أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - لنقد الأدبي كمعيار فكري وابداعي وفلسفي














المزيد.....

لنقد الأدبي كمعيار فكري وابداعي وفلسفي


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 13:52
المحور: الادب والفن
    



هناك علاقة عضوية بين النقد والايديولوجيا، وأعني بالأيديولوجيا ليس فقط المنظومة الفكرية، انما القدرة على الربط بين الثقافة والمجتمع، بين الثقافة والانسان. وهذا هو الغائب الكبير عن الممارسات النقدية وعن فكرنا وثقافتنا عامة!!
ان الثقافة بمسارها التاريخي، ابداعا او نقدا، شكلت ظاهرة اجتماعية ودافعا لإثراء الوعي الثقافي والفكري للإنسان. والنقد هو أحد الأدوات الهامة في هذا الفعل. وهنا لا بد من التأكيد ان النقد هو مدرسة للتوعية وليس مجرد مديح او ذم.
للثقافة النقدية مدلولات ابعد كثيرا من مجرد الابداع الأدبي، الأدب هو الجانب الروحي للثقافة، والثقافة بمفهومها التاريخي تشمل الابداع المادي ايضا، أي انجازات الانسان العمرانية في الاقتصاد والعلوم والمجتمع والأدب والسياسة، وهذا يُحمل الناقد على الأخص، وكل المبدعين في مجال الثقافة الروحية، مسؤولية كبيرة ان لا يغرقوا في المبالغات المرعبة في بعدها عن الواقع، تماما كما في العمليات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. أي الالتزام بفن الممكن ومعطيات الواقع، بدون مبالغات باسم الثقافة والنقد الأدبي واثارة الأوهام بالوصول الى القمة الابداعية من اول غزوة، خاصة لدى الأدباء الناشئين... واضيف لدي غير الناشئين أيضا كما نعاني في ثقافتنا ونقدنا!!
لاحظت، وهذا يؤلمني حتى النخاع، التضليل الأدبي الذي يقوم به بعض مثقفينا، تحت نصوص تسمى بالنقد، يغيب عنها النقد، وتغيب عنها الذائقة الأدبية البديهية، وأكثر ما يغيب عنها المصداقية والاستقامة الأدبية. هذه الظاهرة تتسع باضطراد في الثقافة العربية داخل اسرائيل، خاصة بتناول اعمال أولى لأدباء او بالأخص لأديبات، قد يبشرون بمستقبل واعد، لكن يجري شبه تأليه لنصوصهم، هو أقرب للتضليل، كأن النقد يتحول الى ظاهرة ذاتية، لا علاقة لها بالثقافة، ويساعد على ترويجها في الفترة الأخيرة بعض الكتاب العرب المنقطعين عن المفاهيم البدائية للفكر الثقافي، فيما يسمى نقدا يفيض بالمدائح غير المعقولة والتضليلية للأدباء او الأديبات الناشئين وهم في بداية طريقهم لتشكيل عالمهم الأدبي ووعيهم الثقافي.
ما اكتبه ليس نفيا لإبداعهم لكن للتنبيه لهم ولمن ينتقدهم ان الهدف ليس ابراز مكانة الناقد وكسبه شعبية، وهي ظاهرة عالجتها سابقا، بل إعطاء المبدعين والمبدعات مجالا لتطوير ادواتهم وعالمهم الفكري والابداعي وليس ايهامهم انهم وصلوا القمة من اول صياغات أدبية. طبعا لا انفي ان في صياغاتهم بشارة كبيرة بظهور ادباء او اديبات لهم مستقبل زاهر، لذا المديح المنفلت للجيل الناشئ خاصة باسم النقد هو تخريب وايهام قد يشل المبدع ويقضي على تطوره.
لا اريد ان يتوهّم القارئ أني استاذ في النقد الادبي، انا أساسا قارئ متذوق للأدب، خضت ساحة النقد مجبرا من رؤيتي الفوضى النقدية وتحول النقد الى علاقات شخصية او حزبية او عائلية، واهمال اعمال ادباء ناشئين وانا منهم.
تأثرت في اقتحامي لحلبة النقد (وليس حلبة المصارعة) من استاذ الأجيال مارون عبود، بنهجه ورؤيته ان الذائقة الأدبية هي أفضل معيار نقدي، وعلى اساسها مارس أعظم النقاد العرب (مارون عبود) عمله النقدي الثقافي الابداعي الخالد، ونفس الظاهرة نجدها لدى الناقد الكبير محمد مندور. وقد دمجت مع ذائقتي الأدبية فكري الفلسفي العام والنظري الثقافي مما يجعلني أفكر ألف مرة قبل ان اخط جملة او موقفا نقديا، خاصة بإبداع الناشئين، الذين يجب تناول أعمالهم بحذر وبرعاية، وليس بتأليه مضلل قد ينعكس سلبا على تطورهم ثقافة وابداعا.
أقول بوضوخ وبدون تحايل: حين نُغيّب العقل نُغيّب الفطنة، ونستبدلها بكليشيهات جاهزة، ملّها المتلقي (القارئ) وبالطبع في هذه الحالة يصبح الادعاء ان واقعنا الثقافي يشهد نهضة ثقافية وانتشارا واسعا للثقافة، نوعاً من السخرية السوداء.
الثقافة بكل أشكالها الروحية (أي الإبداع الأدبي) والمادية (أي الإنتاج الصناعي والتقنيات والعلوم) كانت دائماً معياراً صحيحاً لتطور المجتمعات البشرية، ومازال المؤرخون يعتمدون الثقافات القديمة وانجازاتها في جميع مجالات الحياة والمجتمع، كأداة لفهم طبيعة تلك المجتمعات ومدى رقيّها وتطورها.
للأسف نقدنا لا يتعامل مع حركتنا الثقافية بتعدد وجوهها الإبداعية، إنما بانتقائيـة لا تعبـر إلا بشكـل جزئـي عـن ثقافتنـا، وأحيانا بتشويه مؤسف!!
اكتب هذه الملاحظات بدون علاقة مع ما ينشر من مقالات نقدية، فانا هنا لا أقيم تلك المقالات، وفي بعضها جهدا نقديا واضحا، انما في الكثير منها مجرد صياغات لا تمت بصلة لموضوع النقد والابداع الأدبي.
ما اطرحه هنا هي رؤية فكرية ثقافية فلسفية عامة.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبحار الى حافة الزمن مع الأديب د. جميل الدويهي
- صفقة القرن: هل هي تغطية أيضا لتاريخ النكبة المرعب؟!
- حق الشعب الفلسطيني هو حق قومي وليس ديني
- يوميات نصراوي: في ذكرى وداعك: ستبقين أمي ..!
- صراع سياسي في كوستاريكا
- يوميات نصراوي: مدمن الخمر والقس
- يوميات نصراوي: الطريق الصعبة الى الاستقلال الفكري
- القصة القصيرة عند الأديب الفلسطيني نبيل عودة هل هي نوسطالجيا ...
- علي سلام هو رئيس بلدية الناصرة.. والصورة تعبير شكلي
- يوميات نصراوي: شاعر من هذا الزمان
- التفكير الانديكتيفي
- مجتمعات بلا ثقافة لا مستقبل لها!
- -بنات الرياض- رواية إخترقت الجدار
- هل توجد تقنيات جاهزة لكتابة القصة القصيرة؟
- ما قبل الثقافة، ما بعد الثقافة
- هل لدينا حداثة حقا؟
- نقدنا وفلسفة النقد الغائبة
- فلسفة مبسطة: مفهوم الله في تاريخ البشرية
- فلسفة مبسطة: رؤية واقعية...؟
- لن يبقى إلا أربعة عروش لأربعة ملوك


المزيد.....




- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - لنقد الأدبي كمعيار فكري وابداعي وفلسفي