أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - الديمقراطية في تونس














المزيد.....

الديمقراطية في تونس


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6480 - 2020 / 2 / 2 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أهم الأسباب في تدهور الأوضاع اليوم في تونس هو الاستعمال الخاطئ للديمقراطية . يُقال في الأمثال الأنقليزية " إن القميص الذي يُصنع ليلبسه كل الناس لا يلبسه أحد" وربما يستحيل وجوده في الواقع وبالتالي فان الديمقراطية مثلها مثل هذا القميص لا تكون صالحة لأي مجتمع حتى يقوم بمراجعتها و تهذيبها و تفصيلها على قياسه علما و أن كل مجتمع له خصوصياته و تاريخه و ثقافته و عقليته السائدة التي بها يتفاعل مع هذا البرنامج الجديد المسمى "ديمقراطية" بطريقة مختلفة عن المجتمعات الأخرى ما يدعو إلى ضرورة البحث و الإمعان في شكل الديمقراطية التي تناسبه و لهذا فان في العالم اليوم ديمقراطيات و ليست ديمقراطية واحدة مع الاحتفاظ على الأساس المشترك بينهم وهو المعرف لدى الجميع بأنه "حكم الشعب لنفسه بنفسه" و لكن الطريقة لابد أن تكون مختلفة باختلاف أنواع الشعوب فشعب جاهل مثلا لا يستطيع أن يُمارس الديمقراطية بنفس الطريقة التي تُمارس بها في شعب مثقف و بالتالي فان النتيجة تكون أيضا مختلفة بينهما و لا ينجح أولاء كما ينجح فيها هؤلاء. فلو نظرنا مليا في طبيعة و نوعية الناخبين في كل من الانتخابات التشريعية عندنا و الرئاسية لوجدنا أن اغلبهم من الجهلة و الغوغائيين و البلطجية و الأمّيّات من النساء الذين لا يفقهون شيئا من الديمقراطية و لا يعُون ما يفعلون بل إنهم فقط مُقلّدون و قطيعيون أو هم بالأموال مشترون. فهل من الصواب أن نمنح لمثل هؤلاء الثقة في اختيار نوابنا و رئيسنا ليديروا شؤوننا و يحلوا مشاكلنا و ينهضوا بنا وبدولتنا ؟
لكن هذا ما وقع بالفعل في بلادنا في السنوات السابقة و كان سببا في خرابها و دمارها و تردي أوضاعها, و ما دمنا نفكر اليوم في ضرورة مقاومة الفساد فليكن البدءُ بدرء هذا الفساد الأكبر، بتدارك هذا الخطأ الفظيع في طريقة ممارسة الديمقراطية عندنا و لا بد أن نشترط لاحقا في كل ناخب أن يكون على مستو معين من الوعي و الثقافة الذي يمكّنه من الاختيار الصائب في الانتخابات القادمة حتى لا نقع من جديد في نفس المأزق الذي وقعنا فيه في السابق ولا نمنح بطاقة ناخب مثلا إلا لمن كان له مستوى تعليمي يفوق التاسعة أساسي مثلا امرأة كان أو رجلا أو أي مستو آخر تتفق عليه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعد التشاور مع الخبراء والمسئولين في الغرض .هكذا يمكن أن نشرع في ممارسة حياة ديمقراطية ناجحة و في أرقى مستوى و لا باس من أن لا يحدث ذلك في مجتمعات ديمقراطية أخرى إذا لم يكن لهم داع إليه أو كانت لهم مثل هذه الدواعي ولم ينتبهوا لها أو كانوا يعرفونها ولكن لم يُبالوا بها.
ولم لا تكون لنا في تونس هذه المبادرة الخاصة بنا نظرا لاختلاف الوضع عندنا و ربما في المستقبل ستكون هذه المبادرة عملا متميزا خاصا بتونس و يمكن أن نكون به قدوة لغيرنا ؟
وللملاحظة في الأخير أن الغالبية من المثقفين والخبراء والنخب الواعية بقيت خارج العملية الانتخابية في المرات السابقة لعدم ثقتها في طريقة تسييرها وامتعاضها مسبقا من نتائجها التي كانوا يتوقعونها ومتأكدين من فشلها وخطرها لاحقا على مجتمعنا ، لذا فإن أردنا خيرا وازدهارا لهذا البلد الكريم عوّلنا بالدرجة الأولى في الانتخابات القادمة على شيوخها ومثقفيها ونُخبها الكثيرة في المجالات المختلفة لتسييرها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لأن الغالبية من شبابنا ونسائنا قد همّشتهم العولمة ولم يعود وا يدرون ما لهم وما عليهم تُجاه وطنهم الذي إليه ينتمون وعنه هم مسئولون .



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية
- الشعب يريد
- خواطر مزعجة ومفجعة .
- الشيخوخة والزمن :
- هل باستطاعتنا صنع الفرح ؟
- منامة ديناصور
- الدين والعلم
- من الذاكرة الفايسبوكية القريبة .
- بمناسبة عيد الشغل في تونس
- هل سنصير كلنا إرهابيين ؟
- تهويمة في الوجود والموجود.
- الحج والعمرة (؟ )
- شمس جديدة
- تاريخ البشرية
- في تونس حوار من نار
- في تونس : مدينة سوسة العتيقة
- الرد على الجزيرة
- التوجه نحو السويد .
- الإرهاب من أين يأتي وإلى أين يمضي ؟
- رأي في السياسة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - الديمقراطية في تونس