرة غير عادية، وغير منطقية، وغير قابلة للتسويغ، أو مستحق للتبرير، خارج النصوص الوضعية. أما وجه تبريرها وتمريرها بشريا، فهو لسبب (نقص) البشر، وقصور معرفته وحكمته، وعدم إدراكه ما يخفيه الغيب وتتربص به الظروف ومواقف الناس.
وكل نسخ هو نقيصة ودالة هزؤ؛ إلا نسخ (محمّد) فهو دالة إعجاز. وكلّ ما فعله محمّد مما يأنف عنه الناس، فهو (معجزة).
لكنّ (النسخ)، ليس أمرا بشريا طارئا، إنما له سند أو مسوّغ قرآني، سرعان ما يلحق به، ويزيل عنه (الشبهة)، فصارت له صفة قانونية شرعية. لاحظ.. انّ الصفة القانونية في نصوص الأنجيل، تتولد من إجتماعات مسكونية، يحضرها ممثلون وكرادلة من مختلف أطراف العالم. أما قاونية النصّ الإسلامي، فتتولد بطريقة غيبية لغزية واحدية/(آحادية).
(آحادية) النصّ أو الرواية، من قواعد (تضعيف) النص عند الفقهاء؛ ولكنّ ما يصدر عن صاحب القرآن، فوق الشبهات، ولا يطاله الشكّ. لكنّ هذا ليس كلّ الأمر.
ظاهرة النسخ الجدلية، ذات الطرفين: (ناسخ ومنسوخ)، وانعكاسها الخطي والحكمي، الإلغائي أو التحويلي، لا يبقى في إطاره الاصطلاحي والقانوني؛ وإنما تترتب عليه، وتقترن به، اصطلاحات وظواهر وطلاسم أخرى، مستجدة، تحوّل انتباه الجمهور إليها، وتشاغلهم عن (الإشكالية) الأولى.
هاته الإشكالية الجديدة الثانية، هي (المتشابه) في القرآن والشريعة..
(2)
المتشابه.. تحريف وفساد..
كيف تجعل من (غلطة) قانونا..
وكيف تحوّل (تفاهة) إلى منطق فلسفي..
وقد مرّ معنا، كيف أجاب محمّد على سؤال (خرافة)، وجعل منها بابا من أبواب (علم الغيب) والأساطير. وذلك بفضل اللغة والمخيال الصحراوي.
وقبل أن تخرج مظاهرات في يثرب ومكة وما جاورها، تحتجّ على التلاعب في (القرآن)، وتأخذها الغيرة على حقوق الله وحدوده في أرض الله؛ ها هي (إشكالية) أخرى تواجهها، تنسف أساس الواقع (القرآني)، الذي طالما اعتبروه، وأجبروا على اعتباره، (كتاب الله)، الذي لا يأتيه الباطل من أمام أو خلاف، (لا مبدّل لكلماته- (الكهف 18: 27)
إذا كان النسخ، هو إبدال آية بآية، ومعنى بمعنى؛ فإن فكرة (المتشابه) تنسف النصّ القرآني وتقسمه إلى قسمين: قسم منه هو: (المتشابه)، والقسم الآخر منه هو: (المحكم). والمتشابه ليس في مستوى المحكم، والعكس بالعكس. ومعناه، أنّ الكتاب ليس كلّه على مساوى واحد من القيمة و(القداسة)، ومختلف كلّ قسم منه، في مدى صدوره عن (الله).
(المتشابه) هو المتبدل، المتحول، المتغير، القابل للتغير والتحريف ومواجهة العوارض والظروف والأحوال الزمنية والمجتمعية. (المتشابه) ذلك الجانب الهشّ، الطريّ، المتكيف، المتطلب حسب الحاجات الظرفية والمجتمعية. يترتب عليه أنه ليس في مستوى (المحكم) في الحكم والطاعة والتنفيذ.
و(المتشابه) = (المتبدّل) مرّة، لا يمنع من تكرار (التبدّل) مع تحوّلات الزمان والمكان والمجتمع، طالما أن (المصلحة) في تبدّل، والحاجات متزايدة ومتعددة، ولا بدّ للشريعة من إستيعابها، حتى لا تصاب بالتوحّش والجمود، والانفصال عن العصر.
لكنّ باب الإشكاليات والإضطرابات القرآنية والإسلامية، لا يتوقف عند اصطلاحات وظواهر: الناسخ والمنسوخ، والمتشابه، والمحكم؛ وإنما يتعداها إلى : أم الكتاب، اللوح المحفوظ، القرآن، المصحف، الكتاب.. إلخ. وكل واحدة منها موضع خلاف واختلاف وجدل واجتهاد ونفي وإثبات، من غير رأي أو قرار جمعي واحد.
وعلى رغم، من ظواهر إسلوبية مختلفة ومضطربة، ومتعددة المسمّيات والآليات، تسود لغة القرآن وصياغاته لغته وأفكاره وسياقاته؛ فإضافة ظواهر النسخ والمتشابه والمحكم وأم الكتاب واللوح المحفوظ وغيرها إليها، أحاله إلى لغز وطلسم، لا يكون يستقر على معنى واضح واحد.
وإذا كان النصّ الكتابي مغلفا بالغموض والإسرار، التي لا يتكشفها غير الله وحده، فكيف تعرف (الشريعة) منه؟.. وكيف يمكن إشتقاق (الشريعة) منه؟.. هل تشتقّ من القسم المتشابه، أم القسم المحكم؟.. وما مدى شرعية النصوص والأحكام المشتقة، وما مدى وضوحها وشروحها العملية؟..
واقع الحال.. لا يوجد في الإسلام شيء يدعى (شريعة إسلامية)، بسبب عدم الثبات وعدم اليقين وعدم الوضوح في آي القرآن. وكلّ ما حصل عبر الزمن، هو إضطراب وفوضى وعشوائيات، طالما أطاحت بأعناق ناس وحقوقهم ومصالحهم وحياة ذويهم؛ دون أن يعترف الحكام والفقهاء بعدم إمكان ذلك.
(الإسلام)، نقلا عن (اليهودية): أكثر تشدّدا في التركيز على فكرة (حلال- حرام) في الحياة اليومية؛ وهو في نفس الوقت، الأكثر (عشوائية) و(إسفافا) في إجراء الحكم في شؤون الناس. لا يضير الحاكم شيء من أمر الناس، غير طاعتهم له ولتعليماته، أما تطبيق (الدين والشريعة) فيوكل إلى شخص معمم محدود العلم والفكر، يتحمل مسؤولية دماء الناس.
ولتخفيف مسؤولية الضمر، ابتدع فقهاء العباسيين، جملة نوادر، تبدأ من فكرة (العصمة/ المعصومية) المزيّفة؛ إلى فكرة (ثواب الاجتهاد)، فإن أصاب، فله حسنتان، وإن خاب، تكون له حسنة واحدة فقط. وهذا يعني أن (الله) في الإسلام، سوف ينحرف عن صفة (العدل) فيه، ويلغي مادة (العقاب) عن فقهاء الإسلام والفقهاء. وهذا يجعلهم، أكثر جدارة وأرجحية، من (الشعب المختار).
وإن كان هذا شأن مكانة الفقهاء والقضاة المعصومين، فكيف هو مصير النبي وأصحابه وأهل بيته ، فضلا عن خدامهم وحراسهم والمشغولن بالصلاة والشفاعة والتسبيح والغناء لهم، واتباع سننهم وتخليد ذكرهم في العالمين.
لا أحد يعترف بالجهل من المسلمين، ولا أحد يتردّد في الإقدام على الكبيرة والصغيرة، بغرور وايمان أعمى، دون أن يوقفه جهله ومحدودية قدراته، ثم لا يتورع أن يحلم ويتصوّر حصوله على الجائزة الكبرى، في صدارة الجنّة، وحقوقه الكاملة من حوريات وغلمان وإماء، وقصور نوم مطلة على مياه وخضرة وطعام من أجود ما لذّ وطاب؛ حتى أن الله ينسى/ يتناسى/ يتجاهل / يتغافل قوله: [هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ]- (الزمر 39: 9)
ثمة.. يا لعبث ومضيعة الجهد والوقت والمال، في السعي وراء العلم والمعرفة والحكمة، ثم تجد الجهّال أمامك، يتصدّرون مجالس الجنان، ويتمرغون بين الحوريات والغلمان والنبيذ السماويّ.. وقد فاتك (مكر) خير الماكرين..
(3)
[وَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ]- (ال عمران 3: 7)
- الحسين بن مسعود الفراء البغوي [1044- 1122م]- تفسير البغوي
المتشابه = حروف التهجي في أوائل السور/ابن عباس .
وذلك أن رهطا من اليهود منهم حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ونظراؤهما ، أتوا النبيّ، فقال له حيي : بلغنا أنه أنزل عليك ( ألم ) فننشدك الله أنزلت عليك؟ قال : نعم! قال : فإن كان ذلك حقا فإني أعلم مدّة ملك أمتك ، هي إحدى وسبعون سنة فهل أنزل غيرها؟ قال : نعم.. ( ألمص)!. قال : فهذه أكثر. هي إحدى وستون ومائة سنة. قال : فهل غيرها؟ قال : نعم.. (ألر)!. قال : هذه أكثر. هي مائتان وإحدى وسبعون سنة. ولقد خلطت علينا فلا ندري أبكثيره نأخذ أم بقليله، ونحن ممّن لا يؤمن بهذا. فأنزل الله تعالى: [هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات]- (ال عمران 3: 7)
واختلف العلماء في المحكم والمتشابه.
فقال ابن عباس: المحكمات = هن الآيات الثلاث في سورة الأنعام: [قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم]- (الانعام 6: 151)؛ ونظيرها في بني إسرائيل: [وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه]- (الإسراء 17: 23 ).
ومنه أنه قال : المتشابهات = حروف التهجي في أوائل السور.
وقال مجاهد وعكرمة : المحكم = ما فيه من الحلال والحرام. وما سوى ذلك (متشابه) = يشبه بعضه بعضا في الحقّ، ويصدق بعضه بعضا.
وقال قتادة والضحاك والسدي : المحكم = الناسخ الذي يعمل به. والمتشابه = المنسوخ الذي يُؤمَن به ولا يُعمَل به. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قال : محكمات القرآن = ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يُؤمَن به ويُعمَل به.
والمتشابهات = منسوخه ومقدمه ومؤخره وأمثاله وأقسامه وما يُؤمَن به ولا يُعمَل به.
وقيل : المحكمات = ما أوقف الله الخلق على معناه. والمتشابه = ما استأثر الله بعلمه لا سبيل لأحد إلى علمه ، نحو الخبر عن أشراط الساعة من خروج الدجال ، والمجئ الثاني ليسوع ، وطلوع الشمس من مغربها ، وقيام الساعة وفناء الدنيا.
وقال محمد بن جعفر بن الزبير : المحكم = ما لا يحتمل من التأويل غير وجه واحد. والمُتَشابه = ما احتمل أوجها.
وقيل : المحكم = ما يعرف معناه وتكون حججها واضحة ودلائلها لائحة لا تشتبه. والمتشابه = هو الذي يدرك علمه بالنظر ، ولا يعرف العوام تفصيل الحق فيه من الباطل.
وقال بعضهم : المحكم = ما يستقل بنفسه في المعنى. والمتشابه = ما لا يستقل بنفسه إلا بردّه إلى غيره.
- نعمة الله الجزائري [1640- 1700م]: نور البراهين- ج1- ص44- 45
أن أفصح الكلام ما اشتمل على المجازات والاستعارات وأنواع الكنايات، ومن تصفح الاخبار المتشابهة وحملها على ضروب المجاز أمكنه التوافق بينها وبين المحكمات.
وقد ذكر مثل هذا الشيخ الطوسي [1201- 1274م] في التبيان في الجواب عن متشابه القرآن، وهذا لفظه.
فإن قيل: هلّا كان القرآن كله محكما يستغني بظاهره عن تكليف ما يدل على المراد منه/[التبييان للطوسي ]، حتى دخل على كثير من المخالفين للحق شبهة فيه، وتمسكوا بظاهره على ما يعتقدونه من الباطل؟
قيل: الجواب عن ذلك من وجهين:
أحدهما: أن خطاب الله، مع ما فيه من الفوائد لمصلحة معتبرة في ألفاظه، لا يمتنع أن تكون (المصلحة الدينية)، تعلّقت بأن يستعمل له ألفاظه محتملة، ويجعل الطريق إلى (معرفة) المراد به ضربا من الاستدلال.
ولهذه العلّة أطال في موضع، واختصر في آخر؛ وذكر قصة في موضع، وأعادها في موضع آخر؛ واختلفت أيضا مقادير الفصاحة فيه.
والجواب الثاني: أن الله إنما خلق عباده تعريضا لثوابه، وكلفهم لينالوا أعلى المراتب وأشرفها.
ولو كان القرآن كلّه محكما لا يحتمل التأويل، ولا يمكن فيه الاختلاف، لسقطت المحنة، وبطل التفاضل، وتساوت المنازل، ولم تبن منزلة العلماء من غيرهم. فأنزل الله القرآن (بعضه) -متشابها-، ليعمل أهل العقل أفكارهم، ويتوصلوا بتكليف المشاق، وبالنظر والاستدلال، إلى فهم المراد، فيستحقوا به عظيم المنزلة وعالي الرتبة.
والجواب الأول جار هنا أيضا.
ومن ثم حكي عن السيد المرتضى [966- 1044م] وطائفة من القدماء أنهم حكموا على الأخبار الواردة في باب طينة: (المؤمن والكافر): من أنّ أحدهما من (عليّين) والآخر من (سجّين)؛ ونحو ذلك ممّا (ظاهره) = [الجبر ونفي الاختيار]، بأنّها محمولة على طريق [المجاز والاستعارة].
(4)
المتشابه والزمن..
[أللهُ نزَّلَ أحسنَ الحديثِ كتاباً متشابهاً مثانيَ]- (الزمر 39: 23)
[الكتاب، منهُ آياتٌ محكمَاتٌ هُنَّ أمُّ الكتابِ وأخرُ مُتَشابهاتٌ]- (ال عمران 3: 7)
[المتشابه من القرآن = هو ما خفي بنفس اللفظ ولا يُرجى إدراكه أصلا، كالمقطعات في أوائل السور. الآيات المتشابهات هي الآيات القرآنية المتشابهة، التي تحمل أكثر من تفسير]- ويكي بيديا
المتشابه = ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل، مما استأثر الله بعلمه دون خلقه؛ نحو: وقت المجئ الثاني ليسوع المسيح. ومن آي الكتاب (المتشابه): الحروف المقطّعة في أوائل السور المدنية، لأنها متشابهات في الأفاظ، وموافقات حروف حساب الجمل/ الطبري
متشابه = فيه اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم ، فمن رد ما اشتبه عليه إلى الواضح منه ، وحكم محكمه على متشابهه عنده ، فقد اهتدى . ومن عكس انعكس/ ابن كثير
المتشابه = هو ما لم يتضح المراد به، ما لم يستقل بنفسه وإنما احتاج إلى غيره ليفهم المراد منه/ أحمد
المحكم يميز الحقيقة المقصودة، والمتشابه يشبه هذا ويشبه هذا. يميز الحقيقة المقصودة بمعنى أنه يتضح به المراد، وأما المتشابه فيبقى فيه شيء من التردد أو التوقف أو الاحتمال/ أحمد
المتشابه = هو ما احتمل من التأويل وجوهاً/ الشافعي
وقيل: (متشابه): بمعنى التشابه العام. أي: أنه يشبه بعضه بعضاً في فصاحته وبلاغته وإتقانه، كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ [الزمر:23]
وعن مجاهد : المتشابهات يصدق بعضهن بعضا . وهذا إنما هو في تفسير قوله : ( كتابا متشابها مثاني ) [ الزمر : 23 ] هناك ذكروا : أن المتشابه هو الكلام الذي يكون في سياق واحد ، والمثاني هو الكلام في شيئين متقابلين كصفة الجنة وصفة النار ، وذكر حال الأبرار ثم حال الفجار ، ونحو ذلك ، فأما هاهنا فالمتشابه هو الذي يقابل المحكم.
قال مجاهد وعكرمة : المحكم ما فيه من الحلال والحرام وما سوى ذلك متشابه يشبه بعضه بعضا في الحق ويصدق بعضه بعضا.
قال محمد بن جعفر بن الزبير : المحكم ما لا يحتمل من التأويل غير وجه واحد والمتشابه ما احتمل أوجها.
فالتشابه يكون بسبب الاحتمال، وأحياناً بسبب الإجمال، وأحياناً يكون بسبب غرابة اللفظة إلى غير ذلك/ ابن القاسم العتقي* [750- 806م]
(5)
تشابه مطلق..
عن: مدونة الشيخ أ. د. خالد بن عثمان السبت، الالكترونية/ شرح مقدمة أصول التفسير لابن القاسم- (بتصرف وتحرير..)
المتشابه المطلق ماذا يقصد به؟، هل يقصد به المعاني؟ إذا قلت: يقصد به المعاني، فمعنى ذلك أنه يوجد في القرآن أشياء لا يعلم معناها إلى الله، فهذا وإن قال به بعضهم إلا أنه مردود؛ لأن الله لم يخاطبنا بالأحاجي والأمور الغامضة التي لا يعرف أحد معناها، وإنما قال: [وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ]- (القمر 54: 17)
وقال: [أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ]- (النساء 4: 82)، [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ]- (ص 38: 29)..
كيف يحصل التدبر؟.. حثّ على تدبّره، فكيف يقال: إن فيه أشياء لا يفهم معناها، لا يعرفها النبيّ ولا العلماء، ولا أحد من الأمة؟ هذا لا يوجد في القرآن إطلاقاً، الله خاطبنا في لغة العرب بما نفهم، فلا يوجد في القرآن شيء من (المتشابه المطلق) من جهة المعاني.
فإذا وقفت [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ]- (ال عمران 3: 7) فهذا من (التشابه المطلق)!.
على ماذايحمل التشابه المطلق؟..
1- يحمل على حقائق الأمور الغيبية، وما لا يعلمه إلا الله، مما أخبر عنه القرآن من الغيوب.
2- إخبار عن صفاته -تبارك وتعالى: نحن نعرف المعنى، نعرف معنى (عزيز)، ومعنى (حكيم)، ومعنى (سميع)، ومعنى (بصير)، لكن (كيف) سمعه؟ لا نعلم، (كيف) بصره؟ (الكيف مجهول).
3- إخبار عن حقائق اليوم الآخر، متى تقوم الساعة؟
4- طبيعة الحياة الأخرى: اللبن الذي في الجنة من ماذا يتكون، هل من نفس مواد اللبن الذي يتكون هنا؟ ما نعلم، هذه أمور لا نعلمها، حقائق اليوم الآخر التي أخفاها الله -تبارك وتعالى- عنا تكون من قبيل المتشابه المطلق.
(6)
تشابه نسبيّ..
[وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ]- (ال عمران 3: 7)
أي: العلماء يعلمون تأويله، فماذا يكون معنى التشابه؟
(التشابه النسبي): يعني متشابه بالنسبة لبعض الناس/(العامة).
ولكنه: معلوم بالنسبة إلى غيرهم/(العلماء المتخصصون فيه).
فهذا يكون في المعاني، على الوصل يكون المراد به التشابه النسبي في المعنى.
الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ: يعلمون تأويله: قال ابن عباس بن عبد المطلب [619- 687م]: (أنا من الراسخين ف العلم، الذين علمون تأويله!).
المتشابه بالنسبة لبعض الناس: تقول لي: ما معنى غاسق؟، ما فهمت، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ [الفلق:3] غاسق يعني القمر، تقول لي: ما معنى وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ؟ [التكوير:17]؛ لأن هذا يحتمل أقبل وأدبر.
أقول لك: أقسم الله بالليل في حال إقباله وإدباره وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ [المدثر:33]، وقال: وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى [الضحى:2] أرخى سدوله، أقبل، كل هذه الحالات أقسم بها فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج:4] هذا يوم القيامة، ولكن في سورة السجدة يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [السجدة:5] فهذا اليوم عند الله -تبارك وتعالى، هذا غير يوم القيامة، فقد يلتبس عليك، تقول: هذا خمسون ألفًا، وهذا ألف، نقول: هذا غير هذا، فهذا تشابه نسبي.
فيكون (متشابهًا) على من لا يعرف ما (يخصصه)، فيأخذ (العام) على (ظاهره) دون إحاطة بـ(المخصصات) وما يقيد المطلق. وهكذا، فيكون في حقه من (المتشابه).
(7)
المتشابه: الباطنيّة والصوفيّة..
(اتباع المتشابه ليس في خصوص الصفات)- ابن تيميه [1263- 1328م]
لا أعلم أن أحداً من السلف جعل الصفات من المتشابه.
تجد هذا في كتب أصول الفقه، وفي كتب التفسير، وفي كتب علوم القرآن، يمثلون للمتشابه يقولون: مثل آيات الصفات؛ لأنهم يعتقدون أنها من المتشابه؛ لأن كثيرًا ممن ألف في هذه العلوم هم من المتكلّمين/(أهل الكلام)، من الأشاعرة والمعتزلة؛ فيجعلون نصوص (الصفات) من (المتشابه)؛ ولهذا -يحرّفونها-.
وهذا غير صحيح، كيف يكون ذلك من المتشابه؟.
فما لا يفهم المراد منه، لا النبيّ ولا غير النبيّ، من [أسماء الله وصفاته وتوحيده]، فهو من (المتشابهة)؛ نفوّضها مذاهب (أهل التفويض): منهم من يقول: لا يعلمها النبيّ، ولا غير النبيّ، ومنهم من يقول غيير هذا!.
مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أحكم..
السلف فوّضوها. والخلف حققوا المعاني اللائقة بالله نزلوها بها.
وهذا غلط وانحراف، وازدراء بالسلف من صحابة وتابعين/ابن القاسم
فـ(نصوص) الصفات: هي من (المحكم) من جهة (المعنى): نعرف ما معنى( عزيز) و(حكيم)، و(سميع) و(بصير)؛ ولكنّها من جهة (الكيفية) من (المتشابه).
وعندهم قراءتها: تفسيرها.
قراءتها: تفسيرها: ليس معناه أنهم يقرءونها ولا يفهمون معناها، لا، إنما لا يتعرضون لتحريفها.
وهذا المراد، توضحه عبارة: (وتُمرُّ كما جاءت دالة على ما فيها من المعاني): ما كانوا يقرءون ولا يفهمون ما تحت هذه الألفاظ من المعاني، إطلاقاً.
وكلّ (ظاهر) تُرك (ظاهره)، لمعارض راجح، كـ(تخصيص العامّ)، و(تقييد المطلق)، فإنه (متشابه لاحتماله,,): معنيين. وكذا (المجمل). و(إحكامه): رفع ما يُتوهّم فيه من المعنى الذي ليس بمراد.
هنا يريد أن يقول لك: إن (التشابه) يقع من جهات متعددة كـ(الإجمال).
هذا الإطلاق، -في ظني- غير دقيق؛ لأنّ من عرف ذلك، عرف أن هذا: (عام) وهذا (خاص)؛ وأنّ هذا محمول على كذا، فإنه لا يكون في حقه من المتشابه.
توضيح: لو جاءنا إنسان ونظر في قوله تعالى مثلاً: [وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ]- (البقرة 2: 228)، وقال: هذه عامة، كل مطلقة.
فجاءت امرأة وقالت: إنها حامل، توقف.
قالت له أخرى: إنها يائسة لا تحيض، ما في ثلاثة قروء، توقف.
جاءت أخرى قالت: إنها صغيرة لم تحض بعد وطلقت، توقف.
وَالْمُطَلَّقَاتُ: بالنسبة إليه (متشابه)، لكن بالنسبة لغيره: يعلم أن الله قال: [وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنّ]-(الطلاق 65: 4)، فهذا جواب الحامل؛ اليائسة والصغيرة وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ [الطلاق:4]، فهذا بالنسبة إليه (محكم) وليس بـ(متشابه).
(أهل الكلام) حرّفوا النصوص، وقالوا: المحبة إرادة الإحسان، والبغض: إرادة الانتقام. وعرَّفوا صفات الله: (استوى) بمعنى (استولى).
والذين حرفوا حقائق الشرع من طوائف الضلال من الباطنية ومن شابههم مثل: أهل التصوف، بعض طوائف المتصوفة. يقولون مثلاً كبعض قول الباطنية: الصلاة مناجاة الوليّ، والحجّ قصد الوليّ، والصيام كتم أسرار المذهب، والاغتسال من الجنابة هو التوبة من إفشاء سرّ المذهب.
وقول الجهمية والمعتزلة وغيرهم في بعض ما جاء في اليوم الآخر وفي آيات القدر وآيات الصفات، هو من تحريف الكلم عن مواضعه، ومنه تأويلاتهم بالنسبة للصفات: اليد بالنعمة أو القدرة أو القوة؛ والاستواء بالاستيلاء ونحو ذلك.
فحرفت نصوص الكتاب والسنة، وحقائق الشرع، وحرفت نصوص المعاد، قالوا: لا جنة ولا نار، هذه رموز، يفهمها أهل الظاهر ولها باطن غير الظاهر، القرآن له باطن وظاهر، وجاءوا بهذه الانحرافات والضلالات العظيمة.
(8)
المتشابه والتشيّع..
[فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ]- (ال عمران 3: 7)
أولا: اتباع المتشابه.
ثانيا: ابتغاء تأويله/(وليس تفسيره).
ثالثا: ابتغاء الفتنة/(شق وحدة الأمة).
رابعا: التأويل = الخروج من المعنى الظاهر للباطن/(الاحتمالات).
خامسا: الفتنة = وضعه على غير مواضعه.
والغاية: لصدّ الناس، وصرفهم عن دينهم، وتشكيكهم بالقرآن، وبمُنِّزل القرآن، وبمن جاء بالقرآن، فإذا وَجد بعض الآيات تَوهّم منها التعارض، قال: ما المراد بهذا؟.. على سبيل التشكيك والتلبيس. فهذا لا يتتبع إلا مثل هذه الأمور.
الزيغ: هو الانحراف عن الحق، الميل عن الحق إلى الباطل، وهذا تارة يقع للمنافقين، وتارة يقع لضعفاء الإيمان، وتارة يحصل من الكافرين. وفي كلام المستشرقين وغيرهم أشياء، فيتتبعون مثل هذه المواضع ويتركون المحكم، فيلبِّسون بذلك على الناس.
(ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ): ليس المقصود (طلب التفسير) وإنما المقصود (ابتغاء التأويل): بمعنى أنهم يقصدون بذلك الاشتغال: البحث عن هذه الأمور التي لا يتوصلون إليها بالطرق الصحيحة كما يقول الشاطبي الغرناطي [ت 1388م]، وإنما يتوصلون إليها بطريق معوجة، وهي تتبع المتشابه، وهذا الطريق هو الطريق المنحرف.
و(التأويل) عند المتأخرين من المتكلمة والمتفقهة ونحوهم: هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به؛ أو: حمل (ظاهر) على (محتمل) مرجوح.
وهذا باب واسع، دخلت منه طوائف من أهل الكلام والباطنية وغيرهم؛ فحرّفت فيه نصوص (الصفات)، ونصوص (المعاد)، و(حقائق الشرع).
وهكذا حرفوا معانيَ القرآن:
فـ(الصفا) = عليٌّ، و(المروة) = فاطمة، مثلاً؛ أو يقولون: (الصفا) = النبيّ، و(المروة) = عليٌّ!
و[مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ]- (الرحمن 55: 19): البحران: عليٌّ وفاطمة.
[يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ]- (الرحمن 55: 22): الحسن والحسين.
[إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً]-(البقرة 2: 67): قالوا: عائشة، هذا قاله الرافضة.
والصوفيّة قالوا: هي النفس تذبح بسكين الطاعة.
وقالت طائفة من الصوفيّة: [قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ]- (التوبة 9: 123) قالوا: هي النفس.
وما تأوّله القرامطة والباطنية للأخبار والأوامر، والفلاسفة للإخبار عن الله واليوم الآخر، والجهمية والمعتزلة وغيرهم في بعض ما جاء في اليوم الآخر، وفي آيات القدر وآيات الصفات، هو من قبل (تحريف الكلم عن مواضعه)/(النساء 4: 46).
(9)
التأويل وأبعاده..
[وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ]- (ال عمران 3: 7)
ما المراد بالتأويل؟
المعنى الأول:
التأويل: مأخوذ من الأوْل وهو الرجوع، ما يرجع إليه الشيء ويصير إليه في ثاني حال.
فعندنا الكلام إنشاء وخبر.
فتأويل الخبر: القرآن أخبر عن أمور، أخبر عن القيامة، أخبر عن العذاب، أخبر عن النار، وقال: [هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا]-(الاعراف 7: 53).
فما المراد بتأويل الخبر؟
هل الإستعمال الذي في القرآن يقول: التأويل: هو نفس وقوع المخبر به؟..
وقوع المخبر به: حصول المخبر به؛ تأويل الخبر: هو تحققه.
أخبر عن وقوع القيامة مثلاً: قامت القيامة: تأويله: [سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ]- (القمر 54: 45) = حصلت الهزيمة يوم بدر، هذا تأويله.
وقال عن الروم: [غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ]- (الروم 30: 2- 4) = تأويله هو وقوع الغَلَبة للرّوم بعد ذلك؛ فهذا يكون في الدنيا ويكون في الآخرة في القيامة.
تأويل الخبر : وقوع المخبر به: تأويل الرؤيا: يأتي بمعنى يتصل بهذا أحياناً؛ لأنه يأتي بمعنيين، فالمعنى الذي يتصل بهذا هو قول يوسف: [يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا]-(يوصف 12: 100).
في البداية قال لأبيه: [إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ]- (القمر 12: 4).
في نهاية المطاف لما جاءوا إليه جميعاً، بعد أن عرفوه وعرفهم، وطلب منهم المجيء ودخلوا عليه؛ حصل تأويل هذه الرؤيا [خَرُّوا لَهُ سُجَّدًا]- (يوسف 12: 100).
فقال لأبيه ما قال: [هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا]- (يوسف 12: 100).
فتأويل الرؤيا: هو حصولها وتحققها ووقوعها.
المعنى الثاني:
التأويل هو التفسير. تأويل الآية أي: تفسيرها، وتأويل الرؤيا: أي: تفسيرها. [نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ]- (يوسف 12: 36)؛ يعني: بتفسيره، [وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ]- (يوسف 12: 44)؛ يعني: بتفسير الأحلام. فيأتي التأويل في الرؤيا أيضاً بمعنى التفسير.
ويأتي تأويل الكلام بمعنى: تفسيره. بيان المعنى يسمى (تأويلا). وعلى هذا يكون (التأويل والتفسير) = معنى واحد.
ما الفرق بين التأويل والتفسير؟
التأويل تارة يكون بمعنى التفسير، تأويل الكلام وتأويل الرؤيا.
وتارة يأتي بمعنى ما يصير إليه ويرجع إليه الشيء في ثاني حال، فإن كان أمراً، ففعل المأمور.
ومنه قوله: [فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا]- (النصر 110: 3). قالت عائشة: كان الرسول يكثر في ركوعه وسجوده قول: [سبحانك الله وبحمدك الله اغفر لي]، يتأوّل القرآن.
ما معنى (يتأوّل) القرآن؟.. يعني: يطبق، ينفذ، يمتثل.
فصار تأويل الأمر = فعل المـأمور؛ تأويل الخبر = وقوع المُخبَر به؛ تأويل الرؤيا = وقوعها وتحققها.
فعلى هذا، يكون التأويل غير التفسير.
المعنى الثالث:
صرف المعنى الراجح/(الظاهر) إلى المعنى المرجوح/(الرمزي)..
عند السلف تفسير الكلام وبيان معناها. وعند المتأخرين من المتكلمة:(علماء الكلام)، والمتفقهة ونحوهم هو: صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح بدليل يقترن به.
فالتأويل عند المتكلمين/(والمتفقهة ونحوهم)، يعني (علماء الأصول) الذين يكتبون في (علوم القرآن) غالباً يُحمِّلونه على هذا المعنى، وهو معنى حادث، وجد بعد المائة الرابعة، ما كان السلف يؤوّلون هذا التأويل، ولا يجوز حمل ألفاظ القرآن على اصطلاح حادث.
إذا قلت بأنه (تفسير عملي واقعي)، فهو ما يسمّونه (الوجود الخارجي).
أما الذي قبله/(السّلف) فيكون (الوجود الذكْري) باللسان، أو (الوجود الرّسمي) بالكتابة.
وفي تفسر: [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ]- (ال عمران 3: 7)، [هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ]- (الاعراف 7: 53)، لا يجوز أن تفسّر (التأويل) هنا بصرف اللفظ من المعنى (الراجح) إلى المعنى (المرجوح) بقرينة، لا يجوز؛ لأن هذا المعنى (ما) كان معهوداً لدى المخاطبين بالقرآن في حينه.
ومنه تأويلهم (الأحد) بأنّه الذي لا يتميز منه شيء عن شيء. أيّ: إن الله جوهر فرد، (لا ينقسم ولا يتجزأ).. إلى آخر الفلسفة التي لم ترد في كتاب الله ولا في سنّة رسوله.
هكذا فسّروا الأحد: لا يتجزأ، أو: لا يتميز منه شيء عن شيء.
وأنّ اليوم الآخر: تخييلات للحقائق، من أجل أن العامة بحاجة إلى أمور مادية تسكنهم.
تقول له: هناك جنة ونار ونعيم، فيستجيب ويترك الإجرام والسرقة.
لكن هم لا يحتاجون إلى مثل هذا، هم يكفيهم المعاني الشريفة والمُثُل بزعمهم.
المعنى الرابع: التأويل المنفي..
بمعنى أن التأويل المنفي: [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ]- (ال عمران 3: 7) هل المقصود به التفسير؟
ومنه القول: إن في القرآن أشياء لا يعلم معناها إلا الله؛ فهذا خطأ.
تأويل المنفي ليس بمعنى (التفسير). والتأويل الذي جاء في مثل قوله: [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ على الوصل وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ]- (ال عمران 3: 7) سبق إثباته لهم، بمعنى التفسير.
المعنى الخامس: التأويل المردود..
وهو : صرف الكلم عن (ظاهره) إلى ما (يخالف ظاهره).
ولم يقل أحد من السلف: ظاهر هذا غير مراد، ولا قال: هذه الآية أو هذا الحديث مصروف عن ظاهره، مع أنهم قد قالوا مثل ذلك في آيات الأحكام المصروفة عن عمومها وظواهرها، وتكلموا فيما يستشكل مما قد يتوهم أنه متناقض.
بمعنى أن السّلف ما كانوا يعرفون هذا (التحريف) الذي سمي بـ(التأويل)، وتكلموا في الأشياء في المعاني كلها - معاني القرآن، ولم يتوقفوا في شيء بدعوى: أنه ممّا لا يعلمه إلا الله مثلاً، أو أنهم (حرّفوه) عن معناه (الظاهر) إلى معانٍ أخرى.
ولهذا تجد ابن جرير الطبري[839- 923م] يكرّر كثيراً هذه القاعدة أنه: لا يجوز العدول عن ظاهر القرآن المتبادر، إلا لدليل يجب الرجوع إليه!. ولهذا كان تفسيره من أنفع التفاسير؛ لما فيه من التقعيد والتأصيل الذي يبني طالب العلم.
المعنى السادس: المجاز..
قال ابن تيميه: (المجاز حمار التأويل، أو العكس). فإذا ذكر (التأويل) عند المتأخرين ذكر (المجاز)؛ لأنهم حينما يصرّفونه من المعنى (الراجح) إلى المعنى (المرجوح)، فإنهم يحمّلونه على (المجاز)/(الرمز).
وأهل الأصول يجعلون التأويل على ثلاثة أنواع: تأويل قريب محتمل، وهذا يكون لدليل؛ وتأويل بعيد، وهو الذي دليله ومستنده يكون ضعيفاً؛ وهناك نوع يسمّونه باللعب، ليس له مستند أصلاً.
(10)
التشابه: المسكوت عنه في الإسلام..
كيف ننظر للنص القرآني؟..
هل ثمة قراءة وافية مستقلة، خارج الجماعات والمذاهب والطوائف والصراعات الشخصية والبلدانية والثقافية، للرواة والمحدثين والقراء والمؤرخين والفقهاء والعلماء والمفسرين والباحثين والشيوخ، منذ القرن السابع لليوم. وكم الذين يعترفون بتلك الصراعات، المنعكسة على تشويه النص والقراءة الإسلامية.
وإذا كان العقل العربي، والثقافة والهوية العربية، قد تجوهرت وتمحورت حول (القرآن والإسلام)، لماذا نستغرب حالة التشظي والتمزق والهشاشة، التي وسمت ثقافتنا وهويتنا، وعلاقتنا بالذات ومكوناتها التراثية؟..
ليس لدينا مدرسة فكرية في دراسة الشعر العربي القديم ودراسته وفهمه؛ وكم هي نسبة الاتفاق بين مؤرخي الأدب ونقاده وقوافل الأكادميين المعتاشين على هوامشه، على قاعدة فكرية عربية واحدة، تنطلق منها قراءات ودراسات وشهادات طلبة الأقسام الأدبية، التي تستغرق أكثر من نصف التخصصات الأكادمية العربية على الاطلاق، بغير طائل.
الاكادميون العرب لما يزالوا يتنزهون بين أسواق التراث، وأسواق الحداثة والمستشرقين، ولا همّ لهم غير تعليق الألقاب العلمية، التي لا تزيد في قيمتها عن ألقاب الشيخ والسيد والحافظ والفقه والعطار والصفار والبزاز.
هل الدين هو الذي حبس عقول العرب عن البحث والاستقصاء والاكتشاف والتطور، أم عقول هؤلاء حبست الدين عن الخروج من سراديب التراث وعقلته عن التطور وتطوير ومناهج الحياة والفكر المعاصرة؟..
ولكن.. قبل التحدث عن العقل، أين هي أصالتنا كعرب؟؟..
ولماذا نقف منحنين/ مستحين، أمام أبناء أقوام أخرى، بدء من الترك والفرس والروس والألمان وحتى آخر أمة قومية تخرج للوجود؟.
يقول جواد علي [1907- 1987م] أنّ العرب ما كانوا يتسمّون بصفة (عرب)، إنما كانوا يتسمّون بعشائرهم وقبائلهم ومناطقهم وقراهم وطوائفهم ومذاهبهم وفرقهم وعوائلهم ومهنهم وعاهاتهم؛ أما صفة العرب والعربان والأعراب، فهو ما تصفهم به الأقوام الأخرى.
بمعنى، أنه لا العروبة ولا الإسلام، شكلت انتماء حقيقيا، لأبناء العروبة ولا أتباع الإسلام.
وفيما لا تحضر العروبة إلا هامشيا وفي حالات محدودة، لم يكن الانتساب للاسلام غير هوية ثقافية عامة، ووسيلة براغماتية انتهازية نفعية ليس إلا.
إذن نحن في أزمة إشكالية حقيقية، مأزومين كوجود ناقص ومشوّه؛ لأنه ليس ثمة وجود أو هوية أو ثقافة، بلا وطنية قومية؛ ليس ثمة انتماء يختزل الأرض من تكوينه، أو يعوّمها لصالح أفكار وانتماءات وولاءات غير وطنية قومية، وليس هذا مرض العصر، وإنما داء العرب والأعراب الذي منعهم من الشعور بالذات القومية والانطلاق من الذات للعالم، مقارنة بالشخصية الفارسية أو الهندية أو التركية، ولا معنى لمقارنة أنفسنا بأهل الغرب.
ورغم ان غالبية مصنفي الأدبيات الإسلامية ومدراستها الفقهية، من غير أصول عربية، فلا نعرف شيئا عن تاريخ العرب، ولا الإسلام، ومن الهون بالذات بمكان؛ أن نمنح ثقتنا للأعاجم والمستشرقين، ونسيل على قمصانهم، لنترسم ملامحنا، لا اليوم، ولا قبل اليوم.
حاولت في هذا البحث المطوّل، التعرض لجزئية قرآنية، لا تزيد في أذهان الكثيرين، وأسماع طفولتنا، غير كلمات معدودة: ناسخ ومنسوخ، أم الكتاب ولوح محفوظ، لم نشك يوما، في الحاجة لها أو تفاصيلها. فإذا كلّ مفردة تتكشف عن قاموس ومدارس، وكلّ حرب ينقسم إلى أبواب ومكتبات؛ وإذا بتلك القواميس والمدارس والأبواب والمكتبات، تمسّ وتشكل تفاصيل وجودنا الإنساني والثقافي والنفسي والاجتماعي، وكلّنا عنها ساهون.
يستطع كل فرد أن يضع (القرآن) و(البخاري) و(الطبري) و(الكليني) و(الطوسي) و(جعفر الصادق) على الرفّ، أو كوخ الأنقاض في الحديقة، ويرتدي الجلد الذي يعجبه، ونحن في ذروة عصر الستايل و(آوت لوك)؛ ولكننا لا نستطيع الغاء آبائنا وعوائلنا، جيراننا وأبناء بلداننا، من حياتنا، ولن نستطيع تغييرهم حسب هوانا، بنقرة على لوحة مفاتيح الكومبيوتر، أو لمسة خفيفة على شاشة الهاتف الالكتروني.
كم هي الخيانة عميقة الجذور في ذواتنا وأعراقنا، وأولها، خانة الذات؛ فأين يكون الضمير إذن، من ذات خائنة؟..
لا بأس.. رغم كلّ شيء، نحن أبرياء.. بل نحن مظلومين، وحقوقنا منقوصة..
لقد رأينا ما انتهت اليه (لعبة) .. (المتشابه)، وهي ما زالت تتسع وتتردى عمليا وسطوحيا، حتى تتغرب عن المعنى وعن نص القرآن.
ولكن الأكثر منه، عدم علاقة المتشابه بالمنسوخ، رغم تأكيد الغالبية، على (تعليق) - المتشابه- على كاهل (النسخ). (اقرؤا الكتب، لتعرفوا الحقّ، والحقّ يحرركم)..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أودّ التنويه للقارئ، أنّ هذا الفصل غير مكتمل البحث والاستنتاج، ويقتصر على الأسئلة.
* ابن القاسم العتقي [750- 806م]: أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة (132 هـ - 191 هـ)، صحب الإمام مالك بن أنس [711- 795م] عشرين عاماً، وكان ابن القاسم من تلاميذه المخلصين، يسمع ويحفظ ويعمل بنصحه. وكان أعلم تلاميذ مالك بعلمه، وآمنهم عليه، وكان رجلاً زاهداً تقياً عزوفاً عن الحكام، يردد دائماً: (ليس في قرب الولاة، ولا في الدنوّ منهم خير). ومن أعماله: (المدونة الكبرى في المذهب المالكي). قال عنه زميله عبدالله بن وهب [743- 812م]، أطول تلاميذ مالك صحبة له: إذا أردت فقه الامام مالك، فعليك بابن القاسم، فإنه انفرد به وشغلنا بغيره./ ويكي بيديا
* في الفقرات [5، 6، 7، 8، 9] تم الاعتماد على: مدوّنة فضيلة الشيخ أ. د. خالد بن عثمان السبت، على الشبكة- شرح أصول التفسير لابن القاسم. وعناوين الفقرات والتحرير (بتصرف)، من قبل الكاتب.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [17]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [16]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [15]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [14]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [13]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [12]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [11]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [10]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [9]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [8]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [7]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [6]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [5]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [4]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [3]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [2]
- الناسخ والمنسوخ وما وراءهما- [1]
- أنا لا أعبد موتى
- بصراحة.. لا غير//2
- بصراحة.. لا غير..


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [18]