أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سفيان بوزيد - لينا بن مهني : الماجدة التي طعنت الذكورية في مثواها الاخير














المزيد.....

لينا بن مهني : الماجدة التي طعنت الذكورية في مثواها الاخير


سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)


الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 20:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يقول الأستاذ محمد الفيتوري : "واذا التاريخُ أغنى أُمَّةً بشهيد فأُلوف شهدانا واذا الثورة كانت بطلاً يطأُ الموت ويحتلّث الزمانا فلنا في كُلِّ جيل بطل مجدهُ يحتضن المجد احتضانا."

و كعادة رداءة الزمان و يبدو ان زمن يعادي الحرية و التقدم و بل ينتقم من حاملات لواء الفكر و التحرير و الكرامة بقتلهم ...انه زمن اللاعدل ، في تونس ان لم تقتل المناضلات بالرصاص و التعذيب فحتما ستتكفل البيولوجيا بقتلهن اما مرضا او وهنا ... و افاق التونسيات و التونسيون على رحيل الشابة لينا بن مهني ، تلك الجامعية صديقة الطلبة ، و صاحبة مدونة "بنية تونسية A TUNISIAN GIRL" اين كانت من الجيل الاول لمناضلي التدوين زمن الدكتاتورية ، حيث نقلت بحرفية انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 ، و حيث انها ايضا غطت و بل انها تحولت الى سيدي بوزيد زمن الدم و الرصاص لتنقل لحظة بلحظة نضال شبان الولاية ضد قوات البوليس الهمجية ، تواصل لينا بن مهني نضالها فيم بعد ثورة جانفي 2011 الى اعتصام القصبة 1 و 2 و الى التصدي الى المشروع الاخواني في تونس خاصة سنة 2013 اين كانت مشاركة بقوة في اعتصام باردو ، كما انها لم تغب البتة عن حملات مكافحة الفساد خاصة حملة "مانيش مسامح" سنة 2016 حيث كانت عنصرا مؤثرا في الحملة التوعوية لفضح الفاسدين من رجال اعمال و متنفذين في الدولة ، اخر الحملات الانسانية التي قامت بها لينا بن مهني هي التبرع بكتب للسجون التونسية و نظمت حملات تبرع معتبرة ان السجن هو مؤسسة اصلاحية بالأساس و من حقي السجين في العلم و القراءة و المعرفة ... لينا بن مهني اكبر بكثير مما كتبت عنها ، فمسيرتها الحافلة اعمق مما دونته ....

جنازة لينا بن مهني ، لم تكون جنازة مليئة بالبكاء و السواد ، او خفضا للهمم و بثا للاحباط ، بل كعادة اليساريين كان لجنازة لينا بن مهني رونقا اخر ، حيث كان اليسار فيها طاغيا ، يسار الحب و الأمل ، القاطع ابدا مع ثقافة الموت ، يسار التجديد و التمرد على الذكورية الساقطة و المتمكنة من أعشاش المجتمع ، فالنساء حملن نعش "لينا بن مهني" ، مرددات شعارات تعاهدها على مواصلة مسيرتها الحافلة بالمساواة و المزيد من افتكاك الحقوق النسوية ، تعاهدها على زرع الحب في ربوع الوطن و المشي مع رفيقها الرجل خطوة بخطوة نحو تكريس العدالة و الكرامة .

مشهد حمل نعش "لينا بن مهني" على اكتاف النسوة أرعب السلطة الذكورية ، فسالت المقالات و التدوينات للمشعوذين تدين هذه الجنازة بتعلة انها خروج عن الدين ، و انها هرطقة و بل ان البعض قال انها كفرا ، اثارتهم الجنازة فقط لانها اعلان عن تمرد واضح عن سلطة الذكور و أكثر أنها بناء جديد لعلاقة مجتمعية جديدة تربط بين النساء بالرجال على أساس السواء .

الذكورية السامة تمكنت من المجتمع التونسي منذالقدم ، بل ان التاريخ و تغييره يحتاج الى قراءة جديدة تقوم به النسوة ، ولفهم التاريخ بالتاريخ نفسه لا بتاريخ المهيمنين، قبل الذهاب لفهم الحاضر، بلا عدة الفهم. و حرب الحركة النسوية هي دائما ضد الذكورية المتشعبة في موروثنا و الاكثر ان الحركة النسوية التونسية تحمل مشروعا واضحا مبتعدة عن التصورات الاستشراقية للمرأة خاصة ولا سيما تلك التي تقف خلفها نسوية ليبرالية ساذجة تردّد المصطلحات ببغائياً.

كما من المهم لفت الانتباه الى أن مسار تحرر التونسيات هو مسار قديم و متشعب و مرهق و طويل و لكن يأتي بنتائج دائما ما تزعزع المجتمع التونسي و تدفعه اكثر الى التقدم اخرها مشروع المساواة في الميراث ...

و في الاخير دامت لينا بن مهني عنوانا للامل و التجديد و الروح النسوية



#سفيان_بوزيد (هاشتاغ)       Soufiene_Bouzid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس تنعى المناضلة لينا بن مهني و جنازة وطنية لتوديعها
- ادانة واسعة لخطاب الكراهية الصادر عن النائب بمجلس نواب الشعب ...
- فخر الدين بن شهيدة : شهيد انتفاضة الخبز في تونس ،
- قبليني قبل عمر الثلاثين
- سلطة البنوك ، البنكقراطية، كتاب ايريك توسان الجديد
- الى الرئيس التونسي الجديد : الشباب يقترح كما طلبتم
- شيوعي متشددّ مهندس مرور قيس سعيد الى الدور الثاني من الانتخا ...
- اطلاق التنسيقية المحلية بجبنيانة مساندة لمرشح الانتخابات الر ...
- السودان يصنع تاريخه : و اشرق شمس الدولة الديمقراطيّة المستدا ...
- صفقة القرن و القرون النّامية على رؤوس العرب
- تضامنا مع الاستاذ العياشي الهمامي لا للكذب وتشويه الحقائق: ا ...
- تونس على الخطى ...كيف دمر الصندوق الدولي الصومال ؟
- من قميص -فضيلة- الى -الفولارة- : قصص تحكي نضالات المرأة التو ...
- تونس : و تدفع ضريبة الدم في سبيل توفير لقمة العيش : وفاة 12 ...
- عمّال الشركة التونسية للكهرباء و الغاز يناضلون لانقاذ شركتهم ...
- جبنيانة : التوجه نحو تفعيل الإضراب العام بالمعتمدية
- شباب المقاومة بجبنيانة ينطلق في سلسلة تحركات ضدّ الارهاب الب ...
- جبنيانة : احتجاجات عنيفة على اثر مقتل شاب في مطاردة امنية تت ...
- مشائخ تونس ...لماذا لم تحرمّوا ؟
- جبنيانة : حلف الشرّ و النفاق الندائي النهضاوي يسعيان لحلّ ال ...


المزيد.....




- النيابة تطلب إحالة أشرف حكيمي إلى المحاكمة بتهمة الاغتصاب
- فرنسا.. النيابة تطالب بمحاكمة أشرف حكيمي بتهمة -الاغتصاب-
- المغربي أشرف حكيمي يواجه احتمال المثول أمام القضاء بتهمة الا ...
- المغربي أشرف حكيمي مهدد بالمحاكمة بتهمة الاغتصاب
- النيابة العامة تطلب إحالة حكيمي الى المحاكمة بتهمة الاغتصاب ...
- بيروت تخنق نساءها: نوع جديد من عنف غير مرئي
- الصين تكبح تراجع الإقبال على الزواج ومعدلات الإنجاب بالدعم ا ...
- للمرة الخامسة.. تحطيم تمثال المرأة العارية في الجزائر بعد تر ...
- وزيرة فلسطينية: قرار الأمم المتحدة بشأن المرأة الفلسطينية يم ...
- تبلغ 73 عاما.. من هي المرأة التي خططت لاغتيال نتنياهو بقذيفة ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سفيان بوزيد - لينا بن مهني : الماجدة التي طعنت الذكورية في مثواها الاخير