هل ستُضرب إيران وتشن امريكا حرباً لإسقاط نظامها؟

طلال الحريري
سياسي عراقي
(Tallal Alhariri)

الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في شتاء عام 2002 كنت مع والدي في احدى الليالي وكان في حينها يستمع لإحدى الإذاعات الدولية، وفي تلك الفترة كان الاعلام الدولي والاقليمي في حينها منشغل بالتهديدات الأمريكية للنظام العراقي وتتناقل الأنباء اخبار التحضيرات والتعزيزات الامريكية في الخليج والتصريحات والمواقف الدولية، وتتضارب الانباء والتحليلات حول خطورة نظام صدام والتورط الامريكي في هذه الحرب المرعبة اذا ما اندلعت، وما لفتَ نظري في تلك الساعة كثرة التحليلات السياسية التي تؤكد بأن صدام حليف لأمريكا، وما يجري مجرد اعلام وتخويف لدول المنطقة، وان امريكا لن تشن حربا على من سلمها الخليج على طبق من ذهب، وان وجود نظام صدام واستمرارهِ سيجعل امريكا مستمرة ببيع السلاح لدول الخليج بمليارات الدولارات، ومن التحليلات ما تقول بأن الحرب على النظام العراقي ستشعل المنطقة بالكامل ضد امريكا وحلفاءها، وستُحرق تل ابيب بالصواريخ، وتُدمر القواعد الامريكية في الخليج، والكثير من التحليلات التي تجعل المتلقي يضيع في زخم كبير من متاهات الحقائق والاكاذيب والمواقف الدولية والمحلية والاقليمية في الوقت الذي لم تصرح بع واشنطن بأي موقف مباشر من الحرب المرتقبة أو اعلان توقيتها، وبعد عام من هذه الحادثة وبتاريخ 17 اذار/ مارس تفاجئ العالم بتصريح الرئيس الامريكي جورج بوش الذي امهل من خلاله صدام 48 ساعة لمغادرة العراق، وبعد يومين شنت الولايات المتحدة وحلفائها الحرب على النظام العراقي وبعد اقل من عشرين يوم فقط سقط النظام، واعلن بوش من على ظهر حاملة الطائرات ابراهام لينكولن نهاية الحرب وانتصار الحلفاء.

اليوم تتشابه احداث التاريخ وتُهدد ايران بالضرب والحرب واسقاط نظامها، وتُعاد نفس التحليلات السابقة، ونفس السناريوهات والانباء والمواقف، ومن خلال التجارب ودروس التاريخ والدراسات استطيع ان اقول بأن الحرب قادمة، وان النظام الايراني سيسقط ليس فقط من اجل حماية المصالح الامريكية وامن إسرائيل، بل ان الموضوع اكبر من ذلك حيثُ يتمثل بطي صفحة شرق اوسط سايكس بيكو ليحل محلهُ شرق اوسط امريكي يحقق لواشنطن السيادة المطلقة، بعد اكتمال سيطرتها على اعظم كتلة بشرية غنية بالموارد الطبيعية والبشرية، والاهم من ذلك الابعاد الجيوستراتيجية والجيوبوليتيكية التي تشكل عمقاً ستراتيجية يعزل الصين وروسيا عن اكبر من نصف مساحة العالم واكثرها اهمية في السياسة الدولية.
[email protected]

#طلال_الحريري (هاشتاغ)       Tallal_Alhariri#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل