أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - كروية المعاني














المزيد.....

كروية المعاني


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6498 - 2020 / 2 / 24 - 15:19
المحور: الادب والفن
    


كائنات تعيش . لكنها لا تدري لماذا ولا كيف
لا أحد يعرف المعرفة الكاملة والعالم مصاب بالدوار
ثم أصلا هو يعيش الدوران .
النخب التي تنوب أو تمثل كل هذه الكتل البشرية الهائلة
بأجيالها المنصرمة والمقبلة هي أيضا لا تدري ما يعرف ويسمى بحقائق الوجود المطلقة .
الوجود نفسه لا يدري أنه لا يدري . لذا هو يتطور يتغير يتقدم نحو المجهول .
التاريخ قد يقول شيئا ويحكي لنا عن هذا الخلط الأعمى لهذا اللغز الغامض والمبهم
وحتى هذا التاريخ نفسه لا يسلم من النبش ويتعرض للخبش و التدوير والتكرار الممل
والتدليس أيضا .
وهو بالفعل يتجدد ويؤول .
الأرض التي نركض ونهرول فوقها هي عبارة عن دائرة . كرة تعبث بنا مثلما نلعب نحن
بكرة القدم في مباراة صاخبة نقدف بها إنتقاما من مشاكلنا العصبية . وقد جن بها الأغلبية الساجقة
من البشر . كائنات مكورة جرى تكويرها ليوظف في شتى المجالات التي تروم المخادعة .
رؤوسنا مكورة . السماء بدورها تعتمد التكوير .
النجوم الكواكب النيون الشمس القمر الثقب الأسود كلها دوائر .
لماذا ياترى كل المحاور والمركزيات كلها تأخذ شكل الدوائر ؟ والمرعب في كل هذا التكوير
هو الحيز الهائل الذي يحوي كل هذه الدوائر الضخمة الهائلة . حيز من الفراغ
والعراء والفضاء والمتسع اللامحدود واللانهائي الذي ليس له هيولية واضحة .
رؤية الوجود والكينونة تتجاوز عقول المكورات . ومن العين المكورة تنطلق الرؤية و
بداخل العين بؤبؤ يشبه كثيرا تلك الكرة الصغيرة التي طالما لعبنا بها ونحن أطفال وكنا نحاول
توجيهها نحو الثقب الذي بالضرورة كان بلون التراب . البؤبؤ كرة صغيرة نرى بها الأشياء الكبيرة
وليست البعيدة .
تدور الفصول أيضا وتدور دوران يبدأ بالولادة ولا ينتهي بالتلاشي في اللاشيء
دوران لا ينتهي مع حركية الليل والنهار . الشروق والغروب .
ونحن ندور في الحلقة المفرغة مع كل الكائنات . نغادر ونعود بوجوه جديدة وبنفس الأسلوب الذي يتكرر .
الزمان نفسه حلقات دوائر يتوحد فيها أو بها الدوران الشامل والكلي .
نقط الأمكنة منها تنطلق وإليها تعود في حدود معينة لا نهائية . النبات نفسه يعود مثلنا عبر المواسم في استمرارية
منسجمة أيضا مع الأسلوب العام المتجدد .
أما المنعطفات والمنعرجات فهي وهمية مثل الحدود كالتفاصيل ولا فرق على الإطلاق بين الكائنات المتنوعة فهي تتشارك كل التفاصيل في الدورة
الشاملة للوجود اللامسمى إلا في الكلام والصوت . كل شيء نسبي ودائري . والنظرة تفسر الأعماق والأصوات تفسر أيضا دوائرها
أصوات مجرد ألحان وموسيقى ورنين .
الأسماك في المحيطات والبحار تطير في الماء الثقيل الوزن
الطيور في الهواء تسبح في الفضاء الهوائي المائي الخفيف الوزن
والكل يتغذى من الكل . نفس الكل . ويتماهى في قراءة الحياة والموت في المؤقت الذي يعود .
في نفس الوقت لا شيء حقيقي سوى الخوف . ولولا الخوف لإنتهى الإستمرار ولفشلت المعرفة .
( لا ) هي ( نعم ) والعكس أيضا صحيح . نفس الجوهر يشتغل ليكمل هذا بذاك . وإلا لكنا قد توقفنا
وتجمدنا وانتهينا في اللاشيء فيختفي الشيء .
وماذا عن الأديان ؟ ولماذا هي متعددة بينما الله واحد ( مثلا ) ؟ ولماذا إنقرضت الآلهة القديمة
و تجددت في المفرد والمدكر ؟ .
كل هذه الأسئلة دعمتها الرؤوس المتكورة وهي أيضا مثل كرة تتقادفها الرؤوس
فتنعش الصراعات والسباق والحروب التي لا تتوقف إلا لتبدأ من جديد في توقيت لا يتخلى
عن أن يدور ويدور . والعود الأبدي يتبادل الأزل والأبد ولا شيء مكشوف ومؤكد . لكنه يخضع للتدوير العام
والله يطل علينا من ثقب الباب . باب هو أصلا غير موجود .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن صديقي
- غيمة على الطريق
- خلف المرآة
- كأن شيئا لم يكن
- مفترق الطرق
- ترى ماذا يعنون بالحقيقة ؟
- شذرات عن أ سرار الرعب
- همسة ميتافيزيقية
- الغسق
- كتاب النفس
- قصيدة ولوحة - إلى الشاعر حسن والفنان بوزباع
- الأزل والأبد
- لغو البلاهة
- وجهان في نسخة واحدة
- حروف السير
- ملابسات
- إرتدادات
- ماذا أقول للشوق ؟
- حفنة ضوء
- المجروح


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - كروية المعاني