أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - يوميات نصراوي: مدمن الخمر والقس














المزيد.....

يوميات نصراوي: مدمن الخمر والقس


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6441 - 2019 / 12 / 18 - 15:26
المحور: المجتمع المدني
    


حدثني والدي عن صديق له كان مدمنا على شرب الخمر. حتى انه يشرب الخمر صباحا بدل الحليب او القهوة وقبل خروجه للعمل، وكان يسافر بباص للعمال يشتغلون في حيفا.
صعد قسيس الى الباص، وكان يسافر بنفس الباص مرتين كل أسبوع، للقيام بخدمات دينية في حيفا. كان على معرفة بذلك الشخص، بصفته أحد أبناء طائفته في الناصرة، وكثيرا ما حاول ان يقنعه بتخفيف المشروب حفاظا على صحته، خاصة انه انسان مؤمن وياتي للصلاة بالمناسبات، ولا يليق به ان يأتي لأي صلاة دينية مخمورا تفوح من فمه رائحة الخمر. لكنه يدعي دوما انه لا يفقد وعيه ليعتزل عن الناس، وانه تعود على شرب الخمر منذ يفتح عينيه صباحا، "هذا حليب الرجال" كما كان يقول، وانه هكذا يجدد نشاطه مستعدا للسفر والعمل في حيفا، وربما تتوقف أنفاسه اذا كف يوما ما عن شرب الخمر.
تفاجأ القسيس في أحد الأيام، عندما صعد للباص ورأى ذلك الشخص يتصفح بإنجيل وجده على مقعد الباص. قال له القسيس متفاجئا:
- مبارك اسم الرب، هذا انجيلي فقدته أمس، واحمد الله انك وجدته وتقرأ به، هل هو قرار منك بالتوبة عن معاقرة الخمر وطلب الغفران؟
- وهل انا أخطأت بحق انسان حتى اطلب التوبة والغفران؟ هل شرب الخمر جريمة؟
- شرب الخمر بلا توقف هو تصرف لا يليق بالمؤمنين.
- المسيح نفسه قال قليل من الخمر يسعد قلب الانسان، فهل تنكر قوله؟
- نسب هذا القول للمسيح، والمسيح لم يقله، هذا القول ورد بالتوراة، ولكن لنفرض ان هذا صحيح، انت لا تكتفي بالقليل من الخمر؟
- يا ابونا والله انا لا املأ كاسي الا بالقليل من الخمر كلما افرغت كأسا؟
- اجل اعرف.. لكنك تملأه عشرات المرات بالقليل من الخمر، فيصبح كثير جدا من الخمر؟
- الا تعرف ان الشاعر عاشق الخمر أبو نواس قال وداوني بالتي كانت هي الداء؟
- ما شاء الله وتحفظ الشعر أيضا؟
- أبو النواس شاعري المفضل.
- الطيور على اشكالها تقع، حسنا أخبرني هل افادك الانجيل الذي وجدته على المقعد بان ينورك قليلا فتكف عن كثرة الخمر وتكتفي حقا بالقليل؟ لعل الله أرادني ان أنسى انجيلي لتجده انت وتنور ايمانك به، وتصوب طريقك في الحياة؟ ماذا تقرأ بإنجيل المسيح؟
-هناك سبب وجيه يا قسيس يجعلني اتصفح الانجيل، يوجد لدي بجوار البيت بئر ماء وابحث عن عجيبة المسيح في قانا الجليل عندما حول الماء الى خمر، لعلي احول ماء البئر الى خمر!!

عجيبة تحويل الماء الى خمر في ايامنا

حضرت قبل سنوات برنامجا تلفزيونيا عن الكاميرا الخفية. أحد الممثلين تنكر بلباس كاهن وذقن كثيفة ممتدة حتى الصدر، وهو عريض المنكبين، طويل القامة، عينيه تلمعان كقطة في الليل، صوته جهوري، والجدية تبدو على ملامحه.
كان يقف بجانب براد ماء للشرب، وكلما شرب أحد الأشخاص يقول له هل تريد ان تشرب بعض الخمر بدل الماء، كما فعل المسيح بعجيبة تحويل الماء الى خمر في قانا الجليل (كفر كنا)؟ وهي خمر مقدسة وانا اعرف سر تحويلها الرباني؟
البعض كان يدخل بارتباك ويطلب ان يرى كيف بإمكانه تحويل الماء من البراد الى خمر، فيقوم الكاهن الشاطر بحركات اداء الصلاة ويحرك يديه ويصلب وينظر للسماء ويهتف باسم الله قائلا أبانا الذي في السماء، هبني القدرة التي وهبتها لأبنك الوحيد أن أحول ماء البراد الى خمر لأضمن ان يؤمن بك غير المؤمنين من الضالين. ويكون عدد الناس حولة قد تكاثر متأملين حركاته وصوته الجهوري، ثم ينظر لمتابعي حركاته، والمنتظرين بشك كبير لما يقول، ومن قدرته على تحويل ماء البراد الى خمر، وبعد التصليب والحركات المختلفة ركوعا ورجاء من السماء واستجداء ربه ان يسانده كما ساند ابنه الوحيد، يقف ويقول بصوته الجهوري: تفضلوا الماء الآن بالبراد اصبحت خمرا،مثل خمر قانا الجليل. وهكذا يتقدموا بتردد للشرب مرة أخرى، فاذا البراد يخرج نبيذا أحمرا، فيذهلوا من العجيبة.
البرنامج استمر لأكثر من ساعة والجمهور اذهله تكرار تحويل الماء الى خمر لكثر من مرة.
فيما بعد جرى الكشف بانه يجلس داخل البراد شاب، وهو يغلق قاطع الماء ويفتح قاطعا للنبيذ، فينذهل الناس من العجيبة.
ترى بماذا تختلف هذه العجيبة عن العجائب الخرافية التي سطلونا فيها ونحن اطفال صغار؟
طبعا لا علاقة بعجيبة المسيح في قانا الجليل، والكاميرا الخفية التي ربما نفذها اشخاص لا تربطهم بالمسيحية أي رابط. لكن البرنامج ترك الكثيرين بحالة ذهول قبل ان يكشف الكاهن عن الخدعة، بوجود شاب يساعده على تحويل الماء الى نبيذ أحمر.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات نصراوي: الطريق الصعبة الى الاستقلال الفكري
- القصة القصيرة عند الأديب الفلسطيني نبيل عودة هل هي نوسطالجيا ...
- علي سلام هو رئيس بلدية الناصرة.. والصورة تعبير شكلي
- يوميات نصراوي: شاعر من هذا الزمان
- التفكير الانديكتيفي
- مجتمعات بلا ثقافة لا مستقبل لها!
- -بنات الرياض- رواية إخترقت الجدار
- هل توجد تقنيات جاهزة لكتابة القصة القصيرة؟
- ما قبل الثقافة، ما بعد الثقافة
- هل لدينا حداثة حقا؟
- نقدنا وفلسفة النقد الغائبة
- فلسفة مبسطة: مفهوم الله في تاريخ البشرية
- فلسفة مبسطة: رؤية واقعية...؟
- لن يبقى إلا أربعة عروش لأربعة ملوك
- حين خطف الموج حبيبتي
- علي سلام فتح الطريق لبناء تعاون شامل بين بلدية الناصرة والقا ...
- انطباعات اولية عن رواية جورج اوريل الرائعة: 1948
- حوار اوكسترالي بالكلمات
- نهضة ثقافية ام أزمة ثقافية؟
- يوميات نصراوي: حكايتي مع الابداع الثقافي


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - يوميات نصراوي: مدمن الخمر والقس