ألرّد الإيراني ومخرجاته الجيوستراتيجية

طلال الحريري
سياسي عراقي
(Tallal Alhariri)

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 05:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

على مدى أكثر من نصف عقد لم تتحرك ايران خارج لغة التهديدات الفارغة والأساليب الإرهابية المحدودة في الرد لكن هذا الأسلوب تغير في ظل سياسة الضغط القسوى التي جعلت النظام يدرك نهايته ويفقد وجوده بشكل سريع وغير متوقع ومع دخول عام 2020 والذي على ما يبدو هو العام الأخير الذي سيذكر به النظام الآيراني على عكس التوقعات السابقة التي تحددت رؤيتها وفقاً لبراغماتية النظام وسياسة العقوبات الاَمريكية التي أخذت طابعاً اقتصادياً صلباً لمواجهة النظام المتورط بالاِرهاب وزعزعة استقرار المنطقة وتهديد العالم.
في نهاية عام 2019 ومع بداية عام 2020 تطورت القضية الايرانية بشكل متسارع وغير متوقع خاصة بعد تنفيذ واشنطن اكبر عملية استهداف دقيقة لأبرز شخصيات النظام واكثرها تاثيراً وقوة مع مجموعة من الاِرهابين التابعين للمحور الايراني وفيلق القدس هذهِ العملية التي انهت وجود قاسم سليماني تحولت الى متغيرات جيواستراتيجية وحولت الصراع من الخطاب الُمهَدِد الى الخطاب المُحارب وتجلت تطوراتها في تعزيزات عسكرية امريكية كبرى في العراق والشرق الاَوسط جعلت المواجهة اهم خيارات التعامل مع النظام الايراني المارق. هذهِ المعطيات التصعيدية التي ترافقت مع رد إيراني بصواريخ بالستية استهدفت قاعدة عين الأسد ومصالح امريكية في العراق تجاهل كل التحذيرات الامريكية الشديدة للنظام الايراني وجعلنا ندرك حجم التورط وعدم الاستقرار واللا عقلانية التي اصابتهُ في ظل تأكُل وتصدع في بنيتهِ ومليشاته الأرهابية. هذا الرد هو المتغير الأبرز بعد مقتل سليماني الذي جعل خارطة المواجهة واضحة وهَيّأ الظروف الدولية والعسكرية لتوجيه ضربة خاطفة للنظام في عمقه الجغرافي وتدمير قدراتهِ العسكرية والحيوية المهددة للمصالح الامريكية والدولية هكذا تُشير المعطيات والمدخلات الجيوسياسية للأزمة وأن العراق سيكون جزء من المواجهة وسيتعرض لتغيير سياسي وعسكري كبير في ظل هذهِ التطورات السريعة القادمة التي ستجعل النظام الايراني هو الخاسر الوحيد وربما تكون الخسارة الكبرى نهايتهِ وإزالة وجودهُ السياسي والعسكري.

#طلال_الحريري (هاشتاغ)       Tallal_Alhariri#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل