أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سفيان بوزيد - تونس : و تدفع ضريبة الدم في سبيل توفير لقمة العيش : وفاة 12 عاملة بالقطاع الفلاحي في حادث مرور















المزيد.....

تونس : و تدفع ضريبة الدم في سبيل توفير لقمة العيش : وفاة 12 عاملة بالقطاع الفلاحي في حادث مرور


سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)


الحوار المتمدن-العدد: 6213 - 2019 / 4 / 27 - 14:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جد صباح اليوم السبت 27 افريل 2019 على الساعة 5:30 حادث مرور على الطريق الوطنية رقم 13 على مقربة من مفترق الوطنية رقم 3، منطقة الشارع سبالة أولاد عسكر، تمثل في اصطدام شاحنتي نقل خفيفتين إحداهما معدة لنقل الدواجن والثانية تقلّ عاملات وعملة فلاحيين
. وتعود أسباب الحادث حسب المعاينات الأولية إلى انفلاق عجلة لإحدى الشاحنتين وفقدان سائقها السيطرة عليها مما أدى إلى اصطدامها بالشاحنة الثانية.
أسفر الحادث عن تسجيل 12 حالة وفاة على عين المكان وإصابة 20 شخصا بإصابات مختلفة.
ووفق بلاغ اصدرته الداخلية فقد تدخلت وحدات الحماية المدنيّة ومصالح الصحّة العموميّة بالجهة وتولت نقل الجرحى إلى مستشفيات السبالة وسيدي بوزيد.
القهر المسلط على الطبقة العاملة من النساء في القطاع الفلاحي تشتد من يوم الى اخر ، فالحديث اليوم لم يعد على اجورهن المتدنية او غياب التغطية الاجتماعية ، بل اصبحت قضيّة نقل العاملات الى مراكز عملهن في الحقول على وسائل نقل غير مرخصة لها و غير قانونية رغم الامكانيات المتوفرة للدولة لمراقبة نقل العاملات و خلاص اجورهن ، فانها غائبة تماما عن حماية هذه الشريحة الهامة في القطاع الفلاحي.
الكادحات في القطاع الفلاحي يعملن 8 ساعات متواصلات ، لا مباليات لا ببرد الشتاء و لا بامطاره و لا بلحيف الصيف او وهج حرارته ، و يعملن ايضا بنصف اجر الرجل بين 10 و 15 دينارا ، و يتم استغلال العاملات الفلاحيات من قبل "سمسار" ينقلهن بسيارته الى الضيعات .
وتشهد الدراسة التي قامت بها الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ان الفقر والتهميش والأمية تأنثوا بشكل واسع فالأميات ترتفع نسبتهنّ أكثر من الرجال واذا ما تمكنت المرأة من تحصيل مستوى تعليم ثانوي او اكثر فهنّ يتفوقن على أزواجهن كما ينجح 45٪ من أبناء النساء المتعلمات في بلوغ التعليم الثانوي والعالي.
وبخصوص العمل في القطاع الفلاحي تشتغل 61٪ من النساء كعاملات عرضيات موسميات في حين يشتغل 28٪ منهنّ بصفة قارة. وتوكل للنساء مهمة الجني (78٪) ومقاومة الأعشاب الضارة (69.5٪) والبذور (64.5٪) ومهمة حمل المنتوج (36.2٪) ونقل المحصول (17٪) وتولّي أعمال الحرث (10٪). وتعيش عاملات الفلاحة ضغطا كبيرا في أيام العمل بسبب نشاطها الفلاحي وقيامها بالأشغال المنزلية وتربية اطفالها الامر الذي يدفعها لتخصيص ساعتين فحسب لحاجياتها الفيزيولوجية ولاستغلال القليل من الوقت للزيارات العائلية وأداء الصلوات.
جحيم التنقل إلى العمل
تتعرض النساء الريفيات للعديد من الصعوبات والمخاطر للحصول على العمل بسبب هشاشة اوضاعهن وعدم هيكلة القطاع. وتشير حوالي 90٪ من المستجوبات إلى أنهن اخترن العمل اراديا وان دافعهنّ هو صعوبة الظروف المعيشية والمشاكل المالية لهنّ ولأسرهنّ. وبالإضافة إلى التمييز على اساس الجنس في العمل الفلاحي تواجه عاملات القطاع الفلاحي في الريف صعوبة في ظروف التنقل فتضظر أغلبهنّ الى التنقل على مسافات تتراوح بين 5 و20 كلم للوصول الى العمل عبر شاحنات او بواسطة مجرورات او شاحنات ثقيلة. كما يعمد العديد من سماسرة نقل العاملات بسكب الماء في السيارة كي تضطرّ العاملات للبقاء في وضعية الوقوف في الشاحنة وهو ما يسهل له عملية نقل عدد أكبر منهنّ كما ان بعض اصحاب السيارات لا يتولون استخلاص معاليم تامين الجولان ما يعني تعريض العاملات الى مخاطر حقيقية.
وفق احصائيات وزارة التكوين المهني و التشغيل تعمل قرابة 450 الف امراة في المستغلات الفلاحية الصغرى ، كما تحدد مجلة الشغل العمل بالمؤسسات الفلاحية 2700 ساعة عمل في السنة و تقر بحق العمال في راحة اسبوعية و ساعات اضافية و الحقيقة المرةّ ان هذه المجلةّ كما يقال المثل التونسي "بلّها و اشرب ماءها" على اعتبار انّ هذه المجلة لا تطبقّ و اغلب العاملات يجهلن حقوقهن علاوة على غياب الدولة الكامل عن هذه هذه الشريحة فمثلا تمتد ساعات العمل للكادحات من الخامسة صباحا الى الخامسة مساءا ، كما انهن يعملن طيلة ايام الاسبوع على اعتبار ان العمل الموسمي في الجني او البذر او غيره يتأثر بتوقف العمل كما انهن لا يتقاضين مقابلا للساعات الاضافية كما ان 99 % من نساء الريف يعملن في القطاع الفلاحي لاكثر من 9 ساعات و ليس لهن اي ادوات حماية اثناء استعمالهن للمبيدات الحشرية او بعض الادوية و هو ما يمثل خطرا محدقا بصحتهنّ تفيد دراسة للوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية على المنتجات تم انجازها سنة 2003 حول تأثيرات المبيدات الحشرية على الصحة أن هذه المبيدات تحتوي على مواد فاعلة تستعمل في العديد من القطاعات كالفلاحة و الصحة وغيرها.

وأكدت الدراسة أنه ينجر عن هذه المبيدات واستعمالها غير الواعي وغير المراقب تداعيات خطيرة على صحة الانسان، وعلى التوازن البيولوجي وأيضا على البيئة حيث يتواصل وجود بعض المبيدات الزراعية لفترة طويلة بعد الاستعمال ويتحول من محيط إلى آخر إما بطريقة سلبية كالتبخر والاستنشاق أو بطريقة فاعلة بيولوجية كالغذاء وغيره على غرار مادة " ددت " التي يبقى أثرها لسنوات من منع استعمالها في التربة وفي المواد الزراعية وحتى في جسم الانسان.
ومن بين المخاطر التي تظهر على صحة الانسان وخاصة لدى المستعملين المباشرين للمبيدات مثل الفلاح والعامل الفلاحي والبائع و الصناعي وأيضا لدى المستهلك، حالات التسمم و الإصابات الموضعية وإصابات على مستوى الجهاز التنفسي و التسمم العصبي على مستوى القلب والشرايين والغدد الصماء
في ظلّ تكرّر حوادث الطرقات وتعدّد المخاطر التي تتعرّض لها النّساء الفلاّحات نتيجة ظروف العمل غير اللائقة والماسة بكرامتهن، والتي تصل حد الموت الناتج عن اعتماد وسائل نقل غير محمية، ولا تخضع لأي ضمانات قانونية، والتي يتبع أصحابها المسالك الفلاحية للتهرب من المراقبة. وفي ظل سياسة التشغيل الهش وضرب شروط العمل اللائق الذي ينعكس سلبا على الفلاحات كحلقة أضعف في القطاع الفلاحي غير المهيكل تعالت مطالب المجتمع المدني وحتى الهياكل المعنية كالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الذي عبر عن استيائه من تمادي السلطات المعنية في تجاهل ملف النقل الفلاحي وعدم اكتراثها بما يخلفه من فواجع ومآسي.
لا بدّ الإسراع بسن التشريعات القانونية ووضع الآليات الكفيلة بحماية النساء الريفيات من مخاطر النقل غير الآمن وحفظ حياتهن وتوفير أشكال التغطية الاجتماعية لهن بما يضمن كرامتهن ويكافئ تضحياتهن ومساهمتهن الفعالة في تحقيق أمننا الغذائي ودفع التنمية الاقتصادية .



#سفيان_بوزيد (هاشتاغ)       Soufiene_Bouzid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمّال الشركة التونسية للكهرباء و الغاز يناضلون لانقاذ شركتهم ...
- جبنيانة : التوجه نحو تفعيل الإضراب العام بالمعتمدية
- شباب المقاومة بجبنيانة ينطلق في سلسلة تحركات ضدّ الارهاب الب ...
- جبنيانة : احتجاجات عنيفة على اثر مقتل شاب في مطاردة امنية تت ...
- مشائخ تونس ...لماذا لم تحرمّوا ؟
- جبنيانة : حلف الشرّ و النفاق الندائي النهضاوي يسعيان لحلّ ال ...
- الاضراب العاّم : ليتحملّ الأزمة المتسببوّن فيها !
- حملة شعواء ضدّ حزب العمّال التونسي : ليحيا الحزب ، حزب الشعب
- قيادات أمنية قريبة من حركة النهضة تسعى لإتلاف وثائق تدين الت ...
- مبروك النصر لعمال تونس : حكومة الصندوق الدولي ترضخ لنضالات ع ...
- بمناسبة الامطار الاخيرة :أجراس الحساب قد حانت ايها المسئولون ...
- تونس : تواصل انتهاك الحريّات الفردية :تهمة الوقوف تحت الحائط ...
- عدد الجياع في العالم يزداد ، النظام الرأسمالي يقوم بتجويعنا ...
- في عيد المرأة : التونسيات في حرب ضروس ضد كهنة حركة النهضة
- دفاعا عن القطاع العمّومي: عمّال الشركة التوّنسية للكهرباء و ...
- ابتهج بثورتك و حريتّك و لا تبكي على اطلال نظام بن علي رغم ال ...
- جبنيانة : ملحمة اضراب الجوع يخوضها معطلون عن العمل
- في رسالة تاريخية قد تنهي الخلاف : محمد الكيلاني يعلن عن مسان ...
- نداء السماء : الجبهة الشعبية في تلك العتمة البيضاء
- رسالة الثوريين لمن يعتقد انهم خافوا ، ترددوا أو سلكوا درب ال ...


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سفيان بوزيد - تونس : و تدفع ضريبة الدم في سبيل توفير لقمة العيش : وفاة 12 عاملة بالقطاع الفلاحي في حادث مرور