أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب الوكيلي - فلم -الخلاص من شوشانك- رسالة في الحياة والأمل














المزيد.....

فلم -الخلاص من شوشانك- رسالة في الحياة والأمل


أيوب الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 14:49
المحور: الادب والفن
    


داخل سجن الشاوشانك إما أن تنشغل بالحياة أو تنشغل بالموت هكذا قال البطل "أندي" لكن صديقه يحذره من الأمل حيث يقول، مورجان فريمان: " اسمح لي أن أقول لك شيئاً يا صديقي .. الأمل شيء خطير .. الأمل من الممكن أن يقود الإنسان للجنون".

بعد مشاهدة فلم الشاوشانك ترامت إلى ذهني مجموعة من التساؤلات الوجودية والعقلية، هل الفلم هو مجرد رسالة في الأمل أم أنه تجربة فنية عميقة استطاعت أن تعكس عمق الحياة الإنسانية ورصد أهم معالمها من معاناة وتحديات، ومن أهمّ الأسئلة التي دارت في ذهني بعد أن انتهيت من مشاهدة فيلم "TheShawshank.Redemption" عن ماذا يتحدث بالضبط الفيلم؟ وما الرسالة التي يريد أن يوصلها لنا؟ إنه يتحدث عن الحرّية والصّداقة والظلم والعدل والتّصميم والإرادة واليأس والحبّ والخيانة والفرح والنّدم والشّوق والإحباط، حيث تمكن المخرج أن يبرز الكثير من المظاهر المعقدة في حياة الإنسان في قالب فني مبدع رغم اختلاف أشكلها وألونها وطبيعتها الوجودية.

يشكل فيلم الشاوشانك تجربة تتحر فيها النفس عن طريق الأمل، فكرته الرئيسية هي أن تحرير نفسك من العقد والقيود، وخاصة عقدتي المكان والزمان اللتان تدخل الناس في حالة من اليأس والملل القاتل الإنسان، وغيرها من العقد المادية أو المعنوية.
حيث يحيل الفيلم في العمق على تجربة إنسانية متميز، تعكس بعدا وجوديا يرتبط بمعنى الحياة، لأنه حين نواجه تحديات الحياة بكل أشكالها و أنوعها، لدينا خياران في التعامل معها، إما أن نكون مكسورين ونخضع لظروف ونبدأ في الندم والسخط على القدر والظروف والدخول في حالة السأم والملل، و إما أن نواجه التحديات بنوع من الأمل الذي يدفعنا إلى التفكير في الحلول الممكنة لمواجهة هذه الظروف والتحديات عن طريق البحث عن معاني ودلالات تدفعنا إلى مواجهتها عبر الأمل والتفاؤل بالمستقل.
هنا تكمن براعة شخصية البطل آندي الذي استطاع أن يواجه حكمه بالسجن مدى الحياة بمقاربة مختلفة عن المعتاد، حيث اعتمد على قوته الذاتية في مواجهة هذا الوضع، منذ دخوله لسجن وهو يفكر في الكثير من الإمكانات والاحتمالات بنوع من الهدوء لا يدرك أحد من السجناء أو الجنود الأشياء التي يخطط لها، وفي هذا السياق يقول أندي "الأمل شيء جيد و ربما هو أفضل الأشياء جودة، وليس هناك شيء جيد يموت".
و من أفضل المشاهد في الفيلم، حين يجد آندي اسطوانة عند مدير السجن فيقوم بتشغيلها في مكبرات الصوت، لتصل الموسيقى الأوبر لأذن كل سجين، وسط دهشة السجناء، وحين يُأمره السجان بإيقاف الموسيقى، يرفع الصوت أكثر ثم يسترخي، هذا الأمر إشارة ضمنية إلى أننا يجب أن نحافظ على نقطة الأمل في نفوسنا مهما كانت الظروف و التحديات التي نمر بها.

أن تبقى مملوء بالسعادة الداخلية التي لا يستطيع أحد من العالم الخارجي أن يتحكم فيها، إنها تجربة عميقة تعكس التنوع المعرفي والعقلي الذي يميز الوجود الإنساني، لهذا نجد أن التعاطف مع شخصية آندي يحمل في طياته نوع من التقاسم المشترك بين المتلقي الذي يحس بظلم الحياة وغياب الأمل، لكنه يجد في شخصية البطل أندي نموذج للإيمان بالمستقبل وقدرته على الثقة في فكرته المستحيلة من منظور السجناء والجمهور، كان يمضي يومه في التخطيط للهروب من السجن لمدة طويلة دامت تسعة عشر سنة، وهو يحفر النفق من أجل الهروب والذهاب للحياة في الجزيرة التي كان يحلم بها.

كما أن آندي حول كل البؤس الموجود داخل السجن إلى نقطة قوة عبر مساعدة السجناء و تطوير علاقاته وخدماته داخل السجن، وقد كان الأمل هو الذي يصبّره لاجتياز يوم بائس آخر، الأمل هو ما جعله يحتمل نحت أحجار الشطرنج، وغلاظة المأمور، والأشغال الشاقة، والمعاملة الرديئة، والوجوه الجافة، والإحساس المهول بالقهر، استطاع أن يخلصه من مأموره المتدين النصاب، المتستر على كل ما كان يحدث داخل السجن من خروقات لحقوق الإنسان، ومن اعتداءات جنسية وبدنية ضد النزلاء.

يريد أن يعلمنا الفلم درسا مهما في الحياة، أن الأمل والحرية هما جوهر الوجود الإنساني لهذا يجب المواصلة وعدم الاستسلام مهما كان الحال والظروف التي نجود داخلها، يريد أن يقول لنا أنّ السعادة والحرية قد تخلقها في ذهنك أينما كنت، فلا تقيّد بأسوار ولا بظروف ولا بمكان أو زمان، حتى لو سلبوا منك كل شيء، لكنهم لن يستطيعوا سلب حريتك الداخلية لأنك الذي تعطي لوجودك معنى ودلالة داخل الحياة، لأن أندي كان حرّا في السجن، بينما بعضنا سجين وهو “حرّ” خارجه! جنّتك وسعادتك في داخلك فلا تبحث عنها كثيرا في الخارج، لا تجعل ظروف الحياة “تمأسسك”... لا تخف من نظام العالم الذي يجبرك على اتّباعه دون رغبة منك بل قاومه قدر ما استطعت، لا تتخلّى عن حرّيتك طواعِيَة وتستسلم.. عِش بالأمل والحرية.



#أيوب_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة وأبعادها السيكولوجية
- أهمية التعلم الذاتي
- استراتيجيات التعلم الذاتي
- الفرح والسعادة مفتاح التعلم المبدع
- التواصل سر السعادة
- البحث عن المعنى غاية الوجود الإنساني
- كيف تؤثر وسائل الإتصال الحديثة على عقولنا؟
- الفكرة... بداية الابداع
- المفاتيح العشر لتربية الناجحة
- العبقرية والابداع
- الذكاء العاطفي
- كيف نكتسب عادة القراءة؟
- هل تقتل المدارس الإبداع؟
- هل أنا ما أعيه؟
- كيف يساهم الأدب في تنمية إنسانيتنا؟
- تغيير السلوك من منظور علم الأعصاب
- كيف اللعب وسيلة للتعلم والإبداع؟
- نماذج الألعاب النفسية
- نظرية الألعاب النفسية-علم تحليل المعاملات-
- قوة الكلمة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب الوكيلي - فلم -الخلاص من شوشانك- رسالة في الحياة والأمل