أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - الإبحار الى حافة الزمن مع الأديب د. جميل الدويهي















المزيد.....

الإبحار الى حافة الزمن مع الأديب د. جميل الدويهي


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 16 - 20:31
المحور: الادب والفن
    



الإبحار الى حافة الزمن، هي قصة او الأصح رواية قصيرة (نوفيلا) للأديب المهجري المقيم في استراليا د. جميل الدويهي.
قرات له العديد من اعماله الشعرية والنثرية وبعضها باللهجة العامية اللبنانية الآسرة، وفاجأني بانه يكتب الشعر بأساليب مختلفة ومتنوعة من العامي الى الفصيح، وبكافة مدارس الشعر واساليبه، وارى انه بحق يشكل مدرسة شعرية لا يستهان بها بطاقاته الإبداعية وفكره الفلسفي المتنور. حتى نثره فيه روح الشعر. ها هو يطل علينا برواية "الإبحار الى حافة الزمن" التي كشفت امامي روائي متمكن من فنه وهذه اول رواية أقرأها له.
افتتاحية الرواية تأخذ القارئ بدون مقدمات الى اهم ما في العمل الروائي من فن السرد، بإثارة الدهشة لدى القارئ، بدون مقدمات مملة، وبلغة قصصية جذابة بتركيبتها، وهو بذلك يثبت انه خبير ومتمكن من هذا الفن، ويعرف كيف يطوع جماليات اللغة ليأسر القارئ أيضا بلغة السرد، ثم ياسره بأحداث الرواية. وهي احداث متسارعة لا تعطي للقارئ فرصة للتثاؤب، وتدفعه لإتمام قراءة النص الروائي بلا توقف.
د. جميل الدويهي لا يعطي للقارئ فرصة لينقطع عن التواصل مع شخصيات روايته واحداثها التي تتواصل بنسق سريع تاركا القراء يلهثون وراء تطور الأحداث.
كما ذكرت يدخلنا لتفاصيل مثيرة حول جريمة قتل وتحقيقات بوليسية مع متشرد اسمه ريتشارد ليقول لنا في مكان متقدم أكثر انه بالأصل من عائلة لبنانية هاجرت الى استراليا، احبته صاحبة بار، ولكنها ارتكبت جريمة قتل ضد شخص حاول اغتصابها فسجنت.
كان هذا تمهيدا لنتعرف على بطل الرواية ريتشارد، عشيق صاحبة البار، وصديقه المتشرد أيضا ستيف.
عمليا يقودنا الكاتب هنا الى احداث روائية جديدة، بعد تعرف ريتشارد على سائح امريكي اسمه روبرت طلب منه مرافقته مقابل اجرة.
ان خلفية البداية هي لتصوير شخصية البطل الرئيسي ريتشارد لنبدأ في الدخول الى عالم قصصي جديد. روبرت يبحث عن ثروة ذهبية اخفاها السكان الأصليين لأستراليا وعرض على ريتشارد مرافقته مقابل اجرة وهنا يبدأ النص بالانفتاح على عالم أوسع من عالم المتشرد، رواية جديدة او الأصح احداث جديدة بعد ان تعرفنا على الشخصيات التي تشكل محورها، ويثور السؤال الذي اشغلني: هل كان السرد القصصي الأول ضروري لكي ندخل في احداث النص القصصي الجديد؟ لأنه تقريبا لا علاقة بالأحداث الا لتصوير شخصية بطل الرواية ريتشارد وشخصية السائح للأمريكي روبرت. طبعا ينضم أيضا صديق ريتشارد ستيف، عمليا رواية جديدة رغم انها لم تنفصل كليا عن بدايتها.
هنا اريد ان اذكر امرا هاما، ان اللعبة السردية القصصية لم تضعف بل ازدادت قوة وتألقا، قربت القارئ لشخصية ريتشارد، ويكاد القارئ يشعر انه يتواصل مع الأحداث الأولى، قضية قتل صاحبة البار لشخص حاول اغتصابها وعلاقتها الخاصة بريتشارد.
الى جانب ريتشارد ينضم أيضا صديقه ستيف وهكذا يبدأ مشوار كشف احداث تاريخية عن المنطقة التي يتوجهون اليها، وهنا نحن اما سرد لم يترك أيضا شرح تطور الأحداث التاريخية لتلك المنطقة من قارة استراليا، الجولة السياحية والتاريخية تعطي خلفية للحدث الأهم الذي سيتبين لاحقا، موضوع الكنز الذهبي الذي يبحث عنه السائح الأمريكي. رغم ان المضمون القصصي ظل مسيطرا على مجمل احداث الرواية بل وبأسلوب مشوق جدا من حيث السرد ولغة السرد القصصية، وانا اصر ان للفن القصصي لغته الخاصة المميزة والتي تختلف عن أي صياغة لغوية أخرى، وقد اطلقت عليها بمقالاتي تسمية "اللغة الدرامية". وهنا نجد اللغة الدرامية متألقة في السرد القصصي لرواية د. دويهي.
نجح الكاتب د. جميل الدويهي ان يواصل اثارة دهشة القراء للسرد التاريخي عما مر بالمنطقة حيث تدور احداث القصة، والجرائم التي ارتكبت ضد السكان الأصليين (البورجينيين) والعرض السياحي للمواقع التي تدور فيها الأحداث الروائية، وارتباطها بأحداث القصة. خاصة حين يكشف الأمريكي انه يحمل خريطة لكنز ذهبي، دفنه ابورجيني في احدى الغابات. فيما بعد يبحران مع قارب فتاة اسمها ماريان للوصول الى الغابة حيث دفن الذهب. بدون التفاصيل الممتعة لعملية البحث التي لم تسفر عن نتيجة لكن الأمريكي يصر انه سيصل للكنز، وحين كان مع ستيف لوحده يحدث ان هوى الأمريكي الى حفرة، فأصيب إصابة قاتلة برأسه وفارق الحياة. ريتشارد يشك بأن صديقة ستيف هو من دفع الأمريكي للحفرة، اذ يتبين انه اخذ حقيبته وخارطة الكنز والمسدس الذي كان يحمله الأمريكي مخفيا بحقيبته.
العلاقة بين ماريان وريتشارد تتحول الى قصة حب، لكن ستيف تحول الى شخص عنيف ويريد ماريان بالقوة لنفسه، في الوقت الذي بدأت قصة حب تربط بين ماريان وريتشارد. هنا تبدأ عملية الصراع بين ريتشارد وماريان من جهة وستيف من الجهة الأخرى، ماريان وريتشارد يهربان من ستيف الى أعماق الغابة وهم لا يعرفون كيف يخرجون منها، لكن ستيف يهتدي لمكانهما ويطلق النار على ريتشارد الذي حاول منعه من اخذ ماريان فيصاب بجرح خفيف، بعد ان ساق ستيف ماريان معه بالقوة، يتبين ان رصاصة ستيف لم تقتل ريتشارد، بل سببت له جرحا سطحيا، ينطلق ريتشارد للبحث عن ماريان وستيف، فيجدهما بحالة صراع عنيف وينجح بقتل ستيف وإنقاذ حبيبته ماريان.
طبعا ريتشارد وماريان وجدا كنزهما بعلاقة الحب بينهما ولم يواصلا البحث عن الكنز.
هذه هي اهم احداث الرواية. كما قلت هو نص آسر بتفاصيله ولغته التصويرية المتطورة وقدرة الكاتب على اثارة الدهشة المتواصلة لدى القارئ بأحداث الرواية وبجمالية اللغة ودراميتها.
كنت أتوقع ان اقرأ رواية أقرب للشرق العربي، للبنان خاصة، ولكني تفاجأت من زخم النص واختراقه ساحة جغرافية تحتاج الى معرفة جغرافية دقيقة خاصة في قارة هائلة المساحة مثل استراليا وغابات استراليا ومناطقها الرائعة.
بالتلخيص يمكن القول ان د. جميل الدويهي قدم لنا نصا مليئا بالأحداث التي لا تتوقف من افتتاحية النص وحتى الكلمات الأخيرة، الى جانب تعريف بأحداث التاريخ والجغرافيا وبلغة عربية جميلة في مبناها، وآسرة في جمالها السردي، والأهم ان القارئ يغرق بالأحداث القصصية ويندمج مع شخصيات الرواية. هنا نجد سر الكتابة القصصية بعدم ابعاد القارئ عن احداث النص، بل ابقائه كل الوقت اسيرا لتطور الأحداث.
يبدو لي ان العنوان "الإبحار الى حافة الزمن" هو حالة فلسفية أكثر مما هي حقيقة. البحث عن الذهب ينتهي بعلاقة حب وهو جوهر الحياة في ابحار الانسان الى حافة زمنه على هذه الأرض. لذا حب ريتشارد وماريان هو الذهب الذي سيبحران به الى آخر الزمن.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة القرن: هل هي تغطية أيضا لتاريخ النكبة المرعب؟!
- حق الشعب الفلسطيني هو حق قومي وليس ديني
- يوميات نصراوي: في ذكرى وداعك: ستبقين أمي ..!
- صراع سياسي في كوستاريكا
- يوميات نصراوي: مدمن الخمر والقس
- يوميات نصراوي: الطريق الصعبة الى الاستقلال الفكري
- القصة القصيرة عند الأديب الفلسطيني نبيل عودة هل هي نوسطالجيا ...
- علي سلام هو رئيس بلدية الناصرة.. والصورة تعبير شكلي
- يوميات نصراوي: شاعر من هذا الزمان
- التفكير الانديكتيفي
- مجتمعات بلا ثقافة لا مستقبل لها!
- -بنات الرياض- رواية إخترقت الجدار
- هل توجد تقنيات جاهزة لكتابة القصة القصيرة؟
- ما قبل الثقافة، ما بعد الثقافة
- هل لدينا حداثة حقا؟
- نقدنا وفلسفة النقد الغائبة
- فلسفة مبسطة: مفهوم الله في تاريخ البشرية
- فلسفة مبسطة: رؤية واقعية...؟
- لن يبقى إلا أربعة عروش لأربعة ملوك
- حين خطف الموج حبيبتي


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - الإبحار الى حافة الزمن مع الأديب د. جميل الدويهي