أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - خاطرة: العبقري الخالد ابن الرومي؛ وصرخته الإنسانية الرائعة.














المزيد.....

خاطرة: العبقري الخالد ابن الرومي؛ وصرخته الإنسانية الرائعة.


كريم مرزة الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6485 - 2020 / 2 / 7 - 09:54
المحور: الادب والفن
    


كريم مرزة الأسدي
مقالات آخر الحياة

هذه صرخة إنسانية رائعة من صرخات العبقري الخالد ابن الرومي ( بغداد 221 - 283 هـ) بوجه الطغاة والمتجبرين و اللئام والحاقدين جاءت على لسانه مخاطبًا بها أحد الشعراء كان يريد أن يهجوه:
رقــادك لا تسهر لي اللــــــيل ضلّة ً ***ولا تتجشم فيّ حوكَ القصائدِ
أبــي وأبــوك الشيــــــخ آدم تـلتقي ****مناسبنا في ملتقىً منه واحد ِ
فلا تهجني حسبي من الخزي أننّي *** وأيـّــــاك ضمّتني ولادة والدِ
تعجبني هذه الأبيات الرائعة للشاعر العبقري ابن الرومي ، والشيء بالشيء يذكر، حول المشاحنات الأدبية والحزازات الشخصية ، والنزاعات الأنانية ، والصراعات السياسية التي يقع بين حبائلها عمالقة الفكر والأدب ، ناهيك عن عامة الناس وعوامهم ، متناسين في لحظات الصراع غير المشروع ، ما الإنسان إلا نطفة من قبل ، وجيفة من بعد – وأنا استعير هذا المعنى من الامام علي ( عليه السلام ) - فلا يبقى بينهما إلا العمل الصالح ، والخلف النافع ، والذكر الطيب ، وشاعرنا اشار إلى نسبه الأولي متجاوزاً كل آبائه وأجداده.
نعم!
يكرر الناس بعامتهم وخواصهم قول يسوع المسيح ( أنا ابن ا لإنسان)، والحديث الشريف (كلكم لآدم وآدم من تراب)، وغيره من الأحاديث الشريفة، والأقوال المأثورة، (لا فرق بين عربي وأعجميإلا بالتقوى)...( الناس سواسية كأسنان المشط)؛ ولكن عبقرينا الفذ ابن الرومي جاء بها بأروع أبيات شعرية وأبلغها وأجملها، وحسبي وحسبك وحسبه البيت الأخير:
فلا تهجني حسبي من الخزي أننّي *** وأيـّــــاك ضمّتني ولادة والدِ
تأمل بعمقٍ وكفى!!

وهنالك أبيات أخرى غاية الروعة لابن الرومي العظيم؛ تعال معي لنقدمها بما تستحق:
رغم أنّ الإنسان وجهة الإنسان؛ ولا وجود لإنسان دون الإنسان ، يصرخ الفيلسوف الوجودي الفرنسي جون بول سارتر في إحدى مسرحياته ( الجحيم هو الآخرون)!!
وقد شمنت هذه المقولة في إحدى قصائدي قائلًا:
كسيزيفَ انتَ بهـــذا الزمانْ *** ستبقـى حياتكَ رهنَ الصخـرْ!

كأنـكَ آثامُ هـــذا الوجـــودْ**** وهـــذا ابـــنُ آدمَ ايـــنَ المفــرْ؟!

- عذابٌ أليـــمٌ بدنيــــا الجحيـمْ *** وطبعُ الأنـامِ جحيـــمُ الدهـــرْ!

ولما مسكت الجزء الأول من كتاب (ذكرياتي ) لجواهرينا العظيم، وقلبت ورقتي العنوان فإذا به صدر ذكرياته بمقولة لحكيم صيني تقول :" وُلدوا فتعذّبوا فماتوا " ، لابدَ أن هذه الفكرة راودته فترة طويلة ، بل تخمرت في ذهنه ، وزُرعت في دمه حتى آمن بها قناعة لا تتزعزع ، فجعلها الكلمة الأولى لكتابه الموعود ، ولكن... جزما ، أبعاد المقولة ، واتجاهاتها الفكرية ، وفلسفتها الحياتية، متابينة في عقلي الرجلين ، فالتطابق محال ، ومدلولها واسع على أية حال ، وله أن يحلل أبعادها كما يشاء ، و (ابن الرومي ) عبقرينا الخالد ، قد سبق الرجلين بما ذهبا إليه :

لِما تؤذن الدنيا به من صروفها ****يكون بكاء الطفل ِساعـة ّ يولدُ
وإلا فما يبكيـــــــه منها وإنـّها **** لأفسحُ مما كــــــان فيهِ وأرغدُ
إذا أبصر الدنيا أستهلَّ كأنّـــهُ******بما سوف يلقى من أذاها يهدّدُ
وللنفسِ أحــوالٌ تظلّ كأنـّــــها ***** تشاهدُ فيها كلَّ غيبٍ سيشــــهدُ
لا تتوقع مني أن أطبل التحليل؛ فأفسد روعة الأبيات...وبها قد كفى ووفى...!!

كريم مرزة الأسدي



#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقطعان شعريان: لغز الحياة الرهيب، وما كان لو تتريّثُ
- اليوم العالمي للغة العربية، و مقدمة كتابي ( اللغة العربية بي ...
- خاطرة استطرادية :مصائبُ قومٍ عندَ قومِ فوائدُ
- ما بيني وبين أهلي وأبناء جلدتي في النجف الأشرف العجب العجاب
- اشددْ بأزرِكَ كيْ تكونَ الغالبا
- هذا هو (العراق العريق)، إن كنتم جاهليه - يا أولي الألباب!!!
- وصية أبي تمام لتلميذه لبحتري: قراءة تحليلية استطرادية
- الجواهري على أعتاب -ذكرياتي-خطفًا ممتعًا
- رثاء الحسين: صوتُ النعيِّ فمُ الزمان ِ يذيعهُ
- ( اللغة العربية بين يديك)، المؤلف الجديد لكاتب هذه السطور
- كعب بن زهير: قصيدة ( البردة) في مدح الرسول (ص)، نظرة تحليلية ...
- أرقّ الغزل في الشعر العربي، وما تتذوقون...!!
- أبي قدْ طواكَ الرّدى يا أبي
- لغتنا الجميلة بين شعرها العظيم؛ والتّمرّد العقيم...!!
- أخطاء شائعة في كتابة الهمزة!!
- فكنْ كالأرض ِتحملُ كلَّ طودٍ...!!
- الرصافي بتمامه إلمامًا: نشأته، حياته، شعره، شموخه فقنوطه.
- خاطرة: إشكالية التعصب للعقل الجمعي المتوارث، واجتهاد العقل ا ...
- صحيفة بلادي اليوم تسرق مقالة لي بكمالها وتمامها، للمرّة الثا ...
- (حتّى يُقالَ إلى الإنسانِ -إنسانُ-)


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - خاطرة: العبقري الخالد ابن الرومي؛ وصرخته الإنسانية الرائعة.