سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات
(Soufiene Bouzid)
الحوار المتمدن-العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 00:26
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لزالت انتهاكات الحقوق الفردية للتونسيات و التونسيين من قبل الاجهزة البوليسية تتواصل بخطى حثيثة ، في ابتكارات سافرة لتهم جديدة و غير دستورية ، و لكن هذه المرة بصفة علنية و متلفزة ، ففي برنامج يبث على احدى القنوات التلفزية الخاصة ، قامت عناصر بوليسية مدنية و بالزي و ملثمة ، ب"القبض" على رجل و امرأة راشدين ، بعد مضايقتهما و محاصرتهما بالأسئلة ، لنسمع احد العناصر البوليسية يقول لهما "مشكلتك بامكانك حلّها في مقهى و ليس تحت حائط" ، و الملاحظ ان المراة و الرجل ، لم يكونا بصدد ارتكاب أي جريمة ، او أي فعل قد يكون مشينا،بل انهما لم يكونا اصلا في وضع قد يبعث على الشبهات (بلغة القانون) و يتواصل النقاش بين الشّابة و البوليس ليتمّ اعتقالها دون أي جريمة واضحة .
نقطة ثانية حول هذا البرنامج الاعلامي و الذي اهمل الكثير من القضايا الحارقة التي تهم البلاد ، من بطالة و تفاقم للمديونية و ارهاب اقتصادي و ديني علاوة على الكارثة الطبيعية الاخيرة في ولاية نابل !الم يكن من الاجدر لهذا الصحافي ان يكرس جهوده للنهوض بوعي الناس و تجذير ثقافة الحقوق العامة و الفردية ، عوض التدخل و التشهير بالناس .
المثير للقلق الشديد ، المضايقات على الحريات الفردية من قبل الاجهزة التنفيذية للدولة ، اضحت روتينية ، و بشكل تجاوز كافة الخطوط الحمر ، فاليوم وصلت حدود انتهاك حقوق الانسان التونسي تبث على التلفاز بدون قيد ، و كأنّ البوليس التونسي اضحى بمثل هيئة النهي عن الفحشاء و المنكر ، او كأنّه شرطة اخلاقيّة و كان الاجدر به ان يجسد جهوده لاجل مقاومة الجريمة المنظمة و التهريب و الارهاب و ظاهرة العنف .
الغريب في الامر ان اجهزة الدولة التشريعية و الدستورية و بل حتى الحقوقية الى اليوم لم تتفاعل و لم تتحرك بالسرعة لإدانة هذا الجرم الخطير في حرية العلاقات الفردية و التنقل لكل مواطن تونسي و خصوصية الافراد و لم نر الى اليوم أي تحركّ جدّي لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة.
ان الدعوة موجهة لكافة الهيئات الاعلامية و الحقوقية و التشريعية للتصدي لهذه الممارسات الخطيرة و ضرورة وقفها حتما.
#سفيان_بوزيد (هاشتاغ)
Soufiene_Bouzid#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟