أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - حول المثقف و المجتمع فى العالم العربى














المزيد.....

حول المثقف و المجتمع فى العالم العربى


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 22 - 03:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القول ان المثقف فى العالم العربى يتحمل مسؤلية ما جرى من كوارث من اكبر الافتراءات التى سمعتها فى حياتى.
السبب فى راى بسيط ان لا تاثير للمثقف و الثقافة على مجتمعاتنا التى تملك ادنى مستويات القراءة فى العالم .لا افهم كيف يمكن للمثقف ان يكون له تاثير و لا احد يقراه و لا يقرا سواه .و راى الشخصى انه حتى المثقفين من دعموا الاستبداد تاثيرهم محدود جدا ايضا لذات السبب .

و استطيع دعم ما ازعمه بما يقرا لروائيين كبار مثل نجيب محفوظ و هى بضعة الاف من النسخ فى طول و عرض العالم العربى.
كان ينبغى على الدولة بحكم سلطتها و امكانياتها ان تطور مناهج تعليم مضادة لثقافة القبيلة لكن المصيبة ان الدولة نفسها على مختلف تسمياتها هى دولة القبيلة .اى من غير الممكن ان تنتج نقيضها .

لم تزل الثقاقة فى بلادنا ثقافة شفوية تعتمد على ثقافة شيخ القبيلة ايا كانت تسميته ملكا او رئيسا او حتى سكرتيرا لحزب يسارى . و اقول حزب يسارى لانى قابلت يساريين مشبعون بالفكر الفئوى على انواعه و يستخدمون عبارات يسارية كنوع من تبييض الاموال !

فى هذا المجتمع لا قيمة اصلا لاى كلام يكتب او حتى يقال .القيمة الاساسية تعود ليس للكلام بل لمن يقول الكلام اى لشيخ القبيلة او احد من مساعديه او لمصدر السلطه التى هى فوق كل قانون .
و لذا كان راى ان احد اسباب فشل عصر النهضة ان الافكار النهضوية لم تصل الى الناس و حتى ان وصلت فانها ليست مقبولة كوننا تتصادم مع موروثات متخلفه .

و لما ما زلنا فى عصر الداعية الدينى الذى يملا فضاء الانترنت بالترهات بامكان اى شخص ان يقارن على سبيل المثال عدد من يتابع ما كتبه مثلا مفكرون كبار من امثال محمد عبدة الجابرى و اى داعية تافه على النت .السبب ليس فقط ان الداعية يثير الغزائز التى تم استبطانها عبر التاريخ بل ايضا لانه يقوم بنوع من دور الحكواتى. و هو امر يروق لجمهور جله جاهل و ينتمى فى العمق لمرحلة ثقافة القبيلة و يتناغم مع ما يقوله الداعية..و ثقافة القبيلة لا تسمح اساسا باى تنوع .ما يقوله شيح القبيلة ينبغى تبنيه و الا صار المرء صعلوكا على طريقة الصعاليك العرب ممن تمردوا على قبائلهم و تم عزلهم و اقصائهم كونهم اعتبروهم ضالين عن السلوك القويم .

و قد راينا جميعا كيف تمت بسرعة تنمية الثقافات الجهوية و الفئويات الدينية بسرعة قصوى .و السبب هو ثقافة القبيلة التى تنتج ضعفا فى التماسك الاجتماعى الوطنى و اللهوية الوطنية الجامعة و لديها القابلية ان تنتج قبائل و قبائل مضادة .
.
لا ينبغى للمثقف ان يكون حكواتيا على طريقة الدعاة الذين يملاون النت بكل انوع الجهل و الخرافات.كما ليس من دور للمثقف ان يكون رجل سياسة لان هذه ليست وظيفتته حتى و ان كان له دور سياسى بقدر ما .و قد راينا امثلة تصادم مثقفين مع احزابهم لانها ارادت منهم ان يكونوا ديكورا لها .تماما على طريقة المهرجانات (الثقافية ) التى تستخدم لاغراض الدعاية .المثقف يستخدم فكره النقدى من اجل ان يقوم ما امكن من تصحيح البوصلة بدون السقوط فى فخ الدعوية لانه ليس داعية و ينبغى ان لا يعظم من ذاته معتقدا ان له دورا رسوليا لان هذا ايضا يوقعه فى فخ الوعظ و الدعوية ..لكن من واجب المثقف ان يعنى بتعميق قيم العدالة و المساوة و القيم الانسانية و يكون له موقف فى مواجهة الظلم ايا كان مصدره .و ليس من مهمته التطبيل لنظم حاكمة او احزاب او اشخاص ايا كانت درجة تاييده لها. لان مهنته ليست ان يكون مطبلاتى عند هذا و ذلك .و هذا يعنى انه لا يملك الادعاء بمعرفة الحقيقة بقدر ما يساهم فى الاثراء المعرفى لان انتاج الفكر و المعرفة هى وظيفته الاولى . لكن لا يمكن له من دور فاعل بدون تعميم ثقافة القراءة و فضولية حب المعرفة . و عدا ذلك كل ما يكتبه المثقف ليس سوى صدى تاثيره محدود جدا .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ملف الحراك الجماهيرى و الثورى فى العالم العربى .
- ثورات الشباب
- الجمل الجميلة لا تغير الوافع الان ينبغى ان يكون زمن الاتحاد ...
- المشرق العربى يحترق و لا بد من الانقاذ !
- حول منظومة القيم الغربية
- لقد انتقدنا الواقع بما يكفى صار من المطلوب ان نغيره !
- ليس هناك من خيار امام العالم العربى الا ان يتغير من الداخل و ...
- يا لها من حياة !
- الثمن الباهظ للغباء و للمزايدات السياسية!
- امامنا عقد لهزيمة الاسلام السياسى و الا انهارت الدولة الوطني ...
- حول الاسلام السياسى و الدولة الوطنية
- حان الوقت لبناء وعى جديد !
- وزير الماء و الهواء !
- نيموس و اقصى اليسار و قرية ماكندو!
- فى انثروبولوجيا راس السنة
- عن افاق المستقبل
- بعض من احاديث نهاية العام !
- حديث الخميس
- يوم اخر !
- حول الصراع الازلى بين المثقف و القبيله السياسيه!


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - حول المثقف و المجتمع فى العالم العربى